الفرق بين الجيل زد والجيل واي: السلوك، القيم، والعمل

الاختلافات بين الأجيال باتت تسير بوتيرة أسرع، ولذلك هناك فرق كبير بين جيل زد وجيل واي الذي يسبقه، رغم أن الفارق الزمني قد لا يتناسب مع كل هذا الاختلاف.
الفرق بين جيل زد وجيل واي شمل جوانب عديدة منها السلوك والقيم والعمل، نتيجة تغيرات اجتماعية واقتصادية، تبرز الفروق بين الأجيال في أماكن العمل بشكل أكثر وضوحًا، كما في القيم والسلوكيات.

إعداد: إيمان محمد

من هم الجيل واي والجيل زد؟

الجيل واي، يُطلق عليه أيضًا ميلينيال، وهم المولودون بين 1981 و1996. يتراوح أعمارهم اليوم بين أواخر العشرينيات إلى أوائل الأربعينيات. بينما الجيل زد، يشمل المولودين بين 1997 و2012، وهم اليوم في سن المراهقة وحتى منتصف العشرينات.
وفقًا للعمر فإن جيل واي أول من نشأ مع بدايات التكنولوجيا الرقمية، أما الجيل زد لا يعرف الحياة قبل الرقمنة، فهو نشأ على الهواتف الذكية، ووسائل التواصل، والمحتوى السريع.

الفرق بين جيل زد و واي في القيم

وفقًا لـ Deloitte، فإن الجيل زد يحمل قيمًا مختلفة تجعله يختلف كثيرًا عن جيل الألفية.

الوعي الاجتماعي

بحسب الدراسات فإن جيل زد لديه وعي مجتمعي أكثر بكثير، ولذلك يتبني مفاهيم مثل قبول الآخر ولا يزعجه التنوع الثقافي أو العرقي، كما يؤمن بمفاهيم العدالة بشتى أشكالها. أبناء جيل زد يتوقعون من مؤسساتهم أن يكون لها موقف أخلاقي واضح، وليس مجرد أداء مالي جيد.
في المقابل، يركز الجيل واي على التوازن بين العمل والحياة، ويعطي أولوية للاستقرار المالي والمهني، وقد لا تعنيه المفاهيم الاجتماعية السابق ذكرها، فقط ما يعنيه وضعه المالي وترقيه الوظيفي.
اقرئي أيضاً: تعرفي إلى أبرز نقاط القوة والضعف لدى جيل زد

العدالة الاجتماعية

من جانبها، أوضحت فوربس أن الجيل زد يفضل العمل مع شركات تتبنى قضايا مثل الصحة النفسية، والمرونة، ومبادئ مثل التنوع والمساواة، بينما يهتم جيل الألفية أكثر بالتطور المهني والهيكل الوظيفي الواضح.

الفرق بين جيل زد و واي في أساليب التواصل

هناك فروق في سبل التواصل بين جيل زد وجيل واي وتظهر في:

التواصل الرسمي

أظهرت دراسة سابقة أن كل جيل لديه طريقته الخاصة في التواصل، مثلا الجيل واي نلاحظ أنه يميل إلى الرسمية لذلك يعتمد على الرسائل مثل البريد الإلكتروني، والعروض التقديمية المفصلة.

التواصل السريع

الجيل زد يفضلون التواصل السريع والمباشر عبر الرسائل القصيرة، الفيديوهات، أو حتى الرموز التعبيرية. يبحث الجيل زد عن بيئة عمل تعتمد على التواصل السريع والشفافية، بينما لا يمانع جيل الألفية في التعامل مع هياكل تقليدية للغاية.

الفرق بين جيل زد و واي في الطموح والعمل

رغم أن الجيلين يتشاركان في الطموح المهني بشكل عام، لكن لكل منهما مفاهيمه مثل:

الترقي الوظيفي

جيل واي غالبًا ما يربطون نجاحهم بالترقي الوظيفي والراتب المجزي.

التقدير الفوري

أما الجيل زد، فيفضل التقدير الفوري، والمهام السريعة، وفرص التعلم متعددة الأوجه.

الولاء للشركات

كما أن الولاء للشركات يختلف بين الجيلين، الجيل واي مستعد للبقاء في وظيفة لسنوات إذا توفرت البيئة المناسبة، أما الجيل زد فهو أكثر ميلاً للتغيير والتنقل بحثًا عن الفرص التي تتماشى مع قيمه وأسلوبه الشخصي.

القيادة

الجيل زد لا يرى في المدير سلطة تقليدية، بل يتوقع أن يكون قائدًا داعمًا، منفتحًا على الحوار، ويوفر فرصًا للتطور. في المقابل، جيل واي لا يمانعون العمل تحت قيادة صارمة طالما هناك أهداف واضحة وفرص للنمو.

الفرق بين جيل زد وواي في التكنولوجيا

رغم أن الجيلين يستخدمان التكنولوجيا بكثافة، فإن طريقة الاستخدام تختلف:
جيل واي يستخدمونها كأداة تنظيم وإنتاج. أما الجيل زد، فيراها امتدادًا لشخصيته، ويعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتطبيقات، ووسائل التواصل للتعلم، التواصل، وحتى العمل الحر.
وقد أظهرت دراسة أن الجيل زد يتوقع أن تكون الأدوات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من أي وظيفة، بينما جيل واي يتعاملون معها كوسيلة مساعدة وليست محورًا للعمل.

جيل زد وواي في الصحة النفسية

من النقاط الهامة التي ذكرتها أن الجيل زد يضع الصحة النفسية في مقدمة أولوياته المهنية. يتوقعون بيئة عمل تراعي الضغوط النفسية وتوفر دعمًا فعليًا، حتى لو تطلب الأمر تقليل ساعات العمل أو اعتماد نماذج مرنة. جيل واي أيضًا يهتمون بهذا الجانب، لكن بدرجة أقل، ويرون أن الضغوط جزء من الحياة المهنية يمكن التكيّف معها.

كيف نتعامل مع الفروق؟

المؤسسات التي تسعى للنجاح اليوم تحتاج إلى فهم ديناميكيات الأجيال. فبينما يجلب جيل واي الخبرة والاستقرار، يقدم الجيل زد الحماس والابتكار وسرعة التكيف.
فإن خلق بيئة عمل مرنة، شاملة، وتوفر فرصًا للتعلم المستمر والتعبير عن الذات، هو مفتاح النجاح في الجمع بين الجيلين داخل نفس الفريق.