من هو ابن الهيثم مؤسس المنهج الدراسي الحديث

العالم العربي ابن الهيثم
ابن الهيثم - الصورة من الموقع الرسمي لليونسكو en.unesco.org
شمعة مضيئة
نظرية الضوء (المصدر: pexels)
العالم العربي ابن الهيثم
شمعة مضيئة
2 صور

يظل علماء العرب منارات مضيئة تنير ظلمات أبحر من الجهل والجهالة غرق العالم الغربي فيها حتى الثمالة، في الوقت الذي بلغت فيه الحضارة الإسلامية ما لم تبلغه حضارة أخرى، ولن تكفي آلاف المجلدات لرصد ما تفضل به علماء العرب المسلمين من علوم ومعارف في مختلف المجالات على الإنسانية، فلم يتركوا مجاًلا إلا وطئوه، ولا علمًا إلا أثروه، ولا حقيقة إلا فندوها وحللوها وحققوها وتحققوا منها.

• الغرب يحتفي بعلماء العرب من العظماء

ابن الهيثم أحد هؤلاء العظماء، فلطالما أشاد علماء الغرب بهذا العالم العربي الجليل واحتفوا به في مختلف المحافل العلمية والعالمية، فقد نقلوا علومه واستنسخوا نظرياته وطبقوا آراؤه وأفكاره في جميع بحوثهم وأبحاثهم العلمية، ومن تلك المحافل الرفيعة المستوى، اليونسكو والذي أقام احتفالية مهيبة لهذا العالم الجليل كأحد أهم الرواد في مجال البصريات الحديثة.
فحسب الموقع الرسمي لليونسكو en.unesco.org، قدمّ هذا العالم العربي اللامع خلال الفترة من القرن العاشر إلى الحادي عشر مساهمات كبيرة في مبادئ علم البصريات وعلم الفلك والرياضيات، وطور منهجيته الخاصة "التجريب كطريقة أخرى لإثبات الفرضية الأساسية أو الافتراضية".

• بطليموس العرب وأحد الثلاثة الكبار من علماء مسلمين

سمي أبو علي الحسن بن الهيثم البصري (965-1040) ، المعروف في العصور الوسطى الأوروبية باسم ابن الهيثم، وبين العلماء العرب بـ "بطليموس الثاني". ويُعرف في الأوساط العلمية الأوروبية باسم"Alhazen"، كان ابن الهيثم أحد الثلاثة الكبار من علماء المسلمين والذين أشاد بهم ومجدهم الغرب كثيرًا خلال القرنين العاشر والحادي عشر، والاثنان الآخران هما البيروني (973-1048) وابن سينا (980-1037)
برع ابن الهيثم في العديد من التخصصات:
- علم الرياضيات.
- علم الفيزياء،
- علم الميكانيكا.
- وعلم الفلك.
- علوم الفلسفة.
- العلوم الطبية.
وهناك العديد من المجالات العلمية والمعرفية الأخرى والتي برع فيها العلماء العرب القدامى وهذه أهم اختراعاتهم

• عالمًا غزير العلم وكاتبًا واسع المعرفة

ابن الهيثم - الصورة من الموقع الرسمي لليونسكو en.unesco.org


كان ابن الهيثم كاتبًا غزير الإنتاج. فقد ألّف 25 عملاً في العلوم الرياضية، و44 عملاً في الفيزياء (الأرسطية) والميتافيزيقيا، وكذلك في علم الأرصاد الجوية وعلم النفس. علاوة على ذلك، يشير رسم سيرته الذاتية بوضوح إلى أنه درس بدقة فلسفة أرسطو (الطبيعية) والمنطق والميتافيزيقيا التي قدم وصفًا موجزًا لها، أعاد ابن الهيثم تأسيس علم البصريات على نحو منهجي جديد، وصحح ابن الهيثم بعض المفاهيم السائدة في ذلك الوقت اعتمادًا على نظريات أرسطو وبطليموس وإقليدس فأثبت أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين، وليس العكس كما ساد الاعتقاد آنذاك.
كان أشهر ما كتبه باللغة العربية عن علم البصريات، كتاب "المناظر"، في قاموس البصريات اللاتيني، والذي تُرجم دون ذكر اسمه في القرن الثاني عشر / الثالث عشر. حيث تناول، في سبع مجلدات، الدراسة التجريبية والرياضية لخصائص الضوء.
تعتبر نظريات وآراء ابن ابن الهيثم القيمّة عن الضوء ومسالك النجوم وضوء القمر وعلاقته بالشمس والكواكب نظريات بليغة، كما أنه اخترع أول جهاز يشبه الكاميرا، وكان يسمى (القمرة) للتدليل على الطبيعة الفيزيائية للأشعة الضوئية، فاسم "كاميرا" مشتق من الكلمة العربية "قمرة" وتعني الصندوق المظلم، وأكدت التجربة صحة فرضية ابن الهيثم، والذي هدم نظريات كبار علماء اليونان المتعلقة بالرؤية.
ابن الهيثم ليس العالم العربي الوحيد الذي أبهر الغرب بنظرياته الفيزيائية حيث يمكنك التعرف على أشهر العلماء العرب والمسلمين في الفيزياء وإنجازاتهم

• منهج ابن الهيثم العلمي في الدراسة

نظرية الضوء (المصدر: pexels)


يُعد ابن الهيثم أول من طبق منهاجه الدراسي العلمي التجريبي الخاص كوسيلة لإثبات الفرضيات، حيث الباحثون حول العالم على تطبيق "المنهج العلمي" خلال دراساتهم المختلفة.
(وطبقا للموسوعة البريطانية إنسيكلوبيديا بريتانيكا britannica.com، فالمنهج العلمي هو تقنية رياضية تجريبية يستخدمها الباحثون من أجل بناء واختبار الفرضيات العلمية، حيث يتضمن "المنهج العلمي" عمليات متتالية من الملاحظة، وطرح الأسئلة والبحث عن إجابات من خلال التجربة والاختبار وهو يساعد الباحثين على تطوير النظريات العلمية التي تشرح القوانين الاستقرائية (أو التجريبية) بطريقة علمية منطقية، وهي الطريقة التي اعتمدها ابن الهيثم بديلة عن التفكير المجرد)
وقد مثل المنهج العلمي بسمتيه المعروفتين للطريقة العلمية الحديثة، (بناء النظرية والتجريب)، السمات الرئيسية لمنهج ابن الهيثم في تصميم التجربة واختبار فرضية، وليس استخدامها فقط بالملاحظة أو الاكتشاف حيث يمثل بناء النظرية نوع من النمذجة الرياضية لحقائق المراقبة، في حين أن التجريب لا يكون مجرد ملاحظة للظاهرة تجريبياً، بل يتضمن أيضًا التجربة نفسها كدليل على الفرضية.
قام ابن الهيثم باختبار الفرض تجريبيا حيث ابتكر تجارب خاصة لأنواع مختلفة من الضوء:
- ضوء الشمس.
- الشفق / ضوء الصباح.
- الضوء المنعكس من الأسطح المصقولة والأجسام غير الشفافة.
- الضوء المنكسر المنقول.
وتحدث في القاعدة الأولى عن الانتشار المستقيم للضوء بغض النظر عن مصدر انبعاثه، وفي القاعدة الثانية أشار أن "كل نقطة من جسم مضيء تشع الضوء على طول كل خط مستقيم في كل اتجاه". وتثبت نتيجة هذه القاعدة أن الشمس، وحتى مصدر الضوء الاصطناعي، يشع الضوء من جميع أجزائه، ولكن هل يمكن السفر عبر الزمن عبر تكريس الضوء هذه معادلة جديدة قد تتيح السفر عبر الزمن

• ابن الهيثم ما بين القاهرة والبصرة


ولد العالم العربي الجليل أبو علي الحسن بن الهيثم البصري بمدينة البصرة عام 965 ميلادية/354 هجرية، في فترة كانت تعد العصر الذهبي للإسلام، وعمل موظفا حكوميا بالبصرة حتى صار وزيرا بها، لكنه آثر تكريس حياته لدراساته العملية، فانتقل إلى القاهرة في عهد الخليفة الفاطمي "الحاكم بأمر الله" والذي أجزل له العطاء لمواصلة نظرياته واكتشافاته العلمية، وقد عاش ابن الهيثم ما تبقى من حياته في القاهرة بالقرب من مسجد الأزهر، وكسب المال عن طريق نسخ النصوص والمؤلفات اليونانية المترجمة، وعكف على الدراسة وكتابة المؤلفات. وتوفي بالعام 1040م

• تكريمًا لاسم ابن الهيثم

- أطلق اسمه على إحدى الفجوات البركانية على سطح القمر
- في 7 فبراير 1999، أطلق اسمه على أحد الكويكبات المكتشفة حديثًا وهو "59239 Alhazen".
- في العراق وضعت صورته على الدينار العرقي فئة عشرة دنانير منذ ثمانينيات القرن الماضي ثم 10,000 دينار الصادرة في عام 2003
- أطلقت اليونسكو ومديرها العامّ إيرينا يوكوفا على السنة الدولية للضوء في عام 2015 اسم ابن الهيثم "أبو البصريات"
- أنشأت منظمة «100 اختراع واختراع‏ حملةً دوليّة بعنوان «100 اختراع واختراع وعالَمُ ابن الهيثم 1001 Inventions and the World of Ibn Al-Haytham)‏ ضمّت سلسلة من المعارض التفاعليّة وورش العمل والعروض الحيّة حول أعمال هذا العالم المسلم، وذلك بالشراكة مع مراكز ومهرجانات علميّة ومتاحف ومؤسّسات تعليميّة عالمية كبرى.
وإذا كان لابن الهيثم نظريات انحنى لها العالم احترامًا بشأن علم البصريات، وانكسار الضوء فهؤلاء علماء روس يبتكرون "مرآة لا تعكس الضوء"