بعد أن يصل المولود الذي طال انتظاره إلى الحياة، ومع فرحة الأم ولهفتها فهي تواجه مشكلة كبيرة مع محاولات تنويم المولود، خاصة أن الأم بعد الولادة تكون مرهقة وبحاجة إلى الراحة ويومًا بعد يوم تزداد حاجتها للنوم ليلًا خصوصًا لكي تتعافى من متاعب الحمل والولادة، ولأنها تكون مرهقة خلال النهار مع أطفالها الآخرين ومسؤوليات بيتها، ولذلك فهي تعتقد أن منع نوم المولود نهارًا سوف يؤدي إلى نومه طيلة الليل.
تقع الأم بخطأ كبير حين تعتقد أن منع نوم القيلولة يؤدي إلى نوم الرضيع ليلًا، ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة لبنى وافي، حيث أشارت إلى ما بين الخرافة والحقيقة: هل منع نوم القيلولة للرضيع يساعده على النوم ليلًا؟ وأنواع نوم الرضيع وأخطاء تنويمه في الآتي:
معلومات تهمك عن قيلولة الرضيع
- اعلمي أن اعتقاد الأمهات بأن نوم القيلولة ليس ضروريًا للطفل في شهوره الأولى، كما يجب عليك التوقف عن سؤال متى يتوقف طفلي الصغير عن القيلولة؟ لأن الكثير من الأمهات يعتقدن أنه يجب أن يظل الطفل مستيقظاً طول النهار؛ لكي ينام في الليل لكي ترتاح الأم ، وهذا الاعتقاد خاطئ تماماً لأن الطفل حتى سن الرابعة يجب أن يحصل على نوم قيلولة يومياً في فترة ما بعد الظهر، ومدة نوم القيلولة الصحية يجب أن تكون حوالي 45 دقيقة، وهذه المدة تساعده فعليًا على النوم ليلاً، ولا تؤدي إلى إصابته بالأرق الليلي حسبما تعتقد الأمهات.
- لاحظي أن منع الرضيع من النوم نهارًا ولا يمكن أن نطلق على نومه النهاري مسمى نوم القيلولة فمن الطبيعي أن يرضع الطفل ثم ينام لساعتين مثلًا سواء كان الوقت نهارًا أو ليلًا ولكن منع الأم للرضيع من النوم خلال النهار وخصوصًا في وقت منتصف النهار وهو الوقت الذي تستغله الأم للنوم والراحة وكذلك تعويد باقي الأطفال على نوم القيلولة لن يؤدي على الإطلاق لتحسين نوم الطفل خلال الليل لأن عدم نومه نهارًا يعني أن يأتي الليل عليه وهو مرهق ومتعب وتصبح مهمة تنويمه أكثر صعوبة، كما أنه نتيجة للتعب لن ينام بعمق على الإطلاق بل سوف يستيقظ كل فترة وهذا على عكس ما تتوقعه الأم.
النوم النشط عند المولود

لاحظي أن مولودك الذي لم يمر على ولادته سوى أيام قليلة سوف ينام بطريقة معينة، قد تثير قلقك ولكنها طبيعية وتعرف بالنوم النشط، حيث إن هذا النمط من أنماط النوم الذي يبدو فيه المولود نصف مغمض العينين وقد يتلوى ويصدر أصواتًا، يعرف عند أطباء النوم المختصين بأنه نمط من أنماط النوم غير الناضج أو النوم النشط، مع وجود حركة في عينيه تكون سريعة وتعرف بـ (REM)، وهي مرحلة من مراحل النوم الطبيعية التي نرى فيها الأحلام، ويكون هذا النمط هو حالة النوم السائدة عند المواليد، حيث يقضي المولود قدراً كبيراً من وقته في مثل هذا النمط الطبيعي من النوم، ويبدأ معه خلال وجوده في الرحم وخصوصًا مع نهاية مرحلة الحمل ثم يتخلص الطفل تدريجيًا من النوم النشط ويبدأ نوم المولود يتغير ويتعدل مثل الكبار .
لماذا يجب ألا تهرعي لمولودك بمجرد أن يستيقظ من نومه؟

- اعلمي أن من الأخطاء التي تقع بها معظم الأمهات خاصة اللواتي أصبحن أمهات للمرة الأولى أنهن يسارعن إلى حمل المولود بمجرد أن يبكي، وذلك عندما يستيقظ باكيًا، وخصوصًا في أوقات الليل علمًا أن الأم تكون قد بذلت جهدًا كبيرًا لكي تستطيع تنويمه، ولكن هذا التصرف يعد خاطئًا وسوف يعوّد الطفل على أن يبكي دائمًا لكي تحمله أمه ويصبح نومه متقطعًا ويفقد فوائد النوم المتواصل.
- انتظري قليلا قبل أن تهرعي إلى حمل الصغير حين يبكي ليلًا فهذه حالة طبيعية وسوف تلاحظين أنه سوف يعاود النوم سريعًا في حال أنك لم تقومي بحمله، حيث أن المولود ينام على شكل دورات نوم متقطعة، أي أنه ينام لمدة طويلة ثم يستيقظ فجأة لمدة دقيقة أو دقائق، ويبكي بصوت منخفض وليس مرتفعًا ثم يعاود النوم وحده من دون تدخل الأم وقيامها بعملية التنويم المرهقة، ولكن في حال تدخل الأم؛ لكي يعاود النوم ثانية كما تتعارف بعض الأمهات "أن تردي عليه نومته"، فالرضيع سوف يتعود على هذا التدخل، وسوف يستيقظ كل نصف ساعة مثلًا ويظل مستمراً في البكاء؛ لكي تهرعي لمساعدته في معاودة النوم ثانية.
- اعلمي أن ترك الطفل معاودة النوم لوحده يعني أن طفلك سوف يتعود على الاستقلالية منذ صغره، حيث أن الرضيع سوف يتعلم كيف ينظم مشاعره لكي يعود إلى النوم من دون مساعدة، وهذه طريقة تربوية، إضافة إلى أنها تندرج ضمن طرق رعاية الرضع من أجل تحسين نومهم وكذلك الحصول على فوائد النوم ومنها تعزيز أداء هرمون النمو وتحقيق زيادة طبيعية في الوزن.
معتقدات خاطئة حول نوم مولودك في شهوره الأولى

- لاحظي أن من الأخطاء التي تقع بها الأم أنها ترضع الطفل بمجرد أن يبكي ليلًا وهذا خطأ لأن الرضيع بعد سن ثلاثة أشهر يصبح بحاجة لكي ينام النوم المتواصل مثل الكبار، ولذلك فعليك ألا تقدمي له الرضاعة لكي لا تزيدي من أرقه وارتباك نمط نومه واضطرابه، حيث إنه يكون في حالة تنقل بين دورات نومه فقط.
- اعلمي أنه من الخطأ أن تعتقدي أنه عندما يتمغط الرضيع ويتمطى فهو يكون بحاجة إلى النوم، وهذا اعتقاد خاطئ؛ لأن الطفل الصغير ليس مثل الكبار، كما أنه يستطيع أن يبلغ أمه برغبته في النوم بأن يتثاءب ويتعكر مزاجه ويصبح عصبيًا ويفرك عينيه، أما إذا تمطى الصغير فربما تجاوز مرحلة النعاس، وفقد قدرته على النوم.
- اعلمي أنه من الخطأ أن تعتقدي أنه يجب أن تكون ساعات نوم الطفل في سنتي المهد الأولى من حياته حوالي 12 ساعة يومياً، والصحيح أن الطفل منذ الولادة حتى عمر سنتين يجب أن تكون ساعات نومه ما بين 15 إلى 17 ساعة يومياً، أي أكثر من نصف عدد ساعات اليوم ولكن ليست هذه قاعدة ثابتة، فهناك علامات تدل على أن الطفل في عاميه الأولين لا يأخذ كفايته من النوم مثل إصابته بالعصبية والتثاؤب، وتغير مزاجه وتعكره خلال فترات استيقاظه، وعدم استجابته وتواصله أثناء ملاعبته من الآخرين.
قد يهمك أيضًا: الخوف من مسؤولية المولود معاناة كل أم جديدة: فكيف تتعاملين؟