توفي منذ قليل المؤلف أحمد عبد الله، أحد أبرز كتّاب السينما المصرية في الألفية الثالثة، وصاحب البصمة المميزة في عدد من أنجح الأفلام الجماهيرية والاجتماعية، ليلحق بصديق عمره وشريك نجاحه المخرج سامح عبد العزيز الذي فارق الحياة في شهر يوليو الماضي.
ويشيع جثمان الراحل من مسجد السراج المنير أمام حى الدقي غدا الخميس عقب صلاة الظهر، فيما تتقبل أسرته واجب العزاء يوم السبت بمسجد الشرطة بالشيخ زايد.
ونعت شركة السبكي للإنتاج الفني المؤلف أحمد عبد الله في بيان رسمي جاء فيه: "تنعي شركة السبكي للإنتاج الفني والتوزيع، والمنتج أحمد السبكي، وكافة العاملين بها، ببالغ الحزن والأسى، الكاتب الكبير أحمد عبد الله. تغمده الله بواسع رحمته".
من هو أحمد عبد الله
وُلد السيناريست أحمد عبد الله في حي بين السرايات بالقاهرة يوم 1 أبريل 1965. تخرّج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وخلال دراسته الجامعية كتب مسرحيات مأخوذة عن أعمال عالمية، بتصرف منه، قُدمت على خشبة مسرح الجامعة.
بدأ مشواره المهني من المسرح بعد تخرجه مباشرة، حيث قدّم أعمالًا مثل عالم قطط، والابندا، وحكيم عيون، قبل أن ينطلق إلى السينما ويشارك في كتابة أفلام أصبحت من علامات الكوميديا المصرية في مطلع الألفية، مثل عبود على الحدود، وغبي منه فيه، مرورًا ب يا أنا يا خالتي وكركر.
ثنائية فنية مع سامح عبد العزيز
عام 2008 شكّل أحمد عبد الله نقطة تحول في مسيرته، حين التقى بالمخرج سامح عبد العزيز، فبدأت بينهما ثنائية فنية ناجحة أعادت تعريف الواقعية الاجتماعية في السينما المصرية.
قدّما معًا أفلامًا بارزة مثل كباريه، الفرح، الليلة الكبيرة، ومسلسل الحارة، إلى جانب أعمال درامية أخرى مثل بين السرايات ورمضان كريم.
شاعر يكتب بالضحك والدموع
كان أحمد عبد الله شاعرًا أيضًا، وله ديوان منشور وعدد من الأغنيات التي كتبها لمسرحياته، إضافة إلى أغنية قدّمها للمطربة الراحلة ذكرى.
وفي مسيرته الممتدة، كتب عبد الله أعمالًا أضحكت الجمهور وأبكته في الوقت نفسه، حيث جمع بين السخرية والوجع، والإنسانية والتراجيديا، في معادلة فنية نادرة. فمن شاهد أفلام الناظر أو غبي منه فيه، ربما يصعب عليه أن يصدق أن الكاتب نفسه هو من صاغ فيلم ساعة ونص (إخراج وائل إحسان، 2012)، أحد أكثر الأفلام المصرية شاعريةً وقتامةً، والذي تناول كارثة القطار كمشهد رمزي لوطن بأكمله يواجه مصيره القاتم.
دراما المكان واللحظة
امتاز أحمد عبد الله بقدرته على تكثيف الحدث الدرامي في إطار زمني ومكاني محدود، وفقًا لقواعد التراجيديا الإغريقية التي تبدأ وتنتهي في يوم واحد.
فنجد أحداث كباريه تدور في ليلة واحدة تنتهي بانفجار، بينما يرصد الفرح حكاية ليلة زفاف يتحول فرحها إلى مأساة قرب الفجر، وينسج الليلة الكبيرة لوحات إنسانية حول ضريح أحد الأولياء تنتهي بدورها بكارثة.
أما ساعة ونص، فكان ذروة هذا الأسلوب، إذ حصر الكاتب المأساة في عربة قطار واحدة خلال أقل من ساعتين، تنتهي بتحطم القطار في مشهد يجمع رمزية الوطن كله.
أطلعوا على سامح عبد العزيز الصاحب الجدع ومنقذ المواقف.. قدم محمد سعد بشكل مختلف وأنقذ هنيدي ودينا الشربيني
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».





