يريدني رشيقة كالنجمات

3 صور

متأخرة جداً قرأت قصة للروائي الكبير إحسان عبدالقدوس، حين وقعت مجموعة قصصية قديمة له تحت يدي، كان عنوان القصة «وأصبحت رشيقة»، وحين قرأتها شعرت بأن الكاتب قد كتب عني رغم أني قد ولدت بعد وفاته بسنوات كثيرة، ولكنه قد خبر النساء والرجال وطريقة تفكير الطرفين، التي لا تتغير مهما تغير وتقدم الزمان؛ لذلك فقد كتب تلك القصة، وكأنها قصتي وقصة نساء أخريات مثلي وسيأتين بعدي.

يمتدح مهاراتي
حين تزوجت زوجي «أحمد» قبل ثماني سنوات، كان يحب طعامي لدرجة كبيرة، ويحثني على ابتكار أصناف جديدة من الطعام، ويفتخر بمهارتي في الطهو، ويدعو أصدقاءه وأهله ومعارفه لولائم لا تتوقف في بيتي، وكان وزني يزداد بسبب تلك الولائم، ولم أكن أرى سوى نظرات الرضا عن طهوي في عيني زوجي.

كابوس
فجأة جاء اليوم الذي بدأت نظرته تتغير لي، وبدأ ينظر لي كامرأة بدينة، وكلما جلسنا معاً؛ لنشاهد التلفاز يبدأ في التغزل بقوام العارضة فلانة، وخصر المطربة علانة، ويتسمر أمام الشاشة، ويحرك شفتيه كأنما يلوك طعاماً شهياً، ويوقف شاشة العرض بالريموت كونترول، ويثبتها على قوام كل واحدة، ويتغزل بكل عضو في جسمها على حدة، على مسمع ومرأى مني.

اعتبرت الأمر في البداية مزحة، ولكن سرعان ما تطور الأمر إلى التجريح، وهو يصرح لي بأني أصبحت بدينة بدرجة لا تطاق، وأن عليَّ أن أنقص وزني؛ حتى أعود رشيقة، وبدأت أحاول، كما بطلة قصة «وأصبحت رشيقة» أن أنقص من وزني، وحملت حديثه على محمل الجد؛ خاصة أمام شغفه بالرشيقات، وأصبحت أصاب بالتوتر النفسي، وأقبل على الطعام؛ لأفرغ فيه انفعالاتي، والنتيجة أن وزني يزداد يوماً بعد يوم، ولكن الموقف الوحيد الذي قمت به هو أنني قررت دعوة مجموعة من الصديقات والقريبات اللواتي يتفوقن عليَّ في بدانتهن، وفي انتظار قدوم زوجي، طلبت منهن أن يمتدحن قوامي أمامه، وبأنني في نعمة أحسد عليها، ولكنني صعقت حين أقبل بعد قليل بصحبة زميلة له في العمل لا تملك شيئاً من جمالي ولا حضوري ولا خفة دمي، بل كانت دميمة بدرجة واضحة وميزتها الوحيدة أنها رشيقة، لحظتها شعرت بناقوس خطر يدق بداخلي، وتذكرت بطلة القصة ثانية، حين تركها زوجها؛ ليتزوج بأخرى لا تملك شيئاً من مقوماتها، ولا تتفوق عليها سوى بقوامها، وأصبحت نهاية هذه القصة كابوساً يقضّ مضجعي، وبدأت أمارس حمية غذائية، بل وطبقت نظاماً غذائياً جديداً لكل أسرتي، يحتوي على الفواكه والخضار، أكثر مما يحتويه من اللحوم والدهون والمعجنات والحلويات، وبدأت أمارس أيضاً التمارين الرياضية؛ لكي أنقص وزني، والتحقت بأكثر من نادٍ رياضي، ولم أفكر قطعاً بعملية شفط دهون؛ حتى لا أصاب بتشوه، كما حدث مع بطلة إحسان عبدالقدوس، رغم أن جراحات شفط الدهون تقدمت كثيراً هذه الأيام، وأصبحت عمليات تجميلية في الدرجة الأولى، ولكن ما حدث مع البطلة سبب لي هاجساً مزعجاً من الإقبال على أي جراحة لإنقاص وزني.

رياضة المشي
بدأت ألح على زوجي أن يصحبني حين أمارس رياضة المشي كل مساء لمدة ساعة، ولكنه في الأيام الأولى لم تتوقف عيناه عن متابعة كل أنثى رشيقة تمر، وتشبيهها بمحبوبتيه نانسي وهيفاء، ولكن الإصرار والعزيمة لم يفارقاني، رغبتي في إنقاص وزني أولاً، والاحتفاظ بزوجي الحبيب ثانياً، عجلا بظهور نتائج إنقاص وزني سريعاً وخلال أشهر قليلة!