لم تكن حضارة المصريين القدماء مجرد صفحات في كتب التاريخ، بل كانت ولا تزال مصدر إلهام لا ينضب لفناني العالم. وفي عالم السينما، وجد المخرجون والمصممون في تلك الحقبة الزاخرة بالأسرار والملوك والآلهة رقعة خصبة لسرد الحكايات.
من الملاحم التاريخية الضخمة إلى أفلام الرعب الخيالية، استحضرت السينما "أرض مصر القديمة" بطرق متعددة، تارةً بدقة أكاديمية وتارةً أخرى بخيال جامح.
وفي هذا التقرير تقدم لكم "سيدتي" أبرز الأفلام التي جسّدت جمال وغموض تلك الحضارة احتفاءًا منها بافتتاح المتحف المصري الكبير اليوم 1 نوفمبر 2025.
أفلام عالمية
هنا تتبارى استوديوهات هوليوود لعرض مقدراتها التقنية وإمكانياتها الإنتاجية الهائلة لإحياء عصر المصريين القدماء على الشاشة الفضية.
المومياء (1932) The Mummy
في عمل أسس لنوع أفلام الرعب المستوحاة من حضارة مصر القديمة، قدم فيلم "المومياء" (The Mummy) عام 1932 قصة الكاهن "إمحيتب" الذي يُبعث من الموت بعد آلاف السنين. بمشاركة النجم بوريس كارلوف وإخراج كارل فرويند، نجح الفيلم في تحويل أسطورة "لعنة الفراعنة" إلى حبكة درامية جمعت بين الرعب وقصة حب تتجاوز الزمن.
لا يزال العمل، الذي استلهم من اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، مرجعاً أساسياً في تاريخ السينما العالمية وأحد أهم أعمال سلسلة "Universal Monsters" الكلاسيكية.
كليوباترا (1963) Cleopatra
بطلته هي إليزابيث تايلور في دور الملكة كليوباترا، وهو أشهر تجسيد سينمائي لها. ويمثل ذروة أفلام الملاحم التاريخية.
تميز الفيلم بديكوراته الفاخرة، وأزياء تايلور الاستثنائية، ومشاهد المعارك البحرية الضخمة. رغم انتقادات بعض المؤرخين لبعض الدقة التاريخية، يظل "كليوباترا" علامة فارقة في سينما حضارة مصر القديمة.
المومياء (1999) The Mummy
في إعادة إحياء مبتكرة للفيلم الكلاسيكي، قدّم المخرج ستيفن سومرز عام 1999 فيلم "المومياء" بطولة برندان فريزر وراشيل وايز، محولاً قصة الرعب الأصلية إلى مغامرة مليئة بالإثارة والكوميديا.
تميز الفيلم بمشاهد الحركة المثيرة، وتقنيات المؤثرات البصرية الرائدة في ذلك الوقت، خاصة في تجسيد شخصية إيمحوتب الشريرة وعقوباته السماوية. نجح الفيلم في تحقيق التوازن بين الرعب والتشويق والكوميديا الخفيفة، مما جعله عملاً مناسباً لجميع أفراد العائلة.
المومياء (2017) The Mummy
يُذكر أن الجزء الأخير من سلسلة أفلام ""The Mummy صدر عام 2017 من إنتاج استوديوهات يونيفرسال. شارك في بطولته توم كروز، سوفيا بوتيلا، وراسل كرو. وتميز الفيلم بميزانية إنتاج ضخمة وتقنيات بصرية مذهلة، خاصة في تجسيد شخصية الأميرة الآثمة "أمانيت" التي تُبعث من الموت. وسعى الفيلم لتقديم مزيج حديث من الرعب والإثارة.
يمكنك قراءة.. الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان يزور المتحف المصري الكبير
السينما المصرية
لم تكن السينما المصرية بمنأى عن استكشاف هذا التراث الضخم، لكنها غالبًا ما قدمته من خلال عدسة درامية أو فانتازية مرتبطة بالهوية المصرية.
عروس النيل 1963
في واحدة من أبرع الصور السينمائية التي مزجت بين الواقع والأسطورة، قدّم المخرج فطين عبد الوهاب في عام 1963 فيلم "عروس النيل"، الذي جمع النجمين الراحل رشدي أباظة مع لبنى عبد العزيز في قصة حب خالدة.
لم يكن الفيلم مجرد استحضار للطقوس الفرعونية القديمة المتعلقة بـ"تقديم عروس للنيل"، بل حوّلها إلى حبكة درامية رومانسية مليئة بالإثارة.
تدور الأحداث حول "سامي" (رشدي أباظة)، مهندس بترول يصل إلى الصحراء للتنقيب، ليواجه معتقدات الأهالي بقوة "لعنة العروس". في موازاة ذلك، تظهر "هاميس" (لبنى عبد العزيز)، الفتاة الغامضة التي تظهر في أحلامه مدّعية انحدارها من سلالة فرعونية وتحميها الآلهة.
تميّز الفيلم بأجوائه الفانتازية الممزوجة بالواقع، وديكوراته المستوحاة من المعابد المصرية القديمة، ليقدّم نموذجًا فريدًا في السينما المصرية، يجذب المشاهد برومانسيته وتشويقه، بعيدًا عن النمط التقليدي لأفلام الرعب أو الملاحم التاريخية الصرفة. يظل "عروس النيل" حتى اليوم شاهدا على قدرة السينما المصرية على إعادة إنتاج التراث وتقديمه بقالب درامي مشوق.
غرام في الكرنك 1967
يُعد فيلم "غرام في الكرنك" (1967) علامة بارزة في السينما المصرية. أخرجه علي رضا وبطولة فرقة رضا الاستعراضية وشخصياتها الرئيسية مثل محمود رضا وفريدة فهمي .
يقدم الفيلم مشاهد استعراضية مبهرة في أحد أعظم المواقع الأثرية في العالم، معبد الكرنك في الأقصر، مما يخلق مزيجًا فريدًا بين جمال الفن الشعبي وعظمة التراث المصري القديم. ومن أبرز ما اشتهر به الفيلم الأغنية الأيقونية "الأقصر بلدنا بلد سواح" التي أداها محمد العزبي .
فيلم "ورقة شفرة" (2008)
فيلم "ورقة شفرة" (2008) هو فيلم مصري من نوعية الكوميديا والمغامرات، من إخراج أمير رمسيس وبطولة كل من أحمد فهمي، شيكو، وهشام ماجد.
يدور الفيلم حول ثلاثة شباب مصريين يعثرون على ورقة شفرة غامضة تركها جد أحدهم (وهو عالم آثار)، تُحدد مكان كنز أثري ثمين. تقودهم هذه الورقة إلى خوض مغامرة مثيرة في مدينة الأقصر للبحث عن هذا الكنز، لكنهم يواجهون مطاردة من قبل مافيا دولية تُطارد الكنز نفسه. وتميز الفيلم بدمجه بين الخلفية التاريخية والكوميديا.
يمكنك قراءة.. شريهان تخطف الأنظار بمشاركتها في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير
تبقى حضارة مصر القديمة كنزًا سينمائيًا دائمًا سواءً قدمتها السينما كحقيقة تاريخية مجسدة بضخامة، أو كخلفية لقصص رعب وخيال، أو كجزء من سردية هوية وصراع وجود، فإن سحرها قادر دائمًا على جذب الجمهور.
ومع تطور التقنيات السينمائية مثل المؤثرات البصرية والواقع الافتراضي، فإن الباب مازال مفتوحًا أمام المزيد من الأعمال التي يمكنها أن تغوص أعمق في هذا العالم الخالد، لتقدم لنا رؤى جديدة لعظمة هذه الحضارة.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».





