الممثلة بسنت شوقي: الفنان غير مطالب أن يكون واعظاً طوال الوقت 

الممثلة بسنت شوقي: الفنان غير مطالب أن يكون واعظاً طوال الوقت 
الممثلة بسنت شوقي: الفنان غير مطالب أن يكون واعظاً طوال الوقت 

بعد عدد من الأعمال الدرامية التلفزيونية، أثبتت الفنانة بسنت شوقي، أنها تمتلك مقومات فنية تؤهلها لتجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، وذلك بعدما نجحت في لفت عدسة المخرجة المصرية ساندرا نشأت صاحبة الرؤية الإخراجية الاستثنائية، والتي رشحتها للقيام بدور البطولة أمام النجم أحمد عز في الفيلم الروائي القصير «أخويا»، الذي نال إشادة واسعة من الجمهور العربي. أكدت بسنت، أنها بعدما قدمت أداءً لافتاً في فيلم «أخويا»، الذي تعدّه تجربة خاصة في مشوارها الفني، بدأت تتأنى في اختياراتها الفنية، التي باتت محسوبة عليها، حتى جاءها سيناريو مسلسل «دوبامين»، حيثُ شعرت بأنها أمام تجربة جديدة لم تقدم من قبل، إذ يلفت انتباه المشاهدين نحو أخطار «السوشيال ميديا». التقت «سيدتي» الفنانة بسنت شوقي في الحوار الآتي:


في البداية ما الذي حمّسك للمشاركة في مسلسل «دوبامين»؟


وجود المخرج الكبير رؤوف عبد العزيز، فهو مخرج متميز وصاحب رؤية إخراجية حديثة، إلى جانب أنه من المخرجين الذين يحترمون الممثل ويمنحونه الثقة بالنفس، ولذلك أول ما عرض عليّ العمل في المسلسل وافقت على الفور من دون تردد حتى قبل أن أقرأ الورق، بالإضافة إلى أني وجدت العمل مُختلفاً وفيه مساحة كبيرة لتقديم أفكار جديدة.


حالة خاصة

 

الممثلة بسنت شوقي



ما الإطار العام الذي تدور حوله قصة العمل؟


المسلسل يلقي الضوء على «تطبيق» يحمل اسم «دوبامين»، ويطرح تساؤلاً من هو المسؤول عن هرمون السعادة، ويعطي العمل لمحة أو تحذيراً للمشاهدين من «السوشيال ميديا» من خلال التطرق إلى مساوئها، من خلال ثلاث ثنائيات يمثل كل ثنائي منهم حالة خاصة.


سلطت الدراما الضوء مؤخراً على «السوشيال ميديا» بشكل كبير. فما الجديد في «دوبامين»؟


تركيبة المسلسل تختلف تماماً عن الأعمال التي تعرضت لهذا الموضوع، فالأعمال الأخرى كانت «كليشيه»، بمعنى أنها كانت تتناول الموضوع من المنطقة السهلة فيه، ولكن في «دوبامين» الأمر مختلف تماماً، ويتناول الموضوع من منطقة جديدة، إلى جانب أن قضية «السوشيال ميديا» من أهم قضايا العصر التي تستوجب مزيداً من الاهتمام وتسليط الضوء عليها، لا توجد مشكلة من تناول مشكلة تم طرحها من قبل ولكن الجديد هنا في طريقة التناول والطرح، حيثُ تدور قصة «دوبامين »حول تطبيق إلكتروني عن العلاقات الإنسانية، ولكن يتناول هذا التطبيق تلك العلاقات بطريقة مختلفة عن مواقع السوشيال ميديا المعروفة، مثل فيسبوك وإنستغرام.

تابعي المزيد: هنادي مهنى ترقص مع بسنت شوقي وشقيقتها في «ليلة الحناء»... وحفل الزفاف اليوم


«شيما» تشبهني كثيراً


إلى أي مدى تتشابه شخصية «بسنت» مع «شيما» في «دوبامين»، وهل هناك إضافات خاصة قمتِ بإضافتها على الشخصية؟


«شيما» تشبهني كثيراً، في طريقة التعامل والضحك والمزاح حتى في حزنها، لهذا لم أجد أي صعوبات في تجسيد الشخصية، فهي من أكثر الشخصيات القريبة مني مقارنة بجميع الشخصيات التي قدمتها من قبل، لم تكن إضافات فعلية، ولكن عادة الفنان يرسم كراكتر معيناً للشخصية ويبدأ يضيف عليها من خلال طبيعتها الانفعالات وطريقة الكلام وطريقة الغضب والإيماءات والنظرات، وما شابه ذلك، كما أن المخرج رؤوف عبد العزيز من المخرجين الذين يهيئون مناخاً مناسباً للفنان كي يبدع ويمنح الفنان مساحة ارتجالية في التمثيل.


المسلسل ينتمي لأعمال البطولة الجماعية، وهي ليست التجربة الأولى لك في هذا الاطار. فما الذي يفرّق البطولة الجماعية عن المطلقة برأيك؟


المسلسل بالفعل بطولة جماعية، وأنا شخصياً أفضّل هذه النوعية من الأعمال، لأنها تتيح الفرصة للجمهور لمتابعة عدد من نجومهم المفضلين في عمل واحد، وهو عنصر جذب مهم، يضمن إرضاء الكثير من الأذواق الفنية، كما أن وجود أكثر من نجم في مسلسل واحد، يدفعهم إلى تقديم أفضل ما لديهم لكي يظهروا بالشكل اللائق أمام الجمهور، وكثرة الشخصيات الرئيسة واجتماع أكثر من بطل في عمل واحد يتطلبان وجود حدث جديد في كل مشهد، وهو ما يعفي صنّاع الأعمال من الاعتماد على مشاهد مكررة أو المطّ والإطالة.


على ذكر «السوشيال ميديا»، بعض من الفنانين رأى أنها أداة مفيدة للفنان. فكيف تراها بسنت شوقي؟


لا أنكر دور «السوشيال ميديا»، الذي أتاح للفنانين إمكانية التحكم في علاقتهم بمتابعيهم بشكل مباشر من دون وسيط، لكن الاستخدام الخاطئ من جانب البعض لها جعلها نكبة، فهي بالنسبة لي نكبة ومؤذية بشكل كبير، فقد تعرضت لمضايقات وشائعات عديدة كادت تصيبني بالإحباط والاكتئاب خاصة أنني شخصية حساسة أتأثر بكل كلمة تُقال عني، واندهشت من تدخل البعض في أموري الشخصية وفي علاقتي بزوجي الفنان محمد فراج، وأنا من الشخصيات التي لا تحب أن تتحدث عن حياتها الخاصة وعائلتها، وأحب أن أفصل بين حياتي الشخصية وعملي.


كيف تتعامل بسنت شوقي مع الشائعات؟


في الماضي، كنت أحرص على إظهار الأمور المؤكدة التي تثبت مغالطة الإشاعة سواء باستخدام الأدلة العكسية لتأكيد كذبها أو غير ذلك. لكن بعد ذلك شعرت بأنها تستهلك جزءاً كبيراً من طاقتي وتفكيري، لذلك بدأت أتعامل مع الأمر بالتجاهل، لا يوجد أمامي خيار آخر.

 

مسلسل «دوبامين» يبحث عن مفهوم السعادة في العلاقات الإنسانية وفيلم «أخويا» تجربة مهمة في مشواري

 


الفن ليس رسالة

 

الممثلة بسنت شوقي



تباينت الآراء حول مفهوم الفن البعض يرى أنه يجب أن يتضمن رسالة والآخر يرى أنه وسيلة للمتعة. فهل المنتظر من الفنان أن يكون واعظاً طوال الوقت يوجه الناس بشكل مباشر؟


الفن ليس رسالة، ولو كانت مهمة الفنان أن يكون واعظاً طوال الوقت، أليس من الأجدى له أن يعتلي أحد المنابر ويلقي بنصائحه على الناس بشكل مباشر، ولماذا يخوض مغامرة ويتكبد خسائر الإنتاج لمجرد أن يلقي خطبة وعظية، الفن هدفه الإمتاع، ليس بالأداء التمثيلي فحسب وإنما بالصورة والإضاءة والموسيقى والقصة، جميعها عوامل تهدف إلى المتعة، فهناك أعمال كوميدية ناجحة هدفها الضحك فقط، وأرى أن أي عمل تمثيلي من الطبيعي أن يتضمن رسالة حتى وإن كانت صغيرة أو ليست مهمة بالنسبة للبعض.


لكِ تجربة ناجحة مع المخرجة ساندرا نشأت التي رشحتك لدور البطولة أمام أحمد عز في الفيلم الروائي القصير «أخويا». بمَ تقيمين التجربة؟


«أخويا» من أهم النقلات والتجارب الفنية التي أفتخر بها في مشواري، حيثُ كانت لديّ رهبة كبيرة في البداية بسبب ساندرا نشأت فهي مخرجة كبيرة ولديها تجارب سينمائية مهمة وبارزة، وتعود للسينما بعد غياب، ولكني تفاجأت بها فهي إنسانة على المستوى الشخصي والإنساني، ومتواضعة للغاية وأحببتها منذ الوهلة الأولى. كما أن الفيلم يتطرق إلى واحدة من أبرز القضايا التي تواجه المجتمع المصري خلال الفترة الحالية، وهي التنمر.

تابعي المزيد: هل اقترب موعد حفل زفاف محمد فراج وبسنت شوقي؟


المنصات الرقمية باتت واقعاً


الفيلم تم عرضه على إحدى المنصات. كيف ترين غزو المنصات الرقمية عالم الفن السابع؟


عرض الفيلم على المنصة منحه الفرصة في جذب شرائح كبيرة من المجتمع العربي والغربي كذلك، وإيصال رسالتنا لأكبر قدر من الجمهور، المنصات الرقمية باتت واقعاً، وطبيعة تركيبتها تتواءم مع وتيرة العصر الحالي، كما أن الأعمال التي تعرض على شاشات المحطات الفضائية تكون موجودة في الوقت نفسه على منصات، والعكس، المنصات لم تسحب البساط من السينما ولا التليفزيون كما يزعم البعض ولا تهدد عرشهم وإنما أراها مكملاً لهم.


هل توجد قضية نسوية أو إنسانية تؤرق بسنت وتتمنى تجسيدها على الشاشة؟


مجتمعنا مليء بالقضايا التي لم نتطرق إليها حتى الآن، ولكن من المشكلات التي تؤرقني وتمسني «التحرش الجنسي»، أتمنى تقديم عمل يحكي عن هذه القضية ويوضح للفتيات كيفية التعامل مع المتحرشين.


سأعود للسينما


وأين السينما من خطط وحسابات بسنت؟


هذا العام سأعود للسينما، بأكثر من عمل لا أحب الحديث عنها إلا بعد اكتمال المشروع، سأنتظر حتى يتم الإعلان عن الأمر بشكل رسمي.


وهل هناك مشاريع درامية جديدة بعد «دوبامين»؟


أفاضل بين أكثر من عمل درامي، وتم الاستقرار على اثنين وسوف أبدأ التصوير خلال الأشهر المقبلة.


ما المعايير التي تختارين على ضوئها أعمالك الفنية؟


أنا أعشق التحدي والمغامرة، والفن كذلك تحدٍ ومغامرة، لذلك أفضل الأدوار التي أخوض من خلالها تحدياً كبيراً مع النفس، وأحب تقديم شخصيات بعيدة تماماً عن شخصيتي الحقيقية، وأرفض أن أحصر نفسي في إطار معين، لأنني لديّ إيمان وعقيدة أن الفنان يفترض عليه تقديم مختلف الأدوار.

تابعي المزيد: بسنت شوقي بالفيديو: أنا ست بيت شاطرة وأعشق الطبخ