يحمل الصيف الكثير من المفاجآت التي تواجهينها مع أطفالك؛ كونهم يلازمون البيت، خصوصاً إذا كنت ربة منزل؛ فعليك أن تبقي على الروتين، وتتبعي قواعد صحية، تتحكم بحركتهم وصحتهم، وأكبر مهماتك، هو تشجيع الأطفال على شرب كميات كافية من الماء بانتظام، خاصةً قبل وفي أثناء وبعد الأنشطة البدنية، قدمي الماء بانتظام، حتى لو لم يطلبوه، خاصة في الأيام الحارة، واحرصي على تقديم الماء بدلاً من المشروبات المحلاة أو الغازية، كما يمكنك استخدم قوارير الماء الملونة أو أضيفي شرائح الفاكهة لإضفاء جاذبية أكبر على الماء، إليك ما ينصحك به الأطباء تحديداً لإدارة صحة أطفالك؛ كي تنعمي بصيف صحي خالٍ من الأمراض.
قدمي المزيد من الفواكه والخضروات

الفواكه والخضروات غنية بالعناصر الغذائية المعززة للمناعة التي يحتاجها كل طفل. قد تزيد هذه العناصر الغذائية من إنتاج الجسم لخلايا الدم البيضاء المقاومة للعدوى عند الأطفال، وكذلك الإنترفيرون، وهو جسم مضاد يُغلف أسطح الخلايا، فيمنع دخول الفيروسات. تشير الدراسات إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات يمكن أن يحمي أيضاً من أمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب في مرحلة البلوغ.
كما تُعَدُّ الفواكه من الأطعمة المُهمة؛ فهي تزود بالشعور بالشبع، كما أنها تحتوي على الاحتياجيات اليومية من العديد من المواد الغذائية، وتُساهم أيضاً في الحفاظ على مستوى السكر في الدم؛ ما يقلل من انخفاص مستوى طاقة الأطفال المرافق لفترة مُنتصف اليوم، إضافة إلى أنها تُشكل بديلاً عن أنواع الأطعمة الأخرى المرتفعة بالسعرات الحرارية، حيث إن الفاكهة قليلة بالسعرات الحرارية، وبالتالي فإن استهلاكها قد يساعد على خفض كمية السعرات الحرارية المتناولة. وتحتوي الفاكهة أيضاً على فيتامين ج، الذي يُساهم في تجدد ونمو خلايا الجسم، وله دورٌ في تسريع عملية التئام الجروح، والمحافظة على صحة الأسنان واللثة عند الطفل، كما أنها قليلة باحتوائها على الدهون والأملاح، وخالية من الكوليستيول، وتحتوي على البوتاسيوم، والألياف الغذائية، والفولات بكميات جيدة كما ذكر سابقاً.
امتنعي عن تعريض أطفالك للتدخين السلبي
يسبب التدخين السلبي العديد من المشاكل الصحية عند الرُّضَّع والأطفال، بما في ذلك نوبات الربو الأكثر تكراراً وشِدَّة، والتهابات الأذن، ومتلازمة موت الرُّضَّع المفاجئ (SIDS). إضافة لالتهابات الجهاز التنفسي؛ ما يؤدي إلى ضعف الرئتين: يمكن أن تكون رئتا الأطفال المعرضين للتدخين السلبي أضعف من الأطفال الآخرين؛ ما يجعلهم معرضين لخطر أعلى لحدوث مشاكل صحية، بالإضافة لذلك يؤدي التعرض لمستويات عالية من أول أكسيد الكربون الناتج عن التدخين السلبي إلى تفاقم الحساسية، وزيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
ويمكن أن يُصاب الطفل بأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، حيث يُصنف التدخين السلبي على أنه أكثر أسباب الوفاة شيوعاً بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، ومن أبرزها التهاب الشعب الهوائية، والخناق، والتهاب القصيبات، والالتهاب الرئوي، بالإضافة لأعراض تنفسية أخرى كالسعال، وكثرة البلغم، والصفير، وضيق التنفس.
ممارسة الرياضة مع العائلة والفريق

كما هي الحال مع البالغين، تُحافظ التمارين الرياضية على صحة الأطفال بطرق عديدة؛ فإلى جانب دورها في الحفاظ على صحة الجهاز القلبي الوعائي عند الطفل وزيادة عدد الخلايا القاتلة الطبيعية، من المهم الحفاظ على نشاط الأطفال. ومع ذلك، فإن ممارسة التمارين الرياضية بشكل جماعي، بدلاً من فردي، تُتيح للأطفال فرصة اكتساب عادات صحية تدوم مدى الحياة وتعلم كيفية أداء تمارين متنوعة. يمكن أن تشمل جلسات التمارين العائلية المشي لمسافات طويلة، أو ركوب الدراجات، أو ممارسة الرياضة. والتمرين مع الآخرين يمكن أن يوفر الدافعية والتشجيع للمزيد من العمل خلال التمرين. يوفر التمرين الجماعي شعوراً بالمسؤولية ويساعد الأفراد على الالتزام بأهدافهم اللياقية.
في الرياضات الجماعية العائلية، يجب على اللاعبين العمل معاً لتسجيل النقاط أو الأهداف في أثناء الدفاع ضد الفريق المنافس. تتطلب هذه الرياضات مزيجاً من اللياقة البدنية والإستراتيجية والعمل الجماعي. الرياضات الفردية هي تلك التي يمارسها شخص واحد ويتنافس مع الآخرين. تشمل الأمثلة التنس والجولف والمضمار والميدان.
حددي موعداً مبكراً للنوم
قد يزيد الحرمان من النوم من احتمالية إصابة الأطفال بالأمراض؛ إذ يُضعف قدرة جهازهم المناعي على مهاجمة الميكروبات والخلايا السرطانية. ويحتاج الأطفال، حسب أعمارهم، إلى ما بين 10 و16 ساعة من النوم يومياً.
وغالباً ما يكون الوقت المناسب بين الساعة السادسة والساعة الثامنة مساءً؛ ففي هذا الوقت يتراجع إيقاع الساعة البيولوجية بشكل طبيعي، ويرتفع إنتاج هرمون النَّوم الميلاتونين "Melatonin"، ويُصبح الجسم مُستَعِداً للنوم، وعندما يخلد الطفل إلى النوم في هذا الوقت المُبكِّر؛ فعدد ساعات النوم ضروريٌّ، إلا أنَّ وقت النوم مهم أيضاً؛ فالنوم المُبكِّر يضمن للطفل حصوله على فترات كافية من النوم العميق في أجزاء مُعيَّنة من الليل، وتكون في فترة ما قبل منتصف الليل؛ الأمر الذي يساعده على استعادة نشاطه وحيوِيَّته بفضل حصوله على الراحة التامَّة.
اضبطي مؤقت تنظيف الأسنان

يُعَدُّ تسوس الأسنان عند الأطفال من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً، وقد يُسبب تسوس الأسنان غير المُعالج ألماً والتهابات؛ ما قد يُؤدي إلى مشاكل في الأكل والتحدث واللعب والتعلم. في الواقع، ووفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، غالباً ما يتغيب الأطفال الذين يعانون من سوء صحة الفم عن الأنشطة الاجتماعية، ويحصلون على درجات أقل من الأطفال الذين يتمتعون بصحة فموية جيدة. لذا، يجب تشجيع الأطفال على تنظيف أسنانهم بالفرشاة لمدة دقيقتين مرتين يومياً للحفاظ على صحة فمهم.
لا ينبغي إهمال تنظيف أسنان الأطفال بالفرشاة، حيث تؤثر العناية بالأسنان في مرحلة الطفولة في ارتصاف الأسنان في مرحلة البلوغ، ويساعد تنظيف الأسنان في مرحلة عمرية مبكرة على ترسيخ الروتين جيد للعناية بالفم كي يتمتَّع الأطفال بابتسامات صحية.
الغناء في أثناء غسل اليدين
لطالما كانت نظافة اليدين مهمة، لكنها ازدادت أهميةً خلال جائحة كوفيد-19. ساعدوا الأطفال على تعلم أساسيات مكافحة العدوى بتشجيعهم على غناء أغنية "يوم ميلاد سعيد" في أثناء غسل أيديهم بالماء والصابون؛ فالغناء يساعد الأطفال على تعلم كلمات جديدة، وتحسين النطق، وتوسيع مفرداتهم اللغوية. ويعلمهم التعاون، والاستماع، والاحترام المتبادل، والعمل كفريق. عندما يغني الأطفال، يشعرون بالثقة بأنفسهم ويزداد تقديرهم لذاتهم، ولا ينسون الحدث الذي يغنون من أجله.
دعيهم يساعدونك في المطبخ

تقديم طعام صحي للطفل يختلف عن تعليمه عادات صحية. إشراك الطفل في تحضير الطعام سيعلمه كيفية إعداد وجبات صحية، بالإضافة إلى مهارات حياتية أخرى، كالقياس والصبر.
وغالباً ما يتردد الأطفال في تذوق طعام جديد ويفضلون البقاء على الصنف الذي يحبونه؛ لأنهم ببساطة يعتبرون تجربة التذوق الجديدة مخيفة، لذلك يمكنك مساعدة طفلك على استكشاف الأطعمة عند الطهي باستخدام حواس أخرى إلى جانب التذوق؛ فهذا يساعد على بناء علاقة إيجابية مع الطعام، فحينما تعهدين إلى طفلك بعجن العجين وغسل الخضار وتنظيف الخس، فإن ذلك يشمل بالطبع لمس الطعام وشعوره بالراحة مع قوامه. كما أن النكهات التي يجربها معك في أثناء الطبخ تأتي من حاسة التذوق باللسان والشم بالأنف، وحينذاك يمكنك اقتراح شم رائحة الطعام أولاً، وبالتالي سيكون هذا جسراً للتذوق لاحقاً.
علميهم التعبير عن مشاعرهم
الصحة النفسية للطفل لا تقل أهمية عن الصحة البدنية، وينبغي أن يتعلمها الأطفال منذ الصغر . على الآباء تعليم أطفالهم أساسيات الصحة البدنية والعاطفية والاجتماعية من خلال معلومات صحية أساسية، وأدوات عملية لإدارة الضغوط اليومية، واتباع قدوة حسنة. من المهم أن يدرك الأطفال أن الصحة النفسية لا تعني السعادة الدائمة، بل تعني إدراك أن الشعور بالحزن والإحباط والغضب أمر طبيعي أيضاً.
يساعد التعبير عن المشاعر الأطفال في التعامل مع التوتر والقلق بطريقة صحية، وكيفية التحكم في عواطفهم وتحسين صحتهم النفسية؛ فتصبح لديهم القدرة على بناء علاقات أقوى مع الآخرين، ويساعدهم ذلك في فهم مشاعر الآخرين وتطوير مهارات التعاطف؛ ما يساهم في تطوير مهاراتهم في اتخاذ القرارات وفهم تأثير المشاعر في سلوكهم.
فيعزز هذا من شعورهم بالقيمة الذاتية والقبول من قبل الآخرين. ويمكن أن يقلل من السلوكيات العدوانية أو الانطوائية عند الأطفال.
دعي الأطفال في المنزل عندما يكونون مرضى

أحياناً يبدو من المستحيل تأجيل الحياة عندما يمرض الطفل. ومع ذلك، فإن بضعة أيام من الراحة تُحسِّن بشكل كبير من فرص تعافيه السريع؛ حتى لا ينقل الفيروس إلى طفل آخر، لذلك حافظي على منزلك هادئاً ومسالماً قدر الإمكان لتسهيل راحة طفلك. إن التحفيز الناتج عن التلفاز أو أجهزة الكمبيوتر يمنع النوم ويحتاج طفلك إلى أكبر قدر ممكن من الراحة، ومن الممكن إزالة الأجهزة من غرفة نوم طفلك أو على الأقل.
واستخدمي فراشاً خفيفاً، وحافظي على هدوء الغرفة أو استخدمي صوتاً هادئاً بشكل مستمر أو الغناء لتهدئة طفلك، واستخدمي ضوء الليل الخافت لتقليل الاضطرابات.
أهم النصائح للتعامل مع الطفل المريض في المنزل
كوني قدوة لأطفالك
ليس من السهل دائماً تعليم الطفل التصرف الصحيح. ومع ذلك، سينظر الأطفال دائماً إلى والديهم أو مقدمي الرعاية كقدوة لهم. أفضل ما يمكن للوالدين فعله لتحسين صحة أطفالهم هو عيش حياة صحية وآمنة. سواء كان ذلك يعني استخدام واقي الشمس يومياً أو تناول الكثير من الفواكه والخضروات، يجب على الوالدين تذكر أن عيوناً شابة، حنونة، وقابلة للتأثر، تراقبهم.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.