mena-gmtdmp

يوم في حياة أم جديدة مع مولودها الصغير!

صورة أم مع مولودها الصغير
يوم في حياة أم جديدة مع مولودها الصغير!

يمر المولود بتقلبات مختلفة طوال اليوم، منذ الصباح وحتى المساء، بينما يحتاج لمراقبة دائمة، وعناء قد يكون شديداً، فهو يستهلك وقت الأم اليومي، وقد لا يسمح لها بممارسة نشاط آخر، اللهم إلا عندما ينام، لذلك تحتاج الأمهات على الأغلب، وخصوصاً اللواتي ولدن حديثاً إلى المساعدة، من أمهاتهم اللواتي يمتلكن خبرة أوسع في تربية المولود، وإدارة تقلباته، أو من جليسات الأطفال المدربات، نقدم لك في هذا الموضوع الطريف يوماً في حياة أم مع مولودها الصغير، وكيف تراقبه بالتأكيد هي مراحل لا تغطي يوماً بتفاصيله التي ربما تكون مرهقة، لكنها تعطي فكرة عن حاجيات وردات فعل المولود اليومية.
تروي لنا الأم ليندا السعيد، يوماً في حياة مولودها، وتبداً من الساعة الأولى لاستيقاظه:

المرحلة الأولى: يستيقظ بعطسة وملامح وجه غريبة

المرحلة الأولى: يستيقظ بعطسة وملامح وجه غريبة


اعتاد مولودي الاستيقاظ في الساعة الخامسة صباحاً، فهو لا يكترث لأي إزعاج يفعله، ولا يدرك أننا نيام في هذه الساعة، فيوقظني أنا ووالده، على صوت عطسة صغيرة، و"أغرب تعبير وجه عند العطس"، فهو ينظر إليّ بعينين واسعتين، بينما وجهي يقابل وجهه الصغير، ويتململ، ربما منزعجاً من والده البارع في التطنيش، والذي أخذ غطاءه ومخدته لينام في الصالة، فما كان من مولودي إلا بدأ بفتح فمه الصغير، لتخرج منه رائحة محببة، فأقف أمام خيارين، إما أن أضحك، أو أعبر عن انزعاجي، من زوجي، الذي تنصل من مسؤولية رعاية مولودنا الصباحي.!

المرحلة الثانية: عطسة وحوار ورضاعة

بعد العطسة، يبدأ الحوار المعتاد بيني وبينه:
أنا هنا يا حبيبي ..
شو هالريحة الطيبة، دعني أشم
بماذا حلمت هل رأيتني في المنام؟
إغ إغ .. برررر
أعتقد أنني صرت مترجمة معتمدة من "جامعة بكاء الرضع"، لكن مولودي لا يعجبه ماأفعله، فيبدأ ببكاء غاضب: قصير ومكرر ويقول "هأ؟ ها؟ هأ؟".
ثم يتململ، ويبكي بشكل متقطع، مع نظرة جانبية وكأنه يقول "ألا يوجد حليب نرضعه اليوم؟، فأقوم بإرضاعه، وأنا أعاني من آلام الثدي، تسحرني ملامح وجهه وهو يمص، وكأنه يقول، وجبة لذيذة أعطني إياها دائماً، من دون امتنان أو حتى نظرة شكر، بل يميل بعينيه، وينام مرة ثانية.

المرحلة الثالثة: يتقلب بشكل نوم غريب كأنه يمارس رياضة خاصة

بعد الرضاعة، أتركه لينام قليلاً. ثم أعود بعد نصف ساعة لأجده فاتحاً يديه، ورجليه، وكأنه يطير في الهواء، وفمه نصف مفتوح وكأنه في سباق، كأنه يلهث من الجري. المضحك أنه ينام بعمق شديد، بينما أنا لا أستطيع النوم على ظهري أكثر من 10 دقائق من دون أن تؤلمني رقبتي.

المرحلة الرابعة: يستيقظ بحركات فجائية

المرحلة الرابعة: يستيقظ بحركات فجائية


حين يستيقظ بعد ساعتين، يبدأ بحركات فجائية، يمد يده فجأة في الهواء وكأنه يحيي والده، الذي يودعه قبل ذهابه إلى عمله، يركل الهواء وكأنه بطل كرة قدم في الدقيقة الأخيرة من المباراة، يفتح كفيه فجأة وكأنه يعطينا شيئاً خبأه، في الحقيقة هو يخبئ شيئاً بالفعل، لكن في حفاضته التي تحتاج إلى تغيير سريع، التي ما إن أفتحها حتى أجد العجب العجاب، الذي وصل إلى ظهره، فأمسحه وأنا بحالة رضاء كامل، وأنا أقول في نفسي: "هل لون برازه وقوامه طبيعي".
في هذه الأثناء أراقب وجه زوجي، وهو يربط كرافتته، ويتفادى النظر بسبب شعوره بالقرف.

المرحلة الخامسة: أفرول أرنوب

اليوم قررت أن ألبسه طقم "أرنوب الصغير"، حيث يبدو رأسه الصغير وهو يطل من القبعة التي فيها أذنان طويلان، وجسمه ملفوف في بدلة بيضاء ممزوجة باللون البني .. مسكين ابني، لا يملك الخيار ليرتدي ما يشاء، بينما أتحكم أنا بما يرتديه، معتقدة أنه الأجمل، ولكن برأي حماتي، أنه لا يحتاج لمثل هذه الملابس في هذه السن، والمفروض أن أجعله يرتدي ملابس مريحة، لكنني أتمسك بما ألبسه، لأن شكله يعجبني، والأهم ألا أتبع مشورة حماتي وصدقوني حين رأى نفسه في المرآة، ابتسم وكأنه يقول: "حسناً، سأسمح لك اليوم، لكن غداً أريد زي سوبرمان".

المرحلة السادسة: مولودي وتجربة التذوق الأولى

قررت أن أضع على لسانه قطرة صغيرة من عصير الكيوي (المخفف بالماء طبعاً). والنتيجة؟ وجهه انكمش، حاجباه ارتفعا لأعلى، ثم أطلق صوتاً صغيراً يشبه "بووووو". وأفرغ كل ما في معدته من طعام، فما كان مني إلا أن سارعت لتجفيفه، أعتقد أنني اخترعت مشروباً جديداً: يدعى "الكيوي المرعب"، لا أعتقد أنني سأعرضه لهذه التجربة مرة أخرى.
متى يكون القيء خطراً عند الرضع؟

المرحلة السابعة: موقف مولودي من الكاميرا

المرحلة السابعة: موقف مولودي من الكاميرا


في هذا الوقت، يطيب لي أن ألتقط له بعض الصور، التي جعلتها من يومياتي معه، وعادة ما أرسل هذه الصور الصباحية لجديه البعيدين عنا، وأنا لا أفضل وضعها على السوشيال ميديا، لأن هذا أمر أجد أن له فيه قراراً عندما يكبر، حاولت أن ألتقط له صورة وهو يضحك. لكنه كلما ضغطت زر الكاميرا.. يتثاءب!
أغير الزاوية، يعطس! أحاول مرة ثالثة، يغمض عينيه ويفتح فمه وكأنه يصيح "آااااا".
شعرت بالغيظ منه، وأعتقد أنه يتعمد ذلك حتى يحافظ على صورته الطبيعية التي يقابلني بها كل يوم، أمام الأصدقاء والعائلة. لكنني في النهاية تمكنت من التقاط صورة له عندما ساعدتني جليسة الأطفال في المنزل، وقامت بإمساكه".

المرحلة الثامنة: التخلص من البطانية

عند قيلولة الظهيرة، لم أستطع إقناعه بإبقاء الغطاء الناعم فوق جسده، فبعد عشر دقائق من نومه، أعود فأجده قد تخلص من البطانية تماماً، وابتكر لعبة جديدة: "أركل الغطاء وأشعر بالحرية". أعيد تغطيته، وبعد ربع ساعة، نفس النتيجة.
حتى أطلقت عليه لقب بطل "التخلص من البطانية في أقل من 3 ثوانٍ".

المرحلة التاسعة: لقاء مع الشعر في المرآة

في ذلك اليوم، بعد أن استيقظ من نوم القيلولة للمولود، حملته أمام المرآة وهو مستيقظ.
ظل يحدق في انعكاسه، ثم بدأ يلمس شعره (الذي لا يتجاوز طوله 2 ملم).
كانت على وجهه ملامح دهشة عظيمة وكأنه اكتشف أن لديه قطعة من الغابة فوق رأسه. فبدأ يصدر أصواتاً غريبة وعالية، كأنه يحيي نفسه على المرآة، ثم يمد يده ليلمس صورته المنعكسة، لكنه يخاف فجأة ويبحلق بعينيه مستغرباً".

المرحلة العاشرة: أسرار "أصوات المواليد"

المرحلة العاشرة: أسرار "أصوات المواليد"


لقد مررت مروراً على تفاصيل يوم طفلي النهائية، لكن أكثر ما يمكنني الحديث عنه هو أنه بالإضافة إلى البكاء، لديه مكتبة أصوات كاملة، والتي تتنوع بين بكاء، همهمة، و"هديل الحمام" (cooing) وهو مزيج من الضحك والكلام يعبر عن مشاعر الطفل. خلال ساعات النهار يبدأ مولودي في إصدار أصوات مختلفة للتعبير عن مشاعره واحتياجاته، وقد يقلد بعض الأصوات التي يسمعها
"هغغغغ" (حين يحاول أن يتكلم)
"آااااه" (حين يشعر بالراحة بعد الرضاعة)
"مممممم" (حين يكون نصف نائم ونصف مستيقظ.)
وما أجده غريباً أنه يحب الأصوات المتكررة بنمط ثابت هي ما يطلق عليها مسمى الضوضاء البيضاء، التي تساعده وحتى عمر السنة على النوم بشكل منتظم، دون أن أبذل مجهوداً خارقاً لتعويد طفلي على النوم، أصوات مثل تشويش التلفزيون، أو صوت المكنسة الكهربائية، أو صوت مجفف الشعر، أو زخات المطر، أو محضر الطعام، طالما اعتمدت عليها، أنا ووالده بدأنا نتحدث بهذه اللغة فيما بيننا كمزحة، حتى اكتشفت أنني قلت لصديقتي على التلفون، بالخطأ: "مممممم" بدلاً من "شكراً".
المهم أن مولودي بدأ بإصدار أصوات غمغمة متتالية كأصوات الحروف، مثل "با" أو "دي". وقد يتفاعل مع الأصوات بإصدار أصوات هو أيضاً ويستخدم الصوت للتعبير عن الفرح.

المرحلة الحادية عشرة: تعابير الوجه أثناء النوم

تبدأ فترة المساء بالاستعداد للنوم، فأعطي مولودي حماماً دافئاً، بالتأكيد اعترضت حماتي على توقيته، وقالت إنه في وقت غير مناسب، بسبب البرد مساءً، لكنني طالما قرأت إنه يهدئ طفلي أثناء النوم، ثم أقرأ له قصة وهمية، وأنا أمسك له كتاباً وأفتحه أمامه، أشعر بأنه مستمع فاشل، لأنه يدير لي وجهه ويتثاءب، وكأنه يقول لي اسكتي لقد أضجرتني بقصتك، أريد أن أنام، وعندما ينام تبدأ ملامح وجهه بإعطاء إشارات متباينة، وإذا كان هناك برنامج مسابقات لتصوير تعابير وجوه المواليد، فسيفوز ابني بلا شك. فهو أحياناً يبتسم وكأنه يحلم بحديقة مليئة بزجاجات الحليب، وأحياناً يعبس وكأنه يفاوض أحداً ويطلب منعه من القبلات اليومية. وأحياناً يفتح فمه فجأة وكأنه يصرخ: "وااااااااااااااو".

المرحلة الثانية عشرة: هواية الاستيلاء على وقت الأهل

هو مخلوق يستهلك كل وقتي النهاري، حتى أصبح
موعد قراءة كتاب؟ يتحول إلى موعد هزّ الطفل.
موعد شرب القهوة؟ يتحول إلى موعد تغيير الحفاض.
موعد مكالمة مهمة؟ يتحول إلى مهرجان بكاء على أنغام غير متوقعة.
لقد صار يتحكم بجدول حياتنا، ويستهلك وقتنا كما يحلو له، فهو لا يحترم حتى موعد طعامي، إلا إذا أطعمته هو أولاً".

15 شيئاً لم تكوني تعرفيها عن المولود الجديد

المرحلة الثالثة عشرة: في النهاية هو الحب غير المشروط

المرحلة الثالثة عشرة: في النهاية هو الحب غير المشروط


وسط كل العطسات، والحركات البهلوانية، والبكاء، والمعارك مع البطانية، أجد نفسي أنظر إليه وأشعر أن قلبي أكبر من أي تعب.
هو مضحك، مرهق، ساحر، وفوضوي في الوقت نفسه، لكنه بالنسبة لي أعظم مشروع بدأته في حياتي.
فالمواليد ليسوا فقط مخلوقات صغيرة تحتاج لرعاية، بل هم أيضاً مصدر يومي للفكاهة والمفاجآت. إنهم مصدر التعابير الغريبة، أبطال طرق النوم غير الطبيعية، ونجوم عروض الأزياء من أفرول الباندا، إلى ملابس أرنوب الصغير، وعندما يكبرون قليلاً تصبح ملابس سوبرمان مناسبة على أجسادهم الصغيرة"..