قدّم المصمم إيان غريفيث Ian Griffith مجموعة Max Mara لربيع وصيف 2026 ضمن أسبوع ميلانو للموضة في ميلانو، مجموعة مختلفة من نوعها، خلط فيها بين أسلوب الروكوكو الفخم من وحي القرن الثامن عشر وجرأة الثمانينيات، لتكون النتيجة مجموعة غنية خارجة عن المألوف، ولكنها بقيت وفية للهوية التي عودتنا عليها الدار الإيطالية، وفي الوقت نفسه هناك بصمة تحتفظ بها الدار، لقد شهد العرض حضوراً طاغياً من نجمات الموضة وأبرزهن مدونة الموضة نجود الرميحي، والمدونة والعارضة العالمية ليوني هان.
روكوكو القرن الثامن عشر على منصة عصرية
استوحى إيان غريفيث شخصيته المُلهمة لهذه المجموعة من مدام دو بومبادور، أيقونة البلاط الفرنسي وراعية أسلوب الروكوكو، لكن العرض لم يكن استعادة تاريخية، بل كما وصفه غريفيث :"نحن لا نصنع فيلماً درامياً، بل نقدّم أزياء عصرية لنساء عصريات."
وتم افتتاح العرض بفستان ترنش يعزز ستايل ماكس مارا Max Mara المُعتاد، وتتالت البدلات الأنيقة والكلاسيكية من روح الثمانينيات، بدرجات البيج والجملي المعتادة للدار، وتم دمجها مع أكسسوارات باللون الأسود للحقائب والأحذية لتعزز ستايل الثمانينيات، وتمت زخرفة الأزياء مع الكشكش وأضافت الدار الأكتاف العريضة والكنزات لتعزيز روح الروكوكو مع لمسة من القصّات المكشوفة الجريئة المناسبة لأجواء 2025.

استخدم غريفيث أزياء الروكوكو لتضفي أجواء من الخفة والفخامة للعرض، برز ذلك في التركيز على الأقمشة الشفافة مثل الأورغانزا، والتي جاءت مطرزة بتفاصيل تشبه بتلات الورود أو أشكال الأصداف البحرية، بينما منحت البدلات الرسمية المصنوعة من الجيرسيه المرن لمسة أنثوية، برزت في التنانير القصيرة والسراويل الضيقة التي جاءت مقترنة بأحزمة بارزة تحدّد الخص، بلمسة أكثر عصرية.
مجموعة غنية بخامات الأقمشة

تنوع لافت لاحظناه باختيار الأقمشة من الكريب والصوف الخفيف، والأورغنزا، والتول والدانتيل، مع انخفاض واضح في عدد المعاطف مقارنة بما اعتادت الدار تقديمه، ولكن في المقابل برزت الترانشات القصيرة التي يُرجّح أن تصبح من القطع الأكثر طلبًا، بجانب الموديلات الضخمة التي تذكرنا ببدايات غريفيث حين كان يصنع مثل هذه الموديلات على ماكينة خياطة والدته ليرتديها في المساء بلندن.
ومن الممكن أن نقول عن هذه المجموعة أنها جمعت بذكاء شديد، بين أناقة الروكوكو المترفة، وصرامة الثمانينات، وحداثة الحاضر، ليقدّم عرضًا يليق بامرأة Max Mara، العملية والأنيقة، والتي تبحث كذلك عن مواكبة تطورات العصر.
ماذا عن كبسولة "A Weekend With an Artist" ؟
وفي خطوة جديدة أخرى للدار الإيطالية تعكس التقاء الموضة مع الفن، أطلقت علامة ماكس مارا في حدث Weekend Max Mara، لمجموعتها الكبسولية لـربيع وصيف 2026 تحت عنوان A Weekend With an Artist، والمبادرة تُعيد تعريف القطعة الكلاسيكية الأيقونية للدار، تحديداً معطف Canasta trench coat، من خلال رؤية خمس فنانات عالميات قدمن تفسيرات معاصرة وفنية لواحدة من أهم تصاميم Weekend Max Mara، ويأتي ذلك قبل عرض مجموعتها الرئيسية للأزياء الجاهزة لربيع 2026 ضمن أسبوع الموضة في ميلان.
لطالما كانت الموضة جزءاً أساسياً من عالم الفن، والمجموعة من ماكس مارا جاءت لتؤكد أن الأزياء ليست مجرد ملابس، بل مساحة للإبداع وتبادل الثقافات، ومن خلال هذا المشروع، تسعى Weekend Max Mara إلى تحويل المعطف الكلاسيكي إلى عمل فني حيّ يمكن ارتداؤه، في تجربة تُبرز قوة الموضة كمنصة للفن المعاصر.
اختيار خمس فنانات عالميات لعرض Weekend Max Mara

تم اختيار خمس فنانات مرموقات لإعادة ابتكار معطف Canasta trench وفق رؤيتهن الخاصة، وهن:
- Victoria Kosheleva: قدّمت زخارف لافتة مستوحاة من الطبيعة والرموز البصرية.
- Paola Pivi: معروفة بلمستها الجريئة واستخدامها غير التقليدي للألوان والخامات.
- Tschabalala Self: أضافت أبعاداً تعبيرية مستوحاة من الهويات الثقافية والشخصية.
- Tai Shani: استحضرت لمسة سريالية تعكس رؤيتها الفلسفية للفن.
- Shafei Xia: دمجت في تصميمها صورة امرأة مع نمر أبيض مستخدمةً ألواناً مائية على خلفية من خشب الساندلوود.
وكل نسخة من المعطف جاءت كلوحة فنية فريدة، حيث جمعت بين تقنيات متنوعة ورؤى مختلفة، مما منح التصميم الكلاسيكي بعداً جديداً ومفاجئاً.
تنسيق وإشراف فني

المجموعة جاءت تحت إشراف الناقد الفني الشهير فرانشيسكو بونامي Francesco Bonami، الذي عمل على تنسيق التجربة لتكون حلقة وصل بين الموضة والفن التشكيلي، وبفضل هذا التعاون، نجحت Weekend Max Mara في إبراز قدرتها على الخروج من الإطار التقليدي للأزياء، مقدمة مشروعاً فنياً يعكس الابتكار والجرأة.
تجربة أيقونية لمستقبل الموضة قبل عرضها الرئيسي لمجموعة ربيع 2026
كبسولة A Weekend With an Artist، جاءت قبل عرض الدار غداً لمجموعتها الرئيسة لربيع 2026، ضمن أسبوع الموضة في ميلان، لتقدم لنا بداية لمشروع يجسد كيف يمكن للموضة أن تكون لغة عالمية للتعبير الفني، ودعوة لإعادة النظر في الأزياء باعتبارها شكلاً من أشكال الفن، وليست مجرد صيحات عابرة، وجعلتنا أكثر تشوقاً لمجموعة الغد.