حقائق علمية حول ليلة الدخلة

تعتبر «ليلة الدخلة» من أهم الأحداث التي تترك أثراً مهماً في حياة أي امرأة أو رجل، خاصة في تأثيرها على مستقبل العلاقة الحميمة بينهما، فهي المعيار الحقيقي لمعرفة مدى الاستعداد النفسي لها، بعيداً عن كل ما سمعوه أو حتى قرأوه في مختلف المصادر للحصول على المعلومات المتعلقة بالعلاقة الحميمة، وتمثل هذه الليلة نقطة جوهرية عند معظم المقبلين على الزواج وبخاصة النساء، ومن الملاحظ أن هناك اهتماماً كبيراً بتوفير المعلومات «الحميمة» عن ليلة الدخلة للنساء.

في هذه الرسالة سنقدم بعض الحقائق المتعلقة بالعلاقة الحميمة في ليلة الدخلة للجنسين، ونرجو أن تكون مفيدة لكل من يخطط للزواج ومقبل عليه، مع تمنياتنا لكل عروسين بحياة متناغمة وسعيدة.

الحالة:
تلقيت رسالة من أمل وفيها تقول: إنها مقبلة على الزواج بعد فترة قصيرة، حيث تم عقد قرانها على أحد أصدقاء أخيها بعد تعارف بسيط بين الأسرتين، وهي لا تعرف الكثير عن الزوج المستقبلي، غير أنه يكبرها بعدة سنوات، وتخرج حديثاً ويعمل مع والده في مجال التجارة، والذي يتطلب منه السفر بصورة دائمة، مما لم يعطها الفرصة للتعرف أكثر على شخصيته إلا من خلال المحادثات التلفونية، وتضيف أنها كلما اقترب موعد الزفاف تتلقى العديد من النصائح المكثفة عن «ليلة الدخلة» وما يحدث فيها، وحتى ما تقرأه على المواقع المختلفة في الإنترنت لم يجب عن التساؤلات الحميمة التي تشغل بالها، خاصة بعد أن عرفت من العديد من الصديقات أن ما يحدث في هذه الليلة لا يمكن لأي امرأة أن تنساه، وتسأل عن أهم النصائح لها وأيضاً لزوجها لليلة الدخلة، وكيف يمكن أن تفتح مثل هذه المواضيع الحساسة مع الزوج، خاصة وأنها تشعر بالكثير من الخوف والرهبة من أول علاقة حميمة في ليلة الدخلة، وهل فعلاً سيحدث لها نزيف كما قالت بعض صديقاتها؟، وتقول: «دكتورة أرجو ألا تعتقدي أنني إنسانة جاهلة، فأنا متعلمة وخريجة جامعية، ولكن ما سمعته من تضارب المعلومات جعلني أبحث عن المعلومة الصحيحة؛ حتى أبدأ حياتي الزوجية بصورة صحيحة».

الإجابة:
الأخت أمل: أقدر فيك هذا الحرص على البدء بحياة زوجية صحيحة، ففعلاً تعتبر أول تجارب العلاقة الجنسية بين الزوجين هي أهم ما يمكن أن يشكل مستقبل العلاقة الحميمة على مر السنين بين الزوجين ومدى انعكاس ذلك الإيجابي على الحياة الزوجية بصورة شاملة.
ومن الملاحظ أن معظم المعلومات التي يحصل عليها المقبلون على الزواج والمتعلقة بالعلاقة الجنسية ليلة الدخلة تأتي إما عن طريق الأصدقاء أو من خلال المواقع الإلكترونية، والتي أخذت مكان الكتب في معظم الأحيان أو حتى عن طريق التجارب الخاصة لدى الإنسان، وقد يتساءل البعض هل يعقل أن هناك من لا يعرف ما يحدث في ليلة الدخلة؟ والإجابة نعم، فهناك الكثير من الأخطاء التي تحدث في هذه الليلة، وتنعكس سلباً على الممارسة المستقبلية بين الزوجين.

واسمحي لي أن أوضح بعض الحقائق عن ليلة الدخلة قبل أن أقدم بعض الإرشادات لك ولزوجك:
1- نجد معظم العرسان يمرون بفترة من الإرهاق الجسدي والقلق في هذه الليلة، ولذلك فليس من المستحسن أن يتم الجماع كشرط لإكمال أنشطة الزفاف، بل على العكس يمكن للعروسين أن يأخذا قسطاً من الراحة تختلف مدته على مدى الاحتياج إليه، وهو أمر يساعد أيضاً على التخفيف من رهبة اللقاء الأول، خاصة لمن لم يسبق له الزواج، وهذا يشمل المرأة وأيضاً الرجل، فالزوجة لديها قلق وخوف من «الإيلاج الأول»، في حين يصيب الرجل قلقٌ من نوع آخر، وهو «قلق الأداء الحميم».

2 - يضع الكثير من العرسان أحلاماً وتوقعات مبالغاً فيها عن ليلة الدخلة، مما ينتج عنه أحياناً نوع من الإحباط، وهنا يأتي دور الاستعداد والثقافة الجنسية الحقيقية لما يحدث في هذه الليلة، وهو موضوع يعتمد على الزوجين ومدى تناغمهما، بالإضافة إلى التوقعات الواقعية.

3 - ليلة الدخلة لا تعني بالضرورة العلاقة الجنسية «الجماع»، وإنما هي بداية لتكوين الرابط المقدس بين الرجل والمرأة، وتعرف كل منهما على الآخر في الأمور التي يحبها في العلاقة الحميمة أو تلك التي تسبب له أو لها الحرج والضيق، لذلك تأتي أهمية الحوار بين الزوجين، والذي عادة ما يكسوه الخجل في فترة ما قبل الزواج، كما يكون فترة للتعبير عن المشاعر الحميمة، بعيداً عن التصنع وهي مسألة تحتاج إلى التشجيع.

4 - العلاقة الجنسية تتغير مع مرور الوقت، وتحتاج إلى الرعاية والتمرين بعد الليلة الأولى، لذلك من المهم التفاهم بين الزوجين عن هذا الموضوع.

5 - فقدان العذرية تعتبر مسألة جوهرية لدى العروس، وقد يكون لديها العديد من التساؤلات والمخاوف حول هذا الموضوع، ويمكن للزوج أن يتناقش مع زوجته حول كيفية وتوقيت العملية، مع إمكانية الاستعانة ببعض المواد الموضعية لتخفيف الآلام، أو لتسهيل عملية الإيلاج.

6 - المعرفة بحقيقة العذرية يساعد الزوجين على التخلص من القلق المصاحب، خاصة في موضوعين هما الأكثر شيوعاً بين الكثير من النساء، وهما أولاً حدوث نزيف (وهو أمر يندر حدوثه إلا إذا كان اللقاء الحميم عنيفاً وبدون أن تكون المرأة مستعدة)، والأمر الثاني موضوع الألم المحتمل (يختلف الإحساس بالألم من زوجة إلى أخرى، وعادة ما يقل الإحساس بالألم مع مرور الوقت وبالتهيئة الصحيحة للمنطقة الحساسة).

أما عند الرجل فيكون الأمر على هيئة قلق من عدم القدرة على الأداء الحميم، وهنا يأتي أهمية الاستعداد النفسي والتناغم مع الشريكة، وأيضاً أهمية دور المداعبة.

7- التعود على نمط العلاقة الحميمة يتم بعد عدة مرات، ويمكن للزوجين الاستفادة من فترة رحلة شهر العسل، خاصة وأن بعض المتزوجين يشعر بالحرج من إتمام العلاقة الحميمة في منزل الأسرة (تجنباً للحرج)، وسنتحدث في الأيام القادمة عن الأمور البسيطة التي يحتاجها كل العرسان؛ للاستمتاع بهذه العلاقة.

نصيحة
ليلة الدخلة تعتبر من أهم الأحداث المؤثرة في حياة الرجل والمرأة، ويمكن أن تكون البداية الصحيحة؛ لتحقيق الرضا الجنسي إذا ما كانت متوافقة مع الطرفين، أو قد ينتج عنها اضطرابات عديدة تجعل العلاقة الحميمة عبئاً على أحد الطرفين، ومن هنا تأتي أهمية الثقافة الجنسية للمقبلين على الزواج.

المزيد:

أفضل طرق الحديث عن المشاكل الجنسية

نصائح للزوجين لتطوير العلاقة الحميمة

أسباب توقف الزوجين عن ممارسة العلاقة الحميمة

5 عناصر لعلاقة حميمة ناجحة