mena-gmtdmp

10 علامات تؤكد ذكاء مولودك المتميز منذ ولادته

صورة لطفل يبتسم
أم تمزح مع طفلها لتحفيز حواسه

كل أم تحلم أن يكون طفلها هو الأذكى والألمع، والذكاء لا يعني فقط سرعة الكلام أو حفظ الألوان والأشكال في وقت مبكر، بل يبدأ قبل ذلك بكثير؛ منذ اللحظات الأولى لولادة الطفل، نعم! هناك مؤشرات مبكرة تظهر على المولود تشير إلى أن دماغه يعمل بطريقة مختلفة وأكثر تميزًا من أقرانه، وأنه قد يمتلك قدرات ذهنية استثنائية.
في هذا التقرير يكشف الدكتور مروان عطية أستاذ طب الأطفال بأن هناك 10 علامات تؤكد أن مولودك يتمتع بذكاء مميز منذ ولادته، ويشرح كيف يمكنك دعم هذا الذكاء بالفطرة ليزدهر دون ضغوط أو توقعات تفوق قدراته.

ما هو الذكاء عند المولود؟

مولود تشير نظرته لفضول وذكاء


الذكاء عند الرضع لا يُقاس بالاختبارات أو بالكلمات، بل يُستدل عليه من طريقة استجابتهم للمحيط، وحدة حواسهم، وقدرتهم على التعلم المبكر.
الطفل الذكي يُظهر فضولًا ووعيًا أكبر بالعالم من حوله منذ ولادته؛ يركز نظره على الوجوه والأصوات، ويحاول التواصل حتى دون كلمات.
الدراسات تؤكد أن 80% من نمو دماغ الطفل يحدث خلال أول ثلاث سنوات من عمره، لذلك تعتبر الأسابيع الأولى من حياته بمثابة حجر الأساس لشخصيته المستقبلية.
سيدتي الأم: كل تفاعل أو تجربة يعيشها المولود تساهم في بناء شبكات عصبية جديدة في دماغه، مما يزيد من قدراته الإدراكية.

الجانب العلمي وراء المولود الذكي

أم ورضيعها يبتسمان


علم الأعصاب يؤكد أن الجينات تلعب دورًا بنسبة لا تتجاوز 50% في تحديد الذكاء، بينما النصف الآخر يعتمد على البيئة الأولى التي يعيشها الطفل، وخلال العام الأول من العمر، يكوّن الدماغ ما يزيد على مليون وصلة عصبية جديدة في الثانية الواحدة! وكل تجربة، ابتسامة، صوت، أو لون يراه الطفل، تساهم في بناء هذه الشبكات. لذلك، فذكاء الطفل ليس معجزة عشوائية، بل ثمرة تفاعل بين فطرته والبيئة التي تصنعها له أمه.

علامات تدل على تمتُع مولودك بقدرات استثنائية منذ ولادته

الانتباه والتركيز المبكر

التواصل البصري


المواليد الأذكياء يتميزون بقدرتهم على التركيز على الوجوه أو الأشياء لفترة أطول من غيرهم، قد تلاحظين أن طفلك يحدق فيكِ بعمق عندما تتحدثين إليه أو يتابع حركة يدك بدقة، وكأنه يحاول فهمك.
هذا التركيز المبكر يعني أن جهاز الطفل العصبي متطور نسبيًا، وأن دماغه يحلل ما يراه وليس مجرد ما يتلقاه،العلماء يقولون إن الطفل الذي يظهر تركيزًا بصريًا مبكرًا غالبًا ما يكون لديه في المستقبل قدرة قوية على التعلم والتحليل.
الاستجابة السريعة للأصوات والضوء
منذ الولادة، يكون لدى الطفل الذكي حس مميز تجاه الأصوات المحيطة به؛ قد يلتفت نحو مصدر الصوت بسرعة، أو يتوقف عن البكاء عندما يسمع نغمة مألوفة مثل صوت أمه أو موسيقى معينة.
في المقابل، قد يُظهر انزعاجًا واضحًا من الأصوات العالية، لأن جهازه العصبي أكثر حساسية من غيره، هذه الحساسية ليست ضعفًا، بل دلالة على أن دماغه يلتقط المحفزات بسرعة، مما يعزز نمو الذاكرة السمعية والبصرية معًا.
التعبيرات الوجهية الغنية
إذا لاحظتِ أن وجه طفلك مليء بالتعابير المختلفة – يرفع حاجبيه، يعبس، يبتسم، يفتح فمه دهشة – فهذه علامة على نشاط عاطفي وذهني مرتفع، والطفل الذكي يستخدم وجهه كوسيلة للتعبير عن مشاعره وتواصله مع الآخرين.
علماء النفس يؤكدون أن كثرة تعابير الوجه عند الرضع، تدل على نضج مبكر في مناطق الدماغ المسؤولة عن التواصل الاجتماعي، وهو ما يساعد لاحقًا على بناء شخصية اجتماعية متوازنة وواثقة.
فضول لا يهدأ
الفضول هو مفتاح الذكاء في كل الأعمار، ويبدأ منذ الأيام الأولى من الحياة؛ والطفل الذكي يلتفت باستمرار نحو كل صوت أو حركة، يراقب الوجوه والأضواء ويبدو دائم البحث عن الجديد.
قد تلاحظين أنه يتفحص الألعاب بعينيه قبل لمسها، وكأنه يدرسها، هذا الفضول لا يعني أنه مشاغب، بل أنه يمتلك عقلًا نشطًا يبحث عن الفهم والاكتشاف.
الأم الذكية هي التي لا تكبت هذا الفضول، بل تدعمه بألعاب حسية وألوان وأصوات مختلفة تحفّز الحواس.
ذاكرة مبكرة وملاحظة دقيقة
هل لاحظتِ أن طفلك يتوقف عن البكاء بمجرد سماع صوتك أو رائحتك؟ أو أنه يميز أغنية معينة سمعها أكثر من مرة؟
هذه دلائل على قدرة ذاكرته المبكرة على التمييز والتخزين، المولود الذكي يتعلم بسرعة من التجارب اليومية، ويتذكر الأشخاص المألوفين والمواقف التي تتكرر، وهذا النوع من الذاكرة المبكرة يشير إلى تطور في الفص الجبهي للدماغ، المسؤول عن الذاكرة والانتباه والتعلم.
التفاعل الاجتماعي المبكر
الطفل الذكي يسعى للتواصل حتى قبل أن يتكلم، قد تلاحظين أنه يبتسم في وجهك مبكرًا عن أقرانه، أو يصدر أصواتًا أشبه بالحوار عندما تحدثينه، هذا يعني أنه لا يستقبل فقط، بل يحاول التفاعل والتواصل، وهي سمة أساسية من سمات الذكاء العاطفي.
دراسة بريطانية حديثة أوضحت أن الأطفال الذين يظهرون تفاعلًا بصريًا ولفظيًا مبكرًا، غالبًا ما يكونون أكثر نجاحًا اجتماعيًا وأكاديميًا في المستقبل.
قلة النوم مقارنة بالأطفال الآخرين
قد يبدو الأمر مزعجًا للأم، لكن قلة نوم المولود ليست دائمًا أمرًا سلبيًا؛ فالطفل الذكي غالبًا ينام ساعات أقل لأنه يريد استكشاف العالم أكثر. دماغه في حالة نشاط مستمر، ويحتاج إلى محفزات جديدة باستمرار.
لكن يجب الانتباه إلى التوازن: إذا كان الطفل نشيطًا وهادئ المزاج رغم قلة نومه، فذلك طبيعي، أما إذا كان متوترًا أو يبكي باستمرار، فلابد من استشارة الطبيب.
التطور الحركي المبكر
من العلامات القوية أيضًا أن يبدأ الطفل بمحاولة رفع رأسه أو الإمساك بالأشياء قبل العمر المتوقع، وهذا يشير إلى تناسق عضلي عصبي متقدم، أي أن دماغه يرسل الإشارات الجسدية بسرعة وكفاءة.
وقد لاحظ العلماء أن الأطفال الذين يحاولون الجلوس أو الزحف مبكرًا غالبًا ما يكونون في المستقبل أسرع في تعلم القراءة والكتابة، لأن التنسيق بين الدماغ والعضلات يكون أكثر تطورًا.
الهدوء في المواقف الجديدة
الطفل الذكي لا يعني بالضرورة كثير الحركة أو الصراخ، بل على العكس، قد يتميز بالهدوء عند مواجهة المواقف الجديدة
بينما يبكي الآخرون من الخوف أو المفاجأة، يظل هو يراقب ويحلل بعينيه الواسعتين كل ما يحدث حوله.
هذه القدرة على ضبط النفس المبكرة تعكس توازنًا عصبياً رائعًا، وتُبشّر بطفل قادر على التكيف مع المواقف المختلفة لاحقًا دون قلق زائد.
النمو السريع في المهارات الإدراكية
قد تلاحظين أن طفلك يتعلم بسرعة ملحوظة: اليوم يحدق فيك، وغدًا يحاول إصدار أصوات، وبعد أيام يبدأ بتقليد تعابيرك.
هذه السرعة في التعلم تعني أن شبكات الدماغ العصبية تتكوّن بمعدل مرتفع، وأنه قادر على اكتساب المهارات بسرعة
في الغالب، هؤلاء الأطفال يكون لديهم في المستقبل قدرات لغوية قوية ومهارات تحليل عالية مقارنة بأقرانهم.

كيف تساعدين طفلك الذكي على النمو دون ضغوط؟

تحدثي إليه كثيراً:

أم تقرأ لصغيرها


حتى وإن كان لا يفهم الكلمات بعد، فصوتك ينشط مراكز اللغة في دماغه. احكي له عن يومك، وغني له، ودعيه يسمع نغمة صوتك الهادئة باستمرار.

قدّمي له بيئة غنية بالمحفزات:

لعب ذات ألوان مبهرة


ألوان زاهية، أصوات لطيفة، ألعاب مختلفة الملمس، كلها تغذي حواسه وتشجع دماغه على التعلم

احترمي فضوله ولا تهمليه:

إذا وجدتِه يتأمل شيئًا، لا تسرعي بإبعاده عنه إلا لو كان خطرًا. الأطفال الأذكياء يتعلمون بالاكتشاف، لا بالتلقين.

شجعيه بالعاطفة لا بالمقارنة:

لا تقارني طفلك بغيره، فكل عقل ينمو بطريقته. الأذكى ليس الأسرع، بل الأكثر توازنًا وفضولًا.

امنحيه الحب والأمان:

قدمي لطفلك الحب والأمان


الذكاء لا يزدهر في بيئة مضغوطة أو مليئة بالتوتر. الطفل يحتاج إلى حضن وحنان ليشعر بالأمان ويجرؤ على الاستكشاف.

اقرئي له منذ الأشهر الأولى:

نعم، المولود يسمع ويتأثر بنغمة الكلمات. القراءة بصوتك تخلق رابطًا بينكما وتحفّز مراكز اللغة والخيال في دماغه.

راقبي الاختلاف، لا تفرضي توقعات:

بعض الأطفال الأذكياء قد يتأخرون في الكلام لأنهم يركزون على مهارات أخرى، مثل الفهم أو الحركة. لا تقلقي، فكل طفل عبقري بطريقته الخاصة

متى تستشيرين الطبيب؟

  1. إذا لاحظتِ أن طفلك لا يتفاعل بصريًا أو سمعيًا بعد مرور شهرين إلى ثلاثة أشهر.
  2. وجدته لا يتابع الأجسام بعينيه، أو يبدو غير مبالٍ بالأصوات والوجوه.
  3. قد تكون المشكلة سمعية أو بصرية بسيطة، ومع علاجها في الوقت المناسب يعود النمو طبيعيًا.
  4. لا تقلقي بسرعة، فبعض الأطفال يحتاجون وقتًا أطول للتفاعل، ولا يعني ذلك نقصًا في الذكاء.

*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.