الفنان إياد نصار: الترند ليس صعباً لكنه نجاح مؤقت 

الفنان إياد نصار: الترند ليس صعباً لكنه نجاح مؤقت 
الفنان إياد نصار: الترند ليس صعباً لكنه نجاح مؤقت 

يمتلك أدوات فنية، تساعده على الولوج بسلاسة إلى دواخل الشخصيات التي يقدمها، هو الفنان إياد نصار الذي يعيش حالة من النضج الفني تنعكس على اختياراته، وفي تجسيده للشخصيات التي يقدمها ليجعل منها أناساً حقيقيين من لحم ودم يتأثر بها المشاهد. يعيش نصار حالة من النشاط الفني، بعد أن تلقى ردود أفعال إيجابية وإشادات واسعة على دوره في مسلسل «وش وضهر». ولأنه اعتاد المغامرة في أعماله الفنية، لم يجد إياد نصار مشكلة في الذهاب إلى الدراما التاريخية في مسلسل «معاوية بن أبي سفيان». «سيدتي» حاورت الفنان إياد نصار، حول أعماله الفنية الجديدة، والمعايير التي يضعها لنفسه في عملية فرز الأعمال الفنية ومقياس النجاح بالنسبة له. وإلى نص الحوار:


ما الذي جذبك في مسلسل «وش وضهر»؟


مسلسل «وش وضهر» من نوعية الأعمال الكوميدية الرومانسية، فهو مليء بالمواقف الكوميدية، إلى جانب الرسالة الاجتماعية والإنسانية التي يحملها المسلسل، وهذه النوعية من الأعمال لم أقدمها من قبل.


المنصات الرقمية باتت واقعاً


المسلسل تدور حلقاته في إطار 10 حلقات. هل كان ذلك كافياً لسرد قصة العمل وإيضاح رسائله؟


بالتأكيد، الدراما القصيرة تلعب دائماً في المضمون، وتحرز أهدافاً في كل مشهد، وبالتالي لا تجعل المشاهد يشعر بالملل والرتابة بسبب وجود بعض المشاهد التي لا تخدم القضية التي يدور حولها العمل، والحشو الذي يلجأ إليه بعض المؤلفين للإطالة غير الهادفة، المسلسل تفاعل معه عدد كبير من الجمهور، وحصد نجاحه من خلال تعليقات الجمهور على السوشيال ميديا وفي الشوارع، ومن النقاد الذين أثنوا عليه، فهو تجربة ناجحة سعدت بها.


اتجهت مؤخراً للمنصات الرقمية. فما الفوارق الذي وجدتها مقارنة بنظيراتها الفضائيات؟


المنصات الرقمية باتت واقعاً، لا توجد فوارق استثنائية، ولكن شكلية فقط، المنصات توفر المتعة للمشاهد من خلال إمكانية رؤية المسلسل أينما شاء من دون فواصل إعلانية، وهذا غير متوافر في الفضائيات، والمنصات تركز على الفكرة الجاذبة التي تضمن لها النجاح والبقاء، فلا يوجد عمل يعرض على منصة إلا وتوافرت فيه عناصر النجاح.


ماذا عن مسلسل «في مهب الريح» حدثنا عنه؟


تعاقدت على بطولة مسلسل «في مهب الريح» أمام الفنانة هند صبري، التي أراها إضافة لأي عمل فني، والعمل ينتمي إلى نوعية الأعمال الدرامية الطويلة ذات الـ 45 حلقة، ومن المقرر عرضه على 3 أجزاء، ومن إخراج أحمد خالد موسى، أقدم شخصية «يحيى» الذي يمتلك مكتباً للمحاماة، ويسعى جاهداً لمساعدة زميلته «أميرة»، والتي تلعب دورها هند، في حل قضية زوجها ماجد المصري الذي اُتهم في العديد من قضايا الفساد.

تابعي المزيد: قصة صعود مثيرة.. إياد نصار يكشف عن البرومو الأول لمسلسل "وش وضهر"


نسخة مُعدلة


العمل مأخوذ من المسلسل الأميركي The Good Wife. فما الجديد الذي تقدمه النسخة العربية؟


النسخة العربية هي نسخة مُعدلة من النسخة الأصلية، بحيث يتم تقديمها، بشكل يتواءم مع ثقافتنا وعاداتنا الشرقية. والنسخة الأصلية تدور حول أليسيا فلوريك زوجة صالحة لزوجها، محامي الدولة السابق، وبعد فضيحة جنسية وقضايا فساد مهينة للغاية، يقبع خلف القضبان، ومع تصاعد الأحداث يجب عليها إعالة أسرتها والعودة للعمل كمتقاضٍ في مكتب محاماة، هذا ما أستطيع قوله حالياً لكن أضمن لكم مشاهدة أحداث مليئة بالإثارة والتشويق.


مثل أي عمل يتم تمصيره أو تعريبه يكون فريسة للانتقادات. ألم تشعر بالخوف في «في مهب الريح»؟


من الطبيعي جداً أن يتعرض العمل للانتقادات، وطبيعي أن يكون لدى الجمهور شغف في معرفة ما سنقدمه في النسخة العربية، وأنا شخصياً كذلك، فهناك أعمال تقع في أخطاء فادحة في التعريب، وأخرى تقدمه بشكل إيجابي، من خلال إضافة تعديلات تتفق مع طبيعة وثقافة البلد.


وما رأيك في فكرة استخدام الفورمات الأجنبية هل هذا إبداع أم إفلاس فكري؟


«في مهب الريح» مأخوذ من «فورمات أجنبي» ولكن فيه نكهة مصرية من خلال أحداث اجتماعية حية، نعاني منها في الواقع فهو ليس عملاً فانتازياً ينسج قصصاً من الخيال وإنما يسرد حكايات ووقائع حية، فأنا لست ضد تمصير الأعمال الأجنبية، ولكن هذا لا يمنع أن هناك أعمالاً تنقل الأحداث والمشاهد من النسخ الأجنبية بلا أي تغيير، وذلك يؤدي لخروج العمل بمستوى أقل، وهو ما أعتبره إفلاساً درامياً، لأنه مهما كانت جودة الأعمال المقتبس منها بالنهاية فهي تخاطب وتحاكي الشريحة الموجهة إليها، ولكن إذا كانت الحبكة الدرامية يتم تقديمها بشكل عربي يناسب عادات المجتمع وتقاليده، فهو ما يجعل من نجاحها أمراً سهلاً.


ما مصير مسلسل «لام شمسية» بعد إرجائه والذي كان مقرراً عرضه في رمضان الماضي؟


«لام شمسية» من الأعمال الدرامية التي بها كل المؤشرات التي تضمن النجاح، وخروجه من السباق الرمضاني يعود إلى تأجيل التصوير أكثر من مرة بسبب تعرض عدد من أفراد المسلسل لإصابات متتالية بفيروس كورونا خلال الأسابيع الأخيرة، والشركة المنتجة، فضلت تأجيل التصوير، لخصوصية هذا العمل في أهمية الموضوع الذي يطرحه، وحرصاً من الشركة على ألا تتأثر جودة العمل بسبب تأخير بداية التصوير.

 

 

الفنان إياد نصار

 

 

العمل مع الفنان الكبير يحيى الفخراني، شرف كبير فهو مدرسة فنية ننهل من خبراتها


سأجتهد لتقديم الشخصية

 



تخوض الدراما التاريخية من خلال مسلسل «معاوية بن أبي سفيان» حدثنا عن تفاصيل دورك فيه؟


أجسد في المسلسل شخصية الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويتم تصوير العمل بالكامل في تونس، باستوديوهات مدينة الحمامات الساحلية، ومناطق في شمالي وجنوبي البلاد. والعمل مكون من 30 حلقة باللغة الفصحى، وتدور أحداثه في إطار ملحمي.


تردد أنك تقاضيت مليون دولار مقابل مشاركتك في العمل. ما حقيقة ذلك؟


هذا الكلام عارٍ تماماً من الصحة، وأطالب من المحررين والصحافيين بضرورة تحري الدقة قبل تداول أي معلومات مغلوطة.


وماذا عن تحضيرك لشخصية علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟


بالتأكيد التحضير لشخصية إسلامية - تاريخية تحظى باحترام وحب كبير يختلف عن التحضير لأي شخصية أخرى، وبالرغم من سعادتي بالدور لكني متخوف منه جداً، وسأجتهد لتقديم الشخصية كما يجب، والتحضير سيكون من خلال القراءة والاطلاع أكثر على الحقبة الزمنية والبحث حتى أتمكن من الولوج إلى دواخل الشخصية التي أثرت فينا جميعاً بشكل كبير.

تابعي المزيد: إياد نصار: الفن لا يحمل رسالة للمجتمع و"أصحاب ولا أعز" سوء تقدير مني


مؤمن برسالة الفن


هل هناك معايير معينة تتبعها في المفاضلة بين الأعمال المعروضة عليك؟


بالتأكيد، وأهمها القصة أو القضية التي يتناولها العمل، لأنني مؤمن برسالة الفن إلى جانب أنني بطبعي كفنان مغامر أحب تجربة الأشياء غير الاعتيادية أو التقليدية وهذا ينعكس على الشخصيات التي أقدمها.


ما مقياس نجاح العمل بالنسبة لك؟


في اعتقادي أن مقياس النجاح الحقيقي للإنسان ليس في عدد المشاهدات كما يظن البعض، ولا الترند، وليس في مقدار أرصدته في البنوك، أو ما يملكه من عقار، لأن عنصر الحظ يلعب دوراً جيداً، لكن مقياس النجاح الحقيقي في اعتقادي يتوقف على درجة استغلال الفنان لمواهبه، ومدى إفادته من الفرص المتعددة في الحياة، بالإضافة إلى تغلبه على ما يصادفه من عقبات وتحديات كثيرة. ولست من الفنانين الذين يسعون إلى الترند، ولو كنت كذلك هناك أكثر من طريقة تمكنني من تحقيق ذلك، الوصول للترند ليس أمراً صعباً ولكني أراه نجاحاً مؤقتاً، ولا يحقق النجومية أو النجاح الذي يسعى إليهما الفنان.


لست مقصراً في السينما


هل ترى أنك مقصر سينمائياً؟


لست مقصراً في السينما، وراضٍ عن مشواري وخطواتي السينمائية، يكفي أن جميع التجارب السينمائية التي قدمتها ناجحة ولا يوجد فيلم واحد في أرشيفي أخجل منه، اعتدت أن أختار أعمالي الفنية بعناية، أبحث عن الأعمال التي تتوافر فيها عناصر النجاح حتى أكسب ثقة الجمهور.


هل عناصر النجاح التي تبحث عنها سينمائياً وجدتها في فيلم «الباب الأخضر»؟


فيلم «الباب الأخضر من التجارب الهامة التي أعتبرها نقلة في مشواري، فهو من تأليف الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة، الذي كان سابقاً لعصره، وإخراج رؤوف عبد العزيز، وأعد الجمهور بفيلم قوي يرضي طموحهم، ويرتقي بذائقتهم الفنية.


ماذا عن شخصيتك فيه؟


تدور أحداث الفيلم في التسعينيات حول انتشار فيروس جديد يعاني منه الجميع وأقدم شخصية دكتور جامعي يواجه هذا الفيروس، ويشارك في بطولته الفنان خالد الصاوي، وسهر الصايغ، ومحمود عبد المغني، وبيومي فؤاد، ومن المقرر طرحه قريباً.


قلت إنك فنان مغامر.. المغامرة هي التي قادتك للموافقة على بطولة فيلم «أصحاب ولا أعز»؟


الفيلم سبق وقلت إنه كان سوء تقدير مني لأنني لم أشاهد الجوانب الأخرى التي رآها الجمهور.


«ياما في الجراب يا حاوي» أول تجربة مسرحية. ما تقييمك لها؟


«ياما في الجراب يا حاوي» مشروع مسرحي يشبه أفكاري ويتفق مع قناعاتي ويرضي طموحي الفني، أنا أساساً ممثل مسرح، وابتعدت عن المسرح في الفترة الماضية لبعض الأسباب، وطوال الوقت كنت أبحث عن نص مُحكم يعيدني للمسرح مجدداً، وهذا تحقق في مسرحية «ياما في الجراب يا حاوي» الذي يقدم نصاً محكوماً، للشاعر الكبير بيرم التونسي، الجمهور الذي حضر العرض شعر بسعادة كبيرة، لمشاهدة عمل استعراضي فني كبير ليس به إسفاف، كما أن العمل مع الفنان الكبير د.يحيى الفخراني، شرف كبير فهو مدرسة فنية ننهل من خبراتها.

تابعي المزيد: تزامنًا مع عرضه.. إياد نصار يروج لمسلسل «وش وظهر»