من المتوقع أن يصبح طفلك قادراً على الجلوس منفرداً مع حلول شهره السادس من عمره، وقد يجلس منفرداً ودون حاجة لأن تسنديه بوسائد أو أن تضعيه في حضنك جالساً قبل أن يتم سن ستة أشهر، ولكن يحدث أن يتأخر الطفل الرضيع في الجلوس المنفرد، وهو أول علامات التطور الحركي، ويكون ذلك مؤشراً لتأخر منحنى نموه والذي يشمل الوقوف المنفرد والمشي، وقد لا يمر الطفل بمرحلة الحبو، وهذا أمر غير مقلق على الإطلاق.
على الأم أن تبحث عن عدة أخطاء قد تقع فيها وتؤدي إلى تأخر النمو الحركي لطفلها، وقد تعتقد الأم أنها تحمي طفلها حين تقع في هذه الأخطاء ولكنها في الحقيقة تضره، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة رجاء خليل، حيث أشارت إلى 4 أخطاء ترتكبها الأم تؤدي إلى تأخر الجلوس والوقوف والحبو والمشي عند طفلها، ومنها حمله باستمرار وعدم تقديم فيتامين د، وغيرها من الأخطاء في الآتي:
1- حمل الطفل باستمرار يؤدي لتأخر النمو الحركي

- توقفي عن عادة حمل طفلك باستمرار وطيلة الوقت وعدم تركه على الأرض؛ لأن ذلك التصرف والسلوك الذي تقومين به ومن باب حب الطفل والفرحة به يؤدي إلى تأخر تطور الطفل الحركي بشكل عام، ولذلك عليكِ أن تتركي طفلك على الأرض ولمدة طويلة بمجرد أن يبدأ في تعلم الجلوس مستنداً، وقومي بإحاطة الطفل بعض الوسائد الطرية حوله لكي يظل جالساً بحيث يتأمل العالم من حوله، ويبدأ في هذه الحالة مرحلة التعود على الأرض لأنها مبهمة بالنسبة له وعدم الخوف منها، ولا تحمليه طيلة الوقت على كتفك إلا حين يرغب في النوم مثلاً أو حين يبكي لسبب ما، وقد توصلت الدراسات العلمية إلى أن الرضيع الذي لا يُحمل من قِبل أمه لمدد طويلة يبدأ في مرحلة تطوره الحركي أسرع من الطفل الذي يبقى محمولاً على الكتفين طيلة النهار.
- أنثري حول طفلك بعض الألعاب الصغيرة والمناسبة لعمره بحيث تكون غير مؤذية، وسوف يحاول الرضيع أن يلتقط بعضها، ويمكن أن تضعه الأم فوق مفرش رقيق من البلاستيك السميك وتضع حوله قطعاً من الطعام الصلب كبيرة الحجم، وسوف يحاول الطفل أن يلتقطها ويكتشفها بوضعها بين فكيه الصغيرتين، فالمهم أن يبقى الطفل على الأرض لمدة أطول وملاصقاً لها لكي يعتاد عليها، وسوف تلاحظين حدوث تطور في قدرات طفلك الحركية بشكل ملحوظ، وأن طفلك سوف يحبو وينطلق متحركاً بسرعة ثم يقف على الأثاث مستنداً، ثم يبدأ في الوقوف دون مساعدة من أحد ثم يمشي بمساعدتك ثم يمشي وحده.
2- عدم تقديم جرعات فيتامين د حسب توصية الطبيب
- احرصي على تقديم الجرعة اليومية من فيتامين د لطفلك الرضيع، وذلك ابتداءً من عمر يوم حتى عمر 12 شهراً، وذلك حسب توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، حيث تبلغ هذه الجرعة 400 وحدة دولية.
- اهتمي بعد الشهر الرابع بتقديم بعض مصادر فيتامين د الطبيعية، وعلى الرغم من قلتها إلا أنها تفيد صحة الطفل وتدعم نمو عظامه وأسنانه وتساعده على التطور الحركي، ويمكن أن تقدمي له صفار البيض بشكل يومي، إضافة إلى منتجات الألبان المصنوعة من حليب غير كامل الدسم، وإذا تساءلت متى أعرض طفلي لأشعة الشمس؟ فيجب عليك الاهتمام بتعريض طفلك إلى اشعة الشمس بشكل يومي، وذلك في وقت الضحى، بحيث يتعرض كامل جسمه لأشعة الشمس غير الحارقة ولمدة نصف ساعة يومياً.
3- عدم تقليب الرضيع على بطنه يؤخر تطوره الحركي

- اعلمي أن تقليب الطفل ومنذ عمر مبكر لكي ينام على بطنه يكون مهماً من أجل تحقيق النمو الحركي السليم للطفل، حيث إن تقليب الطفل لكي ينام على بطنه يعمل على تدريب العضلات وتنمية المهارات الحركية مثل الحبو أولاً ثم الوقوف المستند لدى الرضيع.
- لاحظي أن نوم الرضيع على بطنه يقدم فوائد محدودة ولكن يجب عدم اعتماد هذه الطريقة للنوم، حيث إن تقليب الرضيع على البطن يسهم في تقوية عضلات الرقبة لديه، إضافه إلى أن طريقة النوم بحد ذاتها على البطن تساعد في تجنب تشوهات الرأس الناتجة عن النوم على الظهر.
- لاحظي أنه في حال اختيار طريقة نوم الرضيع على بطنه لمدة معينة من أجل تعزيز نموه الحركي، فيجب أن تظلي مستيقظةً وفي حالة مراقبة مستمرة له خوفاً عليه من التعرض إلى الاختناق، كما يجب ألا تزيد مدة نوم الرضيع على بطنه عن ساعة متواصلة.
4- ترك الطفل في المشاية لوقت طويل يؤخر تطوره الحركي

- توقفي عن ترك الطفل في المشاية طيلة الوقت بدعوى أنها سوف تساعده على مهارة المشي، والحقيقة أن المشاية تعلمه المشي بطريقة خاطئة، ويجب أن تعرفي فوائد وأضرار المشاية لطفلك فهو يدفع جسمه بداخلها ولا يستخدم ساقيه في الحركة على الإطلاق، وقد بيَّنت الدراسات العلمية أنها تقلل من تطور خطوة المشي الطبيعية عند الرضيع، حيث يرتكز الطفل أثناء جلوسه داخل المشاية على أطراف أصابع قدميه، فيما تكون عضلات الساقين الضعيفتين مشدودة، فتعمل المشاية على إضعاف قوة الساقين لديه وكذلك إضعاف قوة عضلات الفخذين، كما تؤثر المشاية على تناسق عضلات الساقين مع بعضهما مما يؤخر الرضيع في مرحلة المشي.
- لاحظي أن الطفل الذي يعتمد على المشاية في الحركة، فهو لا يستخدم اليدين أو الركبتين، مما يؤخر مرحلة الحبو لديه، وعندها يتأخر الحبو كمرحلة تطورية عند الطفل، فالمشي سوف يتأخر كمرحلة مهمة في نمو الطفل، ويمكنك أن تبدئي بترك الطفل في المشاية وفق شروط خاصة مثل بعد أن يجلس طفلك منفرداً، كما يجب عدم ترك الطفل داخل المشاية لساعات، بل حاولي أن تكون أقصى مدة لتركه فيها هي ربع ساعة ثم ارفعيه من المشاية، بحيث لا يزيد الوقت الذي يمضيه خلال اليوم بأكمله عن ساعتين.
- لاحظي أن المشاية يمكن أن تستفيدي منها كأم لأنها تعطيك فرصةً للراحة من حمل الطفل طيلة الوقت، كما أنها تشغل وقت الرضيع خاصة في مرحلة التسنين، حيث تشغله عن ألم التسنين خاصة في حال وجود بعض الألعاب الجميلة التي تجذبه فيها، كما أنها تعطي الطفل حرية في الحركة حين يتحرك من مكان إلى آخر، حيث تمكنه من التجول في المنزل ولكن ذلك يجب أن يكون وفق شروط لكي لا يتعرض للحوادث.
قد يهمك أيضاً: ما أهم الأخطاء التي ترتكبها الأمّ وتؤدي لتأخر المشي عند الطفل؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.