في عالمٍ لا يعترف إلا بالإبداع والجرأة، استطاع المصمم حسن إدريس أن يحجز لنفسه مكاناً بين الكبار بأسلوبه الخاص الذي يدمج بين الفن، الأنوثة، والهوية الشرقية المعاصرة. انطلقت مسيرته من شغف عميق بالرسم، ودرس تصميم الأزياء في سنترال سانت مارتينز حيث أطلق عرضه الأول لتتحوّل علامته الى ماركة مرموقة تُجسّد المرأة في أبهى صورها وأكثرها تعقيداً. وفي هذا اللقاء الحصري مع سيدتي، نغوص في أعماق رؤيته الإبداعية وبداياته، ونتعرف أكثر إلى فلسفته في التصميم، والمرأة التي يخاطبها من خلال كل قطعة يصممها.
- ما الذي أشعل شغفك بتصميم الأزياء؟ وكيف بدأت رحلتك في هذا المجال؟
في أواخر سنوات مراهقتي، بدأ اهتمامي بالأزياء من خلال انجذابي الطبيعي لمزج الفن الراقي والتعبير عن الذات، وجدت في جامعة Central Saint Martins البيئة المثالية لتطوير منهج مفاهيمي، إبداعي وتجريبي في صناعة تُعد تجارية في جوهرها، وهذا ما جذبني إليها منذ البداية.
قد يهمك أيضاً: مصممة "مدائن للأزياء" فرح بسيسو: استوحيت آخر مجموعاتي من أناقة الملكة إليزابيث
- كيف أثّر إرثك وهويتك على رؤيتك الجمالية وصوتك الإبداعي؟
ليس سراً أن القادمين من مدن صغيرة تشبه القرى، يحملون فخراً كبيراً بهويتهم، وبطريقة تقديم أنفسهم ورسائلهم، كل شخص في مجتمعنا يلعب دوراً مهماً في نسيج الحياة الاجتماعية، ويهتم كثيراً بمظهره دون تردد، وعند ترجمة هذه العقلية إلى تصميم الأزياء، تحصل على أعمال تقدمية، ملهمة، واعية للجسد، وقوية بصرياً.
- كيف تستوحي تصاميمك؟
أستمد إلهامي من زبوناتي، فريقي، والعالم من حولي. الجانب الوجودي من الطبيعة يثير فضولي كثيراً. ومع مرور الوقت، تمر بمرحلة التعلق بأفكار أو رموز معيّنة ثم تتخلى عنها، بحسب حالتك النفسية والعاطفية.
- مجموعتك الأخيرة حصدت الكثير من الاهتمام، ما الفكرة الأساسية وراءها؟
في مجموعة أصداء من الهاوية Echoes of the Abyss، أردنا تجسيد الجوانب العالمية من الأنوثة، الحسية، الهشاشة، القوة، الحدس، الأمومة، والتضحية. لكننا تناولناها من زاوية غير مألوفة: الأخطبوط، ذلك الكائن البحري المذهل في قدرته على التمويه، تسعى هذه المجموعة إلى إضفاء الطابع الإنساني على الحيوان، والتأكيد على أن الأنوثة تجمع بين كل الكائنات من خلال القدرة الغريزية على الرعاية، والتحمل.
- أنت معروف بالقصّات الدراماتيكية والتطريز اللافت، كيف توازن بين الحرفية التقليدية والرؤية المعاصرة؟
نحن معروفون باستخدام الخطوط الهندسية، الفتحات المدروسة، وتأثيرات الرشّ الهوائي، هذه التقنيات تتيح لنا تصميم قصّات تحتضن الجسد وتحتفي بالشكل الأنثوي الطبيعي، وتمنح العارضات طابعاً سريالياً. إن الحرفية التقليدية هي ما يُحدد جودة وإنهاء القطعة النهائية، أما "المعاصرة" فهي جمالية وموقف، وليست مجرد وسيلة لتطوير إحدى أقدم الحِرف، للأسف، أغلب الاتجاهات الحديثة في السوق اليوم تُغذي ثقافة الأزياء السريعة، عبر التركيز على الإنتاج الأرخص على حساب الجودة، وغالباً دون استكشاف دور الحرفيين.
- ما هي فلسفتك الشخصية في عالم الموضة؟
في جوهر علامة HASSIDRISS هناك حكاية المرأة العصرية: تقدمية، مستقلة، وقوية بلا اعتذار، كل تصميم هو انعكاس لتعقيدها وثقتها، ويمنحها طريقة جريئة وأنيقة للتعبير عن هويتها.
امرأة HASSIDRISS تلفت الأنظار ليس بالمبالغة، بل بحضورها وأناقتها الخالدة، هذه هي اللغة التي طوّرناها على مر السنوات، القصة تتغير مع كل مجموعة، لكن اللغة تظل ثابتة، تعبيراً حقيقياً عن هوية العلامة.
كل مصمم لديه "الملهمة" أو "المُلهم"، من هو مصدر إلهامك، وكيف يتطور في مجموعاتك؟
لم أجد نفسي يوماً متعلقاً بشخص واحد كمصدر إلهام دائم، ما يُلهمني هو أعمال الناس، قصصهم، مواهبهم، صبرهم، قوتهم، رسائلهم، وقضاياهم.
- كثيراً ما تدمج بين الفن والموضة، كيف ترى العلاقة بينهما، خصوصاً في سياق الكوتور؟
أعمالنا في مجال الكوتور تطورت لتصبح شكلاً فنياً بحد ذاته، أصبح الكوتور هو وسيلتي المفضلة للاستكشاف والتعبير، سواء لتصميم زي، أو إنشاء تركيب فني، أو حتى نسيج جداري أو منحوتة باستخدام الأقمشة.
القماش لا حدود له في ما يمكنه تشكيله، خاصةً مع الإحساس الفاخر الذي يخلقه عند التفاعل معه.
- صناعة الموضة في تطور دائم، كيف تحافظ على هويتك مع مواكبة التغيير والابتكار؟
عندما تكون هويتك متجذرة في مبادئك وقيمك، ستظل دائماً متناسقاً، صادقاً، وعلى العلامة، لا شك أن هناك حاجة دائمة للنمو، لكن هذا لا يعني أن تنجرف وراء التغييرات المؤقتة. النمو لا يُناقض الثبات على الذات.
- ما القادم لعلامة HASSIDRISS؟
نحن حالياً نعمل على عدة مشاريع بالتوازي، من بينها مشروع جديد سيتفرع عن خط الكوتور باتجاه إبداعي مستقل. نحن نعمل أيضاً على تجديد معرضنا Showroom، وتطوير السوق الرقمي، واستكشاف أسواق جغرافية جديدة لنقل رؤيتنا إلى جمهور أوسع.
تابعي أيضاً: أضيفي لمستك العصرية على خزانتك الصيفية بميزانية متواضعة
