mena-gmtdmp

لماذا يتمرد الجيل زد على العادات والتقاليد القديمة؟

جيل زد لا يقبل التقاليد - مصدر الصورة freepik
جيل زد لا يقبل التقاليد - مصدر الصورة freepik

قد نتفق على أن أبرز سمات جيل زد هو التمرد على التقاليد القديمة، فكل النصائح قد تدخل مساحة التجمد فقط؛ من بوابة الرغبة في الاختلاف والسير عكس المسار التقليدي للأجيال السابقة.
جيل زد، مواليد منتصف التسعينيات حتى أوائل العقد الثاني من الألفية (1995-2010)  يتميز برؤية مختلفة تماماً عن تلك التي شكّلت ملامح الأجيال السابقة. إنه الجيل الذي لا يكتفي بطرح الأسئلة، بل يتحدى القواعد، ويعيد تشكيل مفهوم كل ما هو معتاد أو تقليدي.

إعداد: إيمان محمد 

لماذا يرفض جيل زد التقاليد؟

قد يكون لجيل زد أسبابه التي جعلته يرفض التقاليد، فهو جيل متمرد بطبيعته؛ نتيجة عدة عوامل وأهداف.

حرية الاختيار

بحسب مقال نشره موقع YourTango، يرفض جيل زد فكرة أن هناك "طريقة واحدة صحيحة للعيش". التقاليد التي كانت تعتبر ضرورية -مثل الزواج المبكر، أو الحصول على وظيفة مستقرة مدى الحياة- لم تعد تُلائم تطلعات هذا الجيل. بالنسبة لهم، الحياة تدور حول التجربة، والاستكشاف، والتعلم الذاتي، وليس مجرد تكرار نماذج مألوفة.
جيل زد مثلاً لا يفضل الوظيفة التقليدية، ولا يعتبر التعليم الجامعي شرطاً للنجاح. بل على العكس؛ يميل هذا الجيل إلى خوض تجارب ريادة الأعمال، والعمل الحر، والتعلم عبر الإنترنت. وهو بذلك يعكس رفضاً ضمنياً لتقاليد سوق العمل والتعليم التقليدي.

جيل زد يتميز بالاستقلالية - المصدر freepik

لا يعتبر الزواج ضرورة

وفي تقرير آخر من مجلة Newsweek، يتبين أن مفهوم العلاقات لدى جيل زد يشهد تحولاً جذرياً، ففي حين يكون الزواج هدفاً أساسياً للأجيال السابقة، قد يرفضه كثير من أبناء جيل زد، ويعتبرونه أيضاً خياراً، وليس ضرورة.
يرفض جيل زد الزواج مثلاً؛ خوفاً من أن يفقدهم استقلالهم، تشير البيانات إلى أن العديد من جيل زد يفضلون العزوبية على الارتباط الرسمي، وقد يعود السبب وراء هذا الاتجاه إلى الخوف من تكرار نماذج العلاقات الفاشلة التي شاهدوها في منازلهم، أو ببساطة لأنهم يرغبون في التركيز على أنفسهم أولاً.
اقرأوا أيضاً: جيل زد يقتحم سوق ريادة الأعمال ويغير قواعد اللعبة

الصحة النفسية أولوية

جيل زد يرفض فكرة التضحية من أجل الآخرين، أو كبت المشاعر إرضاءً للمجتمع. يعد هذا الجيل من أكثر الأجيال وعياً بالصحة النفسية؛ إذ يعلي من قيمة التوازن النفسي والراحة الداخلية، حتى لو تعارض ذلك مع الأعراف التقليدية.
الذهاب إلى العلاج النفسي، أو مشاركة المشكلات العاطفية على السوشيال ميديا، لم يعد أمراً مخجلاً كما كان لدى الأجيال السابقة، وهذا بحد ذاته تمرد على ثقافة الصمت التي كانت تسيطر على الأجيال السابقة.

التمرد على التقليدي

التمييز على أساس النوع أمر لا يعرف طريقه لأبناء جيل زد، بل يتمرد على التوقعات التقليدية من الرجال والنساء؛ مثل ضرورة الزواج، أو إنجاب الأطفال، أو حتى طريقة اللبس والتحدث، كما أن جيل زد يرفض مفاهيم مثل "الرجل لا يبكي"، أو "المرأة مكانها المنزل"، بينما يدعو هذا الجيل إلى التعبير الحر عن المشاعر والميول، من دون خجل أو خوف.

جيل زد
جيل زد لا يستمع بسهولة للنصائح - المصدرfreepik

المال ليس الهدف الأسمى

في خضم أزمة اقتصادية عالمية، ومخاوف من تغير المناخ، بات جيل زد أكثر حذراً من الدخول في دوامة السعي خلف المال. هو لا يرفض المال، لكنه يرفض أن يكون المعيار الوحيد للقيمة الشخصية، وهذا ما ينعكس في توجههم نحو الأعمال ذات البعد الاجتماعي، والبحث عن التوازن بين الحياة والعمل. وبدلاً من شراء منزل أو سيارة، قد يختار أحدهم استثمار مدخراته في السفر، أو تجربة جديدة، أو حتى دعم مشروع ناشئ يحمل قيمة مجتمعية.

رفض التصنيفات الاجتماعية أو السياسية

يتميز هذا الجيل بأنه يرفض التفكير بتقليدية، من خلال اتباع تصنيف اجتماعي أو سياسي، فهو يرفض مثلاً تصنيفات مثل "يساري أم يميني؟"، "محافظ أم متحرر؟"، "تقليدي أم عصري؟". كل هذه التصنيفات لا تهم جيل زد، طالما أنها لا تعبر عن حقيقة الشخص.
قد يرى البعض أن ما يفعله جيل زد هو نوع من الرفض لكل ما هو تقليدي، لكن الأمر ليس كذلك؛ فقط جيل زد لا يأخذ الأمور كما هي، ولا يتصرف كما يرى أبناء الأجيال السابقة، بينما يبحث وراء الهدف من كل شيء. إنه جيل يعيش في زمن مختلف، بتحديات مختلفة، ورؤى أكثر مرونة وتنوع. جيل لا يهدم القديم لمجرد الهدم، بل لأنه يسعى إلى بناء كل ما هو جديد.