كيف تؤثّر البيئة المنزلية على مناعة المولود؟/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AF%D9%83/1818514-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D9%88%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AF
هناك عوامل محيطة تؤثّر على مناعة المولود
تقع على الأم مسؤولية كبيرة من أجل حماية مولودها الجديد من الأمراض، وتعزيز مناعته والحفاظ على صحته. ولأن المولود حين يأتي إلى الحياة، تكون لديه مناعة ضد بعض الأمراض، يستمدها من الأم، بالإضافة إلى أنه يحصل على تطعيمات ولقاحات حسب جداول متعارَف عليها لكلّ الرُضّع حول العالم. لكن ذلك لا يعني أن تتراوح معدلات المناعة عند المواليد نتيجة لعدة ظروف وعوامل. هناك بعض الظروف البيئية المحيطة التي تؤثّر على مناعة المولود، سواء سلباً أو إيجاباً. ولذلك فقد التقت «سيدتي وطفلك» وفي حديث خاص بها، باستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة ورعاية الخُدج، الدكتورة كوثر عبدالصبور؛ حيث أشارت إلى: كيف تؤثرالبيئة المنزلية على مناعةالمولود. ويُقصد بالبيئة المنزلية: الأجواء المحيطة، والأجواء النفسية، والإسراف في العناية بالمولود. وذلك في الآتي:
تأثير نمط التغذية على مناعة المولود
اهتمي بأن تكون الرضاعة الطبيعية هي الخيار الأول لتغذية المولود، وبمجرد ولادته. وحيث إن حليب اللبأ أو حليب المسمار، يكون غنياً بالمضادات الحيوية التي تعزز مناعة الطفل ولسنوات قادمة من عمره، وهو الحليب الذي ينزل على شكل قطرات سميكة ذات لون غامق يميل إلى الحمرة ويشبه الصدأ، ولا يكون ضاراً بالطفل كما تعتقد بعض الأمهات.
استمري في إرضاع طفلكِ ولا تُدخلي الحليب الصناعي مهما كانت الأسباب، وذلك لأن الحليب الطبيعي المستمَد من صدر الأم، يحتوي على أجسام مضادة خاصة تُعرف بالجلوبولين المناعي، والتي تساعد في حماية الطفل من العدوى والإصابة بالأمراض. وقد تبيّن من خلال الدراسات، أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر إصابة الرُضّع عموماً بأمراض هضمية منتشرة بينهم مثل: الإسهال، والقيء، وكذلك التهاب جدار الأمعاء، وبعض أنواع العدوى المرتبطة بالجهاز التنفسي مثل: الالتهاب الرئوي وتكرار الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا المرتبطة بالجهاز التنفسي العلوي عند الرضيع. مع ملاحظة أن الرضاعة الطبيعية بشكل عام، تعَد حماية للطفل حين يكبر، من الإصابة بأمراض العصر ومنها السكر والسِمنة.
تأثير الإسراف في النظافة والحماية على مناعة المولود
العناية بالمولود
لاحظي أنه يجب عليكِ التذكُّر دائماً بأن خير الأمور الوسط، ولذلك فقد بيّنت الدراسات العلمية أن إفراط الأم في رعاية المولود والاهتمام به إلى حد المرض؛ بحيث يكون سلوكها يدل على حالة مَرضية مثل الهوس بالنظافة والتعقيم، وهي حالة منتشرة كثيراً بين الأمهات ولكنها للأسف لا تؤدي إلى نتائج جيدة. وحيث تبيّن أن الطفل الذي ينشأ في مثل هذه البيئة؛ فهو الأكثر عُرضة للإصابة بالأمراض وسهولة التقاط العدوى، عن الطفل الذي يلعب بالرمل في الحديقة مثلاً والذي يتعرّض لبعض الملوّثات المحيطة به.
وازني بين النظافة المتوازنة وبين الهوس بالعناية بالطفل. وحيث إن النظافة المفرِطة تُضعف جهاز المناعة عند الأطفال بشكل عام، ولكن ذلك لا يعني عدم اهتمامكِ بنظافة الطفل والحرص على عدم تعريضه للعدوى المباشرة، مثل: الاختلاط بالمرضى، والسماح للآخرين بتقبيله من فمه مثلاً وتعريضه للإصابة بالهربس الذي يصعب علاجه.
تأثير التواصل مع الأم على مناعة المولود
التواصل مع الرضيع
احرصي على التواصل البصري مع مولودكِ ومنذ اللحظات الأولى للولادة، وحيث توصّل العلماء ومن خلال دراسات مستفيضة ومتتالية أكدت ما توصلوا إليه، حول علاقة التواصل البصري المستمر والمبكّر بين الأم والمولود، في تحفيز مهارات الطفل فيما بعد. كما أن هذا التواصل المبكّر والذي يجب أن يكون مبكّراً، وأن يستمر خصوصاً أثناء الرضاعة الطبيعية، يعمل على تحفيز إفراز هرمون هام يتم إفرازه في جسم الطفل ويختص بتعزيز قدراته العقلية والذهنية، ويُعرف هذا الهرمون بهرمون "oxytocin hormone"، وحيث يعمل هذا الهرمون على تعزيز نموّ وتطوُّر الدماغ عند الرضيع بشكل فعال.
اعلمي أنه ومع اكتشاف العلماء لأهمية هذا الهرمون وآلية عمله؛ فقد توصلوا أيضاً إلى أن الأطفال الرُضّع الذين تتأملهم أمهاتهم وتطيل النظر في وجوههم وتبتسم وتغني لهم؛ حتى وهم في حالة النوم العميق، يتطور نموّهم بشكل ملحوظ من كلّ الجوانب، مثل: تطورهم الحركي مثل الحبو والمشي، والنموّ الإدراكي والسلوكي، وكذلك النموّ المعرفي والعقلي. وذلك يحدث بصورة أسرع عن المواليد الآخرين؛ خصوصاً الذين لا تقوم الأمهات بالتواصل معهم وإنشاء رابطة عاطفية مبكّرة، تُسهم بشكل كبير في تعزيز صحتهم أيضاً، وتمنحهم زيادة في الوزن والحصول على نوم صحي، وعدم التعرُّض للوعكات الصحية المنتشرة بين الرُضع.
تأثير جودة الهواء المحيط على مناعة المولود
تهوية أدوات المولود
اهتمي بأن يكون الجوّ المحيط بطفلكِ نقياً ومنعشاً ومتجدداً، وهذه توصيات من مؤسسات طبيبة متخصصة في دراسة تأثير البيئة على مناعة الطفل، ويمكن للأم أن تتحكم بالوسَط الذي يعيش فيه الطفل، وزيادة أو تقليل معدلات إصابته بالأمراض، وحيث تشتكي بعض الأمهات من أن طفلها الصغير يمرض بمعدل مرة كلّ أسبوع أو كلّ أسبوعين، في حين أن بعض الرُضّع قد يمر عليهم النصف الأول من العام الأول من حياتهم، من دون أن يصابوا بأيّ مرض، والسبب الرئيسي لذلك هو الأجواء المحيطة بالرضيع، بالنسبة للهواء الذي يتنفسه ومستوى الرطوبة؛ حيث إن مستوى الرطوبة في حال زيادته، يؤدي إلى إصابة الطفل بأمراض تنفسية وجلدية مختلفة.
لاحظي أن عدم اهتمامكِ بتهوية غرفة الطفل وفراشه وتعريض ملابسه وأدواته بعد غسلها لأشعة الشمس المباشرة، يؤدي إلى زيادة معدلات إصابة طفلكِ بالأمراض، ونقص مناعته. حيث إن ارتفاع نسبة الرطوبة، تؤدي إلى زيادة نسبة تعرُّض المولود وباقي الأطفال في المنزل إلى خطر الإصابة بمرض الربو الشُعبي، والتهاب الجلد العصبي، وكذلك الرشح والزكام. على العكس من البيوت التي تتعرّض إلى التهوية بشكل مستمر، وخاصة في ساعات الصباح الباكر؛ حيث يجب على الأم أن تقوم بتهوية غرف المنزل لمدة نصف ساعة يومياً، بازاحة الستائر وفتح النوافذ والشرفات. وبعد ذلك تقوم بإغلاقها لكيلا يتعرّض المولود إلى تيارات الهواء الباردة.