بعد مرور فترة الرضاعة الطبيعية قد يواجه الآباء العديد من التحديات لعل أبرزها تعليم الطفل كيفية إطعام نفسه، فليس من السهل تعريفه ذلك إلا أنه في المقابل قد يرفض بعض الأطفال تناول الطعام، مما يترك الآباء في حيرة، فغالباً ما يدفع بعض الأطفال الملعقة بعيداً وفي كثير من الأحيان، بعد أن يصل الطعام إلى أفواههم، قد يبصقونه مما قد يتسبب في عدم تلبية احتياجات الطفل الغذائية بشكل صحيح حتى عند إطعامهم، وعلى الرغم من أن الأمر قد يكون مثيراً للقلق، إذا كانت معدلات نمو الطفل طبيعية وفقاً لعمره، وفيما يلي وفقاً لموقع "هيلث" بعض الأسباب التي تجعل طفلك لا يريد تناول الطعام.
ما هي الأسباب التي تجعل الطفل لا يأكل؟
عدم الشعور بالجوع
تعد أحد الأسباب التي تجعل الأطفال يجدون صعوبة في تناول الطعام أو حتى يرفضونه هو شعورهم بالشبع، فيجب أن يكون لدى الأطفال جدول تغذية تكميلي خاص بهم للمساعدة في تنظيم وقت تناول حليب الثدي، وتناول الأطعمة الصلبة، وتناول الوجبات الخفيفة فإن تنظيم جدول وجبات طفلك بهذه الطريقة يمكن أن يساعده على التعود على تناول الطعام في الوقت المناسب وتعليمه فهم الشعور بالشبع والجوع، فقد تكون هناك أوقات تعطي فيها الأطعمة عندما يكون طفلك بالفعل ممتلئاً أو لا يزال يشعر بالشبع لذلك، بدلاً من إنهاء طعامه، سوف يقوم طفلك برفض الطعام، أو بصقه، أو اللعب به كعلامة على أنه لا يريد تناول الطعام.
ما هو البرنامج المثالي لتغذية طفلك الرضيع في الشهر السادس؟
تجربة أنواع جديدة من الطعام
يواجه كل طفل تقريباً مشاكل عند تجربة أنواع جديدة من الطعام، وعلى الرغم من أن بعض الأطفال يستطيعون تذوق الأطعمة الجديدة التي تقدمينها لهم بسهولة، إلا أن بعضهم قد يرفض الأطعمة التي لا تزال غير مألوفة لهم فإن تقديم أنواع جديدة من الطعام لطفلك يستغرق وقتاً، في بعض الأحيان أياماً أو أسابيع أو حتى أشهر.
يجب الانتباه إلى أنه خلال فترة تقديم الطعام الجديد لطفلك يعد من الطبيعي، أن يرفض، أو حتى يبصق الطعام الموجود في فمه بالفعل ولكن لا تيأسي إذا رفض طفلك طعاماً جديداً تُقدّمينه له فقد يتطلب الأمر محاولات متكررة لتحديد ما إذا كان يرفضه حقاً أم لا.
مرض الطفل
يمكن للأطفال أن يفقدوا شهيتهم عندما لا تكون أجسامهم في صحة جيدة، فعندما يعاني طفلك من نزلة برد أو التهاب في الحلق أو التسنين، فسيكون من الصعب عليه أن يشعر بالشهية عندما تقدمين له الطعام الصلب؛ لأن الألم الذي يشعر به أكبر من رغبته في الأكل.
يجب عليكِ التحلي بالصبر إذا رفض طفلكِ تناول الطعام أثناء مرضه، حتى لو فقد وزنه. استمري في المحاولة لاستعادة وزن طفلكِ عندما يصبح بصحة جيدة.
ملمس وطعم الطعام
قد يرفض الأطفال أيضاً ملمس وطعم الطعام غير المألوف لهم، فهناك أوقات قد يرفض فيها الأطفال تناول الطعام لأنهم يشعرون بأن قوام الطعام الذي تقدمينه لهم سائل للغاية، أو سميك، أو طري، أو لأنك تقدمين لهم نوعاً جديداً من الطعام وفي بعض الأحيان قد يواجه طفلك صعوبة في تناول الطعام، أو يرفضه لأنه يميل إلى أن تكون لديه تفضيلاته الخاصة فيما يتعلق بنكهات طعام محددة وقد يحدث هذا، على سبيل المثال، عندما يفضل طفلك طعم الطعام الحلو، كمذاق الفاكهة مما يجعل من الصعب أو المستحيل على الأطفال تناول الطعام عندما يتم إعطاؤهم أطعمة ذات مذاق معتدل أو حامض أو مر قليلاً، كالكرنب أو الملفوف أو الخس.
كيف تتعاملين مع طفلك الذي يرفض الطعام؟
عرّفي طفلك الأطعمة بطريقة مثيرة للاهتمام
إذا كان طفلكِ يجد صعوبة في تجربة أطعمة جديدة بسبب شكلها أو قوامها، فحاولي تحضيرها بطريقة مختلفة. اجعلي الأطعمة الجديدة تشبه أطعمته المفضلة.
على سبيل المثال، إذا كان طفلك يُحب البطاطس المهروسة، فعليك مزج الجزر مع البطاطس وهرسهما وقدمي له كميات صغيرة ليعتاد عليها، ثم كرّري هذه العملية لبضعة أيام، وحاولي تقديم كميات صغيرة من الطعام له حتى لا يصطدم كثيراً بتجربته الجديدة فإذا استمر في الرفض، فجربي طعاماً آخر أولاً، فمن الطبيعي أن يكون الأطفال انتقائيين في طعامهم؛ إذ يستغرقون عادةً من 8 إلى 15 محاولة قبل أن يقبلوا شيئاً ما.
انتظري حتى تعود شهية الطفل
عندما يكون طفلك مريضاً ويواجه صعوبة في تناول الطعام، يمكنك الانتظار حتى تعود شهيته مرة أخرى، ودعي طفلك يقرر الكمية التي يريد تناولها. أما إذا رفض تناول الطعام عندما يكون مريضاً، فيجب عليك أن تقدمي له الطعام لإعادة شحن طاقته حتى يتمكن من التحسن بسرعة، ويمكنك التحلي بالصبر ومحاولة إقناع طفلك بتناول الطعام، ولكن انتظري حتى تعود شهيته إلى وضعها الطبيعي.
انتبهي إلى جداول الوجبات
يجب تقديم وجبات منتظمة وفقاً لجدول زمني، فيمكن أن يساعد ذلك في زيادة شهية الأطفال الذين لا يرغبون في تناول الطعام، لذا حاولي توزيع وجبات طفلكِ بانتظام، بما لا يقل عن ثلاث ساعات، ليساعده ذلك على الشعور بالجوع والشبع، ويعد من المهم بالقدر نفسه تجنب تقديم الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من الحليب لأنه يمكن أن يجعل الأطفال يشعرون بالشبع بسرعة، مما يقلل من شهيتهم.
بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 أشهر، يُمكن إرضاعهم بحليب الأم ست مرات يومياً. أما بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و11 شهراً، فيُنصح بإرضاعهم عن طريق الرضاعة الطبيعية أربع مرات يومياً، قد يختلف الأمر بالنسبة للأطفال بعمر 12 شهراً وما فوق، حيث يمكن أن تكون التغذية هي نفسها للبالغين مع حليب الأم أو حليب الأطفال مرتين يومياً.
فإذا تكررت مشكلة صعوبة تناول طفلك للطعام أو رفضه له، بل وأثرت حتى على وزنه، فلا ضرر من استشارة الطبيب فوراً لمعرفة السبب وتقديم العلاج المناسب لحالة طفلك.
ربما تودين التعرف إلى مولودك من شهر وحتى عام وزنه الطبيعي وطوله المثالي
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص
