شروط ومبطلات الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان

شروط ومبطلات الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان
شروط ومبطلات الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان - الصورة من موقع unsplash

يعتزم كثير من المسلمين على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان من كل عام، وذلك بلزم المسجد والتفرغ لعبادة الله - عزّ وجلّ وعلا.
وعرّف ابن باز المفتي العام للملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء سابقاً - رحمه الله -، أن الاعتكاف سنة، وهو لزوم المسجد لطاعة الله للتفرغ للعبادة، في الليل أو النهار، ساعة أو يوماً، أو ليلة أو أياماً أو ليالي، سنة كما قال الله جل وعلا: وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ "البقرة:187".
وأضاف أنه ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه اعتكف العشر الأواخر من رمضان، وفي بعض السنوات تركها، لبعض الأسباب، واعتكفها في العشر الأول من شوال، فهو سنة وفي رمضان أفضل، في رمضان وفي العشر الأخيرة أفضل.

حِكمته وحُكمه

الحكمة من تشريع الاعتكاف أمور كثيرة يلخصها أنه، شـُرع للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالتفرغ لعبادته وذكره وتسبيحه واستغفاره وقراءة القرآن، وبالانقطاع عن الناس والتخفف من الشواغل لأجل ذلك التقرب تزكية للنفس وتنقية للقلب.
أما حُكم الاعتكاف فهو "سنة" بإجماع أهل العلم، ويرى بعض المذاهب الفقهية أنه "سنة مؤكدة" في العشر الأواخر من رمضان. لكن يجب الاعتكاف إذا كان منذوراً.
والدليل على سنيته قول الله تعالى: "وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ" "سورة البقرة، الآية: 187"، وقوله: "أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ"(سورة البقرة، 125".
وقد اعتكف الرسول صلى الله عليه وسلم كما ثبت عنه في أحاديث صحيحة بعضها رواه البخاري ومسلم، ومن بعده اعتكفت زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وبعض أصحابه رضي الله عنهم.
ويُستحب للمعتكف الاشتغال بما يتقرب به إلى الله تعالى كالصلاة والاستغفار والذكر وقراءة القرآن والتسبيح، وتعليم القرآن الكريم والحديث النبوي وتدريس العلم. وكذلك اجتناب ما لا يعنيه من كل قول أو فعل يشغله عن اعتكافه.
ووفقاً لابن باز، السنة الاعتكاف في المسجد في رمضان إذا تيسر ذلك، في رمضان وغيره، لكن في رمضان أفضل إذا تيسر ذلك، وللمعتكف الخروج إذا عرضت له حاجة، فيخرج يتوضأ، أو يخرج ليقضي حاجة، وله أن يهون إذا كان أراد أن يعتكف خمسة أيام، ثم ترك منها يوماً أو يومين، واكتفى بيومين أو ثلاث فلا بأس؛ لأنها سنة، ليس بلازم إلا إذا نذر، قال: لله علي نذر أن أعتكف كذا وكذا، فعليه أن يوفي النذر؛ لقول النبي ﷺ: من نذر أن يطيع الله فليطعه.
تابعي المزيد: الشيخ الخثلان: ليس لصلاة الليل في رمضان عدد محدود

شروط الاعتكاف

يصح الاعتكاف من كل إنسان مسلم عاقل بالغ أو مميز سواء أكان ذكرا أو أنثى، ويجب أن يكون المعتكف طاهرا من الحدث الأكبر "الجنابة"، وأن يكون الاعتكاف في مسجد تقام فيه الصلاة للآيتين المتقدمتين، وأفضله ما كان في المساجد الثلاثة المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس.
ويصح الاعتكاف من غير صوم عند أكثر العلماء لأنه مستحب عندهم لا واجب؛ والأوْلى بالمعتكف أن يصوم أو يعتكف في وقت الصيام (رمضان مثلا). ويجوز للمعتكف التنظف والتعطر والتزين في الملبس والمظهر.

مبطلاته

ولا يجوز للمرأة أن يأتيها زوجها وهي في الاعتكاف، وكذلك المعتكف ليس له أن يأتي زوجته وهو معتكف؛ لأن الله تعالى قال: وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ، والأفضل له ألا يتحدث مع الناس كثيراً، بل يشتغل بالعبادة والطاعة، لكن لو زاره بعض إخوانه أو زار المرأة بعض محارمها أو بعض أخواتها في الله وتحدثت معهم أو معهن فلا بأس، وكان النبي ﷺ يزوره نساؤه في معتكفه ويتحدث معهن ثم ينصرفن فدل ذلك على أنه لا حرج في ذلك.
كما لا يجوز للمعتكف الخروج من المسجد، ولا يبطله الخروج لقضاء حاجة دورة المياه، أو للوضوء والاغتسال الواجب، أو للأكل والشرب إن لم يستطع إحضاره إلا بالخروج، أو لعلاج من مرض شديد.
كما يبطل الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة الاعتكاف عند أكثر العلماء، وذهاب العقل والسكر والجنون.

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر