احتفت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، بالشراكة مع وزارة الثقافة الأوزبكية اليوم 27 مايو 2025، باختيار مدينة سمرقند عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2025، بمشاركة عدد من وزراء الثقافة والسفراء من دول العالم الإسلامي. وأوضح بيان صادر عن المنظمة من مقرها بالرباط، أن فعاليات هذه التظاهرة بدأت من سمرقند بمؤتمر دولي تحت عنوان "التراث الروحي والتعبيرات الثقافية للعالم الإسلامي: الخط والموسيقى والشعر والتضامن"، وأكد خلاله المدير العام للإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك أن تاريخ سمرقند وتراثها الغني يؤكدان استحقاقها عن جدارة لقب مدينة الحضارة العالمة، مضيفًا أن رؤية القيادة الأوزبكية الهادفة لصون وحفظ الهوية والتراث، انسجمت مع رؤية "الإيسيسكو" وتوجهاتها لتنتج عن ذلك مجموعة من المبادرات والمشاريع ومنها الاحتفاء بعاصمة الثقافة.
وتطرقت باقي التدخلات إلى أهمية الفنون والشعر والأدب والموسيقى في الحفاظ على التراث والدفاع عن الهوية والقيم، لا سيما في ظل العولمة وآثارها السلبية، مشيدة بالجهود الوطنية في مجالات حفظ التراث المادي وغير المادي، وتعزيز الهوية الثقافية، وقيم التضامن والسلام.
مدينة سمرقند التاريخية
تقع مدينة سمرقند التاريخية في واحة كبيرة في وادي نهر زرافشان في شمال شرق أوزبكستان، ويعني اسم المدينة بالأوزبكية "قلعة الأرض" أو "وجه الأرض" غير أنه تروى معانٍ عديدة أخرى لاسمها، منها "مدينة سمر" نسبة إلى شخصية تاريخية بهذا الاسم.
بلغت أوج ازدهارها في العصر التيموري خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر. وتتألف آثاراها الأساسية من مسجد ومدارس ريگستان، ومسجد بيبي خانُم، ومجمَّع شاه زنده "مقبرة وأضرحة ومعالم أخرى"، ومجمَّع گور أمير "ضريح تيمورلنگ مع مجموعة من الصروح الأخرى الملحقة به"، ومرصد أولوغ بيك.
تابعوا المزيد: 10 أنشطة سياحية تبرز جمال مدينة طشقند عاصمة أوزبكستان
أهمية سمرقند في الثقافة الإسلامية
يمتد تاريخها إلى 1500 سنة قبل الميلاد. تغنى بها الشعراء على مرّ العصور، واستوطنها العلماء، وقصدها عشّاق الجمال من سائر بقاع الأرض، واتخذها الملوك عاصمة لهم، وتوالت عليها الممالك والحضارات.
وخضعت لسلطان الفرس واليونانيين والصينيين والعرب والمغول والأتراك والروس السوفيات، إلى أن استقلت أوزبكستان عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، فأصبحت سمرقند المدينة الثانية في البلاد بعد العاصمة طشقند، لكنها ما تزال تحتفظ بمكانتها الثقافية والتاريخية، وإرثها الحضاري التليد.
وتعتبر مركز التقاء الثقافات في العالم، ولها تاريخ يمتد إلى 1500 سنة قبل الميلاد، حيث نشأت فيها أولى المستوطنات البشرية، وصولا إلى القرنين الـ 14 و15 اللذين شهدا أوج ازدهارها، بوصفها عاصمة الإمبراطور تيمورلنك.
تكتسب سمرقند قيمتها الاقتصادية تاريخيًا من كونها إحدى المحطات المهمة، الواقعة على طريق الحرير، ذلك الممر الإستراتيجي الذي كان إلى وقت قريب جدًا الشريان التجاري الأشهر في العالم بين الصين وأوروبا.
وأما اليوم فتكمن قيمة سمرقند الاقتصادية في جذب عدد هائل من السائحين، من كافة أرجاء الأرض، ليكتشفوا هذا الإرث الثقافي الزاخر، والممتد على مدى 4 آلاف عام، ويستمتعوا بمناظرها الخلّابة الآسرة.
فالمدينة، تعتبر مستودعًا للتاريخ البشري، يقصدها الباحثون والمتخصصون، سواء منهم علماء الإنسانيات والأنثروبولوجيا، أو الباحثون في موضوع الممالك والجيوسياسيات، أو حتى أولئك المهتمون بالقوميات والإثنيات العرقية، والطوائف والأديان.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس