هل تظن أن احتفالات الشركة مجرد وقت ممتع؟ فكر مجدداً. في لحظة ضحك عفوية أو لفتة غير محسوبة، قد تضع نفسك تحت المجهر دون أن تشعر. فبين أضواء الاحتفال وكاميرات الهواتف، تُرصد تصرفاتك كما تُرصد نتائجك في التقارير الشهرية. فالمناسبات الرسمية ليست فقط للتسلية، بل ساحة خفية لاختبار نضجك المهني. كثيرون يقعون في فخها وهم يظنون أنهم "يندمجون"، فإذا بالنتيجة صورة مهزوزة في أذهان الزملاء أو فرصة ضائعة للتقدم. يتحدث المسؤول عن شؤون تطوير الموظفين، والخبير في مجال تطوير الذات الأستاذ عامر عبيد عن 6 أخطاء شائعة يقع فيها الموظفون في احتفالات الشركات.
هل تعتقد أن مظهرك في الاحتفال أمر ثانوي؟
- المبالغة في الأناقة قد تكون ضدك!
نعم، الظهور بإطلالة لافتة أمر جيد، لكن حين تتحوّل المناسبة الرسمية إلى عرض أزياء شخصي، تفقد التوازن بين المهنية والحضور الاجتماعي. زملاؤك ومدراؤك يلاحظون التفاصيل، والمبالغة قد تفتح باب التقييم أو النقد. احرص أن تعكس مظهرك ذوقاً يعكس وعيك، لا فقط رغبتك في لفت الأنظار. هناك فرق بين الحضور الأنيق والحضور المتكلف. والذكي من يفهم الحد الفاصل بينهما جيداً.
الخطوة القادمة بين يديك: متى تنكسر ثقة الموظف بالمدير؟ اكتشف 5 علامات تحذيرية
هل تترك الحذر جانباً عند المزاح؟
- النكتة التي تُضحكك، قد تُحرجك لاحقاً
في أجواء الاحتفال، تنخفض الحواجز، وترتفع احتمالات المزاح غير المدروس. كلمة عفوية أو تعليق ساخر قد يُسجَّل عليك أكثر من أي تقرير عمل. الموظف الذكي هو من يفهم السياق ويعرف حدوده. فكر مرتين قبل أن تُطلق دعابة قد تتحوّل إلى أزمة صغيرة تؤثر في صورتك المهنية. تذكّر أن ضحكتهم الآن لا تضمن احترامهم لاحقاً.
هل تتحمّس أكثر من اللازم أثناء الفعاليات؟
- الاندماج الزائد قد يُفسَّر بشكل خاطئ
المشاركة الفعّالة في الأنشطة أمر رائع، لكنها تصبح عبئاً حين تتحول إلى استعراض دائم أو سيطرة على الحدث. قد تبدو للآخرين وكأنك تبحث عن الأضواء لا التفاعل. التوازن هو مفتاح الحضور الذكي: شارك، استمتع، لكن لا تنسَ أن كل حركة محسوبة أمام مَن يلاحظون أكثر مما تتوقع. دع الحماس يُظهِر طاقتك لا يلتهم صورتك.
هل تتحدث كثيراً دون أن تنتبه لمَن حولك؟
- الحوارات العشوائية قد تفضح أكثر مما تُقرب
اللقاءات غير الرسمية تفتح مجالات للنقاشات العفوية، لكن ما تقوله قد يُستخدم ضدك لاحقاً، خصوصاً إن مسّ الزملاء، السياسات الداخلية أو قرارات الإدارة. احذر من تحويل لحظة راحة إلى مساحة للكلام المنفلت. اختيار الكلمات لا يتوقف حتى في أوقات المرح، خصوصاً حين تتقاطع مع المهنية. كل كلمة محسوبة، حتى في أجواء "الوناسة".
هل تميل للانعزال أو التجنّب في هذه المناسبات؟
- عدم الحضور يُفسّر أكثر من الحضور الخاطئ
قد تعتقد أن الانسحاب من الاحتفالات يحميك من الخطأ، لكنه أحياناً يُقرأ كعدم انتماء أو فتور تجاه ثقافة الفريق. حتى وجودك الرمزي يصنع فرقاً، ويعكس اهتمامك بالبيئة التي تعمل فيها. لا تبالغ في التواري، ابحث عن توازن يحفظ حضورك دون أن تفرض نفسك أو تختفي تماماً. أحياناً، الحضور الذكي بصمت أفضل من الغياب المقلق.
هل تنسى أنك تُمثّل شركتك حتى في لحظات المرح؟
- الاحتفال لا يعفيك من هويتك المهنية
الاحتفالات ليست مساحةً منفصلةً عن العمل، بل جزء من تجربة الموظف داخل المؤسسة. تصرّفاتك، حتى البسيطة منها، ترسم ملامح صورتك في بيئة العمل. تذكّر دائماً أنك لست فقط موظفاً يحتفل، بل سفير غير رسمي لقيم الشركة وسلوكها، حتى في أبسط التفاصيل. فكر دائماً: ماذا سيُقال عنّي بعد هذه الليلة؟
هل أنت مستعد؟ 5 خطوات لإدارة المحادثات الصعبة في العمل بثقة