5 أسئلة وجهيها لنفسك لكي تتأكدي من قوة الرابطة العاطفية مع مولودك/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AF%D9%83/1824414-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B7%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AF
هناك أسئلة تدلك إجابتها على قوة الرابطة العاطفية مع مولودك
لا يتوقف دور الأم عند رعاية المولود وإذا كان هناك فرق بين الرعاية والتربية فهناك فرق أيضًا بينهما وبين العلاقة العاطفية التي تقوم على تبادل المشاعر ولأن الجسم ينمو بفعل العاطفة ويتأثر بمشاعر الحزن والفرح فمن الضروري أن تقوم الأم بتحفيز نمو طفلها منذ ولادتها من خلال حرصها على تقوية علاقتها به لأنها عالمه الأول وحضن أمانه ولا يمكن وصف قيمتها بالنسبة للطفل ولكن يمكن أن نحدد شروطًا لتقوية هذه القيمة وتعزيزها. على كل أم أن توجه لنفسها عدة أسئلة لكي تتأكد أنها تبني علاقة قوية ورابطة عاطفية منذ سن مبكرة مع طفلها تتعدى الرضاعة والسهر على راحته وتضع معايير علاقة صحية في المستقبل معه وخاصة حين يمر بمرحلة المراهقة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية نوم ورعاية الأطفال عايدة عبد الله حيث أشارت إلى 5 أسئلة وجهيها لنفسك لكي تتأكدي من قوة الرابطة العاطفية مع مولودك ومن بينها هل أتواصل بصريًا معه؟ وأسئلة أخرى يمكنك التعرف إليها واتباعها في الآتي:
السؤال الأول: هل لديك القدرة على الاستجابة السريعة لاحتياجات مولودك؟
اعلمي أن الاحتياجات الأولية للمولود وفي أيامه الأولى ترتبط برغبته في الرضاعة؛ لأنها مصدر تغذيته الوحيد وكذلك حاجته إلى تغيير الحفاض باستمرار لكي يشعر بالجفاف فشعور البلل يكون مزعجًا بالنسبة له ويتسبب في إصابته بالتهاب الحفاض المؤلم مما يزعج نومه، وكذلك فهو بحاجة إلى أن تحمليه باستمرار حين يبكي وليس صحيحًا أن ترك المولود لكي يبكي يفيد في نموه أو يعزز من مناعته بل على العكس من ذلك فبكاء المولود دون استجابة سريعة من الأم قد يهدد حياته بشكل أو بآخر. لاحظي أن إجابتك على سؤال يرتبط بسرعتك في تلبية الاحتياجات الأولية للمولود يرتبط بقوة العلاقة العاطفية معه وزيادة توثيقها وتطويرها بحيث ينشأ الطفل سويًا من الناحية السلوكية فترك الطفل مهملًا لمدة طويلة يجعله يشعر بالحرمان والإقصاء وبالتالي ينعكس ذلك على شخصيته، ويجب أن تضعي أمام ناظريك معلومة هامة أن الطفل يكون حساسًا وذكيًا على الرغم من صغر سنه ويجب أن تراعي الاستجابة السريعة لرغباته منذ ولادته.
السؤال الثاني: هل تتواصلين بصريًا معه باستمرار؟
التواصل البصري مع المولود
اعلمي أن التواصل البصري المبكر مع المولود يعد من أهم صور وعلامات نجاحك في بناء علاقة ورابطة عاطفية قوية مع طفلك، ولذلك فيجب أن تقومي بالنظر إلى وجه طفلك باستمرار وخصوصًا أثناء الرضاعة، بل يجب أن تنظري إلى وجهه حتى وهو نائم وذلك لأن التواصل البصري المبكر مع الطفل يفيد الطفل أيضًا وحسبما توصل العلماء ومن خلال دراسات مكثفة في تحفيز مهارات الطفل الإدراكية والحركية فيما بعد، حيث أن هذا التواصل المبكر والذي يجب أن يستمر مهما كنت متعبة أو مشغولة يعمل على تحفيز إفراز هرمون هام في جسم طفلك ويختص بتعزيز قدراته العقلية أي مستوى ذكائه، ويُعرف هذا الهرمون بهرمون "oxytocin hormone"، حيث يعمل جديًا هذا الهرمون على تعزيز نمو وتطور الدماغ عند الرضيع، ومع اكتشاف العلماء الجديد لهذا الهرمون وطريقة عمله في جسم الطفل فقد توصلوا أيضًا إلى أن الأطفال الرضع الذين تُطيل أمهاتهم تأملهم والنظر إلى وجوههم وتبتسم في وجوههم أيضًا بحب وحنان، حتى وهم نيام فهؤلاء يتطور نموهم من كل النواحي؛ مثل تطورهم الحركي المرتبط بالمشي المبكر والتطور الإدراكي والسلوكي أي تعلم الآداب والقوانين بسهولة، وكذلك التطور المعرفي والعقلي، وذلك بصورة أسرع من الرضع الذين يتركون نيامًا ولا تقوم الأمهات بتأملهم، أولا تتحدث الأمهات كثيراً معهم وينشغلن عنهم خلال فترات صحوهم.
السؤال الثالث: هل تحتضنين مولودك باستمرار؟
حضن الأم
اهتمي بتوجيه سؤال هام لنفسك وهو هل أنا حريصة على احتضان طفلي منذ ولادته وضمه إلى صدري؟ أم أنني أكتفي بإرضاعه ثم أضعه في سريره لكي ينام، لأن احتضان الطفل من السلوكيات التي يجب أن تحرصي عليها لتقوية علاقة عاطفية مع طفلك حيث أن الدراسات العلمية قد أثبتت أن مناعة الأطفال في الأسر يفتقر فيها الطفل للاحتضان والإشباع العاطفي بسبب المشاكل الزوجية مثلًا يؤدي لأن يصاب مثل هؤلاء الأطفال بالأمراض الموسمية بكثرة في سن مبكرة، وعلى مدار مراحلهم العمرية ابتداء من مرحلة الرضاعة؛ لأن الطفل الذي لا يحصل على مشاعر الحضن المتكرر الذي يقوي علاقته بأمه يكون من الأساس أكثر عرضة للإهمال وعدم العناية بالنظافة، وهي سلوكيات تصدر من الأم بسبب تعبها النفسي و عدم وجود مشاعر الحب والاحتواء العاطفي داخل الأسرة. تذكري أن هناك فوائد للاحتضان على صحة الطفل ونموه، حيث أن احتضان طفلك مرات كثيرة يومياً ومنذ ولادته حتى لو لم تكوني ترضعيه وضمه بين ذارعيك وكذلك التلامس الجسدي بينك وبينه منذ لحظة الولادة وفي سن مبكرة وبطرق مختلفة يسهم بشكل كبير في توفير فوائد صحية للطفل، ومنها تعزيز مناعة الطفل بشكل واضح وفعال، وحيث يعمل الاحتضان المتكرر على زيادة معدل إفراز هرمون يعرف بهرمون الأوكسيتوسين، ويتم إفرازه في جسم الطفل في منطقة تحت المهاد في دماغه تحديدًا إضافة إلى فوائد للاحتضان تتضمن الفوائد النفسية والسلوكية الملموسة لاحقًا ومنها البعد عن العناد والانطواء وسهولة التفاعل والتواصل الاجتماعي مع الآخرين بسبب شعوره المبكر بالأمان الأسري.
السؤال الرابع: هل تتحدثين معه باستمرار؟
اعلمي أن سؤالك لنفسك حول الحديث مع طفلك باستمرار يجب أن يكون أكثر دقة وهو هل تحدثت مع طفلي منذ المرحلة الجنينية؟ وهل أتحدث معه همسًا وبلغة عربية سليمة؟ حيث إن هذه الشروط يجب أن تتوافر في إقامة علاقة ورابطة عاطفية معه تؤثر على ذكائه وتطوره العقلي والإدراكي، حيث أن الحديث المستمر وفق شروط بسيطة وهي الحديث الهامس وبلغة عربية سليمة مع الجنين منذ شهورك الأولى من الحمل هي مرحلة هامة ولا يمكن تجاهلها كما يعتقد البعض بأن الجنين لا زال كتلة صماء، بل إن هؤلاء العلماء أيضاً يصرون على ضرورة احتساب الفترة التي تقرب من السنة والتي يقضيها الجنين في رحم أمه، وهي التسعة أشهر على أنها من ضمن العمر الزمني الذي يجب أن يحتسب للإنسان؛ لأن الجنين يكتسب خبرات خلال هذه الفترة مثلها مثل المرحلة التي تأتي بعد الولادة فعليًا والاحتكاك والاختلاط بالعالم الخارجي الحقيقي، ويمكن أن تستغل الأم فترة الحمل في التواصل مع الطفل بناء علاقة عاطفية من خلال الغناء للطفل وحكاية الحكايات التراثية بلغة سليمة وكذلك قراءة القصص البسيطة والحديث معه حول المخططات والاستعدادات لاستقباله والاحتفال بقدومه. تحدثي مع طفلك في مرحلة المهد أي منذ الولادة وحتى نهاية العامين وبلغتك العربية السليمة وليس بلغة" الببغاء" حيث يسهم الحديث مع الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة في النضج العاطفي السليم للطفل أي تكوين علاقة قوية مع المحيطين به خصوصًا الوالدين وكذلك يسهم في رفع معدل ذكاء الطفل، وقد لوحظ ومن خلال إحصائيات دقيقة أن الأطفال الذين يتحدث لهم ذووهم بلغة عربية صحيحة وفي عمر مبكر يحصلون على درجات أعلى بشكل ملموس في اختبارات الذكاء،
السؤال الخامس: هل تنشئين حوارا عاطفيًا معه باستمرار؟
الحوار العاطفي مع الطفل
تذكري السؤال الخامس والأخير الذي سوف يكشف لك عن عمق علاقتك العاطفية بطفلك ومنذ ولادته وهو هل تنشئين معه علاقة عاطفية باستمرار؟ بمعنى أن الطفل يتولد لديه شعور مبكر بأن الأم تتجاوب معه وتفهم لغته حتى لو لم يكن ذلك صحيحًا فحين يقوم الطفل بإصدار أصوات عشوائية تعرف بالمناغاة من فمه، فالأم تقوم بتقليدها فيبتسم الطفل ويشعر بالسعادة ويعتقد أن الأم تتجاوب معه وتتفاعل وتفهم ما يريد قوله، وهكذا فهي تكون على أولى خطوات بناء العلاقة العاطفية التي تؤسس إلى نمو صحي متكامل للطفل؛ لأن شعور الطفل بالسعادة والرضا مع الأم يؤدي لإقباله على الرضاعة ويحسن من نومه ويزيد وزنه إضافة إلى تعزيز قدراته الإدراكية ورفع معدل ذكائه فكلما تجاوبت الأم مع طفلها فهو يكون لديه رغبة في إسعادها وإبهارها بحركات جديدة وبإطلاق أصوات تكون سببًا في أن لا يتأخر الطفل في النطق بل تتطور لغته ويزداد محصوله اللغوي بشكل أفضل وأسرع. قد يهمك أيضًا: أهمية التلامس الجسدي وتأثيره الإيجابي على نمو الرضيع وحقائق علمية وراءه