mena-gmtdmp

كيف تواجهين قلق واكتئاب طفلك؟ تعرفي إلى علاماته ومخاطره 

صورة لطفل حزين قلق ومكتئب
ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للطفل

ما إن تلاحظ الأم بعينيها طفلها يشكو بدنياً من ألم ما، إلا وتُسارع بعرضه على الطبيب فيُشفى، بينما يجتاحها القلق وتعتصرها الحيرة، ولا يهدأ قلبها إذا لمحت طفلها يتألم دون أن يتكلم، عيناه حزينة لكنه لا يبكي، تنطق ملامحه بالقلق، ويفضل العزلة، وكأنه يشعر بحالة من الاكتئاب، أو يعاني من مرض نفسي ما، هنا نجدها تتحرك بعاطفة الأمومة في كل اتجاه؛ للبحث عن أي وسيلة ممكنة لشفاء وحماية طفلها ومساعدته. ولأن هوية الطفل النفسية والعاطفية تتشكل في مرحلة الطفولة، فيُمكن للقلق والاكتئاب أن يؤثرا بشكل كبير على نمو الطفل، إذا لم تتم معالجته بالشكل المناسب.
في هذا التقرير يسلط الدكتور أحمد محيي الدين أستاذ طب النفس الضوء على العلامات التي تشير إلى وجود مشكلة، ويستعرض الأسباب والمخاطر، إلى جانب وضع خطوات عملية لكيفية مواجهة قلق واكتئاب الطفل لتنفيذها داخل المنزل، مع التأكيد على أهمية التدخل المهني في الوقت المناسب.

حقائق نفسية تُفيدك

طفلة تفتقد التركيز والانتباه
  • تذكري أن هناك علاقة متبادلة بين صحتك النفسية وصحة طفلك؛ فتوترك ينعكس عليه، وهدوؤك الداخلي يمنحه شعوراً بالأمان.
  • لا تترددي ولا تخجلي في طلب الدعم لنفسك؛ إذا شعرتِ بالضغط أو الإرهاق؛ فأنتِ الأساس الذي يعتمد عليه طفلك في بناء أمانه النفسي.
  • كوني على ثقة بأن القلق والاكتئاب عند الأطفال لا يعني فشلاً في التربية، بل هما ظاهرتان تستحقان الفهم والمعالجة، مثل أي حالة صحية أخرى.
  • اعرفي أن التدخل والوعي المبكر، والدعم الأسري يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في مستقبل طفلك، وتمنحه فرصة لحياة أكثر توازناً وأماناً.

علامات قلق الطفل:

طفل يعاني من مشاكل نفسية
  1. الخوف المفرط من الانفصال عن الأم أو الأب، وكذلك الخوف من مواقف اجتماعية معينة، أو من أشياء مثل الظلام أو الحيوانات.
  2. حالات القلق العام الذي يتسبب في التفكير الزائد في كل شيء، وقد تظهر نوبات هلع تتضمن تسارع في ضربات القلب أو صعوبة في التنفس أو دوخة.
  3. اضطراب النوم وكثرة الكوابيس، أو تكرار الشكاوى الجسدية؛ مثل الصداع وآلام المعدة، دون سبب طبي واضح، بجانب نوبات الغضب والانفعال غير المبرر.
  4. يظهر غالباً الاكتئاب من خلال الحزن المستمر أو تغيّر ملحوظ في المزاج، كما يفقد الطفل اهتمامه بأشياء كان يحبها سابقاً، ويشعر الطفل بالتعب أو نقص الطاقة.
  5. تغير في الشهية والوزن، بالإضافة إلى صعوبة التركيز، وربما شعور الطفل بالذنب أو انعدام القيمة، وقد يظهر على الطفل ميول نحو الحديث عن الموت أو إيذاء النفس في الحالات الأكثر شدة.
  6. تغيرات سلوكية مفاجئة أو مستمرة، أو من خلال الانسحاب الاجتماعي، وتراجع الأداء المدرسي، والشكاوى الجسدية المتكررة، أو تغيرات النوم والشهية، واجب الأم أو المعلمة هنا أن يلاحظا هذه المؤشرات؛ من خلال مراقبة الطفل.

أسباب ظاهرة القلق والاكتئاب لدى الطفل

زملاء يتنمرون بزميلتهم

عوامل أسرية: مثل الطلاق أو الخلافات المتكررة أو فقدان أحد الوالدين، إضافة إلى التعرض للتنمر أو العنف المدرسي، أو المرور بتجارب صادمة مثل حادث أو اعتداء.
أسباب وراثية: إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من اضطرابات القلق أو الاكتئاب، كذلك، تفرض الضغوط الدراسية أو الاجتماعية أعباء تتجاوز قدرة الطفل على التحمل.
ومرة ثانية.. إهمال هذه الحالات وعدم التدخل في الوقت المناسب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة؛ فالمشكلة لا تتوقف خطورتها عند حد التراجع الدراسي، بل قد تطال النمو العاطفي والسلوكي للطفل.
وقد تدفعه في سن المراهقة إلى الإدمان أو الانحراف، والخوف الأكبر يتمثل في احتمالية تطور الحالة إلى اضطرابات مزمنة أو تفكير في إيذاء النفس.

أسباب الحزن عند الأطفال هل تودين التعرف إلى التفاصيل؟

تأثير العنف على اكتئاب الطفل

أب يتوعد طفلته بالعقاب الجسدي
  • معاملةُ الأسرة وتصرفات الأمِ بانفعالٍ مع الطفل، وإهمال الوالدين، يجعل الصغير يشعر بالعزلةِ، ومن ثم يصابُ بأمراضٍ نفسيةٍ.
  • انفصالَ الوالدين، وفقدان الابن لوجود أحدهما، أو نشوب خلافات بينهما تعد عاملاً مهماً في إصابة الطفل بالاكتئابِ.
  • التفاوت في القدرات الفردية بين الأبناء، وعدم احترام الوالدين لذلك ومقارنة الصغير بأقربائه، تدفع الطفل للحزن والاكتئاب.
  • الخوف المرضي على الطفل، والتدليل الزائد، أسبابٌ تضعف قدرة الطفل على تكوين علاقاتٍ اجتماعية، وبالتالي ينعزل ويصابُ باكتئاب.
  • الاستخدام المفرط للألعاب الإلكترونية، خصوصا ألعاب العنف؛ إذ تصيب الطفل بالاكتئاب.
  • المعاملة العنيفة داخل الأسرة التي ترتكز على الضرب والإهانةِ والتقليل من شأن الطفل، وعدم إبراز دوره واستيعاب تصرفاته.

خطوات بسيطة يمكن اتباعها داخل المنزل للمساعدة

طفل يمارس لعبة الملاكمة

منح الطفل الوقت والإنصات له دون إصدار أحكام يخلق لديه شعوراً بالأمان، وأن يشمل الروتين اليومي المنتظم للطفل، نوماً جيداً، تغذية متوازنة، ونشاطاً بدنياً حتى وإن كان بسيطاً.
تقليل الضغوط سواء تلك المتعلقة بالتوقعات الأكاديمية أو كثرة الأنشطة، وعلى الأم أيضاً تشجيع طفلها على التعبير عن مشاعره، ويتم ذلك من خلال الرسم أو الكتابة أو حتى اللعب، وتبتعد تماماً عن أساليب العقاب القاسي.
تدوين أي تغيّرات تلاحظها الأم في سلوك طفلها، والتواصل مع المدرسة؛ لمعرفة ما إذا كانت هناك مشاكل تُسبب له القلق، مع محاولة التعرف إلى المحفزات التي قد تكون خلف هذه المشاعر مثل المواقف أو الأشخاص.

فوائد ممارسة الرياضة تابعي التفاصيل داخل التقرير

متى تلجأ الأم للطبيب؟

حال استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين، أو أثرت على حياة الطفل اليومية سواء في المدرسة أو المنزل أو علاقاته الاجتماعية، أو في حال ظهور أفكار بإيذاء النفس، وهنا تصبح خطوة الذهاب للطبيب ضرورية لا يمكن تأجيلها؛ فقد يوصي بالعلاج السلوكي المعرفي، وهو نوع من العلاج يساعد الطفل على تغيير طريقة تفكيره واستجابته للمواقف، أو بالعلاج الأسري لتصحيح التفاعلات داخل المنزل، وفي حالات معينة، قد يُستخدم العلاج الدوائي، لكن تحت إشراف طبي دقيق.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.