هل تبحثين عن وجهة أوروبية هادئة تجمع بين سحر الطبيعة وغنى الثقافة والتاريخ؟ ربما تكون ليتوانيا هي تلك الوجهة التي لم تخطر على بالكِ بعد، لكنها قادرة على أن تأسر قلبكِ من اللحظة الأولى. هذه الدولة المطلة على بحر البلطيق؛ تُعدّ جوهرة خفية بين بلدان أوروبا، حيث تمتزج مناظرها الطبيعية البكر بأجوائها الريفية الأصيلة وتاريخها العريق. إذا كنتِ من عشّاق المدن، فستجدين في كاوناس متعة استكشاف العمارة الأنيقة، بينما تدعوكِ فيلنيوس، العاصمة، للتجول في أزقتها المرصوفة بالحجارة ومبانيها التي تمزج بين الطراز الباروكي والقوطي، وللتمتع بإطلالة بانورامية من فوق تلّ جيديميناس. أما إذا كنتِ تبحثين عن الراحة والهدوء، فمدينة دروسكينينكاي تنتظركِ؛ بعلاجاتها المعدنية الشهيرة وجلسات السبا التي تجدد طاقتكِ وتنعش حواسكِ. ولمحبّات الطبيعة، تُعد دلتا نهر نيمانوس ملاذاً لعشّاق مراقبة الطيور، حيث تتراقص أسراب اللقالق والبط والإوز في مشهد طبيعي يأسر الأبصار.
استكشفي الكثبان الرملية في لسان كورونيان

مغطّى بغابات الصنوبر ومتعرّج بالكثبان الرملية العملاقة التي منحته لقب صحراء ليتوانيا، يمتدّ لسان كورونيان، وهو شريط ضيّق من الأرض لا يزيد عرضه على كيلومتر واحد في بحر البلطيق. تُعدّ قراه الأربع نيدا، يوودكرانتِه، بيرفلكا، بريلا؛ وجهات مثالية لإقامة هادئة، مع وجود مسارات دراجات تربط بين نيدا ويوودكرانتِه؛ تتيح لكِ فرصة رائعة لاكتشاف أبرز معالم المنطقة. لا تفوّتي زيارة كثيب بارنيديس العملاق أو متحف ميزغيريس للعنبر المتطور في نيدا. كما يمكنكِ تسلّق كثيب فيتسيكرُوغاس في طريقكِ إلى بريلا وكثيب ناغليو قرب بيرفلكا؛ للاستمتاع بإطلالات مذهلة على ما يُعرف بـ الكثبان الميتة، مع إمكانية الانتعاش بغطسة في مياه البلطيق المنعشة خلال الرحلة.
تعرّفي إلى ثقافة ليتوانيا في متنزه دزوكيا

تزدهر التقاليد الريفية في أقصى جنوب ليتوانيا، حيث لا تزال القرى وسط غابات دزوكيا تحافظ على نمط الحياة التقليدي. هناك، يجني السكان المحليون محاصيلهم بالمناجل، وينسجون الصوف والكتان بأيديهم، ويبرعون في فنون نحت الخشب وصناعة السلال اليدوية المتقنة. لاستكشاف هذا النمط الأصيل من الحياة، يمكنكِ الإقامة في مزرعة ريفية في ميركينيه أو مارسينكونيس أو غيرهما من القرى القريبة. استكشفي المتنزه سيراً على الأقدام أو بالدراجة على المسارات المخصصة، ولا تفوّتي التعرّف إلى حرفيي الفخار على طول مسار أسرار الطين الأسود، الذي يمتدّ لمسافة 12 كيلومتراً، ويربط ميركينيه بعدة قرى تمارس هذا الفنّ العريق في صناعة السيراميك.
استمتعي بجمال عمارة كاوناس
في فترة وجيزة كانت فيها كاوناس عاصمة ليتوانيا عندما كانت فيلنيوس تحت السيطرة البولندية، ازدهرت المدينة كمركز للتجديد والأمل في فترة ما بين الحربين العالميتين. ما زالت هذه الروح حاضرة اليوم في مباني الآرت ديكو المحفوظة بعناية. ابدئي جولتكِ في البلدة القديمة المرصوفة بالحصى وقلعتها التاريخية، ثم اتجهي عبر جادة "ليسفِس أليه" المظللة بالأشجار نحو المدينة الجديدة، حيث تنتظركِ متاحف رائعة ومبانٍ مدهشة من القرن العشرين، مثل سينما روموفا، التي لا تزال تعمل حتى اليوم. لا تفوّتي زيارة متحف الآرت ديكو ومتحف مدرسة أمستردام للهندسة المعمارية، حيث ستُتاح لكِ جولة داخل شقق تاريخية ما زالت تحتفظ بديكورها الأصلي، مع قصص مشوقة عن حياة أصحابها السابقين. يجب حجز الزيارات مسبقاً في كلا المتحفين، وغالباً ما تكون هذه التجربة نقطة محورية لتخطيط رحلتكِ إلى كاوناس.
استرخي في بلدة دروسكينينكاي
تقع دروسكينينكاي بين الغابات وعلى ضفاف نهر تحيط به أشجار الصنوبر، وقد اشتهرت منذ القرن الثامن عشر بخصائص مياهها المعدنية المالحة ذات الفوائد العلاجية. يمكنكِ تذوّق هذه المياه في منتجع دروسكينينكاي الصحي أو الاستمتاع بها في غراند سبا ليتوفا وسبا فيلنيوس ومينيرال سبا دراوغيستيه أو الإقامة في أحد فنادق السبا لتجربة جلسات الحمامات الطينية، والعلاج بغرف الملح، والتدليك العميق والعلاج بالأكسجين.
زيارة متنزه أوكشتايتيا الوطني
يُعد متنزه أوكشتايتيا الوطني أقدم منطقة محمية في ليتوانيا، وهو واحة خضراء تتوشّح بغابات الصنوبر والتنوب، وتتناثر فيها عشرات البحيرات البراقة، ما يجعله الوجهة المفضلة لسكان المدن في فصل الصيف. يمكنكِ الانضمام إليهم في التنزه سيراً على الأقدام، أو ركوب الدراجات عبر مسارات الغابات المتشابكة، أو تسلّق تلّ لاداكالنيس وجمع ثمار التوت الأزرق والفراولة البرية، والسباحة في المياه العذبة أو التجديف باستخدام الكاياك أو ألواح التجديف. كما يتيح المتنزه فرصة للتعرّف إلى التراث الريفي الليتواني في القرى الصغيرة، مثل متحف تربية النحل القديم قرب قرية ستريبيكياي، والطاحونة المائية التي تعود إلى القرن التاسع عشر في قرية جينوتشياي، والتي لا تزال تعمل حتى اليوم. بلدة إغنالينا توفر أكبر خيارات الإقامة والمطاعم، بينما تُعد بالوشيه المركز الرئيسي للأنشطة المائية.
اكتشفي العاصمة فيلنيوس

الاختيار بين معالم فيلنيوس الكثيرة قد يبدو محيّراً، لكن لا يمكنكِ أن تخطئي بالبدء في البلدة القديمة المحفوظة بشكل رائع، حيث يعيش السكان المحليون بين الأزقة المرصوفة بالحجارة والمباني التي تمزج بين الطراز الباروكي والقوطي وعصر النهضة. زوري الجامعة العريقة وساحة الكاتدرائية ذات البرج المائل، واستمتعي بالإطلالة من تلّ جيديميناس. ثم توجّهي إلى حيّ أوجوبيس الشهير بروحه الفنية المتمرّدة، وتأمّلي الفن المعاصر في متحف MO. يمكنكِ القيام برحلة يومية إلى مدينة تراكاي القريبة، حيث يقع أجمل قصر في ليتوانيا على جزيرة في بحيرة غالفيه.
تابعي المزيد: السياحة في فيلنيوس .. أجمل الأماكن وأفضل الأنشطة
شاهدي الطيور في دلتا نهر نيمانوس
عند مصبّ نهر نيمانوس في بحيرة كورونيان جنوب ميناء كلايبيدا، تمتد دلتا مائية تعجّ بالحياة البرية، وتُعد موطناً لـ 270 نوعاً من أصل 294 نوعاً من الطيور في ليتوانيا. من السهل للغاية مراقبة الطيور هنا، حيث تطلّ اللقالق من أعشاشها فوق أعمدة الكهرباء بينما تتجهين جنوباً نحو رأس فينتيه الممتد داخل البحيرة. عند نهاية الرأس، زوري محطة فينتيس راغاس لعلم الطيور وهي محطة لرصد وهجرة الطيور على أحد أهم مسارات الهجرة الممتدة من القطب الشمالي إلى شرق إفريقيا، حيث يمكنكِ مشاهدة الرافعات والبط والإوز والعصافير خلال فصلي الربيع والخريف. خذي معكِ منظار مراقبة الطيور؛ لرؤية أنواع مثل الغطّاس الكبير ذي العرف، والخوالد السوداء الجناحين وهي تسبح على سطح البحيرة.





