رائدة الأعمال لطيفة بن حيدر: نهدف إلى التوعية بأهمية الصحة النفسية 

رائدة الأعمال لطيفة بن حيدر: نهدف إلى التوعية بأهمية الصحة النفسية 
رائدة الأعمال لطيفة بن حيدر: نهدف إلى التوعية بأهمية الصحة النفسية 

بدأت لطيفة بن حيدر، رائدة الأعمال الاجتماعية، مشروعها عندما صادفتها قصة صديقتها، التي شاركتها معاناتها النفسية، وعدم قدرتها على إيجاد الطبيب المناسب، وكانت رحلة البحث عن دواء لحالتها، لا تفضي إلا إلى المزيد من الإعلانات التجارية، تلك الصديقة لم تعرف من أين هي نقطة البدء، لكنها أعطت للطيفة الضوء الأخضر الذي حرك قدراتها بالتنسيق الإداري، والتعاون مع اختصاصيين يجدون لهم مكاناً في شركتها الخاصة، فهي ببساطة كرست عملها لتكون صلة الوصل بين المريض والاختصاصي. لطيفة بن حيدر، إماراتية حاصلة على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، ورائدة أعمال اجتماعية، وهي الشريك المؤسس لشركة مينتال هيلث آي إي، على الموقع الإلكتروني وصفحة إنستغرام، اللذين يوفران معلومات ومصادر حول الصحة النفسية.
 

رائدة الأعمال لطيفة بن حيدر


حالنا مع شركات التأمين!


تهدف مينتال هيلث آي إي إلى رفع مستوى الوعي حول أهميّة الصحّة النفسية، وتسعى إلى الحد من تصنيف مشاكل الصحة النفسية بوصفها وصمة عار، تتابع قائلة: «تأتينا آلاف الاستفسارات، كثيرون منهم يخافون على وظائفهم، ويتحرجون من البوح أمام مديريهم، بأنهم يتناولون الأدوية، خوفاً من الطرد، لعدم القدرة على حمل المسؤولية، كما أن شركات التأمين لا تغطي زيارات المريض للطبيب النفسي، والمثير للاهتمام أن الناس باتوا يتكلمون عن قضاياهم النفسية بشكل أجرأ في فترة كوفيد - 19؛ لأن أغلبهم تكلموا وشاركوا قصصهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبونا بالمزيد من المعلومات التي أدرجها اختصاصيونا الذين بلغ عددهم نحو 70 متخصصاً في مجالات مختلفة، مثل كيفية إدارة عجلة المشاعر، التي تشمل على عواطف إنسانية قد يغفلها الكثيرون، بعضهم يطلبون المساعدة عبر طلب الاتصال مع أطباء معينين، ونحن نتواصل معهم عبر شبكتنا، ونستطيع أن نوفر لهم تخفيضات على الجلسة، خصوصاً لمن ليس لديهم القدرة المادية لتغطيتها، التي تصل إلى نحو 1,000 درهم في الساعة، وهذا مبلغ كبير؛ لأن الشخص قد يحتاج إلى 10 جلسات مثلاً، الناس يعطوننا فكرة عامة عن مشاعرهم التي يعانون منها، ونحن نترك للطبيب أن يقرر الحالة، هناك بعض الحالات العاجلة، التي نصلها برقم طوارئ في مستشفى».


رفض الحديث عن الحالات النفسية!


من يطلبون الاستشارة هم من جميع الأعمار، غير أن المشاركين الذين يرتادون الموقع أغلبهم من النساء، بدءاً من فتيات تبلغ أعمارهن 16 سنة، حتى نساء في الخمسين، يدخلن بقصصهن، ويبحن بما يختلج مشاعرهن، أكثر من الرجل، الذي ينتقص هذا الأمر من رجولته في مجتمعنا، والذي يكون شديد التكتم عن حالته تجاه أهله، وعادة ما يصل إلى مرحلة يحتاج فيها إلى المساعدة لكنه يرفضها، تعلق: «قد لا تذكر سوى طرفاً من قصصهن».

أطلقت مينتال هيلث آي إي قناة «بودكاست» تستضيف من خلالها خبراء ليتكلموا في المجالات النفسية، وتفسح المجال للناس بالمشاركة، كما أن المنصة تعاونت مع جامعات في دولة الإمارات لتنظيم عدّة لقاءات توعوية. غير ذلك، عقدت المنصة لقاءات وحوارات أسبوعيّة مفتوحة للجميع، حتى وصل عدد المشاركين، إلى 1500 شخص، تتابع قائلة: «أجده رقماً مشجعاً في مجتمع يرفض الحديث عن الحالات النفسية، قد نتواصل مع مشاكل النساء عبر خط خاص، وأنا في كل هذا أتبع شغفي، ولا أشجع فكرة الاهتمام بالنفس إلى حد كبير، فقد ثبت أن الفرد بهذا ينسى نفسه ومن حوله، وتنطبق عليه مقولة «أنا ضد العالم»، وعلى أي شخص يمر بحالة نفسية أن يعي أن هناك من حوله من يرغب في مساعدته وهو جاهز ليمد له يد العون».

نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع رائدة الأعمال سارة الشروقي: أقول لكل أم ابدئي من لا شيء، لكن تعرّفي إلى قدراتك أولاً


بعد انقضاء الجائحة


تأسف لطيفة أن مشاركة الناس أصبحت قليلة بعد انقضاء الجائحة، فالصحة النفسية لم تعد من أولويات الناس، ففترة الحجر، سمحت لهم بمراجعة أوراق حياتهم، وبلغ التوتر أعلى درجاته عندهم، خصوصاً أولئك الذين فقدوا وظائفهم، ولم يتقاضوا رواتبهم، كلها أمور أجبرت الناس على البحث عن مشاعرهم الداخلية، وما يحتاجون إليه من نصائح، لصحتهم النفسية والجسدية، اللتين تتلاقيان عند نقطة واحدة في مدى تفاعلهما المشترك. تعلّق: «يبدو أن وصمة العار ما زالت موجودة».

تؤيد لطيفة فكرة اللجوء إلى «اللايف كوتش» المرخص والمناسب، الذي يمكنه أيضاً إعطاء النصائح، وتأسف أن بعضهم أصبحوا تجاراً في مهنتهم، لذلك حصلت في موقعها على معلومات باللغة الإنجليزية عن الصحة النفسية، وقامت بترجمتها، في وقت، برأيها، تفتقر فيه اللغة العربية إلى معلومات في هذا المجال، تعلّق: «أنوي إطلاق تطبيق عبر الموبايل، لتقديم الخدمات بشكل أسرع وسعر أقل، وذلك للتركيز على طلاب الجامعات الذين يمرون بضغوطات مختلفة ومعقدة؛ حيث يخصص كل خبير ساعات مجانية لطلاب الجامعات».

 

 

رائدة الأعمال لطيفة بن حيدر

 

 

سنركز على الصحة النفسية لطلاب الجامعات؛ ونخصص ساعات مجانية لهم


معايير استثماراتنا


لطيفة هي المؤسسة والشريكة المديرة لشركة «بَيتُكِ»، وهي منصّة تمويل جماعي للاستثمارات العقارية، وهي مخصصة للمرأة، تمكنها من خلالها من الاستثمار بميزانيتها وإن كانت 5,000 درهم، تمتلك من خلالها جزءاً من العقار، وتستفيد بذلك من الإيجار. وبحسب مساهمتها في تمويل العقار فهي تمتلك نسبة فيه، تتابع لطيفة: «نحن لا نعرض عقارات للدعاية، بل نبحث عنها كي تناسب معاييرنا، من حيث الجودة، والمنطقة، وحداثة المبنى التي لا تحتاج إلى صيانة متكررة، ووجود متاجر للبيع حوله، وحتى المواصلات التي تخدمه، على هذا الأساس نعرضه؛ حيث تراه المستثمرات، وكل واحدة تضع ميزانيتها، وتمتلك جزءاً من العقار، وعندما يكتمل التمويل، نخلّص إجراءاتنا، مع دائرة الأراضي والأملاك، ونعطي سندات الملكية للمستثمرة، ويتم توزيع الأرباح على المستثمرات».

مشروع لطيفة يعمل على تشغيل أموال المستثمرات من جميع الجنسيات داخل الإمارات وخارجها.. وهي دائماً ما ترد على أسئلة النساء اللواتي يبحثن عن الثقة، وعما إذا كانت أموالهن في مكان آمن؟ تعلّق لطيفة: «نحن منظمون من سلطة دبي للخدمات المالية، ومن مركز دبي المالي، ونخضع لرقابة شديدة، ونحن من ضمن 3 شركات فقط في الإمارات، التي تمتلك هذه الرخصة، ثم إن الاستثمار يتم من خلال التحويل البنكي إلى حساب أموال العميل المنفصل عن حساب «بَيتُك» كطبقة حماية إضافية. فنحن بصفتنا شركة، لا سمح الله لو خسرنا، تحتفظ العميلة بنسبتها من العقار الذي استثمرت فيه لأنه يكون مسجل في مركز دبي المالي العالمي».

تابعي معنا تعيين الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان عضوا في مجلس قيادة المركز الدولي لبحوث المرأة


نصيحة جدتي


تمتنع لطيفة، حسب قولها، من إعطاء النصائح الاستثمارية، فاختيار العقار يرجع إلى قرار المستثمرة، مستعينة بالمعلومات التي تدرجها عنه، كما أنها تسهل عملية البيع، بعد ارتفاع قيمة العقار، حسب رغبة المستثمرات، اللواتي يمتلكن جزءاً من العقار. تتابع قائلة: «مسؤوليتي بصفتي رائدة أعمال اجتماعية، جعلتني أجمع بين التثقيف في مجال الصحة النفسية، والاستثمار العقاري، فكلاهما يعودان بالفائدة على المجتمع والمرأة بالتحديد، وقد استلهمت فكرة الاستثمار العقاري من خلال نصيحة جدّتي، التي ربت 8 أطفال بعد وفاة جدي، وفهمت أهمية أن تمتلك بيتاً.. طالما كانت تحثني على ادّخار المال، واستبداله بالذّهب، وبعد ذلك بالعقارات. كانت تطلب مني توفير جزء من أموالي، وتنصحني بشراء بيت.. ربما هذا ما دفعني أن أوفر الخدمة لغيري، كي أحميهن من التضخم الذي يحصل بعد أن تضعف القوة الشرائية لأموالهن مع الوقت، فقبل 10 سنوات كانت الخمسة دراهم تشتري لنا شيئاً من البقالية، فيما اليوم هي لا تشتري شيئاً، وهذا ما يسمى التضخم، الذي يؤثر في أمول النساء اللواتي يجدن الادخار بامتياز، فالادخار ليس مثل الاستثمار».

العائد، هو المردود من الاستثمار وما يجب ان يكون اعلى من نسبة التضخم. تريد لطيفة من النساء الاستثمار في العقارات ليستفدن من العوائد بدلا من الادخار، وهذا ما تحاول لطيفة أن تثقف به النساء من خلال ندوات أسبوعية.


اكتفي بصندوق الطوارئ


فاز مشروع لطيفة في غرفة تجارة وصناعة دبي بالمركز الأول، بين عشرات المشاريع؛ حيث نالت هذه الثقة من رواد أعمال معروفين في الإمارات، كما حصلت أيضاً على الجائزة الفخرية من دائرة الأراضي والأملاك بدبي مقدّمة من ماجدة علي راشد، المديرة التنفيذية لقطاع التشجيع العقاري وإدارة الاستثمار، لكنها ما زالت تأسف أن عدد المستثمرات في العقار، قليل جداً، قياساً بالرجال، وتنصح النساء قائلة: «عليكن بالتثقيف المالي، الذي يعطيكن الثقة، ويمكنكن من البحث عن الفرص؛ اتخذن القرار، من دون تخوّف، خاصة أن بعض الاستثمارات تبدأ بأموال صغيرة، مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، ولا تدخرن أموالكن على المدى الطويل، واكتفين بصندوق الطوارئ؛ حاولن الاستثمار بعد 20 ألف درهم، ولا تضعن كل نقودكن في استثمار واحد، القليل في الذهب، والقليل في العقار، ؛ كما يمكن أيضاً أن تدخلن الأسهم، ثم ادعمن من حولكن خاصة النساء، اللواتي يتخوفن من الاستثمار».

نفترح عليك متابعة مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ: كلّما تغيّر العالم ازدادت التحديات