في كلّ تجرِبة درامية تخوضها، تثبت للجميع قدراتها على تقديم شخصيات مختلفة ومتنوّعة، ما بين المركّبة، وتلك التي تحمل تحديات إنسانية. إنها النجمة دانييلا رحمة التي تألّقت في "فرانكلين"، ولامست القلوب في "نفس"، تكشف لنا في حوارها مع «سيدتي» عن كواليس أدوارها، وأثرها الشخصي، وأحلامها السينمائية، من دون أن تَغفُل عن شغفها بالموضة وحضورها كأيقونة أنثوية معاصرة.
"فرانكلين".. رحلة من الشغف
تجسدين في "فرانكلين" شخصية مختلفة تماماً عما تم تقديمه سابقاً، ما الذي أثار اهتمامكِ بهذا الدور، وجعلكِ تختارين هذه التجرِبة؟
ما جذبني منذ اللحظة الأولى هو غموض شخصية "يوليا" وتركيبتها المعقدة، شعرت بأن هناك شيئاً لم يُحكى بعدُ عن النساء في هذه النوعية من الأعمال، و"يوليا" كانت تلك الفرصة. أحببت التحدي بأن أكون امرأة تقف بين الشغف والخطر، بين الخداع والحقيقة، وأن أعيش كلّ ذلك بعمق إنساني.
يجمعك العمل من جديد بالفنان محمد الأحمد، كيف انعكست خبرتكما السابقة على العلاقة الدرامية بينكما في هذا المشروع؟
أنا ومحمد بنينا ثقة متبادَلة منذ أول عمل جمعنا، وهذه الثقة تُترجَم دوماً إلى صدق على الشاشة في "فرانكلين". تطورت علاقتنا المهنية إلى تناغُم فني أعمق؛ خصوصاً وأن العلاقة بين يوليا وشخصيته تمُر بتوترات عاطفية ونفسية، تطلّبت منا تفاهماً تلقائياً.
شخصية "يوليا" تتحدث بلغتين، العربية والإيطالية، وهو ما يضيف بعداً عالمياً للعمل. كيف كان استعدادكِ لهذا التحدي اللغوي؟
كان تحدياً ممتعاً، تعلمتُ الإيطالية خصيصاً لهذا الدور، وحرَصت على أن أنطقها بإحساس لا بلفظ فقط.
يمكنك قراءة.. لحظة تحدٍّ من كواليس فرانكلين: دانييلا رحمة تتدرب على الإيطالية مع محمد الأحمد
"يوليا" تمُر بحالات نفسية متناقضة خلال الأحداث، من الحذر إلى الشغف فالتمرد، كيف بنيتِ هذه المشاعر وتنوُّعها داخلياً؟
أمضيتُ وقتاً طويلاً في تحليل كلّ تحوُّل تمُر به "يوليا"، لم أتعامل مع مشاعرها كمجرد أداء؛ بل عشتها، كنتُ أكتب يومياتها، أراجع ماضيها، وأسأل: ما الذي يدفعها؟ ما الذي تخافه؟ بهذا الأسلوب، كلّ مشهد صار تجرِبة حقيقية أعيشها لا أمثلها.
العملة الورقية من فئة 100 دولار تظهر كرمز محوري في العمل، ما دلالة هذا الرمز في حياة "يوليا"؟ وكيف تفسرين ارتباطها به؟
الورقة ليست مجرد مال؛ بل تذكير دائم بـ"الصفقة" التي عقدتها يوليا مع الحياة، هي رمز للخسارة والنجاة، للحرية الموهومة، وربما للخيانة أيضاً. علاقتها بهذه الورقة تحمل في طياتها وجعاً شخصياً، وكأنها مرآة لا تستطيع كسرها.
عالم "فرانكلين" مليء بالخداع والتزوير، وفي وسطه تظهر شخصية نسائية قوية ومعقدة، هل شعرتِ بأنكِ تقدّمين صورة مختلفة عن المرأة في الدراما؟
نعم، شعرت بأن "يوليا" تمثل صوت المرأة التي لا تُرضي أحداً، ولا تسعى لأن تكون مثالية، إنها امرأة حقيقية، بخوفها، بقوتها، بانكساراتها.
"نفس".. رسالة أمل
بعد النجاح اللافت الذي تم تحقيقه في مسلسل "نَفَس" ورسالتك المؤثرة عن فاقدي وضعاف البصر، شاهدناكِ في زيارة جديدة للأطفال الذين يعانون من ضعف البصر، وكان لمشهد تأثُّركِ بكلماتهم، صدًى كبيرٌ على السوشيال ميديا. كيف استقبلتِ عبارة "دانييلا رحمة نجمة لبنان المفضلة" من أحدهم؟ وما الذي جعل هذه الزيارة مختلفة بالنسبة لكِ؟
هذه العبارة هزتني من الداخل، في لحظة شعرت بأن كلّ التعب والمعاناة والمشاعر التي مرّت بي خلال تصوير "نفس"، كان لها معنى، هؤلاء الأطفال علموني أن النور ليس في العين فقط؛ بل في القلب. هذه الزيارة كانت درساً في المحبة، في العطاء، وفي أن الفن الحقيقي يترك أثراً خارج الشاشة.
وما الذي تعلمتِه من شخصية "روح" في مسلسل "نفس"؟
"روح" علمتني أن الألم لا يجب أن يخفى، وأن القوة ليست في كبت المشاعر؛ بل في التعبير عنها، هي امرأة ترى ما لا يراه الآخرون، رغم فقدانها للبصر، وهذا جعلني أعيد التفكير بما نراه فعلاً في الحياة، وما نغُض الطرف عنه.

بعد سلسلة من النجاحات في الدراما التلفزيونية، ألم تراودكِ فكرة خوض مغامرة سينمائية، سواء على المستوى العربي أو في الساحة العالمية؟
طبعاً السينما كانت دوماً حُلماً. وأنا أبحث الآن عن السيناريو الذي يجعلني أقول: "هذه هي اللحظة". سواء أكان عربياً أو عالمياً، المهم أن يحمل العمق، وأن يشكل خطوة جديدة لي كممثلة وفنانة.
قد يعجبك.. بعد إعلان تكريم دانييلا رحمة بمهرجان بيروت.. نظرة على أعمالها الفنية أمام نجوم الشام
"الأناقة" كما تراها دانييلا رحمة
بعيداً عن الكاميرا، نراكِ دائماً في أبهى إطلالاتكِ في عالم الموضة والجمال. كيف توفّقين بين هذه الصورة الأنيقة والحياة اليومية بكلّ ما فيها من مسؤوليات فنية وشخصية؟
أنا أحب الموضة لأنها جزء من التعبير عن الذات، لكنها لا تعرّفني بالكامل، خلف كلّ إطلالة هناك تعب، جدول مزدحم، ومجهود للحفاظ على التوازن. أحاول أن أكون واقعية دائماً، وأن أذكّر نفسي بأن الأناقة الحقيقية تبدأ من الداخل.
إذاً، ما الذي جذبكِ للتعاون مع علامة Imseeh للمجوهرات كسفيرة لها؟ وكيف تصفين هذه الشراكة؟
ما جذبني للتعاون مع Imseeh هو ما تمثله هذه العلامة من تاريخ عريق، وحِرفية عالية، وأناقة معاصرة، لقد شعرت بانسجام حقيقي مع رؤيتها التي تحتفي بجمال المرأة وقوتها، وتترجم ذلك من خلال تصاميم تعبّر عن التفرُّد والتميُّز، هذه الشراكة تعني لي الكثير؛ لأنها تقوم على قيم مشتركة، وتمنحني مساحة لأكون على طبيعتي، وفي الوقت نفسه، أعبّر عن جانب أنيق وراقٍ من شخصيتي.
وأخيراً، هل هناك مشاريع جديدة على الطريق؟ وما الذي يمكن أن تخبري به جمهوركِ عن خطواتكِ الفنية المقبلة؟
هناك مشاريع قيد التحضير قد تكون مفاجئة للبعض لكنني لن أستعجل، أؤمن بأن كلّ خطوة يجب أن تكون محسوبة وصادقة. جمهوري يستحق الأفضل، وأنا أعمل على أن تكون كلّ تجرِبة فنية مقبلة انعكاساً لنضجي، وتطوُّر مسيرتي.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».