mena-gmtdmp

ماذا تعرفين عن مصطلح انحسار النوم عند المولود خصوصاً بعد الشهر الرابع؟

صورة لرضيع نائم نوماً عميقاً
يحدث انحسار النوم عند الرضيع بعد الشهر الرابع
من الطبيعي أن تعتاد الأم على رؤية المولود الجديد نائماً معظم الوقت في أيام ولادته الأولى؛ بل إنها قد تفرح حين تراه نائماً ولا يبكي وتَظهر بعض التعبيرات البريئة الهادئة على وجهه. وتطمئن الأم أنه بصحة جيدة أيضاً، ودليل ذلك هو نموّه المتواصل. كما تعتقد أن براءة وطهارة ذلك المخلوق المحبوب الصغير، هما اللتان تجعلانه نائماً لساعات متواصلة وطويلة، فيما يستيقظ ليرضع لمدة قليلة، ثم يعاود النوم طويلاً. ولكن الأم بعد مرور عدة أشهر على ولادته، تبدأ في الشعور بالقلق حين يصبح الصغير لديه عادة أن يستيقظ كل خمس دقائق مثلاً، وتطول تلك الفترات التي يقضيها مستيقظاً وتفشل في إعادته سريعاً إلى النوم.
من الضروري أن تعرف الأم أنه مع تقدٌّم عمر مولودها؛ فهو يتعرّض إلى ظاهرة طبيعية ترتبط بنمط نومه، تُعرف بانحسار النوم. ولذلك فقد التقت «سيدتي وطفلك» وفي حديث خاص بها، باستشارية نوم الأطفال الدكتورة ليلى أبوزايد؛ حيث أشارت إلى معلومات هامة حول طبيعة نوم الطفل حتى نهاية العام الأول، وكذلك تعريف مصطلح انحسار النوم عند المولود خصوصاً بعد الشهر الرابع، وأسباب حدوثه، ونصائح تساعد الطفل على تنظيم نومه والنوم العميق، في الآتي:

معلومات هامة عن نوم الطفل حتى نهاية عامه الأول

مولود نائم
  • اعلمي أن الأطفال مثل الكبار يحتاجون لخطوة أو مرحلة النوم، وإذا كانت مرحلة النوم هي فترة للراحة واستعادة النشاط والحفاظ على القدرات الذهنية بالنسبة للإنسان البالغ؛ فالنوم بالنسبة للطفل منذ ولادته وحتى نهاية عامه الأول، يعَد لازماً وضرورياً لتحقيق النموّ الصحي والسليم. ولذلك يجب أن تحرص الأم على تحقيق هذا النمط لطفلها، بالإضافة لضرورة تعرُّفها إلى أسباب احتياجات الطفل للنوم، وهي تختلف من طفل لآخر. ولكن في النهاية؛ فمزاج الطفل ومؤشرات سعادته، هي مؤشرات صحيحة إذا ما كان الطفل يحصل على ساعات نوم كافية أم لا.
  • لاحظي أنه من الضروري أن تراقبي طفلك المولود؛ فإذا كان قد استيقظ من النوم وهو لازال متضايقاً، ويبدو ذلك من لغة جسده على صغر سنه؛ فيجب أن تعرفي أنه لازال بحاجة إلى النوم. أما إذا ما استيقظ هادئاً؛ فيكون قد حصل على النوم الكافي فعلاً.
  • اعلمي ان ساعات نوم طفلكِ تختلف حسب تقدُّمه في العمر، وغالباً ما يُمضي مولودك أيامه الأولى نائماً طيلة الوقت. أما حين يصل إلى شهره الثاني وحتى نهاية الشهر الثالث؛ فهو ينام ما بين 14- 17 ساعة خلال اليوم والليلة، ويكون نومه على شكل دورات تمتد ما بين 50- 60 دقيقة. وينام المولود خلالها نوماً نشطاً وهادئاً، ويبدأ بالنوم أكثر خلال ساعات الليل وحيث تبدأ قدرته على التمييز بين الليل والنهار في التشكل، وهذا يعَد تطوُّراً جيداً في نموّه.
  • توقعي أن ينام طفلكِ ما بين 12- 15 ساعة، وذلك في عمر ما بين 3- 6 أشهر. ويبدأ أيضاً في ممارسة نمط نوم قيلولات ما بين 2- 3 قيلولات ومدة كلّ واحدة ساعتان خلال النهار، ولكنه لا ينام الليل متواصلاً؛ بل يستيقظ مرة واحدة على الأقل.
  • توقعي أيضاً أن طفلكِ ما بين عمر نصف السنة وحتى يتم سنته الأولى؛ فهو يحتاج للنوم ما بين 11- 14 ساعة خلال اليوم والليلة. ومعظم ساعات نومه الطويل يكون ليلاً مع وقت نوم ما بين الساعة 6- 10 مساءً. أما قيلولاته فتكون ما بين 2- 3 مرات خلال النهار، وتمتد كلّ مدة قيلولة ما بين نصف ساعة وساعتين.

ما هو تعريف انحسار النوم عند المولود؟

قلة نوم الطفل
  • اعلمي أن طفلك المولود حديثاً وحتى بداية الشهر الرابع من عمره، ينام بشكل متواصل ولساعات طويلة غالباً؛ بحيث إنه لا يمكن تصنيفه كطفل مزعج. ويكون كلّ ما يقوم به هو الرضاعة وتغيير الحفاض ثم النوم ولا شيء غير النوم. ولكن يحدث أن يبدأ في تغيير طريقة نومه بحيث ينام نوماً متقطعاً وقد يبكي وينام يم يعاود البكاء وهكذا، ويكون ذلك تحت مسمى انحسار النوم.
  • توقّعي أن بعض الأطفال الرُضع مع بدء من الشهر الرابع تحديداً، يستيقظون ليلاً عدة مرات، ليس طلباً للرضاعة، ولكن لأن الرضيع يكون قد تعلّق بالوالدين وخصوصاً الأم، ويصبح لديه هاجس الفقد؛ أي أنه لا يشعر بالأمان إلا في وجود الأم تحديداً. كما انه يبدأ في تطوير مهارات جديدة مثل: مهارة التقلُّب، سواء على الظهر أو على الجانبين، ويحاول أيضاً أن يرفع رأسه وجذعه لكي يكتشف العالم من حوله. وبذلك يحدث لديه ما يُعرف بانحسار النوم، بمعنى أنه لا ينام نوماً متواصلاً؛ بل ينام ويستيقظ؛ حيث إنه قد أصبح شغوفاً وفضولياً لاستكشاف العالم من حوله، وأصبح يكتشف المحفزات حوله ويريد أن يكتشفها، مثل: الألعاب زاهية الألوان، والأشخاص الذين يتحركون من أمامه، وشاشات التلفاز مثلاً. وهكذا فهو لا يرغب في النوم المتواصل الذي يحرمه من هذا الاكتشاف، وهذه مشكلة تواجه الأمهات لأنهن يرغبن في أن ينام أطفالهن الرُضع لساعات متواصلة، من أجل الحصول على الراحة ولأنهن يعرفن جيداً فوائد النوم الصحي للطفل. ويمكن ان يتم تجاوُز مشكلة انحسار النوم من خلال عدة نصائح، ومن أولها: تعليم الطفل مهارة النوم المستقل والربط بين دورات النوم.

نصائح هامة لكي تساعدي مولودكِ على تجاوُز مشكلة انحسار النوم

طفل في سريره
  1. اعلمي أنه من الخطأ أن تربطي بين انتهاء مرحلة الرضاعة وضرورة نوم الطفل بعدها؛ لأن الطفل تبدو عليه علامات النعاس والرغبة في النوم من خلال عدة حركات يقوم بها، وليس الشبع إحدى علامات الرغبة في النوم، مثل: فرك العينين والبكاء الضجر والشعور العام بالضيق. ولذلك فليس دائماً أو من الضروري أن ينام الطفل بعد انتهاء الرضاعة المشبعة، وهكذا يجب أن تضعيه في سرير الطفل الخاص وتساعديه لكي ينام لوحده من دون هز مثلاً، مع استخدام عوامل مساعدة أخرى غير البقاء معلقاً بالثدي؛ لأنه سوف يستيقظ بمجرد أن يصبح فمه فارغاً.
  2. لاحظي أن ما يُعرف بالضوضاء الناعمة؛ أي الأصوات الخفيفة ولكنها أصوات متواصلة، يمكن استخدامها في مرحلة تهيئة وإعداد الطفل للدخول في النوم العميق. ولذلك يمكنكِ تشغيل صوت آلة مثل الخلاط الكهربي في البيت؛ بحيث يكون ذلك الصوت على بعد مناسب من مكان الطفل وليس ملاصقاً له؛ لكيلا يؤدي إلى نتائج عكسية؛ أي يصبح مصدر إزعاج وفوضى. ويفضّل اختصاصيو نوم الطفل، استخدام أصوات مسجلة تشبه أصواتاً كان يسمعها الجنين داخل الرحم؛ لكي يسمعها الطفل بعد ولادته أثناء استعداده للنوم العميق؛ مما يجعله ينام لمدة أطول وأعمق وهو يعتقد أنه لازال في الرحم الذي يعَد عالمه الأول الآمن.
  3. اعلمي أن الطفل وعلى الرغم من صغر سنه؛ فهو يحب الروتين وسوف تلاحظين أنه يعتاد عليه مبكراً وأسرع مما تتخيلين؛ فسوف تلاحظين مثلاً أنه يَمُد ساقه ويدلّيها في حوض الاستحمام بمجرد أن يرى حوض الاستحمام، والذي يجب أن يكون في غرفته الدافئة. ويحدث ذلك حين يعتاد على أن يستحم كلّ ليلة قبل نومه بحوالي ساعة، ولذلك فترتيب فقرات محددة أو جدول صغير لنومه، يشمل أولاً: تغيير الحفاض ومن ثَم مرحلة الرضاعة والغناء وضرورة خفض الإضاءة حوله؛ فهذه عوامل مجتمعة تُسهم كثيراً وبشكل فعّال في إدخال الرضيع سريعاً في مرحلة النوم العميق وتقليل أعراض انحسار النوم لديه.
  4. اعلمي أن هناك خطوة هامة من خطوات تقليل ظاهرة انحسار النوم، ومحاولة تنظيم نوم الطفل بحيث يكون متواصلاً لمدة أربع ساعات ليلاً على الأقل، وهي أن تجعلي نهار الطفل وعلى صغر سنه؛ أيْ أنه لم يتجاوز السنة، ولكن يجب أن تجعليه تفاعلياً ودالاً على اسمه؛ أيْ النهار الموحي بالحركة والحياة مع إضاءة طبيعية وليس صناعية، مثل أشعة الشمس الهادئة التي يجب أن تدخل من النوافذ والشرفات، وتعويده على سماع الأصوات الطبيعية للأشخاص وحركة الشارع، وعدم بقائه طيلة الوقت في غرفته المظلمة ومغلقة الأبواب والنوافذ. كما أن رؤية الأشخاص المقربين مثل الأشقاء، يتحركون من حوله، يضع لديه تصوُّراً لمعنى النهار. وبينما حين يحل الليل، يمكنكِ أن تنقلي للطفل طبيعة وطقوس الليل؛ بحيث يكون الليل ومع ساعات المساء هادئاً ومظلماً قليلاً، وليس شديد الإظلام لكيلا يخاف الطفل، مع التحدث مع الطفل نفسه همساً وبلغة جسد، توحي بضرورة الإخلاد إلى النوم، وأن تتحدثي بنفس الطريقة مع الأشخاص الآخرين حوله.
قد يهمكِ أيضاً: كيف تنقلين مولودكِ من النوم الخفيف إلى النوم العميق؟