تهيئة وإدارة أول 48 ساعة مع المولود الجديد، تعدّ القضية الأولى التي تُشغل عقل وقلب كل أمّ بعد الولادة مباشرة، وضرورة يحتاجها المولود، ومن أولى المهام في هذه الساعات هي: سد جوع المولود؛ بتقديم الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، مراعاة نظافة المولود بتغيير الحفاضات له بانتظام، تلبية احتياجاته من النوم والراحة، بجانب الاهتمام بنظافة المولود الشخصية، ومراقبة أي ضيق أو علامة تشير إلى مرض ما .
باختصار سيدتي الأم، أول 48 ساعة مع المولود تعدّ الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل نحو بيئة آمنة وهادئة له، ودليلك لنظام يستمر مع الطفل بعد ذلك. اللقاء مع الدكتور أسامة عاطف، أستاذ طب الأطفال، للشرح والتوضيح.
خطوات تديرين بها أول 48 ساعة مع المولود
أولى الخطوات: استعدي للرضاعة الطبيعية

ويفضّل أن تكون بعد الولادة مباشرة، أو بعد الراحة أو الإفاقة، وخلال أول ساعة بعد الولادة إن أمكن؛ إذ لابد من القيام بعملية الرضاعة الطبيعية وتقديم حليب اللبأ (اللبن الأول)، والمعروف بغناه بالمناعة التي تفيد المولود.
قومي بإرضاع مولودك حسب الطلب، لا بحسب ساعات محددة، كما هو مدوّن ببعض الكتيبات، فالطفل قد يطلب الرضاعة الطبيعية كل ساعة إلى ثلاث ساعات، في الأيام الأولى، وهذا طبيعي.
وإذا لم تتمكني من الرضاعة الطبيعية، استخدمي حليباً صناعياً عالي الجودة، واتبعي تعليمات العبوة بدقة؛ بشأن الكمية ودرجة الحرارة، وقومي بتنظيف الزجاجات والأغطية جيداً بعد كل رضعة.
الخطوة الثانية: لا تقلقي من كمية الحليب
ولا تنشغلي من ناحية مدى كثافة الحليب، قليلاً كان أو متدفقاً بزيادة، وتحليل ذلك أن بعض الأجسام تفرز كمية صغيرة في البداية، والبعض يكون معدلها طبيعياً.
فكمية اللبن، حتى لو كانت قليلة، فهي تكفي حاجة الطفل، بجانب أن الإكثار من المص يساعد على زيادة الإدرار.
انتبهي لجلسة الطفل أثناء الرضاعة، وتأكدي أن فم الطفل مفتوح بشكل واسع، وأنه يلتقط الحلمة والهالة معاً، لتجنب الألم والتشقق، واهتمي بتناول طعام مُغذٍ، واشربي سوائل بكثرة؛ لأن الرضاعة الطبيعية مجهدة، وتستهلك طاقة وسوائل كثيرة من جسمك.
الخطوة الثالثة: اعرفي أن النوم صحة وعافية للمولود وراحة لكِ

لا تتوقعي نوماً طويلاً من الطفل؛ الأطفال حديثو الولادة ينامون من 16-18 ساعة يومياً، لكن بشكل متقطع، الاستيقاظ كل 2-3 ساعات للرضاعة، وأحياناً أقل، وهذا أمر طبيعي، لهذا وفّري للطفل بيئة هادئة ومريحة للنوم، مع الحفاظ على درجة حرارة الغرفة المناسبة.
ضعي الطفل في سرير خاص به، أو في مكان آمن ومناسب للنوم، مع استخدام مرتبة مريحة ومناسبة للرضع، وراقبي علامات التعب والإرهاق على الطفل، وحاولي تلبية احتياجاته من النوم والراحة.
شاركي طفلك النوم حين ينام، واستغلي أي فرصة للراحة؛ فبمجرد رضاعة المولود تجدينه يخلد لنوم طويل لأكثر من ساعتين، أو أكثر، فنامي بجانبه.
الخطوة الرابعة: اهتمي بالنظافة وتغيير الحفاضات

- قومي بتغيير الحفاضات بانتظام كلما اتسخت، ويفضّل كل 2-3 ساعات، أو أقل من ذلك، أو فور التبول/التبرز، وأعطي الطفل بعض الوقت بدون حفاض يومياً؛ لتهوية الجلد.
- نظفي منطقة الحفاض بلطف بقطعة قماش ناعمة مبللة بالماء الدافئ، أو بمناديل مبللة خاصة بالأطفال.
- استخدمي كريماً مضاداً للحفاضات؛ لحماية جلد الطفل من الطفح الجلدي، خاصة في منطقة الحفاض.
- حممي الطفل بلطف بماء دافئ، وتجنبي استخدام الصابون المعطر أو المواد الكيميائية القاسية.
- نظفي أذني الطفل بلطف؛ باستخدام قطعة قطن مبللة، وتجنبي إدخال أي شيء داخل الأذن.
- نظفي عين الطفل بلطف باستخدام قطعة قطن مبللة بماء دافئ، وتجنبي استخدام أي قطرات أو محاليل إلا بعد استشارة الطبيب.
الخطوة الخامسة: عليكِ بالمراقبة والعناية
مهمتك في اليومين الأولين مراقبة الطفل الرضيع باستمرار؛ بحثاً عن أي علامات تدل على علامات الجفاف أو المرض، أو قلة التبول، أو ارتفاع درجة الحرارة، أو صعوبة التنفس، وإذا لاحظتِ أي علامات غير طبيعية؛ اتصلي بالطبيب على الفور.
تحدثي مع الطفل وابتسمي له، ولامسي جلده بجلدك، فهذا يساعد على تقوية الرابطة بينكما وتعزيز نموه العاطفي، وجهّزي ملابس نظيفة ومريحة للطفل، وكوني مستعدة لتغييرها عند الحاجة.
اعتني بحاجات الطفل، جهزي بعض الألعاب أو الأشياء التي تساعد على تهدئة الطفل، مثل اللهاية أو البطانية الناعمة، وتأكدي من وجود جميع المستلزمات الضرورية للعناية بالطفل؛ مثل الحفاضات، ومناديل الأطفال، وكريم الحفاضات، ومنتجات العناية بالبشرة.
الخطوة السادسة: لا تحتمل التأجيل

- وتتمثل في المحافظة على الحبل السري جافاً ونظيفاً، نظّفيه بلطف بالكحول الطبي، أو حسب إرشادات الطبيب، ولا تضغطي عليه بالحفاض أو الملابس.
- لا حاجة لاستحمام يومي، امسحي جسم الطفل بلطف بقطعة قطن مبللة، وانتظري سقوط الحبل السري بعد عدة أيام، قبل القيام بالحمام الكامل.
- أما العينان والأنف، فاستخدمي قطنة مبللة بماء دافئ لمسح العين من الداخل إلى الخارج، ولا تستخدمي أي قطرة أو محلول إلا بأمر الطبيب.
- لا تُدخلي شيئاً في أذن الطفل، نظفي الجزء الخارجي بقطن ناعم فقط، ولا تُلبسي الطفل طبقات كثيرة، ولتكن طبقة واحدة أكثر مما ترتدين أنتِ.
للأم الجديدة: علامات طبيعية لا تدعو للقلق

- اصفرار بسيط في الجلد، غالباً "يرقان فسيولوجي"، يختفي خلال أيام.
- حركات لا إرادية بالأطراف، رد فعل طبيعي للجهاز العصبي غير الناضج.
- خروج براز لونه أخضر أو غامق، أمر طبيعي في الأيام الأولى قبل انتظام الرضاعة.
- بكاء متكرر، الطريقة الوحيدة التي يعبّر بها الطفل عن الجوع، البلل، أو الانزعاج.
- تورم خفيف في الثديين أو الأعضاء التناسلية؛ وذلك نتيجة الهرمونات التي عبرت من الأم، ويزول خلال أيام قليلة.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.