تختلف الطباع، في المواقف المختلفة، في اليوميات. لذا، يبدو التمسّك بقواعد الإتيكيت أساسيًّا حتى لا يخرج المرء عن اللباقة، أثناء التعامل مع أي شخصية، مهما كانت الأخيرة حادة الطباع أو مستفزة. في السطور الآتية، تجيب خبيرة الإتيكيت والعلاقات الإنسانية دعاء بيرو «سيدتي. نت» عن السؤال الآتي: كيفية التعامل بلباقة مع الناس مهما كانت شخصياتهم "صعبة"؟ معددة أبرز الطباع، وإتيكيت التعامل معها.
قواعد في إتيكيت التعامل
كيفية التعامل بلباقة مع الناس من المكتئبين والثرثارين والمغرورين والفضوليين والعصبيين والمستفزين والحساسين؟
- الشخصية المكتئبة: تنصح الخبيرة دعاء باحترام مساحة المكتئب الخاصة، مع ضرورة عدم التطرق في الحديث إلى سبب الحزن أو الاكتئاب، بل التذكير بمميزات هذا الفرد الشخصية وقدرته الكبيرة على تجاوز الصعاب، وذلك للتشجيع على حب الحياة والإقبال عليها أكثر والنظر إليها بشكل مختلف. يقضي إتيكيت التعامل مع المكتئب أيضًا، بالاستماع بجدية لأي مشكلة يطرحها، مع التقرب إليه وعدم الاستهانة به أو تجاهله ومحاولة وضع حلول معه لتجاوز الأزمة كي تستعيد الشخصية المذكورة طاقتها وحبها للحياة مجدّدًا، فلا تكون فريسة سهلة للاكتئاب. إلى ذلك، يصح إبعاد الفرد المكتئب عن التواجد في أي مكان قد يذكره بما مر به حتى يستطيع أن يتجاوز هذه المرحلة من حياته.
- الشخصية الثرثارة: عند محاولة الشخص الثرثار أن يتحدث إليك، يصح تقديم الاعتذار عن عدم إمكانية فعل ذلك بسبب الانشغال بعمل محدد، الأمر الذي يقطع الطريق على أي لغو في الكلام. أما في حال مواجهة الملل إزاء حديث الثرثار، يصحّ فتح موضوع جديد أو أعدم التفاعل مع المتحدث أو حصر الردود على الأسئلة، بنعم أو لا، من دون إطالة النقاش. هذه الطريقة ستشعر المتحدث الثرثار، بأسلوب مُهذب، أن الآخر لا يهتم إلى أحاديثه.
- الشخصية المغرورة: لا مناص من إظهار الثقة بالذات إزاء أي شعور سلبي يفرضه المتحدث المغرور على غيره. مع التركيز المفرط عى الذات طوال الوقت، أثناء الحديث، لا تخرج عن قواعد الإتيكيت محاولة الطرف الآخر تغيير الموضوع، كما حرف الحوار عن مقصده. من جهة ثانية، لا بد من التحلي بالرحمة، عند التعامل مع الشخصية المغرورة، مع مدّها بالنصائح الجادة بشكل ودي، علمًا أن المغرور قد لا يدرك علاته. في هذا الإطار، يصح إشراك طرف ثالث فى الحديث حتى يكون الأخير إيجابيًا أكثر.
- الشخصية الفضولية: لا بد من حرف الحديث عن مقصد الشخصية الفضولية، التي تطرح أسئلة خاصة. إلى ذلك، يجب تجنب مشاركة أي معلومة عن الحياة الخاصة، مع الشخصية الفضولية، وذلك لأنها لمجرد أن تعرف أي معلومة أو خبر، هي ستعلق عليها أو تشكك فيها. هذه ردود لبقة وذكية على بعض الأسئلة المحرجة، بحسب فنّ الإتيكيت.
لا بد من حرف الحديث عن مقصد الشخصية الفضولية، التي تطرح أسئلة خاصة - الشخصية العصبية: العصبي سريع الانفعال إزاء أبسط الأشياء ولا يقبل النقد فى الحوار. تقضي قواعد اللياقة فى التعامل مع هذه الشخصية، اختيار الوقت المناسب للحوار، وذلك لتفادي الصدام والمشاحنات واختلاف وجهات النظر. إلى ذلك، للابتسامة مفعول قوي، فهي تُظهر الرضا وتحاول كسر حدة حالة العصبي، مع حثه على الابتسام أو الضحك. لكن، من الضروري الحذر من أن تتحول الابتسامة إلى سخرية من تصرفات الشخصية العصبية، التي تتطلب الحكمة والرقي، في التبادلات. هذه نصائح من خبيرة الإتيكيت للتعامل مع الزوج العصبي.
- الشخصية المستفزة: الهدوء في الحديث مع المستفز، مهما كان الشعور بالغضب والإنزعاج كبيرًا، هو من قواعد الإتيكيت الأهم في التعامل، إذ يقف الهدوء سدًّا منيعًا في مقابل الاستفزاز، ومحاولات من يقوم به لغرض الإزعاج أو الإيذاء. إلى ذلك، يجب التحكّم بملامح الوجه. في حال طرح المستفز أسئلة أو استفسارات، يجب الرد باقتضاب، من دون فتح المجال واسعًا لأي نقاش أو محادثة، ورسم الحدود الواضحة في كل التعاملات.
-
الشخصية الحسّاسة: لا يُنصح بتوجيه النقد المباشر أو غير المباشر إلى "الحسّاس" بل مدحه. أما إذا طلب الفرد الحساس سماع رأي الطرف الآخر، فلا يصح أن يجعل الأخير "الحساس" محبطًا. تقضي قواعد الإتيكيت، في إطار التعامل مع الشخصية الحساسة، السؤال عنها على الدوام وإظهار التقدير لها وإشعارها بأنها مفضلة ومهمة في حياة الآخرين، مع تبادل كلمات طيبة ومجاملات خفيفة معها.
إتيكيت التعامل مع الشخصية الكذابة
تقضي قواعد الإتيكيت بحسن الاستماع إلى هذا النوع من الشخصيات؛ لكن مع اكتشاف زيف الكلام، لا مناص من تغيير الموضوع لإرسال رسالة بأن المستمع لا يهتم بحديث المتكلم، فلا يتمادى الأخير فى كذبه. إلى ذلك هناك مقولة شهيرة تقول إن "النصح في العلن فضيحة"، لذا يخرج عن قواعد إتيكيت التعامل مع الناس، لا سيما الكذابين، نصحهم وإرشادهم أمام الآخرين. مهما تفاقم الكذب، لا يجب تعريض قائلة للحرج، بل يفضل إرشاده ونصحه على إنفراد.
