يُعتبر السلوك الطبيعي لدى الأطفال انعكاساً لمزيج من المرحلة العمرية، والسمات الشخصية، ومستوى النضج البدني والوجداني. فقد تتحول تصرفات الطفل إلى مشكلة حينما تخرج عن إطار التوقعات الأسرية أو تسبب إزعاجاً مستمراً، بينما يُقاس السلوك الجيد بمدى ملاءمه الطفل لبيئته الاجتماعية والثقافية.
على الجانب الآخر هناك العديد من المسببات المتنوعة التي تقف خلف نوبات الغضب أو السلوكيات غير المنضبطة؛ منها ما هو بيولوجي مثل الشعور بالجوع أو الإجهاد البدني، ومنها ما هو عاطفي ينبع من عجز الطفل عن فهم مشاعره أو التعبير عنها بالكلمات، بالإضافة إلى تأثير البيئة المحيطة ويعد من المهم أن يدرك الآباء أن الخطأ يعد جزء من عملية التعلم واكتساب ضبط النفس إليك وفقا لموقع "raisingchildren" أنشطة تفاعلية ممتعة لتعديل سلوك طفلك.
المدح المستمر

اجعلي من تقدير السلوك الجيد عادة؛ ففي كل مرة يلتزم فيها طفلك بتصرف لائق، أخبريه بمدى فخرك به. الكلمات المحفزة تبني دافعاً داخلياً لدى الطفل لتكرار الأفعال الإيجابية.
أيضاً لتحفيز الطفل على أداء مهامه، يمكنك تصميم "جدول إنجازات" يعلق على الحائط، يتضمن المهام اليومية مثل تنظيف الغرفة، حل الواجبات، أو التعامل بلطف مع الإخوة. عند إتمام المهام، يحصل الطفل على مكافأة ملموسة أو معنوية يترقبها بشغف.
ربما تودين التعرف إلى 10 قواعد هامة لبناء علاقة قائمة على التفاهم والاحترام مع طفلكِ
الانضباط الحازم والمتسق
يجب أن يعرف الطفل بوضوح ما هو الخطأ؛ ابدئي بتفسير بسيط ومباشر للمشكلة، ثم وجّهي تحذيراً. إذا استمر السلوك، فيجب أن يُطبق نظام "الوقت المستقطع" (Time-out) وذلك في مكان هادئ ومنفصل لدقائق معدودة، يُمنع خلالها من الكلام أو اللعب. بعد انتهاء الوقت، وعليك توقيع سبب العقوبة واطلبي منه الاعتذار، مع ضرورة الالتزام بهذا النهج في كل مرة لضمان الفاعلية.
الحوار والاحتواء

عند ظهور سلوك خاطىء مفاجئ، ابحثي عن "السبب الخفي" فقد يكون الطفل مستاءً من الضغوط المدرسية أو توتر لسبب ما فعليك التحدث معه بهدوء فقد يساعدك ذلك على اكتشاف جذور المشكلة ومعالجتها قبل أن تتفاقم فأن الاستقرار في مواعيد الطعام والنوم يوفر للطفل شعوراً بالأمان ويقلل من نوبات الغضب الناتجة عن التعب المفرط.
أنشطة تفاعلية وممتعة لتعديل سلوك الأطفال
تعديل سلوك الطفل لا يجب أن يقتصر على الأوامر والنواهي، بل يمكن أن يتحول إلى أنشطة تفاعلية وممتعة تزيد من وعيه بذاته وبأفعاله. إليكِ قائمة بأنشطة عملية ومجربة تساعد في تعديل السلوك بأسلوب غير مباشر:
نشاط "إشارة المرور" (لضبط الانفعالات والاندفاعية)
يعد هذا النشاط رائع للأطفال الذين يعانون من سرعة الغضب أو الاندفاع.
- الأحمر: توقف (عندما تشعر بالغضب أو الرغبة في الصراخ).
- الأصفر: فكر (ما الذي تشعر به؟ وما هو الحل البديل للخطأ؟).
- الأخضر: انطلق (نفذ الحل الصحيح).
ارسمي الإشارة مع طفلك وعلقيها، وعندما يبدأ في فقدان أعصابه، قولي له بهدوء: "نحن الآن في اللون الأحمر، لننتقل للأصفر".
برطمان "الكرات الملونة" (للتعزيز الإيجابي)
عليك جعلي الإنجاز مرئياً احضري برطماناً زجاجياً ومجموعة من الكرات الصغيرة (أو حبات المكرونة الملونة) وفي كل مرة يقوم فيها الطفل بسلوك جيد مثل ترتيب ألعابه من دون طلب، يمكنك وضع كرة في البرطمان وعندما يمتلئ البرطمان، يحصل الطفل على "جائزة كبرى" (نزهة، فيلم يفضله، أو لعبة جديدة).
نشاط "تمثيل الأدوار العكسي" (لتنمية التعاطف)
يساعد هذا النشاط الطفل على رؤية سلوكه من وجهة نظر الآخرين، كالآتي:
تبادلي الأدوار مع طفلك؛ ودعيه هو يمثل دور "الأب أو الأم" وأنتِ تمثلين دور "الطفل الذي يرفض النوم" أو "الطفل الذي يصرخ.
اجعليه يرى كيف يبدو السلوك المزعج وكيف يشعر الطرف الآخر.
اسأليه: "بماذا تشعر الآن؟ وكيف يمكننا حل المشكلة؟".
ركن الهدوء وليس العقاب (للتنظيم الذاتي)
بدلاً من "كرسي العقاب" الذي يولد الكراهية، اصنعي "ركن الهدوء". اجلبي الأدوات: وسائد مريحة، كتب قصص، كرات ضغط (Stress balls)، أو موسيقى هادئة.
عندما يشعر الطفل بالتوتر، اطلبي منه الذهاب لركن الهدوء حتى يهدأ، وليس كعقوبة بل كطريقة لمساعدة نفسه وتعليم الطفل كيف يتحكم في أعصابه بدلاً من انتظار العقاب الخارجي.
نشاط "شجرة الاختيارات" (لاتخاذ القرار)
شجرة الاختيارات تساعد الطفل على فهم أن لكل فعل نتيجة وتعليم الطفل أن السلوك هو "خيار" هو من يتخذه، وليس أمراً مفروضاً عليه.
كل ما عليك فعله هو رسم شجرة لها فرعان كبيران الفرع الأول إذا اختار الطفل (السلوك الجيد)، ستكون النتيجة (شيء إيجابي) بينما الفرع الثاني إذا اختار الطفل (السلوك السيئ)، ستكون النتيجة (حرمان من ميزة).
تمرين "نفخ البالونة" (للتحكم في الغضب)
اطلبي من طفلك أن يتخيل أنه ينفخ كل غضبه داخل بالونة وهمية. ينفخ بقوة حتى تنتفخ، ثم قولي له: "الآن أخرج الهواء ببطء شديد والهدف من هذا التمرين هو طريقة تنفس عميق مموهة تساعد في خفض مستويات التوتر فوراً.
اعلمي أن الأنشطة تنجح عندما تُطبق في وقت يكون فيه الطفل هادئاً وليس في ذروة نوبة الغضب. علميه "المهارة" وهو هادئ، ليتمكن من "استخدامها" وهو غاضب.
تعرفي إلى المزيد حول 7 تصرفات بسيطة تقوم بها الأم وتؤدي إلى تحويل طفلها إلى طفل اتكالي
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.






