لا أحد ينكر المسئولية الملقاة على كاهل الأم مع قدوم مولود جديد، وكذلك المسئولية التي تكون عليها مع الاستعداد للعام الدراسي خاصة إذا ما كان طفلها سيلتحق بالمدرسة لأول مرة، ولكن ماذا يمكن أن نتوقع عن التعب الذي ينتظر الأم حين يكون لديها مولود جديد، وكذلك طفل يستعد لدخول المدرسة ما لم تستطع الأم أن توفق بين هاتين المسئوليتين وذلك من خلال نصائح تحصل عليها من خبراء التربية.
يعد الاستعداد للعام الدراسي الجديد خطوة مهمة جديدة في حياة الطفل، وكذلك مسئولية يجب أن تستعد لها وفي نفس الوقت يجب ألا تهمل مولودها أو تهتم بأحد الطفلين على حساب الآخر، ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية نائلة عبد الوهاب حيث أشارت إلى نصائح تساعدك كيف توفقين بين رعاية مولودك واستعداد طفلك الآخر للمدرسة؟ خصوصاً مع التحاق طفلك بالمدرسة لأول مرة ومن بينها تجهيز حقيبة المدرسة ومحتوياتها ليلاً وليس صباحاً وغيرها من النصائح في الآتي:
تحدّثي مع طفل المدرسة عن ضرورة مساعدتك

- احرصي وقبل بدء العام الدراسي بأيام وفي حال كان ما زال لديك طفل رضيع أو أنت قد وضعت مولوداً جديداً منذ أيام قليلة، على الحديث مع الطفل الأكبر والذي يستعد لكي يلتحق بالعام الدراسي الجديد، وفي حال كان لديك أكثر من طفل سيلتحقون بالمدرسة وفي صفوف دراسية مختلفة، فيجب أن تتحدثي معهم على انفراد، ويمكن أن تطلبي من الأخ الأكبر أن يتحدث مع الطفل الذي سيكون تلميذاً للمرة الأولى حول ضرورة مساعدتك من أجل رعاية المولود الجديد وتسيير أمور العائلة.
- لاحظي أن عليك التمهيد لطفل المدرسة في حال أنك كنت تستعدين للولادة خلال إجازة الصيف وتعاملي معه على أنه إنسان كبير ومتفهم ويجب أن يساعدك من أجل رعاية شقيقه الأصغر وأن وسيلة المساعدة التي يمكن أن يقدمها أن يكون طفلاً مطيعاً وحريصاً على تجهيز نفسه للمدرسة من دون أن يكون متعباً للأم ويمكن وعده بالمكافآت والهدايا المناسبة بأجواء المدرسة.
جهّزي حقيبة المدرسة لطفلك في الليلة السابقة

اهتمي بتجهيز حقيبة المدرسة الخاصة بطفلك، وكذلك يمكنك تجهيز الزي المدرسي والحذاء وكل الأدوات الخاصة بالمدرسة في الليلة السابقة، وفي حال كان طفلك ما زال في صفه الأول يمكنك أن تفعلي ذلك بمفردك وبعد أن يخلد الجميع إلى النوم بمن فيهم المولود الجديد، أما في حال كان طفلك الذي سيلتحق بصف أعلى قادراً على المساعدة فيمكن أن تقوما بهذه المهمة معاً ومراجعة محتويات الحقيبة المدرسية لتوفير الوقت في الصباح الباكر ولضمان عدم تأخر الطفل عن جرس المدرسة، حيث إن الطفل سوف يشعر بالقلق والتوتر في حال فاته باص المدرسة صباحاً واضطراره للغياب أو الذهاب إلى المدرسة بوسيلة أخرى ولا يمكن أن نهمل أهمية الباص المدرسي للأطفال والذي يحفزهم ليوم دراسي ممتع ومفعم بالنشاط.
أعدي طعام الإفطار واحفظيه في المُبرّد
- اهتمي بإعداد وجبة الإفطار لطفلك قبل ذهابه إلى المدرسة، حيث إن وجبة الإفطار هي الوجبة المهمة من أجل صحة وتركيز الطفل وتكون بمثابة الوقود للسيارة، ويمكنك أن تجهّزي بعض الأصناف ليلاً لكي توفري من وقتك ومجهودك وتقومي بحفظ هذه الأصناف في المبرد بعد تغليفها جيداً لكي تبقى شهية وطازجة وطرية فيقبل الطفل على تناولها، ويمكنك إخراجها من رف المبرد السفلي بمجرد استيقاظ الطفل استعداداً للمدرسة، حيث تصبح جاهزة لكي يتناولها بعد تسخينها في الميكرويف ويمكن أن تُعدّي " اللانش بوكس" للطفل بنفس الطريقة.
- اعلمي أن هناك دراسة مهمة صدرت عن جامعة هارفارد قد أشارت إلى أن توفير وجبات الإفطار في المدارس الابتدائية خصوصاً، يساعد الأطفال في الحصول على نتائج جيدة ولافتة في الاختبارات قياساً بعدم توفيرها، كما أن وجبة الإفطار التي يحصل عليها الطفل سواء كانت في المدرسة أو في البيت، تقدم دعماً مميزاً على المستوى العائلي والاجتماعي للطفل، ولذلك يجب عدم إهمال هذه الخطوة مهما كنت متعبة أو مشغولة مع المولود الجديد.
استعيني بشيالة الأطفال للتنقل في أنحاء المنزل
- استعيني بشيالة الأطفال لكي تضعي بها مولودك الجديد ويمكنك اختيار النوع المناسب للطفل، وذلك لأن إيجابيات استخدام شيالة "حمالة" الرضع القماشية من بينها أنها تهدىء المغص وتقلل من نوبات البكاء ومواجهة وجه الطفل لوجه الأم ونجاح التواصل البصري بينهما، يحقق العديد من الفوائد وأهمها تعزيز التواصل العاطفي معها إضافة لقدرة الأم في حال استخدام الشيالة على القيام بأكثر من عمل في نفس الوقت.
- تنقلي بشيالة الطفل في أنحاء البيت واهتمي بأن تكوني قريبة من طفل المدرسة، ويمكنك أن تستقبليه وتودعيه وأنت تحملين مولودك في الشيالة لكي لا تفوتي هذه اللحظات، لأن الطفل يكون في قمة السعادة حين توصلينه إلى باب البيت وحين يجدك في انتظاره، ولا تجعلي وجود المولود الجديد سبباً في غياب هذه اللحظات وأهميتها لطفل المدرسة.
استغلي وقت نوم قيلولة الرضيع في حل الواجبات المدرسية لطفل المدرسة
استغلي الأوقات التي ينام فيها المولود خلال النهار في حل الواجبات المدرسية مع طفلك، وكذلك في مراجعة الدروس السابقة والاستعداد للدروس الجديدة، ويمكنك أن تقسمي أوقات نوم القيلولة حيث ينام المولود عدة ساعات متفرقة خلال النهار في شهوره الأولى خصوصاً، ولذلك فالفترات التي يقضيها خلال النهار تكون قصيرة ولكن فترات نومه يجب أن تقضي إحداها في العناية بنفسك، أما الفترة الثانية فهي مخصصة لطفل المدرسة، وهكذا يمكنك أن تقسمي وقتك لكي لا تهملي أحد الطفلين على حساب الآخر.
اطلبي المساعدة من الأب

- اطلبي المساعدة من الأب خصوصاً في الأيام الاولى من ولادتك وحاجتك الماسة إلى الراحة، ولذلك يكون دور الأب كبيراً في رعاية الطفل الذي سيلتحق في المدرسة ومساعدته على تجهيز أغراضه وأدواته مع ملاحظة أن الطفل يكون أقل عناداً مع الأب مقابل عناده الشديد مع الأم، ويمكن استغلال هذه الحقيقة التربوية في أن يتولى الأب مهمة تجهيز طفل المدرسة أو حل الواجبات المدرسية معه.
- توقفي عن تجاهل طفل المدرسة أو التقليل من مستوى اهتمامك به في حال وجود المولود الجديد، ويجب أن تعرفي أن الغيرة بين الأبناء تبدأ منذ سن مبكرة، ويمكن أن يشعر طفل المدرسة بالغيرة من المولود ويؤدي ذلك لظهور بعض الأعراض السلوكية والنفسية عليه، مثل تعرضه للتبول الليلي مما يتسبب بزيادة المتاعب بالنسبة لك، وكذلك قد يصبح الطفل انطوائياً أو يفقد شهيته للطعام، مما يؤثر على مستواه الدراسي، ولذلك يجب ألا تتوقفي عن احتضان طفلك الأكبر وعناقه كلما سنحت الفرصة بذلك.
قد يهمك أيضاً: كيف توفرين الصحة الجسدية والنفسية لأطفالك؟