التسنين مرحلة طبيعية، لكنها قد تكون مرهقة للطفل وللأم على حدّ سواء، وبين كثرة النصائح، وتضارب الآراء، والخوف من إيذاء الرضيع من دون قصد، تشعر كثير من الأمهات بالحيرة، باحثة عن طرق التعامل مع حالات التسنين المؤلمة؛ حيث تطول الليالي التي يستيقظ فيها الرضيع باكياً من دون سبب واضح، يرفض النوم، ويبحث عن شيء يعضّه وكأنه يحاول التعبير عن انزعاج لا يستطيع وصفه.
الدكتور طارق السيد شاهين أستاذ طب الأسنان يضع 6 خطوات لفهم مرحلة التسنين، وطرق التعامل معها بوعي وهدوء، مع التركيز على الحلول الطبيعية والدعم النفسي للأم، بعيداً عن المبالغة أو التخويف.
سيدتي الأم:
التسنين ليس اختباراً لقوة الأم، بل مرحلة تحتاج إلى وعي، صبر، وحنان، فحين تفهمين ما يمر به طفلكِ، وتختارين الطرق الآمنة لتهدئته، تصبح هذه الفترة أقل إرهاقاً، وأكثر إنسانية لكليكما، طفلكِ لا يتألّم ليزعجكِ، بل ليقول: أنا أحتاجكِ الآن أكثر من أي وقت مضى. والآن إليك عدة طرق للتعامل:
أولاً: ضرورة فهم مرحلة التسنين

التسنين هو المرحلة التي تبدأ فيها الأسنان اللبنية بالظهور من خلال اللثة، غالباً ما يبدأ ذلك بين عمر 4 إلى 7 أشهر، وقد يتأخر أو يتقدم قليلاً من طفل لآخر، وهذا أمر طبيعي تماماً، ويمر الطفل خلال هذه المرحلة بتغيرات جسدية جديدة، حيث تضغط الأسنان الصاعدة على اللثة، مسببة شعوراً بعدم الراحة أو الألم.
أسرار التعامل مع بداية تسنين الرُّضَّع.. طالعي التقرير لمزيد من المعرفة
أعراض التسنين الشائعة

الأعراض لا تتشابه عند جميع الأطفال، لذا من المهم أن تعرف الأم أن بعض الأطفال يمرون بهذه المرحلة بهدوء نسبي، بينما يعاني آخرون من انزعاج أكبر، و أكثرها شيوعاً:
- العضّ المستمر في كل ما يقع بيد الطفل.
- سيلان اللعاب بكثرة.
- اضطراب النوم والاستيقاظ المتكرر.
- فرك الأذن أو الخد.
- تهيّج وبكاء من دون سبب واضح.
التمييز بين التسنين والمرض
من الأخطاء الشائعة ربط كل عرض بالتسنين، والحقيقة الطبية مختلفة؛ فارتفاع الحرارة البسيط قد يكون مصاحباً للتسنين، لكن الحمّى العالية، الإسهال الشديد، أو القيء ليست من أعراضه، وتستدعي الانتباه لاحتمال وجود سبب مرضي آخر.
ثانياً: استخدمي الطرق الطبيعية لتهدئة ألم التسنين

عضّاضات التبريد (وليس التجميد)
العضّاضات المبردة في الثلاجة (وليس الفريزر) تساعد على تخفيف الالتهاب ومنح تخدير لطيف للّثة؛ فالبرودة المعتدلة تقلل التورم وتهدّئ الألم، من دون إيذاء أنسجة الفم الحساسة.
تدليك اللثة بلطف؛ يمكن للأم استخدام إصبع نظيف أو قطعة قماش مبللة ودافئة لتخفيف ألم اللثة بلطف، هذا التدليك يخفف الضغط ويمنح الطفل شعوراً بالراحة والأمان.
الخضروات الباردة الآمنة للرضع
للرضع الذين بدأوا بتناول الطعام الصلب، يمكن استخدام جزرة كبيرة باردة ليعضّ عليها الطفل تحت إشراف مباشر.
هذا الأسلوب يجمع بين التهدئة والمتعة، مع ضرورة الحذر لمنع الاختناق.
اللهايات الباردة
اللهاية المبردة خيار فعّال للأطفال الذين يعتمدون على المصّ للشعور بالطمأنينة، وتساعدهم على الاسترخاء خلال نوبات الألم.
ثالثاً: أعدي أطعمة تساعد على تخفيف الألم
الأطعمة الباردة
الأطعمة الباردة مثل الزبادي، مهروس الفواكه المبرد، أو قطع الفاكهة المبردة قليلاً للرضع الأكبر سناً، تساعد على تهدئة اللثة وتخفيف الانزعاج.
الابتعاد عن السكريات والعسل
السكريات قد تزيد من تهيّج اللثة، والعسل ممنوع تماماً قبل عمر السنة، لما قد يحمله من مخاطر صحية، الاعتدال والاختيار الآمن هما الأساس.
زيادة عدد الرضعات
بعض الرضع يطلبون الرضاعة بشكل متكرر أثناء التسنين، ليس فقط الجوع، بل للشعور بالراحة والاحتواء، الاستجابة لهذا الاحتياج تمنح الطفل طمأنينة إضافية.
رابعاً: اهتمي بالعلاجات المنزلية الآمنة

منشفة مبللة ومجمّدة قليلاً
منشفة نظيفة مبللة ومبرّدة قليلاً يمكن أن تكون وسيلة ممتازة ليعضّ عليها الطفل، فتخفف التورم وتمنحه راحة فورية.
حمام دافئ قبل النوم
الحمام الدافئ يساعد على استرخاء الجسم بالكامل، ويخفف من توتر الطفل قبل النوم، خاصة في فترات المساء الصعبة.
اللعب والتفاعل
الإلهاء من أقوى وسائل التهدئة، كذلك الغناء، الحضن، الألعاب المناسبة للعضّ، والحديث مع الطفل، كلها وسائل بسيطة لكنها فعّالة جداً.
خامساً: استخدمي المسكنات عند الضرورة

مسكنات آمنة للأطفال
في حال كان الألم شديداً، يمكن استخدام مسكنات مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، بشرط الالتزام بالجرعة المناسبة للعمر والوزن، ويفضّل بعد استشارة الطبيب، مع تجنب جلّ التسنين المحتوي على مخدر موضعي، لهذا فإن النوع من الجل غير آمن للرضع، وقد يسبب مضاعفات خطيرة، لذلك لا يُنصح باستخدامه طبياً.
الحذر من “الخلطات الشعبية"
مثل فرك اللثة بالأعشاب أو الزيوت غير الطبية؛ فقد يؤدي ذلك إلى تهيّج أو تسمم، الطبيعي لا يعني دائماً الآمن.
سادساً: اهتمي بتدعيم نوم طفلك أثناء التسنين
- الالتزام بروتين ثابت مثل الإضاءة الخافتة، الموسيقى الهادئة، والحمام الدافئ، يساعد الطفل على النوم رغم الألم.
- حضن الأم هو قبضة الأمان للرضيع، فهو يخفف من توتره، وهو احتياج عاطفي طبيعي في هذه المرحلة.
- تجنب التدريب الصارم على النوم؛ التسنين ليس الوقت المناسب لفرض قواعد صارمة على النوم، فالطفل يحتاج دعماً إضافياً واحتواءً أكبر.
نصائح نفسية للأم:
- تقبّل مرحلة التسنين كفترة مؤقتة رغم صعوبتها، وغالباً ما تستمر أياماً أو أسابيع، ثم تهدأ.
- لا تترددي في طلب المساعدة من الزوج أو الدعم من العائلة للحصول على قسط من الراحة، فالأم المرتاحة أقدر على العطاء.
- العناية بالنفس، فتوتركِ ينتقل لطفلكِ بسهولة، والمطلوب القليل من الراحة، والتنفس العميق، وحتى دقائق صمت، قد تصنع فرقاً كبيراً.
متى تجب زيارة الطبيب؟

رغم أن التسنين طبيعي، إلا أن هناك حالات تستدعي مراجعة الطبيب، مثل:
- حرارة تتجاوز 38.5 من دون سبب واضح.
- إسهال أو طفح جلدي شديد.
- بكاء مستمر لأكثر من 24 ساعة من دون تحسن.
- رفض الطعام والشراب بشكل كامل.
الاطمئنان الطبي في هذه الحالات يحمي الطفل ويمنح الأم راحة نفسية.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.






