من قال إن الإبداع يحتاج لأفكار مركبة معقدة وتفاصيل متشابكة؟ الإبداع قد يأتي أيضاً من فكرة بسيطة مبتكرة تلفت الأنظار ويكون لها أثر إيجابي قوي، لا سيما إن كانت متخصصة أو تدور حول عنصر أساسي يحتاجه كل شخص أياً كان عمره أو جنسه أو حالته الاجتماعية أو مهنته.
وهذا ما تميزت من خلاله المصممة السعودية ريهام نَصير Reham Nassier، التي قدمت "القميص الأبيض" بصورة إبداعية غير مسبوقة شاركت من خلالها في العديد من المحافل، منها "كأس السعودية" ومعرض "رمضان بوب أب – 100 براند سعودي" وغيرهما من الفعاليات الخاصة بالأزياء في المملكة وخارجها.
بداية، منْ هي ريهام نَصير؟ وكيف دخلت عالم الأزياء؟
مصممة أزياء سعودية، ومؤسسة علامةReham Nassier المتخصصة بالقميص الأبيض وتنسيقاته المختلفة، درست الفنون الإسلامية في جامعة الملك عبدالعزيز، ثم سافرت إلى باريس حيث تخصصت في إحدى المدارس المرموقة للأزياء ESMOD PARIS، وهناك لاحظت كيف أنه يمكن للقميص الأبيض أن يكون محور تصاميمي وإبداعاتي، واكتشفت شغفي بتحويل الأقمشة البيضاء الفاخرة إلى قطع فنية راقية. ثم عدت وأصبحت أستاذة في جامعة دار الحكمة لفترة من الزمن، ثم أسست الاستوديو الخاص بي وقدمت تشكيلتي الأولى من التصاميم في عام 2021.
من الملفت أن نجد علامة تجارية محلية متخصصة فقط بالقميص الأبيض، كيف ظهرت فكرة العلامة؟
ظهرت فكرة العلامة white shirt أو القميص الأبيض خلال فترة دراستي تخصص تصميم الأزياء في باريس في مدرسة تصميم الأزياء العالمية ESMOD PARIS. وكنا بصدد عمل مشروع في أثناء الدراسة عن تصميم القميص، فوجدت في نفسي الشغف في تصميم القمصان بأشكال مختلفة ومميزة وغير معتادة في جميع تفاصيل القميص. ومن هنا جاءت فكرة العمل على علامة مميزة وهي “New definition of white shirts “.
لكن ما الهدف من التخصص في هذا النمط فقط؟ وكيف تقدمون القميص الأبيض بطريقة مختلفة؟
البعض يظن أن القميص الأبيض مجرد قطعة عادية، لكنني أعتبر أن القميص "الأبيض" قطعة أساسية مهم وجودها في خزانة ملابس كل شخص سواء للسيدات او للرجال، وللأطفال كذلك، فهو أساسي لجميع الفئات العمرية المختلفة، ولجميع الأذواق وألوان البشرة.
ومن عناصر تميزه أنه يمكن ارتداؤه في النهار أثناء العمل، وكذلك في المناسبات المسائية، ويمكن إضافة بعض العناصر التجميلية البسيطة له (مثل؛ بروش، تطريز، إكسسوار...) لزيادة جمال القميص وفخامته بشكل جميل ومناسب ولائق، ولإعطائه طابعاً عصرياً وجريئاً وغير تقليدي.
قدمتم أكثر من مجموعة مؤخراً حدّثينا عن أحدث مجموعاتكم؟
أحدث مجموعة أنتجت خصيصاً لمعرض Ramadan Pop up - Riyadh.. وكانت مستلهمة من القفص (La Cage) وتمت ترجمة الاستلهام باستخدام عناصر تعطي انطباع القفص بطريقة عصرية ومبتكرة جمعت القميص الأبيض مع عناصر تطريز تحتوي على عصافير وورود، وتصاميم مختلفة بالإمكان ارتداؤها منفردة أو مكملة لبعضها البعض.
لكن كيف تكتمل الإطلالة إذا ما اعتبرنا أن القميص الأبيض هو بطل الحكاية؟
كما قلت دائماً لدي تصاميم يمكن أن تقدم منفردة أو مكملة لبعضها البعض، وهو أمر غالباً ما أقوم به في كل مجموعة تصميم، حيث أقوم بتصميم قطع إضافية من نفس فكرة الاستلهام بحيث يمكن ارتداؤها مع القميص الأبيض بشكل متناسق وعصري.
هل تحقق العلامة الأصداء المرجوة من خلال فكرتها المبتكرة؟
الحمد لله كانت أصداء المجموعتين الأخيرتين “LA CAGE”و “STEPS TO THE FUTURE” كبيرة وانتشرت بشكل كبير بسبب تنوعها ولأنها مختلفة وغير مألوفة، وتدور حول القميص الأبيض وطريقة ارتدائه في المناسبات المختلفة..
برأيك ما أهمية الدعم الذي تقدمه الجهات المعنية اليوم لقطاع التصميم؟
أنا أعتبر أن بلادنا تمتلك تاريخاً وتراثاً ثرياً وعميق الجذور، ومن المهم العمل على إظهاره بالشكل الجميل واللائق في جميع المجالات. فالثقافة والفنون كلاهما مجالان حيويان ومهمان، يلقيان الضوء على ملامح الأمم وثقافتها وحضارتها. وهذا الدعم هو ما يمكننا من أن نقدم هذا التاريخ وهذا التراث بأبهى صوره وأن نحمله إلى العالم من خلال إبداعاتنا.
مشاركتكم ضمن برنامج 100 براند سعودي ما الذي أضافته لكم ولعلامتكم؟
أولاً أشكر وزارة الثقافة وهيئة الأزياء وكل القائمين على برنامج ١٠٠ براند سعودي على كل الدعم المقدم من قبلهم والفرص التي أتاحتها مبادراتهم لنا كمصممين سعوديين في مجال تصميم الأزياء، البرنامج أضاف لنا الكثير من الخبرات التي اكتسبنا منها ما يدعم العلامة بشكل أكبر ويسلط الضوء على المهارات والمواهب وصقلها وإخراجها بالشكل اللائق والمطلوب.
إذا طلبنا منك توجيه نصيحة للسيدات تمكنهن من اختيار الملابس والتصاميم بطريقة صحيحة ماذا تقولين؟
نصيحتي بشكل عام لكل سيدة الحرص على اختيار ما هو مناسب لها، لشخصيتها، لطبيعة جسمها، وللون بشرتها. وهنا يأتي الاختلاف والتميز وتظهر أناقة السيدة وذوقها في اختيار التصميم المناسب لها.
ما هي طموحات وأحلام ريهام نصير المستقبلية؟
أطمح لتحقيق أصداء عالمية من خلال فكرتي المبتكرة للعلامة التي تصمم وتصنع في المملكة العربية السعودية كأول علامة تجارية سعودية للقمصان البيضاء، وأن أتمكن من تمثيل شغف المصممين والمصممات السعوديين وإبداعاتهم الغنية. وأسعى دائماً لتطوير منتجات أزياء فريدة يمكن أن تضيف قيمة إلى خزانة ملابس كل امرأة من خلال قطع بسيطة وعصرية لتعزيز صورة المرأة التي تجمع حب الموضة والبساطة والراحة والأناقة والرقي في الوقت نفسه. كما لدي حلم مستقبلي بأن أطلق خطاً خاصاً بأزياء الأطفال وخطاً للإكسسوارات.
اقرؤوا المزيد: هيئة الأزياء السعودية تعلن عن إطلاق برنامج التقنية في الأزياء.. وهذه أهدافه
