mena-gmtdmp

حرفيّات سعوديات يتألّقن في بنان 2025.. إبداع في تأصيل الحِرف اليدوية وتطويرها

بنان 2025
الحرفيات السعوديات يتصدرن معرض بنان ويستعرضن التراث والإبداع - الصورة من "واس"

تميز الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان 2025"، الذي تنظّمه "هيئة التراث"، بحضور نسائي لافت قدّم صورة حيّة لقطاع تقوده الأيدي الماهرة للنساء في المملكة العربية السعودية، إلى جانب تنوّع الحرف واتساع مشاركة المناطق المختلفة، إذ يُعدّ "بنان" مساحة تتقاطع فيها أصالة الإرث مع ملامح المستقبل.

حضور نسائي لافت في معرض بنان 2025

وأبرز ما ميّز دورة "بنان" الأخيرة الحضور النسائي اللافت، وما بدا في الوهلة الأولى مجرد تفوّق عددي، أكدته الأرقام باعتباره واقعًا راسخًا، حيث كشفت منصة "أبدِع"، المعنية بحصر وتسجيل الحرفيين المرخّصين في المملكة، حتى عام 2025 عن وجود 5025 حرفيًا سعوديًا، تشكّل النساء منهم 3835 امرأة مقابل 1190 رجلًا فقط، وهي نسبة تتجاوز ثلاثة أرباع القطاع.

وأظهرت البيانات أيضًا، أن الانتشار النسائي يشمل مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، إذ تتصدّر الرياض بـ 995 حرفيًا، تليها مكة المكرمة بـ 872، ثم المدينة المنورة بـ 534، ثم المنطقة الشرقية بـ 418، هذا بالإضافةً إلى حضور بارز للمناطق الأخرى بما يعكس اتساع قاعدة الممارسات الحرفية.

ربط الماضي بالحاضر

وتفسّر هذه الخريطة الرقمية ما يجري داخل أجنحة الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان 2025"؛ فالحرف التي طوّرتها النساء السعوديات مثل: (السدو والنسيج والتطريز والمشغولات النخلية والحرف الورقية) انتقلت من مهام منزلية متوارثة إلى مصادر دخل حقيقية ووسائل للتمكين الاقتصادي، ليتحوّل المعرض من مجرد احتفاء بالتراث إلى نافذة واسعة للسوق.

وفي "بنان"، تجد الحرفية القادمة من قرية صغيرة أو مدينة بعيدة نفسها أمام جمهور يشاهد أعمالها للمرة الأولى، تسرد قصة القطعة، وتعرض مهارتها، وتلمح في تفاعل الزوار مزيجًا من الدهشة والفخر، وتتحوّل كل عملية شراء أو استفسار أو صورة تُلتقط إلى خطوة جديدة في رحلتها المهنية، حيث تصبح الحرفة حوارًا بين الماضي والحاضر، لا مجرد منتج يُباع.

الحرف اليدوية التي طورتها النساء السعوديات حوّلت بنان من مجرد احتفاء بالتراث إلى نافذة واسعة للسوق - الصورة من "واس"

نساء يقُدن مسار الحرف اليدوية بثقة متنامية

وحين تشير الأرقام إلى أن النساء يشكّلن أكثر من 75% من هذا القطاع، فإن أروقة معرض "بنان" يُترجم هذه الإحصاءات إلى واقع ملموس يعرض ذلك بوضوح: (نساء يبتكرن، يعرضن، يبعن، ويقُدن مسار الحرف اليدوية بثقة متنامية)، في وقت تتسارع فيه صناعة الاقتصاد الإبداعي داخل المملكة العربية السعودية عامًا بعد عام، ما يمنح الحرفيات الفرص في الإبداع والأفق الجديد، حيث تمتزج ذاكرة الحرفة بطموح الحاضر، وتتقاطع يد الماضي مع رؤية المستقبل.

تجدر الإشارة إلى أن الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان 2025"، الذي تنظّمه هيئة التراث، يأتي ضمن جهود وطنية تهدف إلى إبراز الحرف اليدوية كجزء أساسي من الهوية الثقافية للمملكة، وتعزيز حضورها في المشهد الإبداعي المعاصر.

ويهدف المعرض، إلى تسليط الضوء على الحرفيين ودعمهم وتمكينهم، إلى جانب التبادل الثقافي الدولي عبر مشاركة حرفيين من دول متعددة، بما يعكس غنى وتنوع التراث السعودي، كما يتيح المعرض للزوّار التواصل المباشر مع الحرفيين للتعرّف على المواد والأدوات وتقنيات الإنتاج، وفهم الاستخدامات العملية للقطع المعروضة واقتنائها.

في سياق متصل: جناح الطفل في بنان.. رحلة تفاعلية تُعيد تشكيل الحِرَف بعيون الجيل الجديد

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس