"أنت مثل أبيك".... اتهام يؤرق المراهق

كلما نظرت في المرآة واكتشفت كم أشبه أبي، أكون على وشك تحطيم المرآة بقبضتي، وكلما تغامزت صديقات أمي بأن حركاتي وتصرفاتي تشبه حركات وتصرفات ذلك الرجل الذي أحمل اسمه، والذي ترك البيت منذ سنوات بعد أن نالت أمي صنوف العذاب على يديه، وأصبح معروفاً بين الناس بأخلاقه السيئة.
يشهد لي الكثيرون بطيب معشري، ودماثة خلقي، ولكن المقربين مني ومن حياتنا العائلية لا ينفكون عن تشبيهي بأبي، بل أمي حين تغضب مني وتثور فهي تقول لي: أنت مثل أبيك، وهي لا تعرف كم هذا موجعٌ بالنسبة لي، وأمي لا تقصد أخلاقه وطباعه بقدر ما تقصد أنني أشبه في حركاتي وتشويحات يدي مثلاً، حتى في ابتسامتي ولون بشرتي المختلفة تماماً عن لون أمي وباقي إخوتي.
رسالة هذا المراهق الذي يبلغ من العمر 15 عاماً ويدعى «حسام» انتهت بتساؤل: هل نحن نشبه آباءنا بسبب الوراثة ولا ذنب للعشرة والاختلاط بذلك، وكيف أدافع عن نفسي.
بدورها «سيدتي نت» تطرح سؤالاً للأخصائي النفسي محمد صادق وهو: هل يسعد المراهق دوماً حين يوصف بأنه مثل أبيه، أم أن هذا الوصف هو مجلبة للتعاسة، كما في حالة الفتى «حسام»؟
يقول الأستاذ صادق: إن أكثر كلمة تجعل المراهق على حافة الجنون هي كلمة «أنت مثل أبيك»، فكل مراهق بحاجة لأن يكون له شخصيته المستقلة، ولكن تكرار هذه العبارة أو الاتهام ربما يجعله على وشك أن يكون صورة من الأب، الذي يحوي جوانب نقص في شخصيته، كما في حالة «حسام ووالده».
وللأسف فهناك صفات شخصية يولد بها الإنسان مهما كانت وضيعة، ولا دخل له بها؛ حسبما توصلت إليه الدراسات السلوكية والنفسية.
وعلى ذلك يُنصح باتباع التالي في التعامل مع «حسام» المراهق الصغير:
- المرحلة العمرية التي يمر بها المراهق يكون من الصعب عليه تقبل أنه يشبه والده في الشكل، ولكن كلما تقدم في العمر يصبح من السهل عليه أن يستوعب ذلك، فعلى الأم أن تتركه حتى يفعل مع مرور الزمن.
- على الجميع أن يبحث عن مواطن جيدة في شخصية الفتى، ووضعها على لائحة الشرف فيما يقوم به من أعمال.
- المراهق الصغير يسعده أن يكون رجلاً قبل الأوان، ولذلك فإن تكليفه بمسؤوليات تليق به يكون كفيلاً بنزع هذه الأفكار من داخله.
- يجب أن يعلم أن كل إنسان هو ابن بيئته، وأنه يعيش مع أناس يتمتعون بقيم ومبادئ عليا، ويجب أن يكون مثلهم.
- مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة، ثم المراهقة هي السنوات التي تتشكل فيها الانطباعات النفسية لدى الأشخاص، ولذلك يجب علينا ككبار أن لا نترك ندوباً على شخصياتهم.