لماذا يجب ألا تغضبي حين يرمي طفلك الألعاب على الأرض؟

يرمي الطفل الألعاب بصورة طبيعية

هناك ملاحظة أو حالة عامة تحدث مع معظم الأطفال الرضع، وهي أن الأم تلاحظ أن طفلها يرمي باللعبة من يده حين يكون في حضنها ولعبته في يده، وهو يغضب فيرمي اللعبة أو يبكي فيرمي اللعبة على الأرض، وربما تشعر الأم بالغضب من هذا التصرف وتؤنب الطفل الصغير، وتعتقد أن طفلها سوف يكون لديه سلوك عدواني لأنه حين يقوم برمي اللعبة من أعلى إلى الأرض وبكل قوته يؤدي إلى تحطيمها.
لا تعرف معظم الأمهات أن هناك دلائل لمثل هذا التصرف الذي يقوم به الطفل، كما أن عليها أن تقلق في بعض الأحيان حين يستمر بالقيام به، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية لمياء جبران، حيث أشارت إلى الأسباب التي تجعلك لا تغضبين حين يرمي طفلك الألعاب على الأرض ونواحي القلق من هذه الحالة لو استمرت أكثر مع طفلك ومعلومات مهمة حول ظاهرة رمي الأطفال الألعاب على الأرض في الآتي:

متى يكون رمي الألعاب طبيعياً بالنسبة للطفل؟

اعلمي أن قيام طفلك برمي أي لعبة أو أداة فجأة من يده سواء كنت تحملينه أو كان يجلس على الأرض وترين اللعبة تتحطم، أو أن الأداه قد انكسرت، وربما تلاحظين أن طفلك يكون هادئاً ومستمتعاً باللعبة وفجأة تجدينه يرميها من يده، فهذه تصرفات طبيعية وتحدث حين تلاحظين متى يبدأ الطفل بالإمساك بالأشياء؟ ويجب ألا تستدعي القلق عندك على الإطلاق.
توقعي أن تحدث هذه الظاهرة وهي ظاهرة رمي الألعاب والأدوات المفاجئ في عمر ما بين سنة إلى سنتين، ومن الطبيعي أن تختفي بعد هذه السن، وتبدأ هذه الظاهرة فعلياً في الاختفاء بالتدريج، بمعنى أن الطفل لا يستمر بممارستها باستمرار، علماً بأنه قبل هذه السن يكون معتاداً على أن يفعل ذلك مهما كان شكل ولون اللعبة مغرياً فمصيرها معروف مثل سابقاتها.

الأسباب التي تجعل طفلك يرمي الألعاب من يده

اعلمي أن قيام طفلك برمي الألعاب أو الأدوات من يده فجأة ودون سبب هو حالة طبيعية جداً، بل إنها تدل على نمو عقلي وإدراكي جيد عند الطفل، ويجب ألا تشعري بالقلق منها لأن الطفل في هذه الحالة يحاول أن يكتشف البيئة من حوله، فهو مثلاً يريد أن يعرف أثر رمي اللعبة بعيداً على الأرض فهو يكتشف ويستمتع بما اكتشفه، فقد أصبح قادراً على أن يربط بين السقوط وحدوث صوت مدوٍ أو ضجة ممتعة بالنسبة له، بل إنه يعتقد أن ما يقوم به له أثر كبير وأنه بطل لأنه تسبب في حدوث هذه الضجة.
لاحظي أنه من الممكن أن يكون رمي الألعاب والأشياء سواء كانت تخص الطفل أو تخص الأم أو ترتبط بأشياء للعائلة مثل مفاتيح البيت للتعبير عن غضبه، أي أن القيام برمي أي شيء هو للتعبير عن الغضب، فمثلاً لو لم تقومي بتلبية أحد طلباته فهو سيرمي اللعبة التي وضعتِها بين يديه، ولو لم تستجيبي لبكائه لكي تحمليه وتدوري به في الغرفة فسوف يسحب قلماً من الطاولة القريبة ثم يقوم برميه بأقصى قوته ولأبعد مسافه يقدرها لكي يعبر عن هذا الغضب.
توقعي أن يقوم طفلك أيضاً برمي الأشياء والأدوات، وحتى مقتنياته الصغيرة لكي يلفت انتباهك مع ملاحظة أن الطفل قبل سن الثانية يكون لديه حب كبير وتعلق زائد بألعابه وأشيائه الخاصة، ويبكي بقوة حين يستولي أحدهم على فردة حذائه ولو على سبيل المداعبة أو حين يمسك أحد الأطفال بلعبة خاصة به، ولكنه يمكن أن يقوم برمي اللعبة بنفسه لأنه يشعر بأنكِ تهملينه أو تتجاهلينه أو أن هناك أمراً قد أشغلك عنه، وبالتالي يقوم بلفت انتباهك بهذه الخطوة.
اعلمي أن شعور طفلك بالغيرة سواء من الأب حين يراكِ مشغولةً بالحديث معه أو شعوره بالغيرة من شقيقه الآخر سوف يؤدي به إلى أن يقوم بهذا السلوك ويكرره كثيراً لكي تنتبهي له ويكون هو محور انتباهك الأول، ويجب عليكِ عدم التساؤل متى تبدأ الغيرة عند الأطفال؟ لأنك سشتعرين بالدهشة حين تعلمين أنها تبدأ معهم مبكراً جداً.

كيف أتصرف حين يقوم طفلي برمي الألعاب على الأرض؟

لاحظي أنه من الخطأ أن تقومي بمنع الطفل من رمي الألعاب على الأرض مثل أن تمسكي باللعبة في آخر لحظة ولا تعتبري أن هذه الخطوة إنجاز، فالطفل بحاجة لكي يقرر أن قدراته جيدة وأنه يحسن التصويب، فعملية رمي الأشياء على الأرض تدل على أن طفلك ينمو بشكل جيد وأنه حين يرمي الأشياء نحو هدف معين، فيعني ذلك أن لديه نمواً سليماً لعضلاته وان هناك تناسقاً كبيراً وسليماً بين العضلات ووظائف المخ والإدراك، ويمكن اعتبار هذه الطريقة إحدى طرق كيفية تقوية عضلات الرضيع من خلال الأنشطة البسيطة وهي نشاط بسيط وبديهي.
حاولي عدم حرمان طفلك تحت عمر السنتين من هذه الهواية وضعي بين يده ألعاباً غير قابلة للكسر وهي الألعاب المطاطية ذات الألوان الزاهية والتي تكون صغيرة الحجم، بحيث يستطيع الطفل أن يمسكها في قبضته، وقومي بمنحه هذه التجربة ولا تمنعيه لأن منعه سوف يزيد من عناده وسوف تستمر هذه الظاهرة معه لما بعد عمر السنتين.

نواحي القلق من ظاهرة رمي الألعاب وتحطيمها

اعلمي أن ظاهرة رمي الألعاب من أعلى للأسفل سوف تنتهي مع اقتراب الطفل من عمر السنتين، ولكن في حال أنها استمرت إلى ما بعد ذلك، فيجب أن تتابعي الطفل وتحاولي أن تسيطري على هذه الظاهرة، مثل أن تقولي له ما رأيك لو وضعنا لعبتك على الأرض بهدوء ودون ضجة، وراقبي رد فعل طفلك في هذه الحالة، ففي حال أنه استجاب لكِ فمعنى ذلك أن طفلك ينمو بشكل سليم من الناحية النفسية وليس لديه ميول عدوانية اكتسبها من ظروف محيطة.
قومي بإبعاد الأشياء والأدوات بالتدريج من حوله والتي تكون معرضة للكسر لكي يتخلى الطفل عن الرغبة في تكسير وتحطيم الأشياء وامنحيه الفرصة لكي يمارس هوايات أخرى مثل اللعب بألعاب الفك والتركيب، ولكي يبدأ الطفل في تقدير أن الأشياء تكون أفضل حين يحولها لأشكال جميلة بدلاً من تحطيمها ويصعب إعادتها إلى صورتها الأصلية.

قد يهمك أيضاً: أهمية اللعب عند الأطفال
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.