برعاية "سيدتي".. هيفاء تحلم أن تصبح "سندريلا"

6 صور

لم تشفع للشابة السعودية، ذات الـ29 عاماً، روحها المرحة أو ابتسامتها البريئة؛ لأن تعيش حياة طبيعيَّة كأي فتاة أو تعمل أو تتزوج، وتصبح السندريلا التي تحلم أن تكون عليها يوماً.

إنها هيفاء، مصممة جرافيك، التي لا تعمل في أي وظيفة، وتعيش في عزلتها داخل حجرتها؛ بسبب وزنها الذي تجاوز 130 كيلوغراماً، مع أن طولها لا يتجاوز 157 سنتيمتراً. ولكن لا يوجد شيء مستحيل، مادامت هناك فسحة أمل، ومادمنا نجد من يأخذ بيدنا نحو الجانب الآخر. وقد رافقت «سيدتي» هيفاء في مرضها، وغيّرت حياتها، وجعلت البسمة والثقة تعودان إليها.كانت البداية عندما زارت هيفاء مكتب «سيدتي» بجدَّة مستنجدة، وغمرت روحها الطفوليَّة المرحة المكان، فاستمع الجميع لمعاناتها الطويلة التي تختبئ وراء ضحكتها.

المرارة هي السبب
تقول هيفاء: «كنت بعافية، وجميلة، وكان وزني مناسباً نوعاً ما لطولي. عانيت فترة من حصوات في المرارة، فأجريت لي عمليَّة جراحيَّة لاستئصالها، وخلال فترة المرض كانت عصارة المرارة تخرج إلى دمي، فتسببت في زيادة وزني خلال تسع سنوات، وكنت أظن أنَّني بعد استئصالها سوف أعود إلى وزني الطبيعي، لكن وزني كان يزداد بشكل غير طبيعي، فقبل العمليَّة كان وزني (111 كيلوغراماً)، لكن ورغم الالتزام بالريجيم والأنظمة الغذائيَّة، إلا أنَّ وزني زاد الضعف، وعند زيارتي للطبيب وإجراء جميع التحاليل اللازمة؛ لمعرفة السبب، أخبرني بأنَّ هنالك بعض الأجسام تصاب بالسمنة بعد استئصال المرارة، وأنَّ الريجيم والأنظمة الغذائيَّة لا تفيد، خاصة أَنني أصبت بسمنة مفرطة، ويجب عليَّ إجراء عمليَّة تكميم للمعدة». وتضيف: «لا أستطيع أن أعيش حياتي بطريقة طبيعيَّة؛ فأنا لا أستطيع الجلوس في أي مكان، وأعاني كثيراً في المشي، ولا أستطيع النوم، حتى إنَّني كدت أختنق في بعض الليالي خلال نومي، ولا أستطيع النوم إلا على عدد كبير من المخدات؛ لكي أسند ظهري؛ لأتمكن من التنفس».

والداي
والدي يساندني كثيراً، ويشجعني على الذهاب إلى الأندية الرياضيَّة، وساندتني والدتي كثيراً، وكانت تأمل في أن أصبح الابنة التي تحلم بها؛ ناجحة ومرتاحة في حياتها، لكنني لا أستطيع أن أخرج للتسوق بنفسي، فكانت تخرج معي، وعندما تجد قطعة مناسبة لحجمي تحضر لي جميع الألوان وبكميات كبيرة؛ خوفاً من ألا تجد غيرها في المرة القادمة، وكنت أعتقد أنَّني وبعد استئصال المرارة سوف أرتاح، وأنَّها السبب الذي يدمِّرني ويزيد وزني، فخاب ظني.

أخواتي رشيقات
لديَّ خمس أخوات، جميعهن نحيلات جداً ورشيقات، وأحياناً أخرج معهنَّ للسوق؛ لاختيار ملابسهنَّ، ويفضلن أن أختار أنا لهنَّ؛ لأننَّي أختار ما أحلم أنا بلبسه، وأحياناً أنظر إلى القطعة وأتمنى من داخل قلبي أن أرتديها يوماً من الأيام، لكن كثيراً ما كنت أعطلهنَّ في المشي؛ لأنني سرعان ما أشعر بالتعب والإعياء.

خائفة من العمليَّة.. ولكن
عن العمليَّة وخطورتها، قالت: «أعلم أنَّها خطيرة، لكن العمر واحد والرب واحد، فأنا لا أستطيع أن أكمل حياتي وأنا على هذه الحال، رغم أنَّ هنالك كثيراً من الناس يعجبون بشخصيتي المرحة ووجهي الطفولي، إلا أنَّني أعلم ومتأكدة أيضاً من أنَّه ليس هنالك من سيرضى بأن يرتبط أو يتزوج بإنسانة في مثل شكلي وحجمي، ثمَّ إنني اتبعت الريجيم وأنظمة غذائيَّة عديدة، وتناولت أدوية وأعشاباً، ولا تزال صحتي تسير للأسوأ».

سأكون سندريلا
لا أعلم مدى سعادتي عندما أصبح نحيفة، أشعر وكأنني سأمتلك الدنيا، وسأصبح السندريلا، التي أتخيل أن أكون عليها دائماً، وسأقوم بزيارة الحرم وأداء العمرة من دون معاناة أو الشعور بالدوخة والإرهاق، وسوف أتزوج رجلاً وسيماً ورشيقاً، وسأكون أجمل عروس في ليلة زفافي، ولن أخاف أن أطلق؛ بسبب شكلي وسمنتي، وسوف أبني بيتي، وأنجب أطفالي الذين أحلم بهم، وبالطبع سوف أعتني بصحتهم؛ حتى لا يكونوا مثلي ويمروا بالمعاناة التي قاسيتها، وحرمتني من أيام ولحظات جميلة في حياتي.

كواليس:
- حددت «سيدتي» موعد العمليَّة مع هيفاء والدكتور صالح، ورافقتها منذ دخولها غرفة العمليات إلى أن خرجت بالسلامة، وكانت هنالك وقفات لا تنسى في قصة هيفاء.
- اتكأ والد هيفاء على الجدار يبكي ويفكر في ابنته، وفي مدى خطورة العمليَّة، وخوفه على حياتها، ورفض الحديث إلينا أبداً عن أي شيء، واكتفى بتقبيل ابنته وتوديعها ودموعه تغرق عينيه.

- والدة هيفاء: أتمنى من الله أن يطمئنني عليها، ويحقق لها ما تحلم به، وتقوم بالسلامة، وأتمنى أن تكون هنالك فرحة قادمة تنسينا كل هذا الألم.
- تقول هيفاء وهي على سرير التحضير للعمليَّة: «أنا متفائلة جداً، ومسرورة، ولست خائفة أبداً، فأنا الآن في لحظة كنت أتمناها منذ سنين، و«سيدتي» حققتها لي، وسوف تكون حياتي القادمة أجمل وأفضل، وسأحقق أحلامي، وأتمنى من أهلي ألا يخافوا عليَّ، فهم السند الأكبر لي في حياتي».

- انتظرت عائلة هيفاء ابنتها بفارغ الصبر، وبأدعية لم تنقطع طوال وجودها بغرفة العمليَّة إلى أن خرجت، فاستقبلتها بدموع حارة؛ دموع رؤيتها وسلامتها، متقدمين بالشكر الجزيل بعد الله لفريق «سيدتي»، والطبيب المشرف على حالتها.

اقرأوا تفاصيل العملية في عدد "سيدتي" 1720 في الأسواق