تعد مراحل التسنين والمشي والنطق من المراحل الأساسية في تطور نمو الطفل، حيث إنه يجب على الأم أن تراقب تطورات نمو الطفل المرتبطة بالأسنان والعظام وبالحواس، فمن التطورات المرتبطة بالأسنان هي ظاهرة التسنين، والتي تحتاج إلى إضافة عناصر غذائية مهمة؛ من أجل أن تتم في العمر المناسب، وغالباً ما يحدث ذلك في الشهر السادس، إضافة لتطور المشي عند الطفل مع إتمام عامه الأول غالباً، وبدء ظهور أعراض استعداد الطفل للكلام بعد مرور نصف العام الأول من عمره، وهذه التطورات ترتبط جميعها بتغذية الطفل، إلى جانب الرضاعة الطبيعية.
يحث الأطباء على إدخال الطعام الصلب للطفل بعد الشهر الرابع، ولكن هناك ثلاث إضافات يمكن إدخالها بعد الشهر السادس؛ لتعزيز نمو العظام والأسنان وجهاز النطق عند الطفل، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشارية التغذية العلاجية الدكتورة ميساء أبو ربيع، حيث أشارت إلى 3 أصناف يمكنك إضافتها إلى اللبن الزبادي لمساعدة طفلك على التسنين والنطق والمشي، ومن بينها عين الجمل وصفار البيض، ويمكن التعرف إلى طريقة إضافتها إلى اللبن الزبادي، وفوائدها، في الآتي:
فوائد اللبن الزبادي بشكل عام لصحة الرضيع

- اعلمي أن اللبن الزبادي، أو ما يُعرف بالروب، يعد من الأصناف والمنتجات الغذائية الغنية بعنصر الكالسيوم؛ الذي يلعب دوراً فعالاً وأساسياً في نمو وتقوية العظام والأسنان عند الطفل، كما يعتبر اللبن الزبادي من المصادر الغنية بفيتامين "د"، الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم، وتسهيل وصوله إلى العظام والأسنان.
- لاحظي أنه بسبب غِنى اللبن الزبادي أو الروب بعنصر الكالسيوم؛ فهو يعمل على تعزيز وتقوية مناعة الطفل، وحمايته من الإصابة بالأمراض، خاصة في مرحلة التسنين، حيث يقي الطفل من الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي، وتقليل نسبة الإصابة بالإسهال، الذي قد يرافق التسنين في بعض الأحيان، ولذلك يمكنك أن تضيفي إلى الروب بعض الأصناف التي تسهم بدورها في تعزيز عدة تطورات حيوية في جسم الطفل، وأهمها ظهور الأسنان، والمشي، وتطور جهاز النطق لديه وسهولة الكلام من دون تأخر أو مشاكل، ولكن بدون الوقوع في أخطاء عند تقديمه للطفل، ويجب أن تعرفي مخاطر إضافة الملح والسكر إلى طعام الرُّضَّع، حيث إن بعض الأمهات يقمن بإضافة السكر إلى اللبن الزبادي؛ لتحسين طعمه وزيادة إقبال الرضيع عليه.
ما هي الأصناف الثلاثة التي يمكن إضافتها إلى اللبن الزبادي لتعزيز مهارات ونمو الرضيع؟
1- صفار البيض

- يجب أن تعرفي أهمية البيض لتسنين الأطفال، حيث يمكنك تقديم صفار البيض بعد الشهر السادس، ويجب أن يكون ذلك بطريقة صحية، بمعنى أن عليكِ سلق صفار البيض جيداً، بحيث يكون كامل النضج؛ لأن البيض غير الناضج يمكن أن يكون مصدراً للعدوى ببكتيريا السالمونيلا، وهي نوع من البكتيريا التي تسبب تسمماً غذائياً، ولكنها تموت بالحرارة المرتفعة، ويجب التأكد من تمام كل أجزاء البيضة، ويظهر ذلك من قوامها ولونها.
- اخلطي صفار البيضة المسلوق بعد هرسه جيداً، ويمكن تفكيكه بالقليل من الماء، ثم إضافته إلى اللبن الزبادي، حيث يحتوي صفار البيض على مادة غذائية مهمة ومخصصة لتغذية المخ؛ وهي مادة الكولين، ويجب أن تبدئي بتقديم الصفار المسلوق المضاف إلى اللبن الزبادي، أو منفرداً، أو مع القليل من خليط السيريلاك، أو الحبوب الكاملة مع الحليب مثلاً للطفل منذ الشهر السادس؛ لكي يحصل طفلك على فوائد هذه المادة، خصوصاً التي تغذي المخ، وتعزز لديه القدرة على الكلام والنطق، كما يحتوي صفار البيض على نسبة جيدة من الكوليسترول النافع والمفيد، والذي يختص بتغذية المخ ونموه وتعزيز ذكاء الطفل، فيما يلعب دوراً مهماً عند الكبار في تقليل نسبة إصابتهم بالزهايمر.
2- عين الجمل المطحون

- اعلمي أن عين الجمل يعد نوعاً من المكسرات الغنية بالأحماض الدهنية الصحية المفيدة لصحة الجسم، خاصة صحة القلب والدماغ، ولذلك يمكن إضافة عين الجمل المطحون جيداً، ولكن من دون تحميص إلى أصناف طعام يمكن تقديمها لطفلك؛ مثل اللبن الزبادي الطبيعي والخالي من الإضافات والألوان الصناعية.
- اعلمي أن عين الجمل، الذي يُعرف أيضاً بالجوز، يندرج ضمن قائمة أطعمة ضرورية لنمو الدماغ وتعزيز الذاكرة لدى الطفل: اعرفيها وقدميها على الفور، ويمكن تقديمه بعدة طرق للرضيع بعد الشهر السادس، ويُشترط عند تقديمه أن يكون مطحوناً مثل الدقيق؛ لكي لا يسبب الاختناق للطفل، الذي لم يعتَد بعد على المضغ والبلع، وحيث يلعب عين الجمل -كنوع من المكسرات التي يفضل تناولها يومياً للكبار والصغار- دوراً كبيراً في تعزيز وظيفة الدماغ بشكل خاص؛ لأن عين الجمل من الأصناف الغذائية الغنية بالفوليك أسيد، وكذلك فهو يعدّ غنياً بالحمض الدهني "أوميجا 3"، وهما عنصران مهمان وحيويان لنمو الدماغ والأعصاب، مما يجعلهما يسهمان بدور كبير في النمو العقلي والإدراكي والذهني عند الأطفال خصوصاً، ويقدم عين الجمل بشتى الطرق للكبار أيضاً، وفي كلتا الحالتين؛ يفضّل تقديمه مخلوطاً بالمهلبية أو باللبن الزبادي.
3- بذور السمسم المطحونة

- لاحظي أن بذور السمسم تعدّ، وبلا منافس، منجماً غذائياً للصحة والنمو، ويمكن الاستفادة منها بعدة طرق، سواء عن طريق تناولها مطحونة للصغار وكاملة للكبار، أو عن طريق استهلاك زيت السمسم داخلياً وخارجياً، وفي مراحل عمرية مختلفة، بدءاً من مرحلة الرضاعة؛ حيث يفيد التدليك بزيت السمسم في تحسين مزاج الرضيع، وتقليل بكائه ونوبات غضبه.
- أضيفي السمسم المطحون وغير المحمص تحديداً إلى قائمة الأصناف التي من الممكن أن تساعد طفلك على الكلام مبكراً بدون مشاكل في النطق، حيث يُمكنك خلطه مع اللبن الزبادي الطبيعي، ويفضّل المعدّ منزلياً، ويجب أن تبتعدي عن معتقدات خاطئة عن تناول اللبن الزبادي للرضيع؛ مثل أنه لا يجب خلط الروب بأي صنف آخر، حتى لا يرفضه الطفل، رغم حرص الأم على تقديم قيمته الغذائية لرضيعها، ولذلك يمكن خلطه بمسحوق بذور السمسم، ويمكن أن تقومي برشّ السمسم المطحون فوق أطباق أخرى وأصناف لذيذة وجديدة تعدينها لرضيعك، فيعدّ السمسم ضمن الأصناف ذات المحتوى العالي من عنصريْ الفوسفور والكالسيوم، مما يضمن حصول رضيعك على حصة يومية من هذيْن العنصريْن المهميْن لصحة العظام والأسنان، وكذلك يُسهم السمسم مع الزبادي في تعزيز مراكز التحكم بالقدرات العقلية الخاصة عند الطفل، ومن ضمنها تعزيز التوافق بين المخ والأعصاب؛ لتحفيز قدرته على الكلام والنطق.
قد يهمك أيضاً: مقترحات لثلاث وجبات رئيسية صحية ومتكاملة لطفلك على مدار اليوم
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.