هل تساءلتِ يوماً إن كانت مدينة صاخبة مثل بانكوك، المليئة بالأضواء والزحام والحركة المستمرة، تصلح كوجهة مناسبة للأطفال؟ ربما يخطر ببالكِ أن هذه العاصمة النابضة بالحياة قد تكون مرهقة لصغيرتكِ أو غير مهيأة لاستقبال العائلات، لكن الحقيقة قد تفاجئكِ. بانكوك ليست مجرد مدينة معابد وأسواق عتيقة، بل هي أيضاً ملاذ مدهش للصغيرات، بما تحمله من أنشطة ممتعة وتجارب استثنائية. من متاحف الأطفال التي تُمزج فيها المعرفة بالمرح، إلى الحدائق العامة التي تسمح لهن بالركض واللعب وسط الطبيعة، وصولاً إلى المراكز التجارية المكيّفة التي توفر ملاعب داخلية وحلبات للتزلج، تجدين نفسكِ أمام مدينة متعددة الأوجه، قادرة على إبهار الكبار والصغار في الوقت نفسه. لكن، كيف ستتعاملين مع التنقل وسط زحامها؟ وهل ستجدين أماكن إقامة مريحة وقريبة من أبرز المعالم؟ وماذا عن الطعام، هل سيُناسب ذوق الأطفال؟ الأجوبة تكشف أن بانكوك تعرف جيداً كيف تُراعي احتياجات الأمهات، من وسائل نقل مرنة وآمنة نسبياً، إلى فنادق مجهزة بمسابح ومطاعم عائلية وحتى أطعمة محلية لذيذة غير حارة تلائم الصغيرات.
الأجمل أن كل جولة في شوارعها أو رحلة قصيرة على متن قارب أو توك توك، تتحول بحد ذاتها إلى مغامرة تُثري خيال الأطفال، وتُضفي على رحلتكِ نكهة خاصة. إذن، هل بانكوك مناسبة فعلاً للأطفال؟ قد يكون الجواب أبعد بكثير مما تتوقعينه.
هل بانكوك مناسبة للأطفال؟

تُعد بانكوك وجهة مبهرة للأطفال؛ حيث تنتشر معالمها التاريخية بألوان زاهية وتماثيل ضخمة وأضواء براقة تجذب الانتباه. كما أن المدينة غنية بالمتاحف المناسبة للصغار والمتنزهات الترفيهية، إضافة إلى تجربة لا تُنسى في التنقل عبر التوك توك، العبّارات النهرية، ما يحوّل التنقل من مكان لآخر إلى مغامرة عائلية ممتعة. هناك أيضاً العديد من أماكن اللعب الداخلية التي تمنح أطفالكِ فرصة للمرح بعيداً عن حرارة الطقس. ولن تقلقي بشأن مستلزمات الأطفال؛ إذ تتوافر في بانكوك سوبر ماركتات عالمية الطراز توفر الحفاضات، حليب الأطفال والأطعمة المألوفة من بلدكِ. كما أن المدينة غنية بمراكز التسوق المكيّفة التي تُعد ملاذاً مثالياً للهروب من الحر.
يمكنك قراءة تايلاند وجهة سياحية جذّابة لعشاق الطبيعة والمغامرة
الطعام مع الأطفال في بانكوك
رغم شهرتها بالمأكولات الحارة، إلا أن بانكوك وجهة سهلة لإطعام الأطفال. ليس كل طبق حاراً وحتى أطعمة الشوارع الشهية، يمكن تجربتها إذا تجنبتِ المكونات النيئة واخترتِ الأكشاك المزدحمة؛ حيث يُحضَّر الطعام أمامكِ مباشرة. من الخيارات الجيدة: الأرز المقلي، الحساء التايلندي – الصيني الخفيف النكهة، خبز الباو الصيني، الكونجي عصيدة الأرز، الباد تاي المعكرونة المقلية والأسياخ المشوية مثل دجاج ساتاي. كذلك ستُدهشين صغيرتكِ بمجموعة الفواكه الاستوائية المذهلة، مثل الرومبوتان الذي يترك انطباعاً لا يُنسى. الوجبات السريعة الغربية متوفرة بسهولة في مناطق التسوق الكبيرة، وغالباً ما تحتوي المراكز التجارية على مطاعم آسيوية وعالمية مجهزة بكراسي مرتفعة للأطفال؛ حيث يمكنكِ تعريفهم على المطبخ المحلي في أجواء هادئة.
الإقامة في بانكوك مع الأطفال
أفضل أماكن الإقامة ستكون في منطقة راتاناكوسين والمناطق المحيطة بها. شارع خاو سان في بانغلامفو يُعد مركز الرحالة، لكنه صاخب أكثر مما يناسب معظم العائلات. هناك فنادق وبيوت ضيافة جيدة في الأزقة القريبة وعلى ضفاف النهر، ما يتيح لكِ الوصول مشياً إلى معظم المعالم السياحية. كما أنّ النهر قريب للقيام بجولات بالقارب. أما المناطق مثل سيلوم وطريق سوخومفيت، فهي تضم الكثير من الفنادق المتوسطة المريحة، لكنها حضرية مزدحمة، وقد تضطرين لتحمل رحلة طويلة للوصول إلى الأحياء التاريخية القديمة. بانغلامفو وضفاف النهر تبقى أكثر هدوءاً وملاءمة للمشي. عند الإمكان، اختاري مكان إقامة فيه مسبح ومطعم مريح وتكييف هواء جيد، حتى لا تضطري لمغادرة الفندق للتبريد.
التنقل في بانكوك مع الأطفال

قد يكون التنقل في بانكوك مع الرضيعات أو الصغيرات صعباً بعض الشيء بسبب الدرج المتكرر والأرصفة المزدحمة وغير المستوية. لكن هناك مصاعد في جميع محطات القطار المعلق BTS ومعظم محطات المترو MRT الكبيرة، مناسبة لعربات الأطفال. التاكسيات رخيصة وتتمتع بتكييف بارد منعش، لكن بسبب الزحام يفضل الاكتفاء بالرحلات القصيرة. ولا تنسي أن سيارات الأجرة لا توفر مقاعد أطفال، لذا عليكِ إحضار مقعدكِ الخاص. قد تستمتع صغيرتكِ بركوب التوك توك، لكنه مكشوف ولا يحمي من عوادم السيارات، فاجعليه قصيراً، ويفضّل أن يكون في الصباح الباكر أو بعد العصر.
أفضل الأنشطة في بانكوك مع الأطفال

من ركوب قارب تشاو فرايا، إلى اكتشاف عالم الديناصورات في متحف الأطفال؛ وصولاً إلى المرح في حديقة سيام، تقدم بانكوك أنشطة ممتعة.
زيارة المتحف الوطني
الأطفال يدخلون مجاناً إلى المتحف الوطني؛ حيث يجدون معروضات تُثير فضول منْ تجاوزوا العاشرة: أسلحة قديمة، فنون زخرفية، أقنعة، آلات موسيقية تقليدية وعربات جنائزية فاخرة للملوك السابقين. ورغم أنه لن يبقي الأطفال منشغلين طوال اليوم، إلا أن المقهى يقدم وجبات تايلاندية رخيصة مناسبة للاستراحة.
استكشاف مصنع ومتحف الدمى في بانكوك
هذا المتحف الصغير، الذي قد يكون من الصعب العثور عليه، يضم مجموعة ملوّنة من الدمى التايلاندية التقليدية والحديثة. يتم إضافة دمى جديدة باستمرار، ما يجعله خياراً ممتعاً خاصة في الأيام الممطرة.
مقابلة أسماك القرش في سي لايف بانكوك
يضم هذا الأكواريوم الضخم الواقع تحت الأرض في مركز تسوق سيام باراغون أكثر من 400 نوع من الأسماك والقشريات وحتى البطاريق. من أبرز معالمه النفق الزجاجي الذي تمر من خلاله أسماك القرش والسمك الملون ببطء أمام أنظار الأطفال المندهشين، إضافة إلى حوض بطاريق زجاجي الجوانب.
ركوب قارب تشاو فرايا إكسبريس
عندما تزداد الحرارة، لا شيء أمتع من التوجه إلى النهر. يمنحكِ قارب تشاو فرايا إكسبريس جولة رائعة بمحطات متعددة على ضفاف النهر، تمرين خلالها بجوار أحياء شهيرة مثل بانغلامفو؛ وصولاً إلى الحي الصيني؛ حيث يمكنكِ التسوق مع أطفالكِ لشراء تمائم ملونة ودمى القط الياباني المتحرك. فقط كوني حذرة عند الصعود والنزول، فالقوارب لا تتوقف إلا لوقت قصير.
اكتشاف عالم الديناصورات في متحف الأطفال
في متحف اكتشاف الأطفال يتخفى التعليم بذكاء خلف المرح؛ حيث تنتظركِ معروضات تفاعلية تغطي موضوعات متنوعة من البناء إلى الثقافة. أكثر ما يجذب الصغيرات هو منطقة محققة الديناصورات؛ حيث يمكنهن الحفر في الرمال للعثور على عظام الديناصورات وإعادة تركيبها، في تجربة تعليمية شيقة تحفّز الخيال.
مشاهدة مدينة المعالم القديمة موينغ بوران
على بُعد 10 دقائق بالتاكسي من محطة خيهـا على خط سوخومفيت، ستجدين هذا المتحف المفتوح، الذي يُعيد إنشاء أبرز المعالم التاريخية في تايلاند. يمكن استكشافه بالدراجة أو سيراً وسط مسارات هادئة بعيدة عن الازدحام، كما يسمح للأطفال بتسلق النماذج والتجول بحرية. رغم بُعده نسبياً عن وسط المدينة، إلا أنه يُعد رحلة يومية مثالية للعائلة.
الغوص في الثقافة التايلاندية بمتحف سيام
يُعتبر متحف سيام من أفضل الوجهات التفاعلية؛ لتعريف الصغار بأصول الشعب التايلاندي وثقافته. ستجدين فيه ألعاباً مثل لعبة معركة من حقبة أيوتايا، غرفة مليئة بالألعاب التقليدية وعربة بيع طعام شعبي؛ حيث يمكنكِ التقاط صورة وكأنكِ تطهين طبق باد تاي الشهير. المتحف يجذب انتباه الأطفال لساعة على الأقل، بينما الكبار سيستمتعون بوقت أطول.
الاسترخاء في حديقة لومبيني
أكبر حديقة عامة في بانكوك وواحدة من أكثرها شعبية. تضم بحيرة صناعية محاطة بمروج خضراء ومسارات للمشي وأشجار كثيفة. ما سيبهر الصغيرات هو السحالي الضخمة المقيمة في الحديقة. للأطفال الصغار هناك قوارب البجع وملاعب مجهزة، بينما يمكن للأمهات الاستمتاع بعصائر باردة أو وجبات خفيفة من بائعي الطعام حول الحديقة.
لقاء مع الأبطال في متحف مدام توسو

في مركز تسوق سيام ديسكفري، ستجدين نسخة من متحف الشمع العالمي الشهير. هنا يمكن للصغيرات التقاط صور لا تُنسى مع أكثر من 100 شخصية شهيرة، من نجمات هوليوود وبوليوود إلى أساطير الرياضة وقادة العالم.
الاستمتاع بالثلج في دريم وورلد
هل تتخيلين وجود الثلج في بانكوك؟ ستجدينه فقط في مدينة الملاهي دريم وورلد شمال المدينة. هذا المكان الضخم يضم ألعاباً سريعة ملوّنة، بيوتاً مسكونة، قلاعاً، تجارب استكشاف الفضاء وحتى غرفة ثلج مع زلاجات. المتعة هنا لا تقتصر على الأطفال فقط، بل تناسب الأمهات أيضاً. وبما أن الموقع على أطراف المدينة الشمالية، فمن الأفضل اعتباره رحلة يومية كاملة.