المهندسة إيفا شوميلاس Eva Szumilas: العودة إلى روح الفنون الزخرفية هو شعاري

المهندسة إيفا شوميلاس Eva Szumilas
المهندسة إيفا شوميلاس Eva Szumilas درست هندسة العمارة في جامعة فروتسواف التقنيّة

غادرت المهندسة إيفا شوميلاس Eva Szumilas وطنها بولندا، في منتصف عشرينياتها، لهدف العمل، ثمّ هي استقرّت في لبنان، حيث تيقّنت أن مضمار العمارة أي تخصّصها الجامعي، لا يشغفها، بعكس تصميم الأثاث وإعداد الديكورات الداخليّة للمشاريع المختلفة والتجهيزات الفنّية، المجالات التي تمكّنها من التعبير عن ذاتها، بلغة قابلة للفهم والانتشار. كانت شوميلاس في رحلة برّية في إيطاليا، حين تواصلت معها «سيدتي»، وقد رحّبت بالحديث عن فلسفتها في التصميم، في الحوار الآتي نصّه.


غادرت موطنك بولندا بعد التخرّج الجامعي لغرض العمل، وقد اشتغلت في كلّ من قبرص والإمارات ولبنان. ماذا بقي في البال من بولندا؟

أعتقد أن آثار موطني بولندا لا تزال قويّة وواضحة في داخلي، وفي أعمالي. من المعلوم أن الفكرة هي أسّ عمليّة التصميم؛ مكمن كل فكرة هو الذكريات والمشاعر وتجارب الحياة. قضيت 27 عاماً من حياتي في بولندا، وهذا وقت طويل؛ البلد وناسه والتاريخ ونهاية الحقبة الشيوعيّة في بولندا، كلّها مؤثّر، سواء في طريقة تفكيري أو كلامي أو حتّى الملبس. يطال الأمر حتّى كيفيّة الاحتفاء بالحياة، وحرّية السفر والرغبة في اختبار المزيد.


كيف ينعكس مزيج الشرق والغرب، في تجربتك الحياتيّة، على التصاميم التي تحمل توقيعك؟

أرغب في أن يكون الأثاث الذي أصنعه مميّزاً بصورة تسهّل نسب التصاميم إليّ؛ علماً أن تصاميمي تمزج بين بساطة أوروبا الشرقيّة وصلابتها والفلسفة البنائيّة، وبين تعقيد الشرق الأوسط وتنوّعه والميل إلى المباهاة والأنوثة. باختصار، الأثاث عبارة عن مزيج أنيق ورصين للجميع.

تابعي المزيد: المهندس شاد عسكري:هدفي هو طبع العمل التصميمي بهوية محددة


فنّ يُمتّع الناس

 

بعض تصميمات المهندسة إيفا شوميلاس



متّى قرّرت التركيز على تصميم الأثاث، في مسيرك؟

درست هندسة العمارة في جامعة فروتسواف التقنيّة، ببولندا، حيث نلت درجة الماجستير في هندسة العمارة وتخطيط المدن. بعد العمل لأعوام في مضمار العمارة، في كلّ من بولندا وأيرلندا وقبرص ولبنان، لم أشعر بالسعادة التامّة. كنت محبطة بعض الشيء، وتتملّكني الرغبة في أن أكون أكثر إبداعًا. ثمّ، بدأت قصّتي مع الأثاث وتصميم المنتجات عن طريق مصباح أرضي شاركت عبره في معرض Smogallery ببيروت عام 2012. كان (المصمّم) غريغوري غاتسيريليا أسّس المعرض، وهو أصبح في ما بعد مرشداً لي وشاركني معرفته الهائلة بالفنّ والتصميم. نجح المصباح الأرضي، وبيع وكتب عنه في عدد قليل من المجلّات، فاكتشفت عندئذ مدى بهجة وإثارة عملية إنشاء وإنتاج شيء ما من الصفر، وأدركت أن هذا ما كنت أبحث عنه أي الاشتغال على مشاريع وقطع جميلة خالدة لخلق فنّ يتذكره الناس ويستمتعون به. في تلك الفترة، بدأت أيضاً في العمل على تجهيزات فنّية، الأمر الذي أثار تفكيري، بكل ما يحمله من تحدٍّ و«أدرينالين» وشغف ورضا كبير في نهاية العملية. بعد كل هذه التجارب، أصبحت جاهزة لافتتاح «استوديو» التصميم الخاصّ بي، وركّزت على الإصدارات المحدودة من الأثاث الفاخر المصنوع حسب الطلب والأثاث القابل للاقتناء. أقوم أيضاً بتصميم المساحات الداخليّة للقطاعين الخاصّ والعامّ، والمشاريع السكنيّة الراقية ومكاتب الشركات، كما الديكورات الداخليّة في قطاع الضيافة والمطاعم.


كيف تنظرين إلى مشهد التصميم، في لبنان والمنطقة، والتقدّم الذي يعرفه المجال الفنّي المذكور؟

كنت محظوظة للغاية لأن الفرصة أتيحت لي للمجيء إلى لبنان والعيش فيه، والتقرّب من صناعة التصميم اللبنانيّة الإبداعيّة، ومقابلة مصمّمين وفنّانين موهوبين ومتحمّسين للغاية. يصقل هذا البلد (لبنان) المواهب. يسعدني أن أكون جزءاً منه.

تابعي المزيد: سيدة الأعمال والمصممة السعودية مي الرفيعي: أحب تصميم أمكنة متحوّرة لا تكبر مع الزمن


العودة إلى الجذور


تتخذ قطع الأثاث والإضاءة التي تحمل توقيعك هيئة أشكال هندسيّة واضحة، وهي مصنوعة من مواد نبيلة. كيف تصفين أسلوبك؟

أرفع شعار العودة إلى الجذور، وتحديداً إلى روح الفنون الزخرفيّة الهادفة إلى بثّ والجمال وفلسفة الجمال والنقاء والأناقة.


هل أنت متأثّرة بحقبة «الآرت ديكو»؟

طراز «الآرت ديكو» هو مفضّلي، ولو أن تصاميمي تتطوّر في اتجاه متناسق أكثر وأشكال تجريديّة.

تابعي المزيد: المهندسة مارين بسترس: الثقافة الشرقية غنية وقابلة للدمج بالتصميم الحديث


لغة التصميم للتعبير عن الذات

 

بعض تصميمات المهندسة إيفا شوميلاس


تصفين ذاتك بالانطوائيّة؛ هل يجيب التصميم عن بعض من أسئلتك الداخليّة؟

هو لا يجيبني عن أسئلتي، لكن يعطيني الفرصة للتعبير عن ذاتي ودواخلي بلغة التصميم، ويسمح لي بمشاركة قصصي مع الناس، كما يحقّق لي فرصة إدخال الناس إلى عالمي.


صمّمت خزانة سبق أن نالت جائزة؛ ما هي مصادر الإلهام لك في هذا العمل؟

تحمل الخزانة اسم «الغونغ» أو «الصنجة»؛ وقد استلهمتها من ثقافة الشرق الأقصى التي تثير فضولي لاستكشافها. «الغونغ» آلة موسيقيّة تدلّ إلى الثروة والمكانة والقوّة، وفق طقوس الشرق الأقصى (كانت الآلة تستخدم لإفساح الطريق للمسؤولين والمواكب الهامّة)، وهي لا تزال محتفظة بأهمّيتها حتى الوقت الراهن.

تابعي المزيد: الأخوان حسن وحسين الرومي: لخلفيتنا الشرق أوسطية دور في تشكيل أفكار التصميم


الاحتقاء بالحرفيين


ما هي علاقتك بالحرفيين، الذي يفيدون المصمّمين، في إطار تحويل أفكارهم إلى واقع ملموس؟

يكثر عدد الحرفيين المهرة الذين يعملون في الخشب والنحاس والحجر، بلبنان. قبل بضع سنوات، كانت التقنيات والمواد الجديدة والطابعات ثلاثية الأبعاد التي يمكن الوصول إليها في لبنان قليلة الانتشار؛ من ناحيتي أقدّر الصنع اليدوي، مقارنة بذلك الآلي، وأفيد من مهارة الحرفيين ومواهبهم، وأحتفي بمهنهم الآيلة إلى الزوال للأسف.


ما هي مشاريعك للأشهر القليلة الباقية من العام الجاري؟

أضع اللمسات الأخيرة على مجموعة جديدة من الأثاث؛ من المفترض أن تبصر النور في نهاية العام، كما أعمل بالتوازي على التصاميم الداخليّة لبضع مشاريع.

تابعي المزيد: مهندسة الديكور Melissa Charlier: الأسلوب «المينيمالست» يعزز التجارب في المساحات الداخلية المعيشية