منذ بدايته في العام 1946 سجلت سجادة مهرجان كان السينمائي الحمراء مرور العديد من الشخصيات الملكية، التي تركت عبق عطرها وطبعت بصمة عبر السنوات، فقد تظنونها مجرد سلالم، ولكنها قادت متسلقيها إلى الشهرة والحب والنجاح؛ فخلف هذه السلالم قصة وعلى هذه السلالم تقف أميرة بزي رائع، ومن هنا تبدأ الحكاية؛ فعلى مدى عقود من الزمن شهدت سجادة مهرجان كان السينمائي إطلالات رائعة برقيها ودقة تفاصيلها، وهي تعود لأفراد من العائلات المالكة مروا على سلالم المهرجان وتركوا بصمة من حضورهم وصوراً في حساب الذكريات. وقبل أيام معدودة من انطلاق الدورة الثامنة والسبعين للمهرجان نستعرضها لك، سيدتي؛ لتكتشفي أسرار الأناقة العابرة للزمن التي تتبناها الملكات والأميرات وعائلاتهن.
الملكة رانيا العبد الله تتألق بالأبيض في كان 2017
أطلت الملكة رانيا العبد الله زوجة ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين في مهرجان كان السينمائي بدورته الـ70 للمشاركة في حفل Fashion For Relief الذي يجري مع ختام المهرجان لحشد التبرعات الخيرية، والذي يشارك فيه كبار النجوم مثل نعومي كامبل وغيرها، وقد ظهرت إلى جانب دوقة يورك سارة فيرغسون وابنتها الأميرة بياتريس.
أطلت الملكة رانيا مرتدية فستاناً حريرياً أبيض يتسم بأكمام طويلة وتنورة بقصة طويلة ضيقة. وحملت الكلاتش الميتاليكي، وانتعلت حذاءً أبيض، وقد شكَّلت إطلالتها الراقية حديث رواد المهرجان ببساطتها ورقيها؛ إذ اعتادوا رؤية شخصيات ملكية على سلالم مهرجان كان؛ ومن أبرزهم أميرة موناكو المحبوبة غريس كيلي.
فستان الأميرة ديانا في مهرجان كان السينمائي 1987.. نسخة عن فستان غريس كيلي

عندما وصلت أميرة ويلز الليدي ديانا برفقة زوجها آنذاك الأمير تشارلز لحضور فيلم Whales of August للمخرج البريطاني Linday Anderson، كان اهتمام الباباراتزي منصباً عليهما؛ فلقد كانت أخبار الثنائي البريطاني مصدر اهتمام الصحافة العالمية وليست البريطانية فقط، فلقد تألقت الأميرة بفستان من الشيفون الأزرق بقصة سترابلس، وتتميز بخصر محدد وتنورة منسدلة مستقيمة وطويلة، وهو بلون الباستيل الأزرق وحمل توقيع المصممة كاترين والكر.
كما سجلت الأميرة ديانا إطلالة مميزة لحظة وصولها الى المهرجان حيث ارتدت فستاناً من دون أكمام مخططاً باللونين الكحلي والأبيض، يتسم بتنورة منفوخة ميدي، ونسَّقت معه سترة من الكريب الأبيض طويلة، وتزدان بصف من الأزرار، وانتعلت الحذاء المزدوج الألوان من شانيل Chanel، وحملت حقيبة نصف دائرية باللونين الكحلي والأبيض معاً.
وقد استوحت الأميرة ديانا فستانها من زي رائع ظهرت فيه الأميرة غريس كيلي في فيلمها الشهير To Catch a Thief ارتدته في العام 1955، وقد نفذته لها منسقة أزيائها الخاصة إديث هيد Edith Head.
وتم عرض فساتين الأميرة ديانا التي كانت ارتدتها في كان ضمن مزاد علني، وبِيع منها في العام 2001، الفستان الباستيل الذي ظهرت فيه الأميرة في حفل عشاء أمفار الخيري ضمن مهرجان كان السينمائي، والذي عرضته السوبر موديل إيل مكفرسون Elle Mcpherson، والمنسق مع بوليرو مطرز بأحجار كريستالية ملونة بسعر 65000 دولار أمريكي.
الأميرة غريس كيلي تتألق بفستان زهري منقط في مهرجان كان
في العام 1955، زارت غريس كيلي مدينة كان لحضور المهرجان، وخاصة لدعم أفلام المخرج ألفريد هتشكوك الذي مثلت أمام كاميرته مراراً وربطتهما صداقة، وكانت تختار إطلالات مريحة كتنانير ميدي وقمصان شفافة معقودة مع فيونكة وكعب عالٍ، وتميزت بتسريحة شعرها المتموجة؛ ولكنها ومنذ تحولها إلى أميرة بعد زواجها من الأمير رينيه الثالث؛ حضرت في العام 1968، مرتديةً فستاناً مع كاب مطرز، ولكن الإطلالة الأيقونية كانت في العام 1972، عندما ارتدت للمناسبة الفستان الزهري المنقط المصنوع من القماش الموسلين المبطن مع شريط من الساتان عند الخصر، وقد شكَّلت إطلالتها الناعمة تطوراً في أسلوب لباسها الذي بات يميل الى الحشمة.
من الواضح أن الأميرة كانت تنوي الابتعاد رويداً عن الأضواء وعن صلتها بحياتها القديمة، في محاولة لتجسيد صورة الأميرة التي تقوم بمهام رسمية؛ لذا باتت إطلالاتها أكثر جدية واحتشاماً. ثم أطلت للمرة الأخيرة؛ في مهرجان "كان" السينمائي الـ33 في العام 1980، وقد احتشد الصحفيون لالتقاط صور لها بعد غياب عن المهرجان الذي تعمدت الظهور فيه للمرة الأخيرة بمناسبة تكريم المخرج ألفريد هيتشكوك. وفي أبريل 2010، عُرض فستان الأميرة في معرض في متحف "فكتوريا أند ألبرت ميوزيم" في لندن تحت شعار The Grace Kelly: Style Icon Exhibition.
إطلالات الأميرة كارولين دو موناكو في كان تشهد تحولاً جذرياً بعد وفاة زوجها

في العام 1989، تألقت الأميرة كارولين؛ أميرة موناكو، بقميص من الشيفون الحريري الأبيض مع تنورة من الكريب القاتمة، ونسَّقت معها الوشاح الفوال الكحلي، وحملت الكلاتش الكحلي البرَّاق . وقد اخترنا هذه الإطلالة لها على الرغم من مرورها عدة مرات على السجادة الحمراء لسنوات عديدة؛ فإن هذه الإطلالة مع زوجها ستيفانو كاسيراغي رجل الأعمال الإيطالي الذي قُتل في حادث مفاجئ كان له أثر كبير آنذاك؛ فلقد اعتبرتهما الصحافة من أجمل الثنائيات التي مرت على السجادة الحمراء في العام 1989.
تابعي المزيد من أجمل التصاميم بتوقيع عربي في مهرجان كان السينمائي عبر السنوات
ومن الإطلالات الأنثونية التي ظهرت فيها وأبرزت التحول الجذري في أسلوب لباسها كانت في العام 2023، حيث اعتمدت البدلة ذات القصة الرجالية، التي تتميز بطابع القوة؛ لتوحي بالنضج والثقة بالنفس بعيداً عن الضغط النفسي الذي توفره الأضواء وعدسات الكاميرات. لقد اختارت الأميرة كارولين السترة التويد والسروال الأبيض المصنوع من الكريب ويتميز بخصر عالٍ وساقين واسعتين.
إطلالات الأميرة تشارلين دو موناكو الباستيل تسرق الأضواء في كان
منذ زواجها بالأمير ألبير دوموناكو، شاركت الأميرة تشارلين دو موناكو بصفة رسمية في مهرجان كان السينمائي؛ ففي مهرجان كان بدورته الـ64، تميزت بإطلالة من الشيفون المزموم بقصة درابية والمنسدل، ويتسم بلون الباستيل الأزرق، وقد سرحت شعرها بطريقة شينيون راقية. وقد تألقت في العام 2010 خلال حفل أمفار الخيري، الذي عُقد في ختام المهرجان، ونظمه النجم ألتون جون بمشاركة نخبة من النجوم العالميين، بفستان بلون الرمادي الباستيل المعروف بالغريج وهو يتسم بقصة سترابلس مستقيمة وطويلة وتزينت بعقد من اللؤلؤ تتوسطه زهرة الكاميليا المجوهرة.
تشارلوت كاسيراغي سحرتنا بالأسود من شانيل
حضرت الأميرة تشارلوت كاسيراغي Charlotte Casiraghi نظراً لكونها ابنة كارولين دو موناكو وحفيدة غريس دو موناكو مراراً مهرجان كان السينمائي، ثم عاودت الكرَة في الأعوام التالية 2015 و2019 و2022. وقد اخترنا لكِ إطلالة تعود من العام 2022 خلال افتتاح فيلم Brother And Sister بدورته الـ75. وقد شاركت تشارلوت في عدة دورات من المهرجان أبرزها كان في الأعوام التالية 2012، 2015، 2019 و2022. كما تميز اختيارها بفستان من الحرير الأسود القاتم من شانيل Chanel، ويتسم بياقة ملفوفة حول العنق وبظهر مكشوف مع قصة ضيقة ومنسدلة نحو الأسفل.
تابعي المزيد معنا عن إطلالات ملكية واكتشفي: تشارلوت كاسيراغي حفيدة أميرة موناكو السابقة على السجادة الحمراء لمهرجان كان