كيف تطور مهارة فهم الآخرين

كيف تطور مهارة فهم الآخرين؟
انتبه لتعابير الأشخاص من حولك
كيف تطور مهارة فهم الآخرين؟
كن مستمعاً جيداً يرتبط بفهم الآخرين
كيف تطور مهارة فهم الآخرين؟
لا تركّز على القصّة وحسب
كيف تطور مهارة فهم الآخرين؟
كن حسن الخلق
كيف تطور مهارة فهم الآخرين؟
كيف تطور مهارة فهم الآخرين؟
كيف تطور مهارة فهم الآخرين؟
كيف تطور مهارة فهم الآخرين؟
4 صور

النفس البشرية عبارة عن منظومة معقّدة للغاية من المشاعر والأحاسيس والأفكار، ومنذ الأزل سعى البشر على اختلاف ثقافاتهم ومستواهم التعليمي إلى فهم الآخر، وتحليل ما يشعر به، نظراً لما لهذا الأمر من أثر إيجابي في بناء العلاقات الإنسانية وتوطيد أواصر الصداقة والتلاحم بينها. تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لسيدتي: إنَّ تطوير القدرة على فهم مشاعر الآخرين وقراءة طريقة تفكيرهم هي من أبرز مهارات الذكاء العاطفي الذي شغل بال الكثيرين من علماء النفس والأطباء وأرباب العمل ومدربي الموارد البشرية في كل مكان وغيرهم، فالذكاء الاجتماعي هو نوع من الذكاء العاطفي الذي يتضمن القدرة على مراقبة وقراءة الآخرين. فإذا أردت أن تعرف كيف يمكنك اكتساب هذه المهارة وتطورها،اليك التالي.

مهارة فهم الآخرين

كيف تطور مهارة فهم الآخرين؟

 

ليس من السهل توقّع مشاعر الآخرين أو فهمها. البعض يتقن هذا الفنّ، ونجد أنّهم ومن دون أن ننبس ببنت شَفة يفهمون تماماً ما نشعر به، في حين أنّ البعض الآخر لا يلقي بالاً للغير ولا فكرة لديه إطلاقاً عمّا يدور في داخل الشخص الذي أمامه. إن كنت من الفئة الأولى، فهنيئاً لك، أمّا في حال كنت تشعر بأنك غير قادر على فهم الآخرين، فلا تقلق، إذ يمكنك شحذ هذه المهارة وتحسينها بالتدريب والتمرين المستمر من خلال اتباع أيّ من الطرق التالية:

- ابدأ بمراقبة سلوك الآخرين عن كثب، فنحن نملك توجّهاً فطرياً للشعور بما يحسّ به الآخرون فقط من خلال مشاهدتهم. ويعتقد العلماء أنّ السبب وراء هذه الظاهرة بيولوجي في الواقع. إذ يؤكّدون أنّ هناك نوعاً من خلايا الدماغ تسمّى العصبونات المرآتية "Mirror Neurons"، والتي تنتج ردود فعل متماثلة سواءً عندما نشاهد شيئاً أمامنا أو عندما نقوم به بأنفسنا. إن كنت ترغب في فهم الآخرين بشكل أفضل، فحاول أن تراقب سلوكهم عن كثب من خلال تعزيز مهارات قوّة الملاحظة لديك من خلال:

1-انتبه لتعابير الأشخاص من حولك ولغة جسدهم، جرّب هذا الأمر في المرة المقبلة التي تذهب فيها إلى مركز التسوق أو المقهى أو حينما تجد نفسك في مكان يعجّ بالناس. ستصبح أكثر قدرة على ملاحظة تغيرات لغة الجسد وتعابير الوجه، وبالتالي تغيّر مشاعر الآخرين وفهمها بشكل أفضل.
2-اقرأ الكتب أو شاهد الأفلام الواقعية من خلال قراءة الكتب التي تتحدّث عن مشاعر الأشخاص وتصفها بالتفصيل، ومن خلال مشاهدة الأفلام والانتباه إلى الطريقة التي يمثّل بها الأشخاص، ستكتسب مع الوقت مهارة متميّزة في فهم الآخرين. عند مشاهدة الأفلام، حاول أن تفهم السبب وراء شعور شخصية على نحو معيّن، وتنبّأ بما ستفعله شخصية ما في اللحظة التالية. أو حاول أن تفسّر السبب الذي دفع شخصية ما لفعل ما فعله.

كيف تطور مهارة فهم الآخرين؟

 

- كن مستمعاً جيداً، يرتبط فهم الآخرين ومشاعرهم في الغالب بمدى حسن استماعهم للغير. كلّما استمعت بشكل أفضل لشخص ما، زاد شعورك بالارتباط معه وبقدرتك على فهم ما يشعر به. الغالبية منا يصنّفون أنفسهم على أنهم مستمعون جيّدون؛ كون الاستماع أمراً بسيطاً، لكننا ننسى أننا في معظم الأحيان ننشغل بالتفكير في ردّ مناسب نجيب به على محدّثنا، فلا نستمع إليه كما يجب. كيف يمكنك إذن أن تصبح مستمعاً أفضل؟

1-تدرّب على الاستماع إلى الحوارات اليومية، استمع إلى الحوارات اليومية التي تجري من حولك، وركّز اهتمامك وتفكيرك على الاستماع أكثر من التفكير فيما ستردّ به على محدّثك.

2-لا تركّز على القصّة وحسب، فكّر في المشاعر عندما يخبرك صديقك بقصة حدثت معه، تخيّل ما الذي شعر به/ شعرت في تلك اللحظة. واستخدم عبارات توضّح مدى اهتمامك وبأنك تحاول فهم تجربة هذا الشخص، مع تكرار هذه الطريقة، ستجد نفسك أكثر قدرة على التنبؤ بما سيقوله الآخرون أو بتصرفاتهم.

3-استمع إلى قصة مهمّة لأحد أصدقائك، تحدّث مع صديق لك أو أحد أفراد عائلتك، خلال حديثهم حاول أن تتخيّل كيف كانت تلك التجربة بالنسبة لهم، واطلب منهم أن يخبروك المزيد عن شعورهم في تلك اللحظة، وعن السبب الذي جعلهم يشعرون على نحو معيّن.

- حول فهمك إلى تعاطف بعد أن تكتسب المهارات اللازمة لفهم الآخرين على نحو أفضل، لابدّ أن تعمل بعد ذلك على تطبيقها على أرض الواقع، بتحويل فهمك هذا إلى مشاعر تعاطف، ويمكنك أن تكون أكثر تعاطفاً من خلال ما يلي:

1-اسأل الآخرين عمّا يحتاجونه إذا كان لديك صديق أو شخص مقرّب يمرّ بظروف صعبة، اسأله ما الذي يمكنك فعله لمساعدته، وفي حال أجاب بأنه لا يعلم، فكّر بما ترغب به لو كنت مكانه وقدّم له أمراً مشابهاً.

2-أظهر اهتمامك بالآخرين، احرص على أن تظهر اهتماماً حقيقياً بالآخرين، كن فضولياً حول الأشخاص المقربين إليك، ليس بطريقة مزعجة وتطفلية بالطبع، ولكن بأسلوب يظهر أنّك ترغب في فهمهم بشكل أفضل.

3- كن حسن الخلق، احرص على التمسّك بالأخلاق الدمثة، وابتعد عن كلّ ما يؤذي مشاعر الغير. على سبيل المثال، عندما تسمع شائعة أو استهزاءً بأحدهم، درّب نفسك على أن يكون ردّ فعلك الأول هو تخيّل نفسك مكان الشخص الذي يجري الحديث عنه. بهذه الطريقة، ستتمكّن من فهم مشاعر الآخرين وتتجنّب الخوض في مثل هذه الأحاديث. لا تقلّل أبداً من أهمية الأفعال مهما كانت بسيطة.