المحامية غادة العيدي: أسعى إلى خلق بيئة قانونية قوية وفق «رؤية 2030»

المحامية غادة العيدي: أسعى إلى خلق بيئة قانونية قوية وفق «رؤية 2030»
المحامية غادة العيدي: أسعى إلى خلق بيئة قانونية قوية وفق «رؤية 2030»

دفع طموح المحامية السعودية غادة العيدي، وحبها، وشغفها بالقانون، إلى دراسة التخصُّص أكاديمياً، والتخرُّج بجدارة، ودائماً ما تؤكد غادة أن المحاماة مهنة الأقوياء، وترى في الدفاع عن المظلومين، ورد حقوقهم، أكبر دافعٍ للاستمرار في المهنة. كما أنها تملك مهارة التعامل مع تغيُّر الأنظمة، ووضع بصمتها في مجال القانون بمواكبة المستجدات وصناعة المحتوى؛ إذ تقدّم بودكاست» حول موضوعاتٍ متنوعة، وتبتكر الألغاز، خاصةً ما يدور حول الجريمة. حلَّت المحامية غادة العيدي ضيفة على «سيدتي»، فتحدَّثت عن كيفية دخولها مجال المحاماة، والصعوبات التي واجهتها، إضافةً إلى الكشف عن ملامح من حياتها الشخصية.
 

المحامية السعودية غادة العيدي

السعي إلى الحلم أهم من الوصول إليه، والاستمرارية دليل على القوة والثقة


بداية، لماذا اخترتِ مهنة المحاماة للتخصُّص فيها؟


المحاماة، هي مهنة الأقوياء الذين لا يهابون غدر الظالم، ولا تغيُّر الأنظمة، ويتصفون بالنبل والذكاء والفطنة، وهذا ما جعلني أتعلَّق بها، وأختارها مهنةً لي.


مَن شجَّعكِ على اقتحام عالم القانون؟ وماذا عن الأهل، هل عارضكِ أحدٌ قبل دخول المجال؟


دخلته برغبةٍ داخليةٍ، وشغفٍ كبيرٍ بالمهنة، واخترت المحاماة من دون تدخلٍ من أحد، وبقرارٍ شخصي مني. ولم أجد إطلاقاً معارضة، بل على العكس تماماً، وجدت دعماً كبيراً وثناءً منهم بعد إعلامهم بقراري دخول مجال القانون.


إلى مَن تُرجعين الفضل فيما وصلت إليه؟


لنفسي أولاً على صبرها واستمرارها، ثم لكل مَن يتابعني ويدعمني بحضور الملتقيات والدورات، فهم مَن يجعلونني أستمر ولا أتوقف. وممتنةٌ لمَن ورثت منه هذه الهمَّة، وهو والدي الدكتور سليمان العيدي، الذي علَّمني أن السعي إلى الحلم أهم من الوصول إليه، وأن الاستمرارية دليلٌ على القوة والثقة، وهذا ما ساعدني على الوصول إلى ما أنا عليه اليوم.


أين درستِ القانون؟ هل واجهتكِ صعوباتٌ في مهنتكِ؟


في جامعة الملك عبد العزيز. أما عن الصعوبات، فلكل مهنة صعوباتها. من جهتي أعاني من السهر لليالٍ طويلة لدراسة ملفات القضايا، ومراجعة جهاتٍ حكوميةٍ عدة في يومٍ واحد لإتمام مهمات العميل. إنجاز موضوعٍ في وقتٍ زمني محدَّد أمرٌ صعب، لكنني مع الوقت لم أعد أشعر بذلك لكثرة المهمات التي يجب عليَّ إنجازها، وحرصي على إتمام عملي بأفضل شكل.


قصة أو قضية مرَّت عليكِ ولا تستطيعين نسيانها؟


نحرص كثيراً في عملنا، في مجال المحاماة، على الحفاظ على خصوصية العميل، لذا لا أستطيع التحدث عن قضاياهم.


هل هناك قضايا تحاولين الابتعاد عن الترافع عنها؟


نعم، أحاول الابتعاد عن الترافع عن قضايا الأحوال الشخصية.


محامٍ أو محامية تأثرتِ به؟


المحامي عبد الرزاق السنهوري.

تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع سيدة الأعمال والشاعرة شفيقة الجزار: صنعت لنفسي بصمة في عالم الكتابة


بودكاست

 

المحامية السعودية غادة العيدي



تقدمين أيضاً «بودكاست»، ما الموضوعات التي تناقشينها؟


أحرص في الـ«بودكاست» الذي أقدِّمه على نشر الثقافة القانونية بين أبناء المجتمع بأسلوبٍ بسيطٍ وممتعٍ حتى أعرِّفهم إلى القوانين والأنظمة.


تصممين أيضاً ألغاز الجريمة، كيف تفعلين ذلك؟


صحيح، أقوم بإعداد سيناريو جريمةٍ ما، ثم حلِّها، لنشر الثقافة الجنائية في المجتمع.


من خلال تجربتكِ، ما الممتع والمرهق في مهنة المحاماة؟


الممتع أنك لا تعمل وفق روتينٍ مملٍّ، مثلاً تقابل عميلاً في قضيةٍ تجاريةٍ، فتجد نفسك تاجراً، ثم تلتقي عميلاً في قضية مقاولاتٍ، فترى نفسك مهندساً، وقد يأتيك عميلٌ عليه قضية «ترويجٍ»، فتأخذ دور المحقق. أما المرهق في المحاماة، فهو أنك قد تضطر إلى التعامل مع أشخاصٍ متعجرفين، ولا يعرفون أهمية المحامي، وطريقة التعامل معه!


هل يمتلك مجتمعنا الوعي القانوني للجوء إلى المحامي من أجل حل مشكلاته؟


نعم، أبناء مجتمعنا لديهم الوعي الكافي للذهاب إلى المحامي من أجل حل المشكلات التي تعترضهم، وهذا الوعي في ازدياد.

 

أحرص على نشر الثقافة القانونية بين أبناء المجتمع بأسلوب بسيط وممتع

 


المرأة السعودية والمحاماة


هل تجدين إقبالاً من المرأة السعودية على هذه المهنة؟


من خلال عملي في المحاماة، ألاحظ إقبالاً كبيراً من السعوديات على هذه المهنة، وهذا أمرٌ مبشِّر.


يقال إن المرأة عليها أن تكون قويةً، وتتخلَّى عن عواطفها إذا ما أرادت أن تنجح في مهنتها، ما صحة هذا الكلام؟


من واقع خبرتي، أستطيع التأكيد أن المحاماة، هي مهنة العقل لا العاطفة، وهذا ينطبق على الرجل والمرأة.


هل لدى مجتمعنا الوعي الكافي بأهمية دور المحامية؟


نعم، وهذا بفضل تعزيز دور المحامين المرخَّصين للقيام بأعمال التقاضي من دون غيرهم.


ما الفرق بين المحامي والمحامية؟


لا يوجد فرقٌ، المحاماة مهنةٌ، يبرع فيها الرجال والنساء.


المرأة السعودية اليوم تتقلَّد أعلى المناصب، كيف تصفين ذلك؟


النقلة التي حدثت بتمكين المرأة السعودية من قِبل القيادة الرشيدة خطوةٌ رائعة، وأتاحت أمامها فرصاً عمليةً جديدة، وهذا يعطينا دافعاً أكبر للاستمرار في تحقيق النجاح.


رسالةٌ توجهينها إلى الفتيات الراغبات في دخول مهنة المحاماة؟


أقول لمَن تريد دراسة القانون والعمل به: إذا كنتِ ترغبين في فعل ذلك من منطلق الحب والشغف، فبالتأكيد ستتميَّزين، لكن لا تتسرَّعي إطلاقاً في النتيجة، فهذه المهنة تحتاج إلى الصبر الطويل والاستمرارية.

سيعحبك متابعة اللقاء مديرة الاتصال المؤسَّسي والمعرفة في هيئة المساحة الجيولوجية ونائبة رئيس الجمعية السعودية للأزياء رنا الزمعي


مشاريع وورش عمل

 

المحامية السعودية غادة العيدي



شاركتِ مع مركز دعم المنشآت للحديث عن التراخيص اللازمة والمحاذير القانونية المهمة في المشروعات، كيف وجدتِ هذه التجربة؟


أحببت هذه التجربة كثيراً، وحرصت فيها على تقديم الفائدة القانونية لروَّاد الأعمال الشباب؛ إذ إنَّ هناك ثغراتٍ قانونية في موضوعاتٍ عدة بالسوق، يجهلها الكثيرون.


شاركتِ في ورشة عملٍ مع مركز ناجز، وساهمتِ في تطويره وتحسينه، حدِّثينا عن ذلك؟


علاقة المحامي بمركز ناجز علاقةٌ أساسيةٌ ومهمة، لذا سُعدت باختياري في هذه الورشة لتحسين تجربة المحامي والمستفيد بشكلٍ عام من المركز، والحمد لله وضعنا أفكاراً جيدةً لتطويره.


حضرتِ كأس السعودية، كيف وجدتِ الأجواء، وما أهمية الحدث بالنسبة إليك؟


في كل عامٍ أتلقَّى الدعوة لحضور الكأس، وأعدُّ مشاهدة محفلٍ كبيرٍ، مثل كأس السعودية، على أرض الواقع أمراً مهماً جداً لدعم الرياضة، وتكوين العلاقات.

 

المحاماة مهنة العقل لا العاطفة

 


الحياة العامة


بماذا تتميَّز شخصية المحامية غادة؟


بصفاتٍ كثيرة، من أهمها الفضول المعرفي، والابتكار في طريقة العمل. فالمحامي يتعامل مع أشخاصٍ من طبقات مختلفة من المجتمع، مثل المجرم والبريء والمتهم والمدان، كما يتلقَّى وجهات نظرٍ كثيرة، وهذا يتطلَّب أن يكون جريئاً وشجاعاً، وألا يتنازل عن مبادئه وأخلاقه.


غادة، أين تجد نفسها بعد سنواتٍ؟


أعمل على تسجيل اسمي في أكبر شركات المحاماة دولياً ومحلياً، بإذن الله.


ما هواياتك بعيداً عن العمل؟


أحبُّ التصوير والكتابة، والتنس هوايتي ورياضتي المفضَّلة.


ما مدى استخدامكِ لمواقع التواصل الاجتماعي، وهل أنتِ نشطةٌ فيها؟


نشطةٌ جداً، وأتمنى من جيلنا التركيز عليها، والاستفادة منها؛ لأنها مليئةٌ بالفرص، ويساهم الوجود فيها في النجاح والانتشار بشكلٍ كبير.


ثلاث شخصيات تتمنين لقاءها؟


أولاً ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأقول له: شكراً لأنك خلقت لنا فرصاً جديدة، وجعلت صوت المرأة مسموعاً، وأحدثت لنا فارقاً عظيماً. ثانياً، الأميرة ريما بنت بندر. وثالثاً، المستشار تركي آل الشيخ، الذي جعل من الترفيه جهازاً قوياً.


نصيحة عالقة في ذهنكِ وتعملين بها؟


الجميع يستطيع تقديم ما تقدمه اليوم، لكن الفارق الوحيد هو شخصيتك وما يميزك.


حكمة تؤمنين بها؟


ليست حكمة، بل قاعدة مهمة جداً بالنسبة إلي: «قدِّم الخير للجميع، وساعد الجميع على الوصول، فأعظم نعمة يملكها الإنسان أن يكون حلقة وصلٍ بينه وبين شخصٍ يحتاج إلى المساعدة».


هل حققتِ كل أحلامكِ، وماذا بقي من طموحاتكِ؟ وماذا تسعين إلى تحقيقه في مجال عملكِ؟


لا سقف لطموحاتي، فأحلامي كثيرة. بعضها تحقَّق والحمد لله، وهناك أخرى، ما زلت أسعى إلى الوصول إليها، منها خلق بيئةٍ قانونيةٍ قويةٍ وفق «رؤية السعودية 2030» لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتحسين تجربة العميل في مكاتب المحاماة.


ما مشروعاتكِ المستقبلية؟


بإذن الله، أعمل على خلق فرصٍ عظيمةٍ للمتدربين في المجال العدلي، وهذا سيكون ملفاً أساسياً بالنسبة إلي في 2023.

نفترح عليك متابعة هذا الحوار مع رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لمصنع آل سعيدان لتقنيات البناء الحديثة مشاعل بنت عبدالله بن سعيدان