mena-gmtdmp

الفرق بين الذكاء العقلي والعاطفي عند الأطفال والنجاح هو التوازن بينهما

صورة لمجموعة من الأطفال
أطفال يعبرون عن فرحتهم وسعادتهم بالصحبة

يرتكز الذكاء العقلي للطفل على مدى امتلاكه للقدرات التحليلية وحل المشكلات، ما يساعد على تحقيق النجاح الأكاديمي، بينما الذكاء العاطفي يتمثل في بناء علاقات قوية وإدارة المشاعر بشكل إيجابي. ولا يمكننا القول إن أحد الذكاءين أفضل أو أهم من الآخر؛ بل النجاح في الحياة المدرسية والشخصية والحياتية، يعتمد على التوازن بينهما.
في هذا التقرير يناقش الدكتور فهيم عبد الرازق أستاذ التربية وطب نفس الطفل والفرق بين الذكاء العقلي والعاطفي عند الأطفال وصوره، وكيف يمكن تحقيق التوازن بينهما.

1-تعريف الذكاء العقلي

الذكاء العقلي: هو استيعاب الدروس بتفهم واجتهاد

الذكاء العقلي هو مجموعة من القدرات العقلية وتشمل:
المنطق والتحليل: من السمات الأساسية للذكاء العقلي؛ القدرة على التفكير بعمق والتوصل لاستنتاجات دقيقة بناءً على الأدلة والمعلومات.
الذاكرة: تعتبر مكون حيوي للذكاء العقلي؛ بدون القدرة على تذكر المعلومة واسترجاعها، يصعب على الفرد تطوير مهاراته أو أداء المهام بكفاءة.
حل المشكلات الرياضية: تعد تحديًا يتطلب وجود الذكاء العقلي؛ حيث أن مسائل الرياضيات تستلزم قدرة على التفكير التحليلي واستنتاج الحلول.

علامات الذكاء العقلي عند الأطفال

أم تلعب مع طفلها

الذكاء العقلي:

  • تمتع الطفل بسرعة الفهم.
  • يحبّ طرح الأسئلة.
  • يتمكن من تذكّر المعلومات بسهولة.
  • يحب الحساب ويتفهم مسائل الرياضيات بسرعة.
  • يتذكر بسهولة التفاصيل إن قرأ قصة، مايدل على ذكاء عقلي قوي.
  • الإبداع في التفكير الايجابي المنطقي، وابتكار حلول لمشكلات بسيطة، مثل كيف يربطون حذاءهم، أو كيف يصلحون لعبة مكسورة، في النهاية هم يُظهرون مؤشرات على وجود ذكاء عقلي واضح.

كيفية تنمية الذكاء العقلي عند الأطفال:

يُنصح بتوفير بيئة محفزة: كتب ملونة، ألعاب تركيب، ألغاز، ومناقشات مشوّقة، طرح الأسئلة التي تبدأ بـ "لماذا؟" أو "ماذا لو؟" تساعد على تنشيط عقل الطفل.
ممارسة الأنشطة التي تُشجّع على التعلّم والاكتشاف: مثل التجارب البسيطة في العلوم أو ألعاب الأرقام، تُنمّي التفكير والتحليل، ومن العلامات الجيدة؛ أن يسأل الطفل كثيرًا، أن يحاول حل المشكلات بنفسه، أو أن يُظهر إبداعًا في الرسم أو البناء أو الكتابة.

2-تعريف الذكاء العاطفي

طفلتان ترسمان معًا

الذكاء العاطفي:

هو مجموعة المهارات العاطفية والاجتماعية التي تمكّن الطفل من التفاعل الإيجابي مع محيطه؛ من فهم للمشاعر والتعرف على العواطف وإدارتها، سواء كانت عواطف الطفل نفسه أو الآخرين، ومن قواعده:
الوعي الذاتي: من يتمتع بالذكاء العاطفي، يكون قادرًا على التعرف على مشاعره وفهم كيف تؤثر هذه المشاعر على أفكاره وسلوكه.
إدارة الذات: و تشمل التحكم في المشاعر السلبية، مثل الغضب أو التوتر، والتكيف مع التغيرات بمرونة، ما يمنح الطفل الثقة في المستقبل.
التعاطف: ويعني القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معها بصدق، ما يساهم في بناء علاقات إنسانية قوية وتحقق تواصلًا عاطفيًا صحيًا.
إدارة العلاقات: القدرة على التواصل بفعالية وبناء علاقات صحية مع الآخرين، ما يمنح الأفراد القدرة على حل الصراعات والتعاون .

علامات الذكاء العاطفي عند الأطفال:

طفلان يتمتعان بذكاء عاطفي

يظهر هذا النوع من الذكاء في طريقة تعامل الطفل مع الآخرين ومشاعره؛ الطفل ذو الذكاء العاطفي العالي يستطيع أن يقول: "أنا غاضب" بدل أن يصرخ، ويستطيع ملاحظة صديقه عندما يشعر بالحزن.
وهو الذي يعرف كيف يتحكم في غضبه عندما يخسر في لعبة، أو يستطيع أن يعتذر عندما يُخطئ، فهذا يعني أن ذكاءه العاطفي يتطور بشكل جيد.
كما يُلاحظ الذكاء العاطفي أيضًا في:

  • قدرة الطفل على تكوين صداقات، و مساعدة الآخرين.
  • أن يمتلك الوعي بمشاعره ويعرف أسبابها
  • أن يجيد إدارة مشاعره السلبية
  • يتعاطف ويتجاوب مع الآخرين
  • يمتلك الكثير من المهارات الاجتماعية
  • لديه دافعية ذاتية لتحقيق أهدافه

علامات ضعف الذكاء العاطفي لدى الطفل:

نوبات الغضب المتكررة، رفض التحدث عن المشاعر، أو الصعوبة في فهم مشاعر الآخرين.

كيفية تطوير الذكاء العاطفي عند الأطفال:

التنمية تبدأ من الحوار وحسن الإنصات، بجانب مساعدة طفلك على تسمية مشاعره، مثل "أشعر بالغضب لأن صديقي لم يلعب معي"، فأنت تدعمين تطوّر ذكائه العاطفي.

  • قراءة الطفل للقصص التي تتحدث عن المشاعر، والحديث عن الشخصيات وما شعر به، ما يساعد الطفل على فهم نفسه والآخرين، كما أن اللعب مع الأطفال-الجماعي، بجانب الأنشطة التي تحتاج إلى مشاركة وانتظار.
  • ومن العلامات الجيدة لنمو الذكاء العاطفي: أن يُظهر الطفل تعاطفًا، أن يُبادر بالاعتذار عند الخطأ، أو أن يعبر عن حزنه بالكلام وليس بالغضب.
  • على الآباء إدراك أن الذكاء لا يُقاس فقط بدرجات الاختبار بالمدرسة، بل أيضًا بطريقة تعبيره عن نفسه، وقدرته على أن يكون صديقًا محبوباً.

3-مظاهر الذكاء العاطفي والعقلي في حياة الطفل اليومية؟

أم تقرأ لطفلتها

الذكاء العقلي:
في حياة الطفل اليومية، يظهر الذكاء العقلي عندما يُظهر الطفل قدرة على التعلّم السريع في المدرسة، أو عندما يركّز في الواجبات، أو يطرح أسئلة ذكية حول العالم من حوله.
مثال: إذا كنتَ تحب أن تبني مجسمات ليغو معقّدة أو تكتب قصة قصيرة من خيالك، فهذا يعد من علامات الذكاء العقلي الجيد، بينما أصحاب الذكاء العقلي المرتفع عادةً ما يكونون فضوليين ومهتمين بالاكتشاف والتجربة.

علامات ضعف الذكاء العقلي:

  • صعوبة التركيز
  • أو عدم القدرة على ربط المعلومات ببعضها.
  • الإحساس بالإحباط السريع عند الفشل.

الذكاء العاطفي:

يظهر بوضوح خلال المواقف الاجتماعية؛ إذا تشاجر الطفل مع صديقه، هل يعرف كيف يعتذر؟ إذا خسر أحد أصدقائه في لعبة، هل يستطيع أن يشجّعه؟ هو الطفل الذي يستطيع الانتظار بصبر حتى يحين دوره، والذي يلاحظ مشاعر الآخرين، وكلها مواقف يومية تُظهر مستوى ذكاء الطفل العاطفي.

علامات ضعف الذكاء العاطفي:

  • صعوبة اللعب الجماعي.
  • التسرع في الغضب.
  • الانسحاب عند مواجهة مشكلة.

أهمية التوازن بين النوعين: بمعنى أن يكون الطفل قويًا في الحساب، لكن هناك صعوبة حالة اللعب مع أصدقائه، لذلك من الأفضل أن نلاحظ كلا الجانبين ونعمل على تقويتهما معًا.

التوازن:

أم تتابع نمو مهارات طفلتها

ويتم تحقيق التوازن بين الذكاء ين، من خلال وعي الطفل بكيفية تأثير مشاعره على قراراته، وتطوير طرق عقلانية للتعامل مع التحديات، وهذا لن يتم إلا بمراقبة الطفل؛ كلامه وسلوكياته، مع تحفيزه بشكل مستمر على الاهتمام بذاته ؛ بمعنى حبها والسعي لتطويرها، والنهوض بها.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.