كلنا نعرف أن الاحترام كأحد مبادئ التعامل مع الآخرين يجب أن يكون متبادلاً، وهذا المبدأ الذي تقوم عليه العلاقات الاجتماعية السليمة بين الناس عامة، وهو المبدأ الأساسي الذي يجب أن نربي عليه أطفالنا، ومنذ سن مبكرة دون اعتقاد أنهم لا زالوا صغاراً؛ لأن الحب المفرط دون قواعد لا يكفي، وقد يكون الإفراط في حب وتدليل الطفل من أهم الأسباب التي تجعل الطفل يفقد احترامه لوالديه، بل قد يتطاول عليهما على سبيل الضحك والمزاح أو الجد، ولذلك فخطوة بناء علاقة قائمة على التفاهم والاحترام يجب أن تسبق بناء الحب بين الأم والطفل.
من الضروري أن تهتمي بأن تكون هناك علاقة قائمة على التفاهم والاحترام بينك وبين طفلك، وأن يشعر دائماً بأنك تقدرين مشاعره وتحرصين عليها، وبالتالي فاحترامك لطفلك سوف يكون منعكساً على احترامه وتقديره لكِ، وقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية رجاء خليل؛ حيث أشارت إلى 10 قواعد هامة لبناء علاقة قائمة على التفاهم والاحترام مع طفلك، ومن بينها الوضوح في الطلبات، وعدم الصراخ المستمر عليه، وغيرها من القواعد في الآتي:
1- كوني واضحة فيما تطلبينه من طفلكِ

لاحظي أنه يجب أن تكوني واضحة وصريحة ومحددة حين تطلبين من طفلك أن يقوم بعمل ما؛ لأنه يجب أن تعرفي أنه لا يفترض أن يعرف الطفل ما تريده الأم، وهو على صغر سنه يكون محدداً في تصرفاته، بمعنى أنه لا يضع احتمالات أو توقعات، ولا توجد لديه بدائل، وفي هذه الحالة يجب أن تكلفيه بما يستطيع فعله والقيام به، وعندما يلتزم بالتنفيذ يجب عليكِ أن تكافئيه، وفي حال أنه أخطأ أو لم يكمل العمل يجب أن يكون العقاب بسيطاً ومناسباً لعمره.
2- تجنّبي الصراخ الدائم على طفلكِ
لاحظي أن الصراخ والصوت الغاضب المرتفع ما هو إلا وسيلة تعامل الضعفاء وليس وسيلة قوة أو سيطرة، والأم يجب ألا تكون مسيطرة على أطفالها فيشعرون بالخوف نحوها، وأحياناً قد يتجاهلونها، ولكن يجب أن يشعر الطفل بالأمان والاحتواء حين تتحدث الأم بنبرة صوت منخفضة وخالية من الغضب والتوتر؛ لأن مشاعرها سوف تنتقل إلى الطفل مع ضرورة أن تتحدث الأم مع طفلها بطريقة تتناسب مع عمره.
3- امتنعي عن القرارات المزدوجة
لاحظي أن أهم الأخطاء التي تقع بها الأم، وتؤدي إلى أن تفقد احترام طفلها لها، وتبعد أجواء التفاهم عن بيتها هو قراراتها المتذبذبة واتخاذها القرارات المزدوجة، بمعنى أن الطفل سوف يكتشف مبكراً أن شخصية الأم مهزوزة فكيف يحترمها ويقدرها وهو يراها غير قادرة على اتخاذ قرار أو الثبات على مبدأ، ولذلك عليها أن تكون واضحة وثابتة فلا تعاقبه اليوم على تصرف ما ثم تتجاهل نفس التصرف في اليوم التالي، فهذا السلوك المتذبذب من الأم يجعل الطفل مرتبكاً وغير قادر على التمييز بين الصواب والخطأ.
4- استخدمي عبارات قصيرة حسب عمر طفلكِ
ابتعدي تماماً عن توجيه الأوامر المزدوجة لطفلك؛ لأنه يكون صغيراً وقدرته على التركيز تكون ضعيفة، وبالتالي فمن الطبيعي أن ينفذ الجزء الأول من طلبك ثم يتوقف، ولكنك لا تعرفين ذلك وسوف تصرخين عليه أو تعاقبينه، ولكن الطفل لا يعرف الأوامر المزدوجة والثنائية على الإطلاق، وعليكِ استخدام قاعدة تربوية هامة وهي أن يكون الطلب مكوناً من عدد من الكلمات حسب عمر الطفل؛ فإذا كان طفلك في الثالثة من عمره يحب أن تستخدمي عبارة توجيهية مكونة من ثلاث كلمات فقط.
5- استخدمي العبارات الإيجابية دائماً مع طفلكِ
استخدمي دائماً عبارات بناءة ومشجعة، مما يعزز من ثقة طفلك بنفسه، ويقوي العلاقة بينك وبينه، فعندما ترين أن طفلك غاضب فلا تصرخي في وجهه وتقولي له: لا تصرخ، أو توقف عن الصراخ، بل يجب أن تكوني هادئة وتقولين له: سوف أتحدث معك حين تهدأ، أما حين يشد شعر شقيقته فلا تقولي له "لا تشد شعر أختك، بل قولي له سأكون فخورة بك وأحبك حين تعامل أختك بلطف وحب".
6- نفّذي ما تعدين به طفلكِ
اعلمي أن الطفل حين تعدينه بشيء ولا تقومين بتنفيذه فسوف يفقد ثقته بك، وفي حال فقدان الطفل ثقته بالكبار فسوف يتوقف عن احترامهم، ولذلك يجب عليك أن تكوني ملتزمة بوعودك معه وكوني دائماً حازمة، بمعنى أن تكوني صادقة معه وواضحة ومحددة في الوعود والشروط، وفي نفس الوقت يجب ألا تكوني قاسية في حزمك، فالصدق والثبات من أهم عوامل الاحترام والتفاهم.
7- كوني قدوة في تعاملك مع طفلكِ
اعلمي أنك القدوة الأولى لطفلك، وأنك مدرسته وليس معلمته فقط، ولذلك فكل تصرف تقومين به سوف يقلده طفلك، وسوف تجدين نتيجته أمامك مع نموذجك الصغير؛ فإذا كنتِ من الأمهات سريعات الغضب فسوف يتعلم الطفل كل الطرق لكي يستفزك، أما إذا كنتِ دائماً هادئة ومتزنة فسوف يتعلم طفلك ذلك منك، ويكون قادراً على التحكم في مشاعره والسيطرة على غضبه.
8- أظهري لطفلك أن تربيته تعاون مشترك مع الأب
اعلمي أن تربية الطفل هي تجربة مشتركة بينك وبين الأب، ويجب أن تكوني متفاهمة مع الأب في أنه إذا اتخذتِ قراراً يجب أن يكون الأب مؤيداً لك أمام الطفل والعكس صحيح؛ لأن الطفل حين يرى والديه متفقين على أسلوب موحد في التربية سيكون طفلاً سوياً وذا أخلاق عالية ولديه ثقة بنفسه؛ لأنه سينشأ وسط أسرة متحابة ومتعاونة ومتفاهمة، وسوف يقدم لوالديه كل معاني الاحترام تلقائياً.
9- عبّري عن حبك لطفلكِ بشكل يومي

كرري أمام طفلك كلمات الحب دائماً، ولا ترهني كلمات حبك لطفلك بالمواقف، وعليك أن ترسخي في ذهنه وروحه أنك تحبينه في كل حالاته، وأنكِ لا يمكن أن تكرهيه بل إنك تغضبين من تصرفاته السيئة وتكرهين سلوكياته المرفوضة، ولذلك لا تجعلي حبك للطفل أمراً مفترضاً؛ بحيث يشعر الطفل على الدوام أن له مكانة خاصة لديكِ؛ حتى لو كان لديكِ حفنة من الأطفال، كرري لكل واحد منهم على انفراد كلمة "أحبك".
10- اهتمي بقضاء وقت حقيقي مع طفلكِ

اهتمي بمشاركة لحظات خاصة مع طفلك؛ لكي يشعر دائماً بأن اهتمامك به حقيقي؛ ولذلك حين يتكلم يجب أن تستمعي إليه بتركيز تام، وأن تتركي كل ما تفعلينه حتى لو كان كلامه بسيطاً، واهتمي بأن تكوني آذاناً صاغية له؛ لأنك حين تفعلين ذلك سوف يشعر أنك تحترمينه، وسوف يفعل الأمر ذاته معكِ، مع ضرورة أن تشاركيه أوقاته الخاصة التي يحبها ضمن هوايات يمارسها، وشجعيه على النبوغ والتفوق فيها.
قد يهمك أيضاً: كيف تعاقبين طفلك بطريقة صحيحة حسب عمره؟






