يُعرف اصفرار الجلد والعينين عند الرضع والأطفال باعتلال الدماغ البيليروبيني، والمعروف أيضًا باسم اليرقان النووي، هو حالة عصبية تعد نادرة وقد تحدث نتيجة لارتفاع مستويات البيليروبين في الدم لدى حديثي الولادة، مما يؤدي إلى الإصابة بتلف الدماغ ويعد البيليروبين هو عبارة عن صبغة صفراء تتشكل عندما يتخلص الجسم من كافة خلايا الدم الحمراء القديمة.
في المقابل ، يجب الانتباه إلى أن اعتلال الدماغ البيليروبيني يمكن أن يكون علامة لحالات أخرى خطيرة؛ لذا قد يحتاج الطبيب لفحص طفلك بما في ذلك عوامل الخطر التي قد تسبب فرط بيليروبين الدم، لمحاولة تقليل مستوياته في جسم الطفل وحماية الدماغ من التلف.
إليك وفقًا لموقع "هيلث لاين" ما هو اعتلال الدماغ البيليروبيني
ما هو اعتلال الدماغ البيليروبيني لدى حديثي الولادة؟
يعد اعتلال الدماغ البيليروبيني هو شكل خطير من تلف الدماغ عند الأطفال نتيجة لفرط بيليروبين الدم غير المعالج والذي يحدث عندما يكون الجسم غير قادر على معالجة البيليروبين بشكل فعال.
يحدث اعتلال الدماغ البيليروبيني عادة لدى الأطفال حديثي الولادة، وخاصة الأطفال المبتسرين، الذين يعانون من فرط بيليروبين الدم الشديد وغير المعالج ويمكن أن يتراكم في الدماغ ويسبب مضاعفات على شكل تلف دائم لخلايا الدماغ.
يمكن أن يسبب ضعفًا في النمو المعرفي والحركي، والعمى، وفقدان السمع، وبعض المشاكل السلوكية، لذلك يعد من المهم تحديد وعلاج فرط بيليروبين الدم عند الرضع في أسرع وقت ممكن للوقاية من اعتلال الدماغ البيليروبيني.
تعرفي إلى المزيد حول علامات شفاء المولود الجديد من اليرقان
أسباب اعتلال الدماغ البيليروبيني عند حديثي الولادة
يعد البيليروبين هو نتاج انهيار خلايا الدم الحمراء التي يتم إنتاجها عادة في الجسم والذي يجب تكسيرها وإفرازها من الجسم، إلا أنه في المقابل لدى الأطفال الذين يعانون من اعتلال الدماغ البيليروبيني، تتعطل هذه العملية ولا تتم معالجة البيليروبين وإفرازه بشكل صحيح، لذلك يتراكم في الجسم.
تعد أبرز العوامل التي يمكن أن تسبب فرط بيليروبين الدم هي كالتالي.
- انحلال الدم: الانهيار المفرط لخلايا الدم الحمراء ويمكن أن يحدث لدى الأطفال لأسباب مختلفة، بما في ذلك اضطرابات الدم مثل داء كرات الدم الحمراء الجنينية أو داء الريسوس.
- اضطرابات القلب: قد يعاني الطفل من اضطراب في الكبد يمنع قدرته على معالجة البيليروبين بكفاءة.
- انسداد القناة الصفراوية: يمكن للقنوات الصفراوية أن تمنع تدفق البيليروبين من الكبد، مما يسبب تراكمه.
- اختلافات الدم بين الأم والطفل: إذا كان لدى الأم والطفل فصائل دم مختلفة (على سبيل المثال، فصيلة الدم A أو B أو O أو Rh)، فإن الأجسام المضادة التي تنتجها الأم يمكن أن تسبب زيادة انحلال الدم وفرط بيليروبين الدم لدى الطفل.
- الخداج: يميل الأطفال المبتسرون إلى الإصابة بمشاكل في نظام الكبد الذي لم ينضج بعد بشكل كامل، لذا فهم أكثر عرضة لفرط بيليروبين الدم.
- التغذية غير الكافية: قد لا يتمكن الأطفال الذين لا يحصلون على ما يكفي من التغذية أو السوائل من إفراز البيليروبين بشكل صحيح.
أعراض اعتلال الدماغ البيليروبيني
تظهر أعراض اعتلال الدماغ البيليروبيني عادةً بعد أيام قليلة من ولادة الطفل وفي المقابل في بعض الحالات، قد لا تظهر الأعراض إلا بعد عدة أسابيع من الولادة وهي كالتالي
- اصفرار الجلد والصلبة أو بياض عيون الطفل.
- اضطراب الأطفال، وانزعاجهم ، مقارنة بالأطفال الآخرين.
- عضلات ضعيفة أو مشاكل في التحكم في العضلات.
- انخفاض منعكس مورو وهو منعكس يظهر عندما يشعر الطفل وكأنه سقط أو اهتز وعند الأطفال المصابين باليرقان النووي، قد ينخفض هذا المنعكس.
- صعوبة في الرضاعة الطبيعية أو تناول الحليب من الزجاجة يمكن أن يتسبب في إصابة الطفل بصعوبة في الرضاعة الطبيعية أو تناول الطعام بسبب ضعف العضلات .
- تغيرات في السلوك والشهية
- تغييرات أكثر خطورة في السلوك .
تشخيص اليرقان النووي عند حديثي الولادة
يتضمن تشخيص اعتلال الدماغ البيليروبيني والفحص الطبي لتحديد سبب ارتفاع البيليروبين في جسم الطفل بالإضافة إلى علامات تلف الدماغ التي قد تحدث فيما يلي خطوات التشخيص التي قد يقوم بها الطبيب.
- سيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي للطفل، بما في ذلك فحص الجلد والعينين والعلامات الجسدية الأخرى ويمكن أن تكون أعراض اليرقان، مثل اصفرار الجلد والعينين (الصلبة)، أدلة مبكرة على أن الطفل يعاني من فرط بيليروبين الدم.
- لقياس مستوى البيليروبين في دم الطفل، سيقوم الطبيب بإجراء فحص الدم لتحديد مدى ارتفاع مستويات البيليروبين في جسم الطفل.
- في الحالات الشديدة من فرط بيليروبين يجب خضوع الطفل لأختبارات خاصة، مثل الموجات فوق الصوتية ودوبلر عبر الجمجمة، لفحص دماغ الطفل والكشف عن علامات التغيرات بسبب فرط بيليروبين الدم.
- في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى اختبار مسح الدماغ، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، لتحديد تلف الدماغ
- قد يقوم الطبيب أيضًا بفحص التاريخ الطبي للطفل، بما في ذلك عوامل الخطر التي قد تسبب فرط بيليروبين الدم مثل اضطرابات الدم، أو داء الريسوس أو اضطرابات الكبد.
علاج اعتلال الدماغ البيليروبيني لدى حديثي الولادة
يهدف العلاج إلى تقليل مستويات البيليروبين في جسم الطفل ومنع المزيد من تلف الدماغ إليك أفضل طرق العلاج.
العلاج بالضوء
العلاج بالضوء هو الطريقة الرئيسية لعلاج فرط بيليروبين الدم عند الرضع من خلال وضعهم تحت ضوء أزرق خاص يحول البيليروبين القابل للذوبان في الماء وإخراجه من الجسم في البول والبراز.
عادةً لا يرتدي الأطفال الحفاضات فقط للسماح لبشرتهم بالتعرض للضوء الأمثل ويمكن أن يستمر العلاج بالضوء لعدة أيام أو أطول اعتمادًا على مستوى فرط بيليروبين الدم.
استبدال الدم
في الحالات الشديدة جدًا من فرط بيليروبين الدم أو عندما يكون العلاج الضوئي غير فعال، قد يكون استبدال الدم ضروريًا.
خلال هذا الإجراء، سيتم استبدال بعض دم الطفل الذي يحتوي على مستويات عالية من البيليروبين بدم متبرع سليم مما يساعد على تقليل مستويات البيليروبين في جسم الطفل بشكل كبير.
نقل الدم
في بعض الحالات القصوى، قد يحتاج الأطفال إلى نقل دم كامل لاستبدال خلايا الدم الحمراء التالفة وتقليل مستويات البيليروبين وتساعد عمليات نقل الدم أيضًا على استبدال خلايا الدم الحمراء التالفة بخلايا دم حمراء أصغر سنًا وأكثر صحة.
بمجرد بدء العلاج، سيقوم الطبيب بمراقبة مستويات البيليروبين في جسم الطفل بانتظام للتأكد من أن العلاج فعال وآمن .
في الحالات الشديدة، قد تكون هناك حاجة إلى خدمات رعاية طويلة الأمد طوال فترة الطفولة مثل العلاج الطبيعي، أو العلاج المهني، أو علاج النطق لمساعدة الطفل على تحقيق النمو الأمثل.
ربما تودين التعرف إلى أمراض حديثي الولادة.. علاماتها وطرق التعامل معها
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
