تعرف على أسعد مراحلك العمرية ومميزات كل منها

أسعد مراحلك العمرية
المهارات الأخرى لديهم تواصل التطور والنمو-pexels
أسعد مراحلك العمرية
تقدمه في العمر أقل إثارة للارتياح- pexels
أسعد مراحلك العمرية
استعد سعادتك بهذه الطريقة- pexels
أسعد مراحلك العمرية
أكثر تعاسة أواخر الأربعينات- pexels
أسعد مراحلك العمرية
أسعد مراحلك العمرية
أسعد مراحلك العمرية
أسعد مراحلك العمرية
4 صور

هل يعني التقدم في السن تراجعاً حتمياً لقدرات الإنسان، أم أن هناك مكاسب غير متوقعة تعود على المرء من تقدمه في العمر؟ هل شعرت يوماً بالقلق من إمكانية أن تكون أكثر مراحل عمرك نشاطاً وعنفواناً قد ولّت بالفعل حتى دون أن تحيطك علماً بمرورها؟ ثمة من يقولون إن الحياة تبدأ في سن الأربعين، بل إن هناك من يرى أن من يبلغ حالياً 60 عاماً من العمر قد يُعتبر فعلياً في الخمسين من عمره فحسب. لكن ما هي الحقيقة في هذا الشأن؟ وما هي المرحلة العمرية الأفضل على الإطلاق بالنسبة للإنسان؟ تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لسيدتي: لا شك أنك تسأل نفسك مرات عدة إن كنت سعيداً في حياتك أم أنك تشعر بالتعاسة؟ فقد كشفت دراسة حديثة عن مدى سعادتك وشعورك بها في حياتك، ففي السادسة عشرة من عمرك، عشت أول صدمة عاطفية، وفي الثلاثين فقدت وظيفة أحلامك، وفي سن الخمسين ربما مررت بتجربة طلاق قاسية، وغيرها من اللحظات القاسية. جميعها لحظات من حياتنا شعرنا خلالها بالتعاسة أو ما زلنا نشعر بذلك عندما نستعيدها.

بيد أن الشعور بالتعاسة والحزن لا يتعلق باللحظات التي يمر بها الإنسان بشكل فردي فحسب، وإنما بالحالة العامة للعقل البشري، وهو ما تناولته الدراسة التي أعدها أستاذ الاقتصاد، ديفيد ج. بلانشفلاور، من كلية دارتموث.جاءت نتائجها كالتالي:

-أكثر تعاسة أواخر الأربعينات!

تعاسة أواخر الأربعينات

ووفق الدراسة، يصل الأشخاص في أواخر الأربعينيات من العمر إلى أعلى مستويات التعاسة. في الدول الصناعية، يصل الأشخاص إلى هذا المستوى في سن 47.2 عام، وفي البلدان النامية يصل المرء إلى أدنى مستوى من السعادة عند 48.2 عام.

التفسير العلمي للشعور بالتعاسة في هذه السن يعود إلى أن الأشخاص والأهداف في الحياة تتطور مع مرور الوقت. عندما يكون المرء في العشرينات من عمره، يريد شيئاً مختلفاً في الحياة عما هو عليه عندما يكون في الأربعينات أو الخمسينات أوما بعده. في الأربعينات من العمر، تشغل عدة تساؤلات تفكير المرء، حول جدوى الاستمرار على ما هو عليه أو تجربة شيء آخر غير العمل. كذلك تساؤلات حول مكان العيش والأمان المالي بعد ذلك. كما قد يشعر البعض بضرورة استعادة شبابهم والاستمتاع بالحياة بعيداً عن مشاكل الحياة اليومية التي لا تنتهي، وهو ما يسمى عادة بـ"أزمة منتصف العمر" لدى الرجال.

-استعد سعادتك بهذه الطريقة

ذكريات سعيدة

للوهلة الأولى، يبدو المصير الذي يؤول إليه عقل المرء وقدراته الذهنية مع تقدمه في العمر أقل إثارة للارتياح.

ففي الفترة السابقة لبلوغ العشرينيات من العمر، يتحلى المرء بقدرة أفضل على تخزين وقائع جديدة في ذاكرته. في الواقع، ربما تبدأ ذاكرة الإنسان في فقدان بريقها، حتى قبل استكماله مرحلة تعليمه المدرسي.

أما القدرة على تخزين معلومات في ما يُعرف بـ"الذاكرة العاملة" للإنسان – وهي معلومات مثل تفاصيل المشروبات التي يبتاعها المرء لرفاقه في إحدى الحانات- فتشهد استقراراً لفترة أطول، ولكنها تتراجع بشكل مطرد بدورها خلال مرحلة الأربعينيات من العمر.

ومن الأمور التي تثير الكآبة بشكل أكبر، أن المرء في تلك المرحلة العمرية ربما يكون قد تجاوز ذروة قدرته على الإبداع. فغالبية الاكتشافات التي توصل إليها الفائزون بجوائز نوبل، تحققت قبل بلوغهم الأربعين من العمر تقريباً.

كما أن المادة البيضاء في الدماغ، وهي الوصلات بعيدة المدى التي تشكل ما يمكن تسميته "الطرق السريعة للمعلومات"، تتجه نحو البدء في الاضمحلال هي الأخرى. وقد يؤدي ذلك إلى إبطاء وتيرة نشاط المخ.

ولكن ثمة أمراً يدعو للتفاؤل في هذا السياق، فعلى الرغم من أن الحقائق والمعلومات ربما تأخذ وقتاً أطول قليلاً؛ لكي تترسخ في ذاكرة الأشخاص الأكبر سناً؛ فإن المهارات الأخرى لديهم تواصل التطور والنمو.

فعلى سبيل المثال، تواصل قدرات المرء على القراءة والفهم وإجراء العمليات الحسابية تطورها حتى بلوغه مرحلة منتصف العمر. بل إن القدرة على التفكير والاستدلال الاجتماعي، وهي عبارة عن قدرتنا على المضي في طريقنا وتلافي التعقيدات التي تكتنف علاقات الصداقة التي تربطنا بالآخرين، تصل إلى ذروتها في سن تتجاوز مرحلة منتصف العمر.

بكلمات أخرى، يمكن القول إن قدراتنا الذهنية تمضي بين صعود وهبوط في صورة موجات؛ ما إن تنحسر إحداها بعد أن تبلغ ذروتها، حتى تكون الأخرى في الطريق.

ويرى جوش هارتس–هورن من جامعة هارفارد، أنه "لا يوجد سن نكون فيها على أفضل صورة في كل شيء، أو حتى في غالبية الأشياء".

أما بالنسبة للنساء، يحدث انقطاع الطمث في نهاية الأربعين، وهو ما يفسر شعور التعاسة لديهن. بالإضافة إلى تساؤلات حول أهداف الحياة بعد هذه المرحلة العمرية، هناك أيضاً شكاوى جسدية تتراوح ما بين الهبات الساخنة إلى الأرق والتهيج، وفي أسوأ الحالات، الاكتئاب. ويضاف إلى ذلك أن مسألة إنجاب الأطفال ستكون غير مطروحة على الطاولة.

الوصول إلى هذه المرحلة، يعد نقطة تحول ودفعة نحو الأمام في حياة المرء. لذلك ينصح بوضع الرضا الذاتي في المقدمة، ويليه بعد ذلك التقدم المهني. وبمجرد أن يضيف المرء أهدافاً جديدة إلى حياته، يمكنه التطلع إلى الأمام واستعادة شعوره بالسعادة.

 

يدرك علماء النفس أن التوجه الذهني للإنسان يمكن أن يلعب دوراً أكبر مما قد يظن المرء. فبعض الأشخاص يقولون إنهم يشعرون بأنهم أصغر من عمرهم الفعلي؛ وهي رؤية ذات طابع شبابي فتيّ يمكن أن تجعل هؤلاء أكثر نشاطاً، وهو ما يجعلهم يعيشون لمدة أطول بالتبعية.

بعبارة أخرى، يمكن القول إن بعض القيود التي تكبل حركة الإنسان قد تكون مفروضة من قبله هو نفسه، أكثر من كونها نتاجاً حتمياً لعوامل الضعف التي تعتري أجسادنا بفعل التقدم في العمر.

وفي كل الأحوال، لا يوجد ما يمكن أن يساعدنا على إبطال الآثار الناجمة عن الشيخوخة، أو عكس مسارها. لكن من خلال رسم خريطة تحدد طبيعة المراحل العمرية المختلفة التي نمر بها؛ والاعتراف بما تتضمنه هذه المراحل من صعود وهبوط، سيكون بمقدورنا على الأقل جعل حياتنا رحلة مبهجة بشكل أكبر.

وفي النهاية يمكن القول إنه ربما تكون هناك مرحلة عنفوان أخرى لجانب آخر من جوانب حياتنا لم تأت بعد.