يُعدّ الذكاء العاطفي من أهم المهارات الحياتية في العصر الحديث، إذ يؤثر بشكل مباشر في طريقة فهمنا لأنفسنا، وتعاملنا مع مشاعرنا، وبناء علاقاتنا مع الآخرين.
ولا يقتصر الذكاء العاطفي على النجاح المهني فقط، بل يمتد ليشمل التوافق النفسي، واتخاذ القرارات السليمة، والقدرة على مواجهة ضغوط الحياة بوعي واتزان.
الذكاء العاطفي يمنحنا القدرة على التعاطف مع الآخرين، فهم دوافعهم ومشاعرهم، والتحكم في ردود أفعالنا بشكل يحقق التوازن النفسي والاجتماعي.
كيف نُحسّن الذكاء العاطفي؟

وفق موقع positivepsychology.com، هناك عدة مجالات يمكن للذكاء العاطفي أن يؤثر فيها، وكيفية تشجيع الآخرين على تطويره.
يمكنك أيضاً متابعة الفرق بين الذكاء العقلي والعاطفي عند الأطفال والنجاح هو التوازن بينهما
لماذا يُعدّ الذكاء العاطفي مهماً؟
تبرز أهمية الذكاء العاطفي على نطاق واسع، لأنه قادر على التنبؤ بنتائج حياتية مهمة، مثل:
- الأداء الأكاديمي.
- التوافق النفسي.
- النجاح في بيئة العمل.
الذكاء العاطفي لا يُحسّن فقط التفاعل مع الآخرين، بل يساعد على التقدير الواقعي لمواطن القوة والضعف في النفس، وبالتالي تعزيز الثقة بالنفس واتخاذ قرارات أكثر حكمة.
هل الذكاء العاطفي مهم في مكان العمل؟
تشير الدراسات إلى أن القدرة على إدارة المشاعر تعود بفوائد عديدة على الأداء الوظيفي، مثل:
- تحسين عملية اتخاذ القرار.
- تسهيل التفاعلات الاجتماعية.
- زيادة القدرة على التعامل مع ضغوط العمل.
وقد أظهرت الدراسات أنه مرتبط بـ:
- تحسّن أداء المهام الوظيفية.
- زيادة سلوكيات المواطنة التنظيمية.
- ارتفاع المكانة الوظيفية.
- مستويات أعلى من تحمّل الضغوط.
- تحسّن العلاقات والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.
كما خلصت دراسة تحليلية شملت 43 بحثاً إلى أن جميع مقاييس الذكاء العاطفي كانت فعّالة في التنبؤ بالأداء الوظيفي.
مثال عملي:
الموظف الذي يستطيع التعبير عن استيائه بطريقة هادئة ومحترمة بدلاً من الانفعال المفاجئ، يكون أكثر قدرة على حل المشكلات وبناء علاقات مهنية متينة.
أهمية الذكاء العاطفي في القيادة
تُعدّ القيادة مهمة صعبة، وتزداد صعوبتها عندما يواجه القائد صعوبة في إدارة مشاعره أو مشاعر من يقودهم.
وقد أثبتت الدراسات أن الذكاء العاطفي يتنبأ بفعالية القيادة حتى مع ثبات مستوى الذكاء العقلي والسمات الشخصية.
فهم المشاعر وإدارتها يرتبط بسلوكيات القيادة التحويلية الإيجابية، مثل:
- تحفيز الفريق بشكل إيجابي.
- حل النزاعات بشكل بنّاء.
- تعزيز الثقة والتعاون.
مثال عملي:
القائد الذي يُظهر تفهماً لمخاوف موظفيه ويستمع لهم بصدق، يزيد من رضاهم وانتمائهم للشركة.
كيف نُشجّع الذكاء العاطفي لدى الآخرين؟
تطوير الذكاء العاطفي لدى الآخرين يحتاج إلى:
- التعاطف.
- الصبر.
- احترام الفروق الفردية.
ويمكن ذلك من خلال:
- القدوة الشخصية.
- تهيئة بيئة داعمة.
- تقديم الإرشاد والتوجيه.
- القدوة في الذكاء العاطفي.
تُعدّ القدوة من أقوى الوسائل لتشجيع الذكاء العاطفي لدى الآخرين، وذلك من خلال تجسيد السلوكيات الإيجابية مثل:
- الوعي الذاتي.
- إدارة الذات.
- التعاطف.
- المهارات الاجتماعية.
ممارسات عملية:
- إظهار الوعي الذاتي: الاعتراف بالمشاعر وتوضيح أسبابها، ومشاركة تجارب التعامل مع المواقف الصعبة.
- ممارسة الإصغاء الفعّال: الإنصات الجيد، وفهم مشاعر الآخرين، وإعادة صياغة أفكارهم لإظهار الاهتمام الحقيقي.
- إدارة النزاعات بشكل بنّاء: التعامل مع الخلافات بهدوء، وتجنّب الهجوم الشخصي، والبحث عن حلول تلبي احتياجات جميع الأطراف.
نصيحة عملية:
يمكن ممارسة التأمل أو كتابة اليوميات لفهم المشاعر الخاصة بك وكيفية تأثيرها على سلوكك، مما يعزز قدرتك على إدارة العواطف بوعي.
تنمية الذكاء العاطفي
وفق موقع simplypsychology، يُعدّ الذكاء العاطفي مهارة أساسية لبناء علاقات قوية ومتوازنة، ويساعد على اتخاذ قرارات منسجمة مع القيم والأهداف الشخصية.
أولاً: تنظيم الذات
تنظيم الذات هو القدرة على:
- إدارة المشاعر والأفكار.
- التحكم في الاندفاعات وردود الأفعال.
- مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف.
ثانياً: الوعي العاطفي
تقبّل المشاعر، حتى غير المريحة منها، يساعد على:
- زيادة الوعي الذاتي.
- التعامل البنّاء مع المشاعر.
- إحداث تغييرات إيجابية في الحياة.
- طلب التغذية الراجعة من الآخرين يساهم في تحسين مستوى الوعي العاطفي وفهم تأثير سلوكياتنا على الآخرين.
ثالثاً: تحديد المشاعر
استخدام مفردات دقيقة لوصف المشاعر يمكّن من فهمها وإدارتها بفاعلية.
- المشاعر الأولية: السعادة، الحزن، الغضب، الخوف، الاشمئزاز، الدهشة.
- المشاعر الثانوية: الخجل، الشعور بالذنب، الفخر، الحسد، الغيرة.
- الوعي بالفروق بين المشاعر (مثل التمييز بين الحزن والملل أو الوحدة) يعزز التحكم في الاستجابات العاطفية، خاصة عندما تتداخل المشاعر في تركيبات معقدة.
نصائح عملية لتكوني ذكية عاطفياً
- خصصي وقتاً لفهم مشاعرك اليومية.
- مارسي تقنيات التأمل والتنفس العميق لتقليل التوتر.
- درّبي نفسك على التعبير عن المشاعر بطريقة واضحة وصحيحة.
- لاحظي ردود أفعال الآخرين وتعلّمي من أساليب تواصلهم.
- كوني متسامحة مع نفسك والآخرين، فالأخطاء جزء من النمو العاطفي.
- أن تكوني ذكية عاطفياً يعني أن تفهمي نفسك، تتحكمي بمشاعرك، وتتفاعلي مع الآخرين بوعي وتعاطف.
ما رأيك متابعة هل الروبوتات تفهم مشاعر المراهقين والأطفال؟
مع الممارسة المستمرة، يصبح الذكاء العاطفي أداة قوية للنجاح الشخصي، المهني والاجتماعي، ويُساعدك على بناء علاقات صحية وقرارات أكثر حكمة.





