حوار حصري مع النجم توم هانكس عن كواليس أداءه دور "جيبيتو" في فيلم "بينوكيو"ا

صورة من فيلم "بينوكيو" - الصورة من شركة ديزني
صورة من فيلم "بينوكيو" - الصورة من شركة ديزني
صورة من فيلم "بينوكيو" - الصورة من شركة ديزني
صورة من فيلم "بينوكيو" - الصورة من شركة ديزني
صورة من فيلم "بينوكيو" - الصورة من شركة ديزني
صورة من فيلم "بينوكيو" - الصورة من شركة ديزني
صورة من فيلم "بينوكيو" - الصورة من شركة ديزني
صورة من فيلم "بينوكيو" - الصورة من شركة ديزني
صورة من فيلم "بينوكيو" - الصورة من شركة ديزني
3 صور

احتفل النجم الأمريكي توم هانكس بالعرض الخاص لفيلمه الجديد "بينوكيو"، الذي يطرح كنسخة سينمائية حية من فيلم الرسوم المتحركة الأول في تاريخ شركة ديزني.

وكشف توم هانكس، الذي يلعب دور "جيبيتو" في الفيلم، السر وراء مشاركته في فيلم "Pinocchio" النسخة السينمائية من فيلم الكرتون الشهير الذي أنتجته ديزني عام 1940، من خلال حوار خاص مع "سيدتي".

صورة من فيلم 'بينوكيو' - الصورة من شركة ديزني

-مرحباً توم، أخبرنا كيف أصبحت جزءاً من هذا العمل؟

-علمت أنّ بوب زيميكيس كان ينظر في إمكانية إخراج فيلم "بينوكيو"، لذلك انتظرت لبعض الوقت ثمّ سألته: "هل تنوي فعلاً إخراج فيلم "بينوكيو"؟" فقال لي: "نعم، إنني أفكّر في الموضوع." فقلت له: "لماذا لا نعمل سوياً على هذا الفيلم يا بوب؟". فهو من الأشخاص الذين يحبون دوماً إنتاج الأعمال التي تتيح لهم التصرّف بحرية والاستمتاع بعملية الإبداع خلال الإخراج. ولطالما تحداني للقيام بعمل مبتكر جداً في مجال صناعة الأفلام، تماماً كدور "بينوكيو" نفسه في هذا الفيلم. وبفضل الفكرة التي طرحها بوب أولاً، أصبحت جزءاً من هذا العمل الكلاسيكي الذي يعشقه الكثيرون بكلّ ما ينطوي عليه من إبداع في عالم "ديزني"، بالإضافة إلى ما يقدمه هذا العمل من محتوى جديد. فهذه الأفلام الكلاسيكية يمكنها أن تخضع للتجديد والتطوير وأعتقد أنها قادرة أيضاً على أن تعكس الزمن الذي نعيش فيه اليوم بدقة.

-ما هو برأيك سرّ نجاح فيلم الأنيميشن "بينوكيو" وتحوّله إلى عمل كلاسيكي بامتياز؟

-السرّ بنظري هو عامل الخوف والغموض، إذ أنّ شركة "والت ديزني" أدركت تماماً أنّ عنصر التشويق في القصص الخيالية يلعب دوراً رئيسياً في سرد القصة وجذب انتباه الكبار والصغار على حدّ سواء. لذلك، كان وقع هذا العمل كبيراً جداً حول العالم في عام 1940 وساهمت الحرفية العالية التي لم يسبق لها مثيل في ذلك الوقت لستوديو وفناني "ديزني" في تحقيقه ذلك النجاح الباهر. أما فيما يتعلق بالجانب البصري وتسلسل الأحداث، فأعتقد أنّ فيلم الأنيميشن "بينوكيو" كان من أنجح الأعمال التي تمّ إنتاجها.

بوستر فيلم 'بينوكيو' - الصورة من شركة ديزني

-أخبرنا كيف توصلت أنت وبوب إلى ابتكار هذه النسخة من "جيبيتو".

-تقع على عاتقنا مسؤولية التغيير لأسباب وجيهة، وليس بنيّة التغيير فحسب. ويبدو "جيبيتو" في الفيلم شبيهاً نوعاً ما بالشخصية التي ظهر عليها في النسخة المصوّرة بفيلم الأنيميشن. فالشارب والتفاصيل الأخرى جميعها تعكس النسخة التقليدية من "جيبيتو" التي يعرفها الجميع، لكنّ التحدي يكمن في تجسيد الشخصية بكافة تفاصيلها على أرض الواقع مباشرةً أمام الكاميرا. في الحقيقة، "جيبيتو" أكبر سناً في هذا الفيلم وليس في أواخر العشرينات، بل تجاوز منتصف العمر. لذلك، ناقشنا أنا وبوب فكرة إمضائه وقتاً طويلاً لوحده في خدمة الآخرين وإسعادهم بحرفه اليدوية لمدة عقدين ونصف العقد. وهو وقت طويل جداً يمضيه المرء من دون رفيق يشاركه الفطور والعشاء، سوى قطة وسمكة ذهبية. فتوق "جيبيتو" ورغبته الشديدة بأن يكون جزءاً من شيء أكبر في حياته وجزءاً من عائلة هما المغزى الرئيسي من الفيلم. وبالطبع، لا يمكننا أن ننتج نسخة واقعية بالكامل تعكس الفيلم المصوّر في الأنيميشن بكافة تفاصيله، بل يجب أن تكون العبرة منه كبيرة وأن يحمل في طياته رسائل عميقة وذات مغزى. لهذه الغاية، ظهر "جيبيتو" منذ البداية كشخصية لديها مشاكلها وهمومها الخاصة.

-هل كان في شخصية "جيبيتو" ما يتطلب وقتاً إضافياً لاكتشافه أو حلّه؟

-كانت تلك المرة عندما سار على الطريق وراح يفكّر. فعندما قام "جيبيتو" بإرسال "بينوكيو" إلى المدرسة، كان سعيداً لذهابه من جهة لكنّه شعر بالحزن من جهة أخرى، لأنه لم يكن يرغب بخسارته بعد أن أصبح للتو جزءاً من حياته. لذلك، كان هذا الأمر يشغل باله ويقلقه وأعتقد أنّ أحداث الفيلم الأصلي تجعل المشاهد يشعر بأنّ كلّ شيء سيكون على خير ما يرام. لكنني لا أعتقد أنّ ذلك ينطبق على عصرنا هذا. فلا يستطيع أيّ من الوالدين اليوم إبعاد طفلهما عنهما بهذه السهولة، إذ أنهما سيقلقان بشأنه بلا شكّ. وسيشعران بالقلق حيال عودته وما سيواجهه من مصاعب وتحديات. وقد أثر ذلك على سعيه للعثور عليه. ولم يذهب "جيبيتو" فقط لإنقاذ "بينوكيو" أو العثور عليه، بل لمواجهة أكبر مخاوفه ألا وهو اختفاء الابن الوحيد الذي تبنّاه وعدم رجوعه إليه. وإذا سمح لذلك بأن يحدث، سيكون وحيداً من جديد. فقد كان محظوظاً باختبار شعور الأبوّة وامتلاك عائلة من جديد، ولم يكن ليسمح بخسارة هذه الفرصة مرة أخرى.

-كيف كانت تجربة العمل مع بوب من جديد؟

-في الواقع، أعتقد أنّ العمل مع بوب لا يخلو من التحديات واللحظات الممتعة في الوقت نفسه، وبخاصّة عندما يطرح عليك سؤالاً مثل "هل تعلم ماذا يتعيّن عليك القيام به الآن؟". يقف الممثل دوماً أمام الكثير من المتطلبات لضمان نجاح المشاهد وما تحتاجه من مؤثرات خاصة. وأحياناً، يتعذّر عليه استيعاب كلّ ما يُطلب منه، ما لم يكن الممثل على دراية كافية بالتفاصيل الفنية والتقنيات الحديثة التي سيجري استخدامها لاحقاً عند إخراج المشهد. أذكر على سبيل المثال مشاهد الغرق، السباحة في الماء أو تدوير شيء في يدك. ثم يقول لي بوب مثلا: "حسناً يا توم، هذا ما يتعين علينا القيام به الآن. يجب علينا أن نعلّقك من الأعلى ولن يبدو الأمر كذلك لاحقاً عندما ننتهي من تصوير المشهد، وذات مرّة، اضطررت إلى تخيّل سمكة وقطة وجندب وصبي في ذهني وأحياناً الجنية الزرقاء أيضاً. وسرعان ما أرهق ذلك دماغي في اليوم الثاني أو الثالث من التصوير. وقلت لبوب: "هل يمكنك أن تمنحني من فضلك بضع دقائق لأتخيّل كلّ هذه الصور في ذهني وأضعها في الترتيب الصحيح؟". وحقاً منحني بعض الوقت لأقوم بذلك. لطالما توقعت مواجهة مثل هذه التحديات أثناء التصوير، حيث لن يكون هناك جندب "جيميني" لأخاطبه أمامي. وفي بعض الأحيان، لم أكن أخاطب سوى مؤشر ليزر صغير. وهذا هو الجانب التكنولوجي الذي كنت أتكلم عنه، لكنني كنت أعلم أنه سيكون هناك وأنّ الممثل جوزيف غوردون ليفيت سيكون على دراية بما سيقوم به "بينوكيو" تماماً كما لو أنه ضميره اليقظ.

صورة من فيلم 'بينوكيو' - الصورة من شركة ديزني

-يوجد عبرة في كلّ قصة من قصص الأطفال. ما هي برأيك العبرة وراء قصّة "بينوكيو"؟

-أليست العبرة دائماً بأن نكون صادقين مع أنفسنا؟ أليس هذا الهدف الأول والأخير؟ فعلينا أن نفكّر ملياً بالمسائل التي نعتبرها مهمة حقاً بالنسبة لنا وبتلك التي لا تحظى بأي أهمية لدينا. ثمّ يتعين علينا اتخاذ القرار المناسب والالتزام به. ففي البداية، كان "بينوكيو" بمثابة صفحة بيضاء وكان يفتقر للخبرة والتجارب، لكنه بدأ يتعلم كل شيء ويكتسب مهارات جديدة مع مرور الوقت، تماماً كما كان ليفعل أيّ إنسان أو صبي صادق ومتعاطف مع الآخرين. وتكمن العبرة هنا في أنّ لا رابط يمكن أن يكون أقوى وأكثر تماسكاً من الروابط التي تجمع بين أفراد الأسرة الواحدة. ولا يمكن لذلك أن يتحقق إلا عندما يعرف المرء نفسه خير معرفة، وأعتقد أنّ علاقة "جيبيتو" بنفسه علاقة جيدة إذ أنّه يدرك تماماً نقاط قوته وضعفه، وما كان يملكه في الماضي وما تعرّض لخسارته، وقد تعلّم من تجاربه على اختلاف أنواعها. وهو كبير السنّ، في حين أنّ "بينوكيو" شاب صغير، لكنه يكتسب المعرفة يوماً بعد يوم وانطلاقاً من تلك المعرفة يصبح قادراً على التمييز بين الصواب والخطأ. ويصبح صادقاً مع نفسه بفضل ما يتعلمه من مدرسة الحياة القاسية. وإحدى العِبَر في هذا الفيلم هي الاستفادة القصوى من الدروس التي نتعلمها في مدرسة الحياة ومحاولة اغتنام كافة الفرص التي تقدمها لنا للتطوّر والتحسّن.

-ما الذي تتمنّى أن يلمسه الجمهور عند مشاهدة هذا الفيلم؟

-أليس هذا السؤال الذي يطرح نفسه كلّ مرة نقوم فيها بإنتاج فيلم سينمائي؟ أعتقد أنّ لا شيء أفضل من أن يلمس المشاهد شيئاً لم يتوقعه قط أثناء مشاهدة الفيلم. وسحر الأفلام السينمائية يكمن في قدرتها على تحريك مشاعر لم يتوقعها المشاهد قط. ولا أقصد هنا ما نراه فقط، بل ما نتفاعل معه على مستوىً عميق. فالمشاهد التي تحرّك أعمق المشاعر لدينا هي ما تجعل من الفيلم عملاً ناجحاً بامتياز. والنجاح لا يُقاس فقط بالصور التي نشاهدها، روعة الأغاني التي تعرض في الفيلم، مدى واقعية مشاهد القتال أو حتى مدى الرعب الذي يبثّه "مونسترو" الحوت في المشاهد، بل يكمن سرّ النجاح في التفاعل العاطفي مع مشاهد الفيلم. ويأتي إليّ الكثير من المشاهدين الذين يذكرون أمامي أدقّ تفاصيل أحد الأفلام التي لا يمكن أن أتذكرها قطّ والتي لم تكن من بين المشاهد التي أوليناها اهتماماً خاصاً. ويقولون لي إنهم لا ينسوا أبداً المكان الذي كانوا يتواجدون فيه والأمور التي كانوا يقومون بها عندما شاهدوا الفيلم والظروف التي رافقتهم آنذاك. ومن المذهل أن نلمس بأنفسنا أهمية هذا التفاعل العاطفي الذي لم يكن يتوقعه المشاهدون من الفيلم والذي سيرافقهم مدى الحياة. أقرّ بأنّ ذلك يحصل معي شخصياً وهو ما نطمح إلى تحقيقه عند صناعة الأفلام. وهو في الواقع ثمرة إيماننا الكبير عند صناعة الأفلام وارتياد دور السينما لمشاهدتها، أي عندما نلمس ردة فعل لم نتوقعها أبداً من المشاهدين. والرائع هنا هو عدم قدرتنا على إنكار ذلك وعدم قدرة المشاهدين حتى على إنكاره بعد مشاهدتهم الفيلم في ظروف معينة وقدرتهم على استيعاب المعضلة التي يطرحها. وذلك يعني أنّ بعض الأفلام يترك أثراً عميقاً لدى المشاهدين قد يرافقهم مدى الحياة، والأفلام الرائعة والاستثنائية لا يمكننا بالطبع أن ننساها مهما طال الزمان.
 

يذكر أن أحداث فيلم "بينوكيو"، تدور حول رواية كلاسيكية للأطفال من تأليف الكاتب الإيطالي كارلو كولودي، نُشرت في كتاب في عام 1883، حيث قرر رجل فقير اسمه "جيبيتو" أن ينحت لنفسه دمية متحركة من أجل كسب بعض المال، ثم يجد قطعة من الخشب المسحور.

وبعد أن ينحت الدمية، التي يسميها "بينوكيو" تبدأ في الإساءة إلى الرجل العجوز، وبمجرد أن يتم صنع قدميه، يهرب بينوكيو بعيدًا، ويسير في طريقه الخاص متجاهلًا كل النصائح.

لكنه سرعان ما يصادف مجموعة متنوعة من الشخصيات السيئة، لا سيما الثعلب والقط، الذين يخططون لسرقة القطع الذهبية الخمس التي حصل عليها بينوكيو من جيبيتو.

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوجراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»