بعد أن توسّعت دائرة المؤثرين فيها التربية الحديثة في عيون الشباب

بعد أن توسّعت دائرة المؤثرين فيها التربية الحديثة في عيون الشباب
بعد أن توسّعت دائرة المؤثرين فيها التربية الحديثة في عيون الشباب
أودي الزبن
أودي الزبن
نور الوليدي
نور الوليدي
حسام مصطفى
حسام مصطفى
سلسبيل الثّابتي
سلسبيل الثّابتي
أحمد الحج
أحمد الحج
عمر مغداد
عمر مغداد
بعد أن توسّعت دائرة المؤثرين فيها التربية الحديثة في عيون الشباب
أودي الزبن
نور الوليدي
حسام مصطفى
سلسبيل الثّابتي
أحمد الحج
عمر مغداد
7 صور

مما لا شك فيه أن موضوع التربية كان ولا يزال يقلق أي والدين، لذلك يحاولان بذل جهود كبرى في سبيل صقل شخصيات الأبناء ومنحهم العناية الكافية ليصبحوا أفراداً فاعلين في المجتمع، وتجنيبهم أي سلوكات سلبية قد تقلق حياتهم.. من هنا كان لكل أسرة أسلوبها الخاص في التعاطي مع هذه المسألة، ولكن ليس بعيداً عن القواسم المشتركة التي تطبع كل فترة زمنية بطابعها، فالتربية أيام زمان، تختلف بشكل واضح عن التربية الحديثة التي بات للأولاد حرية أوسع في التعاطي مع الواقع وحيثياته.. وقد وجهنا سؤالاً إلى عدد من الشباب والشابات، حول ثلاثة أشياء يرفضونها في التربية الحديثة، ولماذا، وثلاثة أشياء يقبلونها برحابة صدر ولماذا؟.. وفي الآتي إجاباتهم.



جدّة | ثناء المُحمد Thana Almohammed- الرياض | أمامة إبراهيم Omama Ibrahim
القاهرة | أيمن خطّاب Ayman Khattab - تونس | مُنية كوّاش Monia Kaouach
بيرو ت | عفّت شهاب الدين Ifate Shehabdine - الرباط | سميرة مغداد Samira Maghdad

 

 


المربي التكنولوجي

أودي الزبن

 

أودي الزبن: توسعت دائرة المربين في العصر الحديث؛ ما جعل المهمة أصعب على الوالدين

 


أودي الزبن، سعودية مؤثرة على برامج التواصل الاجتماعي، أبدت رأيها في التربية الحديثة بالقول: «من وجهة نظري التربية واحدة، سواء حديثه أو قديمة، ولكن الفرق الوحيد أن التربية قديماً كانت أسهل مقارنة بالتربية الحالية التي تعد صعبة جداً، ويعود ذلك إلى توسع دائرة المربين. على سبيل المثال، الجهاز اللوحي «الآيباد»، ينقل عادات وسلوكات سيئة تدمر أخلاق الأطفال، إذا لم يمتلك الوالدان الوعي الكافي، والمراقبة الأبوية الجيدة».

وتخبرنا أودي عن تربيتها قائلة: «تربيتي نابعة من خبرة أكثر، كوني خريجة قسم رياض أطفال، وتنوع ما بين عادات أهلي التي أراها حديثة ومتوافقة مع وقتنا الحالي، وبين خبراتي التعليمية».

وأضافت: «أرفض في التربية الحديثة أموراً عدة، أولها عدم الاتكال على الذات، وحب المظاهر، وأخيراً ترك الطفل على هواه، فجميعها أمور مدمرة لشخصية الطفل. أما الأمور الإيجابية في التربية الجديدة فهي التحاور، وعدم القسوة، وأيضاً التنبيه والتوجيه، وإذ لم يُجد فاللجوء إلى العقاب».

اختتمت الزبن: «تمتلك كل أم غريزة مختلفة توجهها، وعادات قد تكون مكتسبة من عائلتها أو عادات تفضل تنميتها بأطفالها وزرعها فيهم، ولا بد من التنويه إلى أن حبنا لأبنائنا غريزة، ولكن حب أبنائنا لنا مكتسب، لذا يجب تربيتهم على البر منذ صغرهم».

 

 


تعزيزُ الثقة

نور الوليدي

نور الوليدي: التربية الحديثة ليست مقبولة بكافة جوانبها، فهناك أمور مرفوضة تعود بنتائج سلبية على الأطفال

 


أكّدت نور الوليدي، شاعرة ومرشدة نفسية، أن مفهوم التربية الحديثة التي يتبعها الوالدان مع أبنائهما تعتمد على تعزيز الثقة لديهم، وإشعارهم بأنّ لهم دور مهم وأساسي في المجتمع، إضافة إلى استخدام أسلوب الثواب والعقاب، لكن بطريقة صحيحة ومعتدلة، مع توفير بيئة تُسهم في تكوين أشخاص سيكونون جيّدين في المستقبل، ولهم دور فعال في مجتمعاتهم.

 

 


سلوكاتٌ مرفوضةٌ


أوضحت نور «أنّ التربية الحديثة ليست مقبولة بكافة جوانبها، فهناك أمور مرفوضة تعود بنتائج سلبية على الأطفال، ومنها: الدلال المبالغ فيه، فهو يساعد على تكوين طفل اتكالي، ويعزز غريزة الأنانية، كما أنه ينمي في داخله الوحدة والانطواء. وفي المقابل، مرفوض إهمال الطفل بشكل مفرط ظنّاً من الأهل بأنهم بهذه الخطوة يجعلونه يحظى باستقلاليته، ويكونها بنفسه من دون تدخل أحد، وهذا أمر غير صحيح، فلا بدّ من وجود إشراف تربوي تجاه سلوكاته».

وأقرت نور بإيجابيات في التربية منها: «تطور لغة الحوار والالتفات لأهميتها، فهي تشكل كائناً واثقاً محبّاً قادراً على التعبير عن نفسه وغيره، ويقدر ذاته. وثانياً، التركيز على أهمية كينونة وقيمة وتقدير الحدود الجسدية والنفسية وغيرها للأبناء. وثالثاً، العقاب المتخذ تجاه الأخطاء أصبح متوازناً؛ ما يحقق تطوراً في استيعاب حجم الخطأ، وتداركه، وعدم تكراره؛ ما يصنع جيلاً مدركاً وواعياً ومنصفاً ويتحمل المسؤولية».

تابعي المزيد: تحديات شباب اليوم ..بين الأحلام والواقع والأولويات


المؤثرات الأساسية

حسام مصطفى

حسام مصطفى: الجزء المؤثر في التربية خرج من أيدي الأبوين

 

حسام مصطفى، حاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة حلوان، يقول: «لقد تحول الجزء المؤثر والكبير في التربية الآن من المؤثرات الأساسية، وهي الأسرة والمسجد والمدرسة، إلى مؤثرات جديدة معاصرة، لا ضوابط واضحة تحكمها، وصار لها الكلمة الأولى في تحديد أخلاق الأجيال وثقافتها، هذه المؤثرات هي التلفاز، وأطباق الاستقبال، والكمبيوتر، والإنترنت، والمحمول، وألعاب (الفيديو جيم) وغيرها...»!

«والخطير في هذه القضية هو حجم التأثير الكبير والعميق وسرعة التغيير الذي تحدثه تلك الوسائل».

يوضح حسام ما يرفضه في التربية الحديثة قائلاً: «أولاً، غلبة الطابع المادي على تفكير الأبناء، فمطالبهم المادية لا تنتهي. ثانياً، سيطرة الأبناء على الآباء، على عكس ما ينبغي أن يكون عليه الحال. ثالثاً، روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير من الأبناء. وهذه الجوانب تفقد قدرة الوالدين على التفاهم مع أولادهما، ويقعان في حيرة في اختيار نوع التوجيه المناسب لهم، ويعجزان عن السيطرة على تصرفاتهم وتقويمها».

أما بالنسبة إلى الأشياء الإيجابية في التربية الحديثة، وفق حسام، فهي: «أولاً، الثناء والتشجيع لدى المراهق أو الشاب بدلاً من التركيز على العقاب. ثانياً، مساعدة الآباء لأبنائهم على تنمية مهارة حل المشكلات والبحث عن الحلول. ثالثاً، استخدم التربية الإيجابية عبر الاجتماعات والتقارب العائلي نهجاً لتعديل السلوك. رابعاً، السماح لأبناء بالتفكير وطرح الأسئلة حول كل ما يدور حولهم من أحداث».

 

 


تجنبوا المقارنات

سلسبيل الثّابتي

سلسبيل الثّابتي: من الأفضل الاعتماد على الحوار والإقناع في أسلوب التربية

 

سلسبيل الثّابتي (27 عاماً)، تونسيّة حاصلة على ماجستير في اختصاص الماليّة، وهي واحدة من المشاركين بمؤسّسة «هاب يوث» التي تعنى بتنمية روح المبادرة لدى الطّفل.

تتحدّث سلسبيل عن بعض القناعات التّربوية الخاطئة في التّربية الحديثة، منها: «الاهتمام المتزايد بالتّقييم الدّراسيّ، خاصّة من الآباء والأمّهات، فتراهم لا يتوقّفون عن تأنيب أبنائهم كلّما تحصّلوا على أعداد متوسّطة أو متدنّية، ويرغمونهم على المراجعة لوقت طويل، فلا يتركون لهم هامشاً من الوقت للرّاحة أو للتّرفيه، ويتسبّبون في اضطرابهم وعدم توازنهم».

كما تعيب سلسبيل على الآباء والأمّهات إصرارهم على فرض اختياراتهم عليهم، دافعين بهم إلى التّركيز على مواد تعليميّة دون أخرى، فيحرمونهم من المبادرة ومن اتخاذ القرار ويطمسون رغباتهم.

وترفض سلسبيل أسلوب بعض الأولياء التربوي المعتمد على المقارنات بينهم وبين أصدقائهم، كما تعيب عليهم الحرص المبالغ فيه للإحاطة بالأبناء وتتبع كل خطاهم ومحاصرتهم الشديدة خشية عليهم من الوقوع في الخطأ.

وترى سلسبيل أن نمط الحياة العصريّة وضغوطات العمل أثّرت في طرق تربية الأبناء، فأدّت إلى تذبذب الآباء والأمّهات عند إشرافهم على أبنائهم، فتراهم تارة متسلّطين وعنيفين معهم، وتارة أخرى غير مبالين بما يصدر عنهم من سلوكات.

أمّا عن إيجابيّات التّربية الحديثة فتقول: «أصبح الآباء والأمّهات يعتمدون في تربيتهم على الحوار والتّفاعل والإقناع، وهو تصرّف محمود يسمح للأطفال بمصارحة آبائهم وأمّهاتهم بمشاغلهم ومشاكلهم وتخوّفاتهم وحاجاتهم، كما أن أغلب الأولياء يفضّلون طريقة التّحفيز بالثّناء على مجهودات أبنائهم وإبراز نقاط قوّتهم، وهو ما يجد تجاوباً من الطّفل ويسعده ويحمّسه».

تطرّقت سلسبيل أيضاً إلى الفائدة من اللّعب التي يوفّرها الآباء والأمّهات إلى أبنائهم، وما لها من دور مهمّ في تكوين شخصيّتهم، وتطوير ذهنهم وخيالهم ومهاراتهم الاجتماعية.

تابعي المزيد: في يومهم الدولي الشباب العرب.. نظرة إلى المستقبل

 

 


مهمّةٌ شاقةٌ للغاية

أحمد الحج

أحمد الحج: من المفروض تعليم الأطفال الاعتماد على أنفسهم، وذلك بدءاً من خطواتهم الأولى

 

يشير أحمد الحج (27 عاماً)، مصمم داخلي لبناني وأستاذ موسيقى، إلى أن «التربية الحديثة للأطفال مهمة جداً، ولا بدّ على كل الأهالي من اتباع الأساليب التي تجعل أطفالهم ينشؤون نشأة سليمة؛ حيث إن التربية السليمة ليست بالأمر السهل، فهي شاقة للغاية على الأهل. فمن المفروض تعليم الأطفال الاعتماد على أنفسهم، وذلك بدءاً من خطواتهم الأولى، فالتربية الخاطئة تجعل الطفل غير متوازن نفسياً.

نرى في الفترة الأخيرة العديد من الأسر يعتمد فيها الوالدان على أساليب تؤدي إلى إفساد أطفالهم على الصعيد السلوكي والجسدي والنفسي، كالتوبيخ والمقارنة. فالتوبيخ في الوقت والمكان الخطأ خطر جداً على نفسيّة الطفل وسلوكه، كما أن المقارنة بينه وبين زملائه، أو بين وبين أقاربه أو إخوته، يجرده من الثقة بالنفس. وللهواتف النقالة والتواصل الاجتماعي حصة في سلبيات التربية، فنرى الكثير من الأهل يقومون بإتاحة الوقت المفرط لاستعمال الهواتف والتواصل الاجتماعي، علماً أن المرحلة من 5 سنوات إلى 14 سنة خطرة جداً، ويجب أن يتحرك الجسد فيها بشكل فعال لنمو سليم. أيضاً يوجد شيء يعاني منه الأهالي الحاليين، وهو الإفراط في متطلبات الطفل، وهذا يؤثر كثيراً في سلوكه وعدم تقديره للمواقف وللأنانية، وعدم تحمّل المسؤولية والاتكال على النفس. للتربية الحديثة إيجابيات عديدة أيضاً، وأرى أن الحوار مع الطفل من أهمها، فهذا الأسلوب له أهمية كبيرة للغاية، فأثناء التحدث مع الطفل تخرج جميع المشاعر التي توجد في داخله. كما أن هناك أسلوب التحفيز للطفل، فهو ينعكس دائماً على شخصية الطفل، فعندما يقوم الطفل بالنجاح أو الفوز بمسابقة ما لا بدّ أن يتم تشجيعه بالهدايا أو الأشياء التي يحبها».

 

 

 

عمر مغداد

 

عمر مغداد: لا أحب أن تكون التربية الحديثة ممراً للتفريط في عدد من القيم الأصيلة

 

يقول عمر مغداد، طالب بكلية الطب، من المغرب، إن ّالتربية الحديثة لها مميزات؛ لأنها تمنح حق التعبير للأطفال، وتُشجّع مواهبهم، وتدفعهم إلى المستقبل بثقة وأمان أكثر. شخصياً، أرى أن التطور الحاصل في التربية مهم للجيل الجديد، ويفتح آفاقاً جميلة للتطور المستمر، في الوقت نفسه لا أحب أن تكون التربية الحديثة ممراً للتفريط في عدد من القيم المجتمعية الأصيلة، وفتح مجال كبير للحريات التي قد تجعل من الشاب شخصاً أنانياً مستبداً لا يحترم الكبار، ولا يعير اهتماماً مثلاً لوالديه، بل ينفتح على ثقافات غريبة عن المجتمع تزكي بعض مظاهر التحرر المفرط الذي لا يحترم خصوصية مجتمعاتنا العربية الإسلامية. أنا ضد التسيب، ولا أحبذ على سبيل المثال تمكين الأطفال في سن مبكرة من وسائل التكنولوجيا الحديثة، فقط لإسكات عناد الطفل أو رغبته الملحة لأجل استعمال الهاتف الذكي وعدم مراقبته. لا بد أن يكون الآباء مسؤولين ويقظين جداً بخصوص استعمال الإنترنت وبعض الألعاب الإلكترونية التي قد تسبب إدماناً لا يمكن علاجه. لا أحب في الوقت نفسه الحرص الشديد الذي يفقد معناه، ويحول الآباء والأمهات إلى أشخاص يريدون التحكم في كل شيء يخص أبناءهم. الأبناء يحتاجون إلى الإنصات الجيد، والمراقبة بلطف، وفسح المجال أمامهم للتعبير عن مواهبهم واختياراتهم التي قد تكون بعيدة كل البعد عن توقعات الأسرة. الشباب يحتاجون إلى الحرية والثقة، ولا ينفع معهم التحكم والخوف الزائد باسم الحب الذي يحول دون الإبدّاع والتطور.

تابعي المزيد: غلاء أسعار العقار.. الأسباب والحلول أحلام الشباب في تملك بيت الزوجية